الأنثروبولوجيا في العصر القديم

.

يجمع معظم علماء الاجتماع والأنثربولوجيا، على أنّ الرحلة التي قام بها المصريون القدماء في عام 1493 قبل الميلاد إلى بلاد بونت (الصومال حالياً)بهدف التبادل التجاري، تعدّ من أقدم الرحلات التاريخية في التعارف بين الشعوب. وقد كانت الرحلة مؤلّفة من خمسة مراكب، على متن كلّ منها /31/ راكباً، وذلك بهدف تسويق بضائعهم النفيسة التي شملت البخور والعطور .ونتج عن هذه الرحلة اتصال المصريين القدماء بأقزام أفريقيا. وتأكيداً لإقامة علاقات معهم فيما بعد، فقد صوّرت النقوش في معبد الدير البحري، استقبال ملك وملكة بلاد / بونت / لمبعوث مصري .
1-عند الإغريق (اليونانيين القدماء ):
يعدّ المؤرخ الإغريقي (اليوناني) هيرودوتس ، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان رحالة محبّاً للأسفار، أول من صوّر أحلام الشعوب وعاداتهم وطرح فكرة وجود تنوّع وفوارق فيما بينها، من حيث النواحي السلالية والثقافية واللغوية والدينية. ولذلك، يعتبره معظم مؤرّخي الأنثربولوجيا الباحث الأنثروبولوجي الأوّل في التاريخ .

إقرأ المزيد

حوار مع أرنست غيلنر : “الخروج من الهامش”

الأستاذ ارنست غلنر مع طلبته

حوار : جون ديفيز* ، ترجمة وإعداد : عبدالله عبدالرحمن يتيم

يُعّد إرنست غلنر Ernest Geliner  واحداً من أبرز الباحثين في الفلسفة والأنثروبولوجيا الاجتماعية. ولد غلنر في براغ في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1925 وتعلم في براغ حتى عام 1939م عندما انتقلت أسرته إلى انجلترا. التحق غلنر بجامعة إكسفورد وأنهى تعليمه فيها، ثم تولى التدريس في مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية من 1949–1984 حيث غدا منذ عام 1962م، أستاذاً للفلسفة والمنطق والمنهج العلمي، عمل غلنر أستاذاً في غير جامعة في الغرب، توفي غلنر في براغ 1995 وقد نشر العديد من الدراسات التي تناولت الإسلام والمجتمعات الإسلامية ومن أشهر كتبه:

1)         Muslim society. 1983

2)         Postmodernism I Reason and Religion 1992

ومن أجل مراجعة لآرائه بالعربية يمكن الإطلاع على كتاب سامي زبيدة: أنثروبولوجيات الإسلام، الصادر عام 1997 “التسامح”.

ديفيز: هل تنتمي لأسرة حضرية؟

غيلنر: نعم، كانت أسرتي تعيش في مدينة براغ، وكنا إلى حد كبير حضريين.

ديفيز: هل كانت براغ، بشكل خاص، معادية للسامية؟

غيلنر: نعم، كانت هذه الروح المعادية للسامية منتشرة بشكل واضح في صفوف الطبقة العاملة، تلك هي براغ الخاصة بكافكا المتميزة بثالوثها الثقافة، وبجامعتين إحداهما تشيكية والأخرى ألمانية. وكانت الجامعة الألمانية متميزة جداً، وحدث في أن كان فيها في أحد المرات: كأرنب وأينشتاين. وقد استفادت هذه الجامعة من نزوح الباحثين إليها بسبب سياسات هتلر. كان هناك فعلاً جامعتان وثلاث ثقافات تعيش معاً، وكان هناك من المؤكد توتر أثنى وعلي نحو متشدد أيضاً، وكان ذلك يشكل جزءاً من المناخ العام. وأنا أعني هنا، أنك إذا كنت تسألني عما إذا كان هذا يشكل جزءاً هاماً من البيئة التي كنت أنتمي إليها في براغ، فإن جوابي سيكون بالإيجاب. لقد كانت براغ مدينة حادة في جمالها، ولذلك كنت كثيراً ما أحلم بها عندما خرجت مهاجراً منها في سنوات الحرب، أي بالمعنى الحرفي كان هذا توقاً قوياً إليها.

إقرأ المزيد

الأصولية عين الحداثة قراءة نقدية في أفكار إرنست غلنر

مصطفى لافي الحرازين*

لا ينحصر نصُّ الأنثروبولوجي الكبير إرنست غلنر -رغم ما يحمله من طاقة نقدية هائلة تعطّل الكتابة المحلية التي تنال من الإسلام من حيث قدرته على التشكّل(1) بهذه المهمة وحسب؛ إذ النص هنا يدور في حقل نفسه، حيث يحتدم الجدل حول الإسلام ليطال جوهر الذات، جدل تتشكّل أطرافه الأساسية مما تبقى من فكر التنوير أولاً. وبالمقابل من جبهة متعددة المشارب تتميز بدينامية الانشقاق والتجاذب يحتل نواتها فكر ما بعد الحداثة وفلسفة العلم اللاسلطوية(2) وتدور في محورها صيغ متنوعة وأحياناً غير متبلورة تتمسك بانتمائها إلى الإناسة محاولة من موقعها هذا التقرب مما تسميه إسلام البيانات السياقية(3).

والواقع أن غلنر لم يقع في شرك هذا المحور ولم ينضبط بتلك البيانات؛ لأن الإسلام لم يكن بالنسبة له سياقاً يقوم بذاته بل حقلاً من الأقوال التي لا بد من إعادة جمعها وفصلها وتسوية سياقاتها ليصبح منطلقاً لمواجهة حاسمة مع تلك الانشقاقات التي تمس بلحمة نظام الحداثة، أي بضرورة القواعد وصلابتها واستمراريتها. ولهذا بالضبط لا يمكننا قراءة ما كتبه إلاّ بما هو جزء من (نظام التراث)(4) لا يسعى إلى جمعه أو توحيده بل إلى إحياء ما يعتبره أصل فعّاليته ومتحركيته الكامن في قدرته على توفير هذه القواعد المنشودة.

إقرأ المزيد

كتاب Manthropology : الإنسان المعاصر كائن ضعيف

أثار كتاب حديث للعالم الأسترالي المتخصص في  الأنثروبولوجيا بيتر ماكاليستر Peter McAllister العديد من الكشوفات والمزاعم المثيرة التي تزيح النقاب وللمرة الأولى عن الكثير من التفاصيل المتعلقة بقصة تطور الإنسان على مر العصور الزمنية المتعاقبة. فتقول صحيفة الاندبندنت البريطانية إن هذا الباحث فجَّر في كتابه الذي عنونه بـ ” Manthropology ” العديد من المفاجآت، ومنها أن كثيرين من سكان استراليا الأصليين كان بإمكانهم تجاوز الرقم القياسي المسجل حاليًا باسم العدَّاء الجامايكي “يوسين بولت” في سباقي الـ 100 و 200 متر في الظروف الحديثة.
كما يشير ماكاليستر إلى أن بعضًا من رجال قبيلة توتسي في رواندا نجحوا في تجاوز الرقم القياسي الحالي في الوثب العالي بمسافة قدرها 2.45 متر، خلال بدء المراسم التي كان يتعين عليهم أن يقفزوا فيها مسافة لا تقل عن طول أجسادهم ليتقدموا وينتقلوا إلى طور الرجولة. أما الإدعاء الثالث الذي أورده ماكاليستر في كتابه الذي أُطلِق عليه عنوانًا فرعيًا هو “علم الرجل المعاصر غير المؤهل”، فهو الذي تحدث عن أن أي امرأة ” نياندرتال” كان بإمكانها ضرب لاعب كمال الأجسام السابق وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي أرنولد شوارزنيغر خلال مباراة مصارعة بالذراعين.

إقرأ المزيد

كتاب مقالات في الفردانية

مقالات في الفردانية
منظور أنثروبولوجي للأيدويولوجية الحديثة

لتحميل الكتاب اضغط على الصورة

عنوان الكتاب: مقالات في الفردانيّة/منظور أنثروبولوجي للأيديولوجيا الحديثة.
المؤلف: لويس دومون.

المترجم: د. بدر الدين عردوكي.

الناشر: المنظمة العربية للترجمة.

توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية.

تاريخ النشر: 2006

عدد الصفحات: 390صفحة.

الحجم:  8,5 ميجا
أين الفرد العربي؟ سؤال يضع يده على عمق مشكلة العالم العربي اليوم. غياب الفرد وذوبانه في القوالب المحيطة به. مما يؤدي إلى خسارته كفرد يمكن أن يقدم للجماعة، إن تحققت فرديته، الشيء الكثير. ولكن ماذا تعني الفردية؟ أو بصيغة أعمق ما لفرد ؟. إذا كان كاتّانيو Cattaneo، كما في موسوعة لالاند ص 657، يرى أن “الفرد من الناحية الفيزيزلوجية هو كل كائن يعيش بذاته ويتسم بمثل هذا التمركز والتناسق الوظائفي بحيث لا يمكن تقسيمه دون تحطيمه”. فهل يمكننا القول إن الفرد، بشمولية، نفسيا واجتماعيا وسياسيا، هو كل كائن إنساني يتحقق وجوده بذاته المفردة دون شرط ارتباطه بشيء آخر. بمعنى أن يتحقق وجوده من ذاته فقط. نلاحظ هنا أننا بدأنا نتقابل مع الجماعة. ولذا فالفردانيّة كما يعرفها مؤلف كتابنا اليوم لويس دومون هي “الأيديولوجية التي تفضل الفرد و تهمل أو تخضع الكلية الاجتماعية”. الفردانية بهذا التعرف تقابل الجماعية، أو الفيضية كما يفضل المترجم، التي هي “الأيديولوجية التي تبرز الكلية الاجتماعية وتهمل أو تخضع الفرد الإنساني”.

إقرأ المزيد