سيرورة الرمز من العتبة إلى وسط الدار

tunis

سيرورة الرمز من العتبة إلى وسط الدار

 قراءة أنثروبولوجية في السكن التقليدي التونسي

عماد صولة*

يؤلّف السكن صورة لعلاقة التمفصل بين الحاويات و محتوياتها الرمزية، فلا معنى هنا للمقابلة بين السكن بوصفه فضاء ماديا قائما على تحويل هندسي وظيفي للمكان و السكن باعتباره معيشا و متخيلا يرشح بالتمثلات و الرموز، لأنّ عملية التحويل ثمّ الاستغلال تتمّ وفق نماذج ثقافية مستمدّة حتّى

إقرأ المزيد

الإعاقة والتمثلات الاجتماعيّة في المجتمع التونسي

  tar-o-yazit

 د.الحبيب النّهدي[1]

الإهداء إلى أبني يُمْنْ جعلت اسمه لمقاماتي وحركاتي وسكناتي

‘‘الوصم المتصل بالإعاقة يؤدي إلى القمع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء العالم’’[2] بيثاني ستيفنر

تقديم عام:

هل يمكن حل التناقض بين وصم الشخص بالإعاقة ومحاولة إدماجه في نفس الوقت؟ فهذا التساؤل يحيلنا إلى لبّ المشكل المتمثل في محاولة إدماج من هو غير قادر على ذلك. فكأنّما هي  مفارقة تدعو للاستهجان والسخرية ولا سبيل إلى حلّ الإشكال والخروج من مأزق

إقرأ المزيد

شجرة الزيتون: موروث تاريخي و ثقافي هام في المجتمع الصفاقسي

شجرة الزيتون صفاقس

لبنى  المسعودي بوحاجب

يندرج بحثنا هذا ضمن البحوث التاريخية المنوغرافية التي تؤرخ لجهة معينة وتركز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بها،والحقيقة أن هذا التوجه تعمق منذ سبعينات القرن العشرين داخل مدرسة “الحوليات” الفرنسية وعلى يد “جاك لوغوف”[1]  Le Goff »  « jacques  وغيره. نشأت في هذا الإطار العديد من الدراسات المنوغرافية والمحلية والجهوية ( أو كما أسماها “عبد الله العروي” بالمبحثة”[2]) التي اهتمت

إقرأ المزيد

سيميائية الفضاء وتعقل المشكلات المدينية

د.شهاب اليحياوي– تونس


دعنا نتّفق أوّلا ، قبل استدعاء مختلف مقاربات الفضاء ، على شبه أو تغييب عديد حقول البحث العلمي لمفهوم الفضاء ، لا فحسب ضمن علم الإجتماع بل أيضا لدى غالبية علماء الإقتصاد مثلما علماء النفس . يبدو الاهتمام بالفضاء غائبا أو إن سجّل حضوره فلا يتعدّى العرضي والهامشي . ذلك أنّنا لم نجد تخصيصا لمجال تعريفيّ بمفهوم الفضاء والفضاء الإجتماعي ضمن عدد هائل من البحوث الإجتماعية والحضرية بالخصوص نظرا للعلاقة الترابطيّة بين إثارة المديني وإستدعاء مفهوم الفضاء وحتّى إن وردت في البعض منها فإشارة لا تعميقا (1) . وهي ذات الملاحظة التي وقف عليها كلّ من : بيارمرلان و فرنسواز كواي في معجمهما (2)
تشكّل المقاربة السيميائية للفضاء أهمّ المنطلقات النظرية التي يستوجبها البحث الإمبريقي الذي ينشد إستقراء الفضاء المديني وكيفيات شغله من قبل الفاعلين الإجتماعيين وإنعـكاساته على متعدّد أصعدة تمظهر المدينة . وينكشف الفضاء في مدلوله السيميائيّ كمنظومة علامات يقتضي لدى أوستكوفتسكي إستدعاء مقولة الإستعمال أو الإستخدام الذي يقيمه الفاعل للفضاء الذي يحتلّه ويشغله . فمعنى الفضاء وهذا هو المهمّ يستدلّ عـليه لدى فايري أيضا عبر ومن زاوية الممارسة الإجتماعية للفضاء . يدعو فايري الى مقاربة الفضاء ضمن سيميائيّة متمفصلة في منظومة دلالة . فالفضاء  ” لا يعني البحث إذا لم يكن دالاّ من زاوية ممارسة إجتماعية وإن لم يكن دالاّ لشخص ما ” (3) ولعلّ وجهة النظر المعيّنة التي يجب أن يتّجه التحليل السيميائي للفضاء إليها التي يتحدّث عنها تابوري هي ذاتها التي يؤكّد عليها إتّجاه فايري أي الممارسات التي تحدث داخل هذه الفضاءات التي يقاربها تابوري كأمكنة مجرّدة أين يمكن للسيميائيّ أن يصف الأشياء الحقيقيّة لكن في علاقتها ببعضها . هذه العلاقات وبالمثل دلالة الفضاء السيميائي هما معطيان للتحليل من زاوية الممارسات داخل الفضاءات أو الأمكنة . فلفضاء ما ” هنالك ممارسة إجتماعيّة ” (4) .

إقرأ المزيد

«قفة» العروسة التونسية

عالم شخصي مليء بالعجائب واللذائذ

المنجي السعيداني

قفة العروس التونسية

لكل بلد خاصيته وخصوصيته، ولكل مناسبة طقوسها المختلفة والمتميزة، وهذا ما تؤكده عادة «قفة» العروس التونسية. فقد جرت العادة، قبل أيام قلائل من حلول يوم الزفاف، أن يحضر العريس قفة عروسه، وهي عبارة عن مجموعة من المواد المتنوعة التي «يعمرها» العريس في «القفة»، ومعناها السلة، كما يقول التونسيون، ويهديها إلى عروسته، كهدية لا يجب أن يعرف محتواها غير العريس والعروسة والمقربين جدا منهما. وتعتبر هذه العادة من الطقوس التي تصر عليها العائلات التونسية، وفي حال نقص عنصر من عناصرها، فإن العريس يواجه عدة مشاكل مع أسرته الجديدة، خصوصا أنه ليس له عذر في نقصها. ففي العاصمة التونسية القديمة، وبالتحديد في أسواق المدينة العتيقة، يمكنه أن يجد ضالته دون الكثير من العناء، أما في المدن والقرى التونسية الأخرى، فإن بعض المحلات التجارية متخصصة في مثل تلك الأصناف من المواد، خاصة خلال موسم الصيف، موسم الزيجات والأفراح. ويغتنم التجار هذا الموسم ويزيد طمعهم عندما يعرفون أن «القفة» ومحتوياتها موجهة إلى عروسة؛ فيزيدون في الأسعار، بحجة أن الأمر كله من باب البركة التي تحل على العروسين.

إقرأ المزيد