أنثروبولوجيا الأمراض والأوبئة : ضرورة معرفية في الثقافة الصحية

عزالدين علي غازي

إن الاطلاع الواسع للعامل في الصحة البشرية وللمتخصصين ، ممرضين وأطباء.. ، ومعرفتهم بالظروف الاجتماعية والتاريخية والثقافية للأوبئة الفتاكة وللأمراض التي تتعرض العنصر البشري يجعل المرء بمنأى عن الأخطاء البسيطة التي يقع فيها أحيانا هؤلاء وقد يرجع هذا إلى أسباب عديدة منها رداءة تكوين الأطباء والممرضين ومختلف المتدخلين في مجال التواصل المهني وأنثروبولوجيا الاوبئة وتاريخها وسوسيولوجيا المعرفة وعلوم النفس المختلفة التي لها علاقة وطيدة بالصحة البشرية وبالعلوم الانسانية .

إقرأ المزيد

التطور من المنظور الأنثروبولوجي

ابراهيم محمد عياش

تمهيد:
يعتبر العلم من ابرز نشاطات الإنسان بوصفه كائنا عاقلا فهو من ابرز أشكال الحضارة البشرية ايجابية بل و أشدها حضورا وتمثلا في الواقع بدا قبل بداية التاريخ نفسه بل يعلق وجوده بوجود الإنسان – النيودرتال -في العالم أي منذ العصر الحجري قبل بداية الحضارة الإنسانية و تاريخها المكتوب. حيث لم يكن ممكن الاطلاع على ما احتوته الحقب الزمنية السحيقة من تاريخ وجود الإنسان في العالم بالدراسة والبحث لولا مناهج البحث و أساليب و أدوات تطورت في القرن 20 فقط ،بل أكثر من ذلك يمكن القول ان ظهور تخصصات علمية إنسانية أدت بشكل أو بأخر إلى الفهم العلمي لتطور حياة الإنسان الاجتماعية. غير أن هذا الفهم العلمي اخذ عدة اتجاهات و من بينها النظرية التطورية في الأنثروبولوجيا التي سوف نتناولها فيما سيأتي .

نشأتها:
كان الفلاسفة يعتقدون منذ القرن 17 وخاصة في القرن 18 إن البشرية تتطور باتجاه التقدم الدائم و أن المجتمعات تنحوا إلى الانتقال من حالة البساطة النسبية في تنظيمها إلى حالة أكثر تعقيدا وتمايزا فاعتبر باسكال* أن البشرية هي بمثابة إنسان واحد بالذات يبقى دائما على قيد الوجود ويتعلم باستمرار و طرح تورغو* نظريته حول مراحل النمو المجتمعات يتوالى بموجبها القنا صون الرحل أولا ثم مربون المواشي وأخيرا المزارعون و تمتاز هذه المراحل بمؤسسات ومعتقدات مختلفة.
و إلى فترة لاحقة استندت هذه الآراء إلى أعمال علماء الطبيعة وأولهم لمارك* الذي وصف أشكال التطور الحيوي –الفيزيولوجي- و بين أن الوسط السائد يساهم في تغير الكائنات الحية وتحويلها إذ تتبدل بنيتها الحيوانية عبر تكيفها مع الوسط المذكور لكن داروين* استكمل هذه النظريات التحولية ذهب هو الأخر إلى أن عملية التكيف هذه هي ضرورية للبقاء على قيد الحياة , تدفع الجنس الحيواني الواحد إلى التطور باتجاه أشكال اعقد فاعقد وذلك خلافا للنظرية التوراتية .

إن الاتجاه التطوري هو أقدم و أول المدارس الانتربولوجية ،إذ ساد على روادها الطابع النظري المحض الذي لا يرافقه البحث الميداني في البحث الانتربولوجي و إذا ما حاولنا تقصي الإرهاصات الأولى التي سبقت تلك المدرسة يمكننا ذكر كتابات هامة ذات طابع انثربولوجي مهدت لنشأة تلك المدرسة فمنذ القرن 18 جاءنا منتسيكو* بإصدار كتاب – الشرائع و روح القوانين – الذي يعتبر أول بحيث قام بدراسة انتربولوجية تعتمد المقارنة بين الشعوب حسب موقعها الجغرافي و المناخي آخذا بعين الاعتبار عادات و تقاليد الموروثة في الجماعة .لأن هذه عادات و تقاليد تتطور و تتجدد .

إقرأ المزيد

الرموز السوسيوثقافية المؤثرة في الرعي والترحال بالجبال المغربية

لحسن ايت الفقيه
aitelfakih_lahcen@yahoo.com

يرتبط استمرار النشاط الاقتصادي بالبادية المغربية بالأسس الثقافية . ودون الخوض في جدلية التأسيس والأسبقية بين الثقافي والاقتصادي , نسجل أن هناك رموزا ثقافية كثيرة تؤسس للاقتصاد, أعني أن هاجس المر دودية والربح لايصمد أمام الإكراه الثقافي في الأوساط الاجتماعية الهشة. فالقيمة الرمزية هي المسيطرة على معظم أنشطة البادية التقليدية بالمناطق المغربيةالأمازيغية. ومن الرموز المؤثرة نجد رمز النار وما له من قوة في درء المفسدة وجلب المنفعة الكامنة في خصوبة المرعى والمزرعة والمرأة. والنار وسيلة من وسائل التطهير لدى المغاربة عامة ولا تحمل بالإطلاق ما يو حي إلى التخريب. صحيح أن الإنسان في معظم النقط العمرانية بالبادية المغربية يخرب بيته بأيده خدمة للثقافة, لكنه في المقابل يعمل على حماية البيئة . وبين التخريب والبناء تتدخل عوامل أخرى لم تكن في الحسبان.

إقرأ المزيد

المغرب أفقا للقراءة والتأمـل*

تحت هذا العنوان انتظمت يوم السبت 11 أبريل 1986 جلسة ثقافية بمدينة مكناس، بمبادرة من فرع اتحاد كتاب المغرب وجمعية البعث الثقافي، واسهم فيها الأساتذة: عبد الله زيوزيو، محمد الشركي، محمد أسليم، موليم العروسي.

ترى هل تمكنت الندوة من تحقيق مطمحها المرسوم في العنوان الذي اختارته؟ هل قدرت المداخلات على حفر خطى الجمهور الحاضر إلى مغرب غير مرئي؟ مغرب مسكوت عنه في الخطابات المعرفية المتداولة؟ عن هذين التساؤلين لا يمكننا إلا أن نجيب بالإيجاب، إذ شكلت الندوة إطارا مفتوحا لصياغة قراءات وتأملات لا يهمها القبض على مغرب جاهز ونهائي قدر ما استهدفت توريط الجمهور في حفريات شفافة للجسد المغربي، كهوية وجغرافيا وثقافة… ولا شك أن ردود الفعل المختلفة التي أثمرتها المداخلات داخل القاعة أكدت أنه في الإمكان قراءة المغرب وتأمله بعيدا عن سلطة الأرقام والإستبيانات والتواويخ والتنميطات المتجاوزة.

إقرأ المزيد

التبادل لدى الجماعات البدائية

التبادل في نظام الكولا في جزر التروبرياند

كان الاقتصاد في المجتمعات البدائية يعتمد في نفس الوقت على الإنتاج والاستهلاك والتبادل سواء في الأسرة أو القبيلة ولذلك كان للأسرة والقبيلة اكتفاء ذاتي حيث كانت تقريباً تحصل على كل شئ من التبادل مع الجماعات الأخرى. ت

تميز المجتمعات البدائية بنظام اقتصادي قديم ويعرف باسم المقايضة وهذا يعنى أن يقوم الشخص بتبادل سلعة لديه مع سلعة أخرى لدى شخص آخر كأن يعطي شخص لآخر كمية من القطن ليحصل في مقابلها على مقدار معين من القمح وبهذا يستطيع الفرد أن يستفيد من هذه المقايضة بإشباع حاجاته الأساسية أو غيرها من الحاجات .

إقرأ المزيد