الفصل الثاني: النفي والإنكار
لم يكتفي الفرنسيون بتشويه صورة الجزائري فبعد فشل مخططاتهم لتدجين هذا المتوحش، وجعله يتخلى عن هويته و دينه وتقاليده ويبني الحضارة الفرنسية انتقلوا إلى مرحلة أخرى وهي نفي هذا الجزائري وإنكاره فهو لا وجود له، ولا يمكنه التحضير بالطبيعة بل لا يجوز أصلا إلحاقه بالحضارة الفرنسية، إنه عرق دوني سكن هذه الأرض في غفلة من التاريخ ولم يتمكن من إنجاز شيء يذكر في مسيرة الحضارة الإنسانية، إذن فلا وجود لهوية جزائرية ولا شعب جزائري…
وعليه فعلى الفرنسيين أن يبنوا الجزائر الفرنسية لوحدهم ودون أن أي اعتبار للسكان المحليين ومن هنا تم إقامة مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى إقامة المنظومة الحضارية الفرنسية من خلال إجبار الأهالي على الخضوع لنظام الأنديجانا Loi indigène الذي يعتبر نظاما عنصريا قوامه تجميع الأهالي في مجمعات إدارية وإجبارهم على الخضوع للقضاء الفرنسي الخاص، وقد تم التبرير لذلك من خلال أمرين: