أ. بن يحي سهام
جامعة جيجل / الجزائر
ملخص
إن قضية العنف قضية مجتمعية أخلاقية ترجع أساسا إلى تراجع القيم الاجتماعية في المجتمع ،و تتطلب لمواجهتها مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة ،المسجد ، المدرسة ، وخاصة وسائل الإعلام بكل أشكالها المقروءة و السمعية و البصرية نظرا لما تمتلكه هذه الأخيرة من خصائص و إمكانيات تكنولوجية متنوعة تساعدها في التأثير على المجال المعرفي و الوجداني و السلوكي للفرد.غير أن دراسات علمية كثيرة أكدت على الدور الرئيسي لهذه الوسائل في نشر العنف في المجتمع لاسيما عند فئة المراهقين والأطفال – من خلال ما تبثه من برامج مليئة بصور و مشاهد العنف- أما البعض الآخر فقد قلل من تأثيرها واعتبرها فقط من بين العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة نسبة العنف إلى جانب عوامل أخرى كالظروف الاجتماعية والاقتصادية.
بالمقابل يمكن استغلال التأثير الكبير لوسائل الإعلام على سلوك الفرد لمواجهة العنف بمختلف أشكاله (الجسدي اللفظي، الرمزي).ومن خلال هذه المداخلة نحاول أن نبين كيف يمكن بناء إستراتجية إعلامية قادرة على تنمية القيم الاجتماعية التي تنبذ العنف و تدعو إلى الحوار و التواصل بين أفراد المجتمع عند التعامل مع بعضهم البعض لاسيما إذا كان هناك تكامل و تناسق بين هذه الوسائل .