أ.منصور مرقومة
جامعة مستغانم/ الجزائر
مقدمــة
تعتبر الدراسات التي تبحث في تاريخ الإنسان بصفة عامة، ودراسة النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكلاسيكية أو الحديثة، والبنى التقليدية بصفة خاصة، ذات أهمية بالغة في الكشف عن الحقائق والوقائع المختلفة لمثل هذه الظواهر والنظم والبنيات، ومعرفة استمرارها من انقطاعها، أو تواصلها من قطيعتها، وكذا رتابتها من تغيرها. ويعتبر تبني مثل هذه الدراسات من الأهمية بمكان خاصة في الوقت الحالي والعصر الحديث الذي كثرت فيه الإيديولوجيات، وطغى عليه الفكر الغربي المادي، واستحالت فيه ثقافة المجتمعات بمفهومها الواسع، إلى خليط من الفلسفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. كما تعتبر هذه الدراسات ذات أهمية في كونها تبحث في راهنية وتجدد ما هو تقليدي واستمرار ما هو تاريخي، خاصة في المجتمعات العربية المحلية، التي تعيش حالة من الانتقال والتغير فيها كثير من التناقضات والمواجهات بين ما هو تقليدي كلاسيكي (موروث)، وما هو حديث عصري (مكتسب)، تطغى عليه تبعية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، حيث تعيش هذه المجتمعات المحلية ”حالة عدم استقرار ونزوع دائم، أي في حالة صيرورة وتكوّن وجهاد”.