الأنثروبولوجيا العضوية (الطبيعيّة ) Physical Anthropology

أولاً- تعريف الأنثروبولوجيا العضوية (الطبيعية أو الفيزيقية)‏
تعرّف بوجه عام، بأنّها العلم الذي يبحث في شكل الإنسان من حيث سماته العضوية، والتغيّرات التي تطرأ عليها بفعل المورّثات. كما يبحث في السلالات الإنسانية، من حيث الأنواع البشرية وخصائصها، بمعزل عن ثقافة كلّ منها. وهذا يعني أنّ الأنثروبولوجيا العضوية، تتركّز حول دراسة الإنسان / الفرد بوصفه نتاجاً لعملية عضوية، ومن ثمّ دراسة التجمعّات البشرية / السكانية، وتحليل خصائصها.‏

وتهتمّ هذه الدراسة بمجالات ثلاثة هي :‏

– المجال الأوّل : ويشمل إعادة بناء التاريخ التطوّري للنوع الإنساني، ووصف (تفسير) التغيّرات التي كانت السبب في انحراف النوع الإنساني، عن السلسلة التي كان يشترك بها مع صنف الحيوانات الرئيسة .‏
– المجال الثاني : يهتمّ بوصف (تفسير) التغيّرات البيولوجية عند الأحياء من الجنس الإنساني. وتمتدّ هذه الأبحاث لتشمل : العلاقة الكامنة بين التركيب البيولوجي من جهة، والثقافة والسلوك من جهة أخرى.‏
– المجال الثالث : وهو تخصّص هام في علم الأنثروبولوجيا العضوية، ويبحث في الرئيسات : علاقاتها مع بيئاتها، تطوّرها، سلوكها الجماعي.‏
ومن أجل إعادة بناء التاريخ التطوّري للإنسان، يعمل علماء الأنثروبولوجيا الطبيعية – أحياناً- ما يعتبره غالبية الأنثروبولوجيين العمل الأكثر سحراً في الأنثربولوجيا العضوية، وهو البحث عن المستحاثات، ولا سيما تلك التي تتعلّق بالنوع الإنساني، وبأسلافه من الرئيسات التي وجدت من قبله. Daniel , 1990,8))‏
ويستخدم مصطلح الأنثربولوجيا الطبيعيّة (العضوية) للإشارة إلى ذلك العلم الذي يهتمّ بدراسة الجانب العضوي (الحيوي) للإنسان، منذ نشأته كنوع حيواني على سطح الأرض، وقبل فترة زمنية تزيد على ثلاثة ملايين سنة ونيّف، وحتى الوقت الحاضر الذي نعيش فيه.‏
إنّ الموضوع الأساسي في الأنثروبولوجيا العضوية (الفيزيائية) هو الاختلاف البيولوجي الذي يطرأ على الكائن الإنساني في الزمان والمكان .. والشيء الذي ينتج غالبية هذه الاختلافات، هو اتحاد المقومات الوراثية مع البيئة .. فثمّة تأثيرات بيئية لها صلة مباشرة بهذا الموضوع، مثل : (الحرارة، البرودة، الرطوبة، أشعة الشمس، الارتفاع، والمرض ..). وهذا التركيز على اختلاف الكائن الإنساني عن غيره من الرئيسات، يضم خمسة تأثيرات محدّدة تدخل في سياق الأنثروبولوجيا العضوية، وهي :‏
1- نشوء الكائن الشبيه بالإنسان، كما تمّ الكشف عنه من خلال التقارير التي نجمت عن البحث في المستحاثات (الأنثروبولوجيا القديمة ).‏

إقرأ المزيد

عرض عام لكتاب العرق والتاريخ

randh

 لتحميل الكتاب أنقر فوق صورة الغلاف أو انقر هنا

تقديم :

يلخّص هذا العرض أهم طروحات الأنثروبولوجي الفرنسي “كلود ليفي ستروس” (Claude Levi Strauss) ، كما نظمها في كتابه “العرق والتاريخ”(*)، ويستهدف أساساً تقديم الكتاب ، ثم تأسيس

إقرأ المزيد

التعددية الإثنية: إدارة الصراعات وإستراتيجيات التسوية

.

التعددية الإثنية: إدارة الصراعات وإستراتيجيات التسوية

-عنوان الكتاب: التعددية الإثنية: إدارة الصراعات وإستراتيجيات التسوية
-المؤلف: محمد مهدي عاشور
-الطبعة: الأولى 2002
-الناشر: المركز العلمي للدراسات السياسية، الأردن

اكتسبت التعددية الإثنية أهمية خاصة بسبب كونها وراء الصراعات التي تشهدها مجتمعات ودول كثيرة في مختلف أنحاء العالم، وأدت إلى انهيار دول مثل الصومال وليبيريا، أو إلى حروب طويلة وتغيير أنظمة سياسية في دول مثل الكونغو والسودان ورواندا وبوروندي، أو إلى أزمات وتوترات وانقسامات سياسية مثل إندونيسيا وإسبانيا والولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية

إقرأ المزيد

الجماعة الإثنية Ethnic

الجماعة الإثنية Ethnic

ظهر هذا المفهوم في الأساس للتحايل على الدلالات اللغوية المباشرة لمفهوم الأقلية التي تشير إلى القلة العددية، وكذلك على ميراثه التاريخي الذي يشير ولو بطريقة لا شعورية في التراث الغربي إلى مفهوم التعصب العنصري بمعنى إعلاء شأن من يمثل الأصل القومي والتمييز ضد من لا يمثله والتشكيك من ثم في صدق انتمائه.

ومنذ استخدام مفهوم الجماعة الإثنية لأول مرة في عام 1909، فإنه صار أحد أكثر المفاهيم خلافية حيث تردد مضمونه بين التعبير عن جماعة فرعية أو أقلية، والتعبير عن جماعة أساسية أو أمة أو الجمع بين المعنيين باعتبار أن من الشعوب من يملك كل خصائص الأمة ومقوماتها وإن لم تكن له دولته المستقلة فالجماعات

إقرأ المزيد

كتاب العرق والطبيعة والثقافة.. من “منظور أنثروبولوجي

كتاب العرق والطبيعة والثقافة.. من "منظور أنثروبولوجي

عنوان الكتاب: العرق والطبيعة والثقافة.. من “منظور أنثروبولوجي
المؤلف: بيتر ويد
عدد الصفحات:170
الطبعة: الأولى 2002
الناشر: بلوتو، لندن

يأتي هذا الكتاب لبيتر ويد المحاضر في جامعة مانشستر البريطانية ليضاف إلى سجل كتاباته حول الأقليات العرقية والإثنيات.. والواقع أن الكتاب يتناول موضوعا يمكن القول إنه الآن في مرحلة التفاعل تحت السطح، أو إن الجزء الظاهر منه هو رأس الجبل الجليدي المختفي تحت مياه البحر.

فعمليا وبعد أن تبدى ولسنوات -ولا سيما في أعقاب الحرب العالمية الثانية- أن المناهج التي تعتمد التقسيمات العرقية والتركيبات الجينية البيولوجية أساسا للتفريق بين المجموعات البشرية قد تراجعت. وتزايدت مؤخرا قوة اتجاه مضاد يرى أن هناك تعسفا في تقزيم أهمية البيولوجيا في فهم الظواهر السلوكية والاجتماعية.

إقرأ المزيد