أ.مختار مروفل
جامعة معسكر/ الجزائر
مدخــل :
تشكل ظاهرة الموت ومايواكبها ويعقبها من أفعال وألفاظ أولوية في هذا العمل ، فالمظاهر التي جرت على خشبة العنف وما تكرر عليها من مشاهد الإقتتال وتبادل الموت ” كانت مدعاة لحدوث انهيارات كبرى لحقت بالمعنى واستبدلت ببناءات رمزية أخرى أعادت تأسيس المعنى المضاف للرابطة الاجتماعية ، لقد كان للموت هنا دورا مساهما في تأسيس الذاكرة المعدة لتعويض الفراغ الذي يتركه هذا الأخير وملئه بزخم المعنى ” ، إن هذا الفعل في الزمن يتحول إلى مكان مثالي يؤسس ” للكائن التمثالي ” الذي يشير إليه p.LEGENDE(1) ، ومن ثمة تبنى عليه كل عملية سن القوانين المنظمة للعلاقة بين الأفراد من جهة و بين الدولة و رعاياها من جهة أخرى . كيف يحدث ذلك ؟ هذه إحدى الأسئلة المركزية التي تشغل بال المؤلف على طول هذا العمل ، فيحاول أن يجيب عليها من خلال المشاهد ومظاهر مختلفة ، متجنبا بذلك القراءات الشمولية التوتولوجية التي تقصي البعد الثقافي الفاحص للمسارات ومراحل بناء الغيريات السابقة لكل عملية إصطدامية .