الفرد والمجموعة والبناء الزعامي للظاهرة السياسية
للدكتور المولدي الأحمر
بقلم : مؤلف الكتاب
موضوع الكتاب و أسئلته
الموضوع العام لهذه الدراسة هو الجذور الاجتماعية للدولة الحديثة في ليبيا. والموضوع الدقيق الذي اشتغل به صاحب البحث هو الكيفية المتعددة الآليات والأشكال والرموز التي كان الأفراد والمجموعات يبنون بها الظاهرة السياسيّة في ليبيا خلال القرن 19، والمسارات الاجتماعية الداخلية والخارجيّة، المتنوعة واللاّيقينية التي عرفتها هذه الظاهرة وتولّدت عنها في منتصف القرن العشرين “دولة ليبية حديثة”. وظاهرة نشأة “الدولة الحديثة” مازالت في البلاد المغاربيّة والعربيّة عموما، كما في كثير من مناطق العالم الأخرى ( و هو ما تبينه المقارنة التي يقوم بها الباحث في أطروحته –الفصل الأخير- بين المثال الليبي و المثال المغربي)، بمثابة اللّغز الذي تستعصي عناصره عن التفكيك والتفسير والفهم. هل تعدّ الدولة في هذه البلاد حديثة وبأي مقياس؟ وما معنى أن تكون الدولة حديثة ومتى تصبح كذلك، وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيها لنقول إنها حديثة؟ ما الذي يفسّر في البلاد المغاربيّة أننا نتحدث الآن عن وجود دولة حديثة دون الإقرار بوجود الحداثة السياسية؟ هل يمكن وجود أحدهما دون الآخر؟ ثم ما هي الرهانات المعرفية و الإيديولوجية التي تكمن وراء طرح سؤال الدولة الحديثة في حد ذاته ؟