تايلور والمفهوم العالمي للثقافة

Edward Burnett Tylor
Edward Burnett Tylor

ندين لإدوارد تايلور(1832-1917)، الأنثروبولوجي البريطاني بأول تعريف إناسي للثقافة:

“الثقافة أو الحضارة بمعناها الإناسي الأوسع، هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع.

هذا التعريف الواضح والبسيط يستدعي بعض التعليقات.فهو، كما نرى، تعريف وصفي وموضوعي وليس تعريفاً معيارياً.ومن جانب آخر، فهو يختلف عن التعاريف الأخرى الحصرية والفردانية للثقافة.يرى تايلور أن الثقافة تعبير عن شمولية الحياة الاجتماعية للإنسان.وتتميز ببعدها الجماعي.والثقافة،  في نهاية الأمر، مكتسبة، وبالتالي فهي لا تنشأ عن الوراثة البيولوجية.ومع أنها مكتسبة فإن أصلها وطابعها غير واعيين إلى حد كبير.

إذا كان تايلور أول من اقترح تعريفاً مفهومياً للثقافة، فهو ليس أول من استخدم هذا المصطلح في علم الإناسة.وهو نفسه كان، في استخدامه لهذا المصطلح،  متأثراً مباشرة بعلماء الإناسة الألمان الذين قرأ لهم،  لا سيما غوستاف كليم  G.Klimm  الذي كان يستخدم كلمة  kultur بمعنى موضوعي لا سيما حينما كان يحيل إلى الثقافة المادية وهو ما كان مخالفاً للتقاليد الرومانسية الألمانية.

إقرأ المزيد

التنوّع الثقافي والاختلاف

الدكتور المنجي بوسنينة*

نظرا الى أن الأمر يدور على معنى “التنوع والاختلاف” فإننا بإزاء مفهومين متقاربين دون أن يتماهيا، ومتميزين دون أن يتضادا، إذ يمكن في مقاربة أولية القول بأن التنوع هو تعدد الرؤى والأشكال والأنماط التعبيرية، وهذا بحد ذاته إغناء للمعرفة وإخصاب لها وتعديد لروافدها.

. فالثقافة العربية التي ننتمي إليها من أبرز مظاهرها وأهم مميزاتها أنها ثقافة واحدة من جهة اللغة التي هي العربية التي جاء بها الإسلام ودُوّن بها القرآن الكريم، ولكنها ثقافة زاخرة بإبداعات الدول العربية، ومتنوعة بالأشكال والألوان والأصوات والتشكيلات، وانه لتنوّعٌ خصب في إطار الوحدة، إذ أن لكل بلد أنماطه الثقافية، وأسلوبه ومشافهاته وتراثه الخصوصي، وكل ذلك روافدُ تصب في نهر الثقافة العربية الواحدة.

إقرأ المزيد

كتاب: هذا الإنسان وعالمه – دراسة أنثروبولوجية ثقافية

تأليف: حسين محمد فهيم
القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2001

قبل أن نعرض للكتاب الذي كتبه واحد من كبار الأنثروبولوجيين العرب أنفسهم وصدر عن المكتبة الأكاديمية بالقاهرة (2001) يجب الاعتراف بأن هذا الكتاب يمثل إحدى الرؤى النقدية الجديدة التي يمكن الاعتماد عليها في إزاحة أو زعزعة تلك القناعات الأحادية اللاواقعية التي فرضتها ثنائية الغرب والآخر غير الغربي على أهل الفكر والثقافة والسياسة العرب، وذلك لأن المؤلف لا يتعمد فقط ممارسة الكتابة الأنثروبولوجية من منظور مغاير للمنظور الصوري الغربي، وإنما يحرص، إلى جانب ذلك، على حضور نوع من الجوهر الثقافي العربي في تعامله المخلص مع القارئ داخل النص، فالمظهر المفصل والمثير للتأمل في هذا الكتاب هو عدم تبني المؤلف لثنائية الغرب والآخر، وذلك لأن هذه الثنائية المتعالية لا تنكر إمكانية التداخل بين الثقافات الغربية وغير الغربية أو وجود المظاهر المشتركة بينها فقط، وإنما تنكر إمكانية صياغة العلاقة القائمة بينهما من منظور يخالف المنظور الغربي أيضاً.

إقرأ المزيد

الثقافات التي يجب ان تموت

تحت تأثير تطور المواصلات لتصل الى قمتها في عصر العولمة الذي ندخله بسرعة متزايدة، اصبح من الصعب على الجماعات الاثنية ان تبقى منعزلة في غاباتها وقفارها ، وصار الاختلاط الثقافي وذوبان المكونات الصغيرة في الكبيرة بدون رحمة امر لامفر منه.

إقرأ المزيد

العقل الثّقافي في مواجهة العقل الانتفاعيّ… حوار مع مارشال سالينز

مارشال سالينز
مارشال سالينز

بقلم: فرانسوا أرمانيه François Armanet وجيل أنكتيل Gilles Anquetil

ترجمة وتقديم : محمّد الحاج سالم

تقديم:

ولد الأنّاس مارشال دافيد سالينز سنة 1930 في شيكاغو، وعمل في الستّينات مساعدا للأنّاس الفرنسيّ كلود ليفي ستروس (ِClaude Levi-Strauss)، وهو حاليّا أستاذ إناسة متفرّغ في جامعة شيكاغو مختصّ في دراسة المجتمعات البولينيزيّة والاقتصاد البدائيّ. ويعتبر سالينز حاليّا أحد أبرز منظرّي البنيويّة الجديدة بعد أن كان في بدايته قريبا من النّظريّة الماركسيّة، ولعلّ الفضل في ذلك يعود إلى توجّهه نحو الإناسة الاقتصاديّة وسعيه بالخصوص نحو الكشف عن الإواليّات التي تتحّكم في سيرورات الاقتراض الثّقافي بين المجتمعات المؤدّية للتغيّر الاجتماعيّ. وفي هذه السّبيل، اختطّ سالينز منهجا خاصّا وفذّا ركّز فيه على تحليل “السّيرورات الثّقافيّة الصّغرى” التي تعيشها المجتمعات الصّغيرة في حجمها، وهو ما استدعى العمل بشكل دقيق على سبر أغوار المنطق الذي يحكم عمليّات التّواصل الاجتماعيّ في تلك

إقرأ المزيد