إن تصوراتنا عن العرق والأمة والجنس –أسوة بمفاهيم مقابلة لها-ماهي إلا أطر ورثناها عن فترة المماليك والإمبراطوريات. فمفاهيم مثل العبد والسيد مثلاً هي أطر ثقافية وفكرية ومجتمعية واقتصادية سادت في فترة ما من التاريخ، تاريخ معظم الجماعات البشرية شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً.
وإذا كانت هذه الأطر موروثة فلابد وأنها محل نقد، وإذا ما تم تخليص بعض المفاهيم من القيم الشائنة التي سادت طويلاً فإن مفاهيم أخرى لم تزل تثير الجدل بسبب ماضيها المثقل ومنها مفهوم العرق حيث لم يزل السؤال يطرح حول الذاتية الفردية من أنا؟ وماذا أنا؟ ولماذا أنا؟.
وهنا لابد لنا من اللجوء إلى الاستعارة خصوصاً عندما نستخدم تصنيفات عرقية ونناقش مسائل وشؤون عامة مثل العمال والسكن والتعليم والثقافة الخ…. وهنا أيضاً لابد لنا من أن نربط تاريخ العرق race بالماضي الكولونيالي المتشابك مع العلاقات البشرية فيما بينها، حيث بدأ يتشكل خطاب عرقي حين ألحت الضرورة الاقتصادية على ذلك. ففي القرن الثاني عشر كان البريطانيون ينظرون إلى الإيرلنديين على أنهم متوحشون وقبل ذلك تم استعباد الأفارقة بدءاً من القرن الثامن عشر.