تقديم وتعريب وتعليق: محمّد الحاج سالم
لعلّه من الصّعوبة بمكان محاولة اختزال ما تضمّنته طروحات الأنّاس(1) الفرنسيّ بيار كلاستــــــر (Pierre Clastres) [1934-1977] من أفكار قويّة وتحاليل جريئة في مجال الإناسة السّياسيّة (l’anthropologie politique)، فهي متعدّدة الجوانب بعيدة عن المثاليّة (بمعنى التّفكير بما يجب أن تكون طبيعة العقد الاجتماعيّ مثلا) وعن الطّوبى (تخيّل ما يجب أن يكون عليه المجتمع) وغنيّة بالتّفاصيل التي لا يمكن بأيّ حال المرور عليها مرور الكرام، ذاك أنّها كانت نتيجة معايشة يوميّة لقبائل” الغاياكي”البدائيّة في غابات الأمازون الاستوائيّة، وهي قبائل كانت مندرجة تحت فئة “الهمج” أو “البدائيّين “في الدّراسات الإناسيّة إلى حدّ قريب. وقد ساهم كلاستر في التّعريف بهذه القبائل وثقافتها وديانتها وأعرافها مبيّنا قصور النّظرة التي تجعلهم خارج التّاريخ ممّا يبرّر محاولات تحضيرهم (باستخدام الأداة الاستعماريّة طبعا!) في ما نشره من كتب ومقالات لم يترجم منها إلى العربيّة، على حدّ علمنا، سوى كتاب واحد ومقالة يتيمة (2).