الأنثروبولوجيا الأوروبية والشرق الأوسط: النموذج الدنماركي

الأستاذ الدكتور : عبدالله عبدالرحمن يتيم*

 بول أولسن، بلباسة العربي في أقصى يسار الصورة، في الميدان يقوم بتسجيلات صوتية لرقصة العرضة بساحة قصر الرفاع، 1962م.
بول أولسن، بلباسة العربي في أقصى يسار الصورة، في الميدان يقوم بتسجيلات صوتية لرقصة العرضة بساحة قصر الرفاع، 1962م.

عالج الكاتب والأنثروبولوجي البحريني، الدكتور/عبدالله عبدالرحمن يتيم، في عدد من الدراسات السابقة تجارب أنثروبولوجية أوروبية تناولت ثقافة ومجتمعات الخليج والجزيرة العربية، فقد نشرت دراساته مثل: «الأنثروبولوجيون الدنماركيون في الخليج العربي: هني هانسن نموذجاً – المرة والنعيم في ترحالهم الأخير – بحثاً عن الموسيقى في البحرين: تجربة من الدنمارك – مشيخات شرق الجزيرة العربية: رؤية أنثروبولوجية بريطانية» في مجلات ودوريات خليجية وعربية متفرقة، وإستكمالاً لجهوده تلك نشرت مؤخراً مجلة شؤون اجتماعية، الصادرة عن جمعية الاجتماعيين الإماراتية والجامعة الأمريكية بالشارقة، دراسة مطولة له عن علاقة الأنثروبولوجيا الأوروبية بمجتمعات وثقافات الشرق الأوسط بصفة عامة، والخليج العربية بصفة خاصة، وذلك من خلال رصده للنموذج الدنماركية، هذا ويسر الملحق الثقافي لجريدة الأيام، رؤى، نشر هذا المقطع المطول الوارد في مقدمة الدراسة.

إقرأ المزيد

واقع الأنثروبولوجيا العربية

د. عيسى الشماس*

د. عيسى الشماس
د. عيسى الشماس

يقول المؤرّخ العربي / جمال الدين الشيّال / : ” انقلب الأوروبيون إلى ديارهم بعدما منوا بالهزيمة في الحروب الصليبية، وقد بهرتهم أنوار الحضارة العربية / الإسلامية، وأخذوا مفاتيح تلك الحضارة، فتفرّغوا لها … يقتبسون من لآلئها وينقلون آثارها، ويدرسون توليفاتها. وقد ساعدتهم عوامل أخرى ،جغرافية وتاريخية واجتماعية واقتصادية، على أن يسيروا بالحضارة في طورها الجديد، على طريقة جديدة تعتمد أكثر ما تعتمد، على التفكير الحرّ أوّلاً وعلى الملاحظة والتجربة والاستقراء ثانياً. فمهّد هذا كلّه لهم السبيل إلى كشوف علمية جديدة شكّلت الطلائع لحضارة القرنين، التاسع عشر والعشرين.”

إقرأ المزيد

الاتجاه الثقافوى النسبي الأمريكي

روث بينديكت
روث بينديكت

أن يكون لكل مجتمع إنساني نظامه القيمي، والمستند إلى اختيار ثقافي مميز، وإلى خلفيات سماها كادرينر لاحقاً بالشخصية القاعدة، كل ذلك سمح للأنثروبولوجيا الأمريكية أن تتخطى في الفترة 1930-1950 الكثير من الغيوم التى شابت البنيوية الوظيفية البريطانية. نجحت منهجية الدراسات الأمريكية ولغتها في التوصل إلى خطاب جديد معادٍ للأيدولوجيا الاستعمارية ومتوافق مع مطالبة المجتمعات غير المعقدة الخاضعة للاستعمار بحقها في الوجود.

رأى الفريد كروبر (1876-1960) أن التاريخ لا يعنى قط دراسة تتابع الظواهر والأحداث في الزمن، كما فهمه الوظيفيون، وإنما يهدف في النهاية إلى إعطاء وصف متكامل لموضوع الدراسة، وبهذا يمكن استخدام التاريخ في دراسة الوقائع والأحداث الجارية في مجتمع معين، على أساس هذا التوسع في مفهوم التاريخ عند كروبر بحسبانه منهجاً يأخذ في

إقرأ المزيد

أنثروبولوجيا الدين. نائلة منصور. ٣٠ تمّوز ٢٠٢١. القبض بالمعرفة على عالم متغير وسائل. حوار مع الباحثة الأنثروبولوجية إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي.

الأنثروبولوجيا الدينية

[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي[/inlinetweet] [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]أنثروبولوجية مستعربة.[/inlinetweet] ب[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]عد دراستها العربية والإسلاميات بدأت عملها البحثي كأنثروبولوجية دينية على أماكن الزيارات المقدسة في فلسطين[/inlinetweet]: [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]مقام النبي موسى ومقام النبي صالح[/inlinetweet] بين عامي 1996 و2003. ثم انتقلت لدراسة العلاقات البين-دينية القائمة حول صورة العذراء وتحديداً في قرية بيشوات في البقاع اللبناني بين عامي 2005 و2008. فيما بعد، ولغاية عام 2015، بحثت في ظاهرة النساء التقويات المسيحيات، مثل ميرنا من الصوفانية في سوريا وكاترين من النبعة في بيروت. لاحقاً عملت على موضوع القبيسيات السوريات، ولكنها لم تنشر خلاصات أعمالها عن القبيسيات. بدءاً من عام 2017 وحتى الآن، تعمل على ميدان متعلق بعاملات ورشات الخياطة السوريات في «حي غربي» البيروتي العشوائي، وكذلك على كشّاشي الحمام في الحيّ نفسه. وتعمل كذلك على اللاجئين السوريين في البقاع في عمل تشاركي مع الباحثة ليلى فينييال. من الجدير بالذكر أنها ترجمت، بالشراكة مع نبراس شحيّد، كتاب تسع عشرة امرأة يروين للكاتبة السوريّة سمر يزبك، والذي صدر في ترجمته الفرنسية عن دار ستوك عام 2019. نذكر هنا من كتبها المنشورة، دوناً عن العشرات من المقالات الأخرى والفصول المشاركة في مؤلفات جماعية: الوطنية والحج في فلسطين، أنبياء أبطال وأجداد (2007) وجسد الآلام: التجارب الدينية والسياسية لامرأة متصوفة مسيحية في لبنان (2018)، ونذكر من المؤلفات الجماعية التي شاركت بالإشراف عليها: التفكر في نهاية العالم (2014)، والإيمان بصفته أفعالاً (2014). وهي تعمل حالياً كمديرة أبحاث في المركز الوطني للأبحاث (CNRS) وفي مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (EHESS).

إقرأ المزيد

فرانز بواس ونقل تأويل الاختلافات البشرية من علم الأحياء إلى حقل الثقافة

فرانز بواس

 

ثمّة فكرة  سائدة في أوساط الإنتلجنسيا العالمية مفادها بأن[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””] مبحث الأنثروبولوجيا الثقافية (أو الاجتماعية؛ إذ لا فرق) هو الأصل الذي يمكن منه اشتقاق كل المباحث السائدة في الإنسانيات (أدب – شعر – تاريخ – جغرافيا – علم اجتماع – سياسة، اقتصاد… إلخ). [/inlinetweet]ا[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]لاشتقاق هنا بمعنى أن الأصول الأولى للمبحث المقصود في الإنسانيات يمكن معاينة بداية نشأتها بتوجيه البؤرة البحثية نحو موضوعة محددة في الأنثروبولوجيا الثقافية[/inlinetweet]. وعليه؛ فإن الإحاطة ببدايات نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية ستكون شرطاً لازماً لكل المشتغلين في حقل الإنسانيات، وفي الوقت ذاته لكل الشغوفين بمباحث الأنثروبولوجيا والثقافة.

إقرأ المزيد