إن أي شعب يملك ثقافة خاصة به تساعده على استمرارية وجوده عبر تاريخه الطويل، وتتفق مع ذاته ومع الطبيعة من حوله، وليس بمقدورنا أن ننعت شعباً ما حياً ومستمراً بأنه أقل قيمة أو أكثر بدائية واثقين من أن حكم كهذا هو حكم حقيقي لا وهمي قائم على جهل لطبيعة ما هو مغاير لمفاهيمنا وإرثنا الثقافي، ومن جهة أخرى نتساءل هل استطاعت الأنثروبيولوجيا كعلم إنساني محض تجاوز تلك النظرة المتعالية أحادية الجانب إزاء الشعوب الأخرى، وهل نحن بحاجة إلى هذا العلم، وهل هو أمر ضروري لتفهّم وتفاهم الشعوب؟ إننا نعرّف النوع الإنساني الآن بأنه حيوان ذو ثقافة فقط وهذه الثقافة تكتسب بالتعلم وتتيح للإنسان أن يتلاءم مع بيئته الطبيعية والاجتماعية. فالثقافة بالغة التنوع تتجلى في نظم وأنماط من التفكير مختلفة، إن تطور القدرة على التفاهم والسيطرة على الطبيعة هو النمط الرئيسي للنوع الإنساني، فالثقافة تبدوهنا أكثر من كونها مجرد ظاهرة بيولوجية بل تغدوشاملة لكل عناصر
اثنوغرافيا
دراسة فرانز بواس عن الإسكيمو في جزيرة بافن
ذتمت من خلال الفترة من أغسطس 1883م وحتى أغسطس 1884م بتمويل من إحدى الصحف الألمانية على أساس أن يوافيها بواس بمقالات عن رحلته ، وكان هدف الدراسة كما حدده بواس هو(( التعرف على مدى ارتباط هجرات الاسكيمو الحاليين بالطبيعة الفيزيقية للأرض وتضاريسها)) وبمعنى آخر العلاقة بين لإدراك الإسكيمو لجغرافية الموطن الذي يعيشون في نطاقه وبين أنماط تحركهم عبر هذا الوطن ، وقد نشر ستوكنج في دراسة له عام 1965م عن بواس نصوصا من رسائل له سابقة له عن قيامه بالرحلة وورد في إحداها هذه العبارات التي تعبر عن خطته في البحث ((سوف تدور الدراسة العامة حول معرفة السكان بالجغرافيا المحلية ثم تتلوها دراسة سيكولوجية حول أسباب عدم إنتسارهم وهي التي ستمثل نقطة البدء في معالجة العديد من التساؤلات السيكوفيزيقية وبالطبع سوف أحقق بعد هده الرحلة كثيرا من الأهداف كرسم الخرائط
المتحف كرابط انثروبولوجي تواصلي
علي النجار
أورد د .ت. سوزوكي في كتابة(التصوف البوذي والتحليل النفسي): رغب رئيس الرهبان في احد أديرة زن بأن يتم تزيين سقف قاعة الدهارما بتنين. وطلب من احد الفنانين المشهورين أن يقوم بهذا العمل… لكن الفنان اشتكى من انه لم ير أبدا تنينا حقيقيا..أجابه رئيس الرهبان, لا تهتم, ستتحول إلى تنين حي, وترسمه. لا تحاول أن تتبع النموذج المعروف.. بعد مكابدات شاقة لعدة أشهر أصبح الفنان واثقا من نفسه ورأى التنين الخارج من لا وعيه. وكان التنين الذي نراه على سقف الدراهما في ميوشينجي في كيوتو.
الأجساد الثقافية: الإثنوغرافيا والنظرية
كتاب جديد من تحرير «هيلين توماس، وجميلة أحمد» بعنوان «الأجساد الثقافية: الإثنوغرافيا والنظرية» صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة في مصر، وترجمه أسامة الغزولي.
الكتاب ينقسم إلى 3 أجزاء، الأول يتناول فكرة كيف أن الجسد يحمل علامة الثقافة، ويتحدث عن الممارسات الثقافية والذات والتاريخ، وعبر «حكايا الجسد» التي تروى في هذا الجزء وتتكشف هموم تتعلق بالهوية والاختلاف، بل تلامس القضايا الشائكة للعرق والطبقة والذكورة، والعمر، والاكتهال والسرديات، وقد اهتم المؤلفون بأصوات هؤلاء الذين لا صوت لهم، ولا مكان.
دور النساء في مجتمع الاندمان
The Andamanese
The role of women
by. George Weber
من المثير ان مجتمع الاندمان لايمكن وصفه بالمجتمع الامومي على الرغم من انه، على الاغلب، المجتمع المنحدر مباشرة من اقدم هجرة بشرية الى آسيا. وبملاحقة اثار الماضي في هذا المجتمع نرى ان النساء في هذا المجتمع على الدوام كانوا يملكون نفوذاً قوي وفقط الزعيم الغبي قادر على تجاهل أرآهم. وعلى الرغم من نفوذهم الا انهم اقل من الرجل في السلم الاجتماعي. غير انه بالمقارنة مع وضع المرأة في المناطق الاسيوية المحيطة بهم فيمنطقة خليج بنغلاديش، نرى ان المرأة هناك في وضع مخزي، مما يكفي لرؤية الفرق الكبير بينهن، حيث ان الجماعة المنعزلة حافظت الى حد كبير على المساواة القديمة بين الجنسين. وعلى كل حال، ففي النهاية كان من واجب المرأة ان تحمل اثقل الاحمال عند الانتقال الى مكان جديد حتى تكون ايد الرجال حرة ومستعدة إذا صادف طريقهم صيدة مفاجأة. هذا الامر ادى هو الذي خلق امتيازات اجتماعية للذكور على الانثى ومع الاجيال اصبحت امتيازات ” طبيعية”. غير انه يرينا الميكانيزم الذي يجعل تقسيم العمل يؤدي الى امتيازات اجتماعية متزايدة تنمو وتتعزز لصالح الذكور (بفضل طبيعة الذكور)، وهو الذي نرى نتائجه في المجتمعات القارية البطرياركية.