العقل الثّقافي في مواجهة العقل الانتفاعيّ… حوار مع مارشال سالينز

مارشال سالينز
مارشال سالينز

بقلم: فرانسوا أرمانيه François Armanet وجيل أنكتيل Gilles Anquetil

ترجمة وتقديم : محمّد الحاج سالم

تقديم:

ولد الأنّاس مارشال دافيد سالينز سنة 1930 في شيكاغو، وعمل في الستّينات مساعدا للأنّاس الفرنسيّ كلود ليفي ستروس (ِClaude Levi-Strauss)، وهو حاليّا أستاذ إناسة متفرّغ في جامعة شيكاغو مختصّ في دراسة المجتمعات البولينيزيّة والاقتصاد البدائيّ. ويعتبر سالينز حاليّا أحد أبرز منظرّي البنيويّة الجديدة بعد أن كان في بدايته قريبا من النّظريّة الماركسيّة، ولعلّ الفضل في ذلك يعود إلى توجّهه نحو الإناسة الاقتصاديّة وسعيه بالخصوص نحو الكشف عن الإواليّات التي تتحّكم في سيرورات الاقتراض الثّقافي بين المجتمعات المؤدّية للتغيّر الاجتماعيّ. وفي هذه السّبيل، اختطّ سالينز منهجا خاصّا وفذّا ركّز فيه على تحليل “السّيرورات الثّقافيّة الصّغرى” التي تعيشها المجتمعات الصّغيرة في حجمها، وهو ما استدعى العمل بشكل دقيق على سبر أغوار المنطق الذي يحكم عمليّات التّواصل الاجتماعيّ في تلك

إقرأ المزيد

كتاب علم الأناسة: التاريخ والثقافة والفلسفة

inassa

عنوان الكتاب: علم الأناسة: التاريخ والثقافة والفلسفة

تأليف: كريستوف فولف

ترجمة: د. أبو يعرب المرزوقي

 

عرض: د. أبو يعرب المرزوقي

موضوعات الكتاب وأهميته للقارئ العربي

يعالج الكتاب خمس مسائل أساسية، المسألة الأولى يحاول أن ينزّل الإنسان في التاريخ الطبيعي، كيف نشأ الإنسان في سلسلة تكوّن الظاهرة الحية، وطبعا ما أعجبني في هذا التنزيل هو التلخيص مع الدقة العلمية وخاصة التدليل على أن الإنسان الحديث لم ينشأ في أوروبا وإنما نشأ في أفريقيا ثم بعد أفريقيا في الشرق الأوسط ثم بعد الشرق الأوسط في أوروبا وفي ذلك دحض للنظريات العنصرية التي يعلم

إقرأ المزيد

نقد ليفي شتراوس للنزعة التاريخية

د. نبيل رشاد سعيد*

تمهيد:
كان لعلم اللغة المعاصر أثر كبير على تصور (كلود ليفي شتراوس)(1) للتاريخ، لا سيما المنهج اللغوي الوصفي عنه (فرديناند دي سوسير)(2) الذي صب اهتمامه على «النسق» أو «البنية» اللغوية، فجعل دراسة اللغة من حيث تاريخها وتطورها أمرا ثانويا، فكان يرى بأن واجب علماء اللغة تأسيس علم ثابت أو قانون للغة، والتخلي عن دراسة قضايا اللغة وتجزئتها لمعرفة تاريخها، بل الصحيح هو دراسة اللغة بصورتها الراهنة.
لقد بذل ليفي شتراوس جهودا كبيرة ليثبت بأن الحوادث التاريخية تدور كلها ضمن النسق أو البناء اللغوي الذي ظل موجودا من ألوف السنين. وإن ما تريده جميع البنيات المناقضة للتاريخية ـ حسب جان بياجيه ـ هو وضع أسس ثابتة تشبه الأسس الرياضية التي لا تخضع للزمنية المتغيرة، وهذه الصفة وجدتها البنيوية(3) في اللغة.
استعان ليفي شتراوس بالمنهج اللغوي لـ (دي سوسير) الذي اعتبر اللغة فوق الواقع والتاريخ، فدرسها من حيث علاقتها بأساسها الاجتماعي. ونظر ليفي شتراوس إلى اللغة من حيث هي نتاج لمجتمعها، ولكنه مضى أبعد مما ذهب إليه دي سوسير، فقد استعان بالقوانين التي تتحدد بها اللغة المنطوقة، ليصل عن طريقها إلى أصل العادات والمعتقدات، بل أنه رأى ان أصل كل الظواهر الثقافية التي يتضمنها المجتمع من إبداع اللغة.

إقرأ المزيد

ما حاجتنا اليوم إلى الأنتروبولوجيا التاريخية ؟

لطفي عيسى

تثير هذه العجالة القضايا المتصلة بالمنهج في حقل العلوم الإنسانية، محاولة التدقيق في طبيعة الإجابات التي قدمتها نماذج المقاربة الانتروبولوجية لتجاوز الحدود الموضوعية للمقاربات التاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى فترتنا الراهنة.

ما طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه العلوم الإنسانية إذا ما أخفقت في توضيح ما يشوب العلاقات البشرية من مواجهات غالبا ما خضع بروزها أو تلفيقها إلى مقاصد ملتبسة، مؤدية إلى مصادمات دامية ومجازر مروّعة تحت غطاء الدّفاع عن مبادئ مختلفة أو متعارضة ؟

إقرأ المزيد

الهوية – مقاربة 3

ليس هناك للآن ، تعريف جامع مانع للهوية ، وهذا يعود إلى طبيعتها البنيوية ذاتها ! فهي ، ديناميكية ومتغيرة دوماً ، لذا يمكن أن نتخيل لبرهة أننا قدرنا على حدّها ! لنكتشف أنها تحولت !

إقرأ المزيد