استطاع الشيخ يحيى محسن مبارك جمالة من أبناء مديرية مجزر بمحافظة مأرب من خلال كتاب (الأحكام العرفية في المناطق الشرقية اليمنية وموقف الشريعة الإسلامية منها) أن يضع النقاط على الحروف لبيان ما وافق الشريعة الإسلامية من الأحكام العرفية والقبلية السائدة في المناطق الشرقية وما خالفها، واعتبرت مقدمة الكتاب الذي يقع في (225) صفحة من القطع المتوسط أن تسابق أبناء المناطق الشرقية وخصوصا (مأرب- الجوف- شبوة) إلى الأعراف القبلية لفصل خصوماتهم وفض نزاعاتهم كانت وراء عزم المؤلف على جمع وترتيب محتويات ذلك الكتاب، وتيسير لغته ليكون مرجعا لكل قارئ يحتاج إليه، كونه في الأصل بحث ميداني أهم مراجعه (مراغات)( ومشائخ) العرف القبلي.
أنثروبولوجيا
العالم يحتفي بالذكري الأولي لوفاة كلود ليفي ستروس
محمد سعد
دراسات عليا في الفلسفة ـ جامعة القاهرة
تمر هذه الأيام الذكري الأولي لرحيل المفكر والأنثروبولوجي الفرنسي كلود ليفي ستروس أحد أشهر الأنثربولوجيين إن لم يكن أشهرهم علي الإطلاق لما له من تأثير تعدي مجال الأنثربولوجيا إلي مجالات الإجتماع
والفلسفة واللسانيات وأثره علي العلوم الإنسانية بعامة لا ينكر, وقد كان فكره هو المسيطر علي المشهد الفكري الفرنسي منذ بداية الخمسينيات وحتي نهاية السبعينيات من القرن الماضي وقد امتد تأثيره ليشمل فلاسفة كبارا أمثال ميشيل فوكو وجاك ديريدا ورولان بارت وسارتر وسيمون دي بوفوار ويعود تأثيره الكبير هذا إلي كونه المؤسس الفعلي للحركة البنيوية في العالم الغربي فهو أول من طبق اللسانيات علي العلوم الإجتماعية رغبة منه في دراسة ظواهر المجتمع دراسة علمية.
الفكر الميثولوجي ليس أقل قوة من فكر العلماء
منذ سنة بالضبط، وتحديدا في الثاني والعشرين من شهر نونبر كان عالم الانتروبولوجيا الكبير كلود ليفي ستراوس صاحب كتاب «مدارات حزينة» قد بلغ من العمر 100 عام.
وهاهو يرحل أياما قبل إكماله السنة بعد قرن كامل من عمره المديد. ولأنه واحد من أعظم المفكرين الذين عرفهم العالم خلال القرن العشرين، ونظرا للدور الهام الذي لعبه في فتح آفاق جديدة أمام الانتروبولوجيا، وأمام الفلسفة الانسانية بصفة عامة، فإن فرنسا قد سبق وخصصت له احتفالات وندوات تعرّف بأفكاره، وبالقضايا الكبرى والاساسية التي عالجها في مجمل أعماله خلال مسيرته الفكرية الطويلة. وكانت البداية، صدور المجلد الأول من أعمال كلود ليفي ستراوس ضمن سلسلة «البلياد» الشهيرة المختصة في نشر أعمال عظماء الانسانية من الأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرين من مختلف اللغات والثقافات.
دراسة الأنثروبولوجيا واتجاهاتها المعاصرة
مقــدّمـة
لم تعرف الأنثروبولوجيا قبل النصف الثاني من القرن العشرين، تقسيمات وفروعاً، إذ كانت تتمّ لأغراض خاصة بالباحث أو من يكلّفه، كدراسة حياة بعض المجتمعات أو مكوناتها الثقافية .
ومع انطلاقتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، حيث أخذت تتبلور مبادئها وأهدافها، كانت ثمّة محاولات جادّة لتوصيفها كعلم
أنثروبولوجيا الخيال
الهام غالي شكري*
هدف هذه المقالة في غاياتها النهائية استخلاص فكرة أن السوسيولوجيا الخيالية أو السوسيولوجيا الأدمية الغربية في ربع القرن الأخير قد استعانت في تكوينها نفسه بالحضارات غير الغربية دون تشنج أو انفعال. فإذا كان الغرب في أحد اتجاهاته قد نظر نظرة استعلائية أو استعمارية من خلال عمل الاستشراف فإن البلورة المنهجية الفعلية لأحد علومه الاجتماعية الرئيسية (علم الاجتماع) قد تمت بالارتباط الوثيق والعضوي