كلود ليفي ستروس
في حقبة استقلال البلدان الأفريقية، كان كل شيء يوحي بأن الأنثروبولوجيا سوف تقع ضحية المؤامرة التي حاكتها ضدها الشعوب التي تعارضها في ظل تواري شعوب أخرى. فما هي أهداف هذا العلم في السياق العالمي الجديد؟ أجاب ليفي ستروس على هذا السؤال في “رسالة اليونسكو” نوفمبر/تشرين الثاني 1961.
تحتل الأنثروبولوجيا في الفكر الحديث موقعاً قد تبدو أهميته على شيء من التناقض. فهي تمثل علماً مطابقاً لذوق العصر، كما يشهد عليه رواج أفلام وروايات الرحلات، وإنما أيضاً حب اطلاع الجمهور المثقف على كتب علم الإنسان. في أواخر القرن التاسع عشر، كنا نتوجه أولاً إلى علماء البيولوجيا طلباً لفلسفة تعنى بالإنسان والعالم؛ ثم التفتنا نحو علماء الاجتماع والمؤرخين وحتى الفلاسفة. لكن الأنثروبولوجيا بدأت تقترب أكثر فأكثر من هذا الدور منذ بضعة أعوام، وبتنا ننتظر منها أيضاً الاستنتاجات والأجوبة الكبرى، علاوة على الأسباب التي تحثنا على العيش والأمل.