ترجمة: محمد أسليم*
لم يكن رُوَّاد الأنثروبولوجيا يجدون صعوبة في الانتقال من الإثنولوجيا إلى الفلكلور ودراسة الآداب الكلاسيكية الشرقية أو الغربية. فقد كانوا هم أنفسهم في أغلب الأحيان رجال أدب، وكانت تلك الآداب تشكل أساسا للتكوين الذي تلقوه[1]. أما الرحالة والمبشرون[2] الذين أمدّوهم بالملاحظات والنصوص فكانوا هم الآخرون يتوفرون في أغلبهم على ثقافة أدبية. ومع أن اهتمام هؤلاء بالإثنولوجيا واللغة كان يفوق اهتمامهم بالأعمال الأدبية المحضة، لأن اهتمام الأنثروبولوجيا خلال تلك الفترة كان ينصب أساسا على التراث والأدب الشفهيين[3]، فإنهم كانوا يتأثرون بالفن والمواهب الشفهية، ولذلك لازال هذان الأخيران يحضيان إلى اليوم باهتمام الأنثروبولوجيين المتخصصين في دراسة اللغة والأدب.