محمد المستاري**
يعد ألان تورين من أهم رواد علم الاجتماع المعاصر، وهو فرنسي الأصل، من مواليد سنة 1925، عمل باحثا في المجلس الوطني للبحوث الفرنسية حتى سنة 1958، أسس مركز دراسات علم الاجتماع العمل في جامعة تشيلي في سنة 1960، وأصبح باحثا في إيكول «إيتوديس» في العلوم بباريس، اشتهر بتطويره مفهوم «مجتمع ما بعد الصناعي»، اهتم بدراسة «الحركات الاجتماعية»، وكتب الكثير في هذا المجال.
منشور بمجلة الفكر العربي المعاصر العدد152/153
”لاحظ الإنسان بصفة عامة الفروق القائمة بين شعوب الجنس البشري و اهتم بمعرفة الطبيعة الإنسانية للإنسان و تفسير الاختلافات في الملامح الجسمية ،و لون البشرة و العادات و التقاليد و الفنون و غير ذلك من مظاهر الحياة، وفي إطار هذا الإهتمام و التساؤل تطورت الدراسات خلال العصور و تبلورت بنشأة فرع جديد من فروع المعرفة، اصطلح على تسميته بالأنثروبولوجيا”1 أو علم الإنسان ،فما هي الأنثروبولوجيا؟ وكيف ظهرت الأنثروبولوجيا كعلم قائم الذات و كتخصص أكاديمي ؟ هل يوجد في القديم علم إسمه الأنثروبولوجيا ؟هل الأنثروبولوجيا وليدة القرن التاسع عشر؟ أم أنها حصيلة تراكم معرفي حتم الشرط التاريخي اكتمال معالمه و قيامه كفرع معرفي جديد في القرن التاسع عشر؟وأخيرا ما هي أهم الإتجاهات النظرية داخل حقل الأنثروبولوجيا؟
حوارات مغربية بين المؤلف كيفن دواير والفقير محمد الشرادي، مقاربة نقدية للأنثروبولوجيا
عنوان الكتاب: حوارات مغربية بين المؤلف كيفن دواير والفقير محمد الشرادي، مقاربة نقدية للأنثروبولوجيا
تأليف: كيفن دواير
ترجمة: محمد نجمي الروداني ومحمد حبيدة
مراجعة: محمد المنصور والمختار النواري
الناشر: دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2008،
عدد الصفحات: 475 ص.
على سبيل الاستهلال:
تندرج كتابات الباحث الأنثروبولوجي الأمريكي كيفن دواير Kevin Dwyer ضمن الأفق الأنثروبولوجي الجديد الذي حاول الخروج على تعاليم الأنثربولوجيا الأكاديمية والإسهام في تطوير الأنثربولوجيا نظرية ومنهجا. لقد حاول انطلاقا من تجربته الميدانية بالمغرب إعطاء تصور جديد للأنثروبولوجيا يقطع مع الأنثروبولوجيا الغيرتزية2 التي هيمنت مع بداية السبعينات من القرن الماضي ويقترح طروحات جديدة بصدد علاقة الأنثربولوجي
في السياق العام
تبلورت في نهاية القرن التاسع عشر في فرنسا ثلاث توجهات حول الاكتشاف المعرفي للمغرب، الأول: اتجاه المغرب المجهول Le Maroc inconnu، وهو عمل الرحالة والمستكشفين. والثاني: اتجاه المغرب المتحف Le Maroc musée، وهو للعلماء والباحثين. وثالثا: اتجاه المغرب العجائبي# Le Maroc pittoresque ، وهو لعلماء الآثار والفنانين#. وبحق يمكن القول مع دانييل ريفي أن إرادة المعرفة في هذه المرحلة كانت رغبة جمالية لا أكثر، وتميزت بكونها مبادرات فردية “بطولية”، وبمساعدة المخزن/السلطة والأهالي.
لا تزال المفاهيم العامة للشعوب العربية منغمسة في ركام الموروث الاجتماعي الراكد ومنظومات السلوك الطارد لمبادىء التداول السلمي للسلطة، ولأسس الديمقراطية وتداولها بشكل مهني ومنطقي باختيار ممثلي الشعب بكل نزاهة وحيادية وفق معايير الكفاءة والنزاهة والمؤهلات العلمية والاكاديمية، والحرص على مصالح الشعب والوطن، والمطالبة ببناء مؤسسات مدنية غيرمسيسة، وتفعيل أدوار منظمات المجتمع المدني المستقلة .