محمد حسن عبد الحافظ*
1 – تُرى، هل ثمة تطابق بين لغة النساء ولغة الرجال؟ أليس كثيرًا ما ندَّعي متظرفين – حسب زومتور – بأننا نلتقط “كلام نساء” أو ” نبرة نساء”؟ ألا يولد الطابعان الفيزيولوجيان الموجودان في أي صوت بشري توترًا – في نفس كلٍّ منا – مشابهًا للتوتر الناجم عن التمييز بين الجنسين 1.
نعرف – نحن الفولكلوريين – أن للنساء أنواعًا مخصوصة من المأثورات الشعبية الأدبية. معظمها يرجع إلى العادات الحرفية للنساء أو إلى السياق الاجتماعي الخاص الذي يعشن فيه، وهنا نتذكر الأغاني الشعبية التي تؤديها النساء أثناء العمل على الرحى، أو “خض اللبن”، أو في مراحل صناعة الخبز، أو أغاني المهد (تهنين الأطفال)، أو أغاني الأفراح، أو العديد (المراثي الشعبية، وهو النوع الأدبي الشعبي الذي يؤكد أحمد مرسي أنه لا يُروى إلا على لسان النساء، وأنه لم يقم الدليل على أن المجتمع في مصر قد عرف بكائيات تنسب إلى الرجال2)، أو أغاني الحج والزيارة… إلخ. كما درج الباحثون الميدانيون على التعامل مع النساء بوصفهن ينابيع (= مصادر) غنية للحكايات الشعبية والحواديت والأمثال… وغير ذلك من المأثورات التي عُهِدَ للنساء أداؤها، تبعًا لعاداتها الحرفية ولأدوارها العائلية 3.
إقرأ المزيد