السحر فى المجتمعات البدائية

السحر

يعد عالم ما وراء الطبيعة عاملا فعالا دائما في حياة البدائي فنراه يلجا إليه لتفسير كل ما يقع إمامه و يعزو إليه من الشرعية و المعقولية ما نعزوه نحن إلى قوى الطبيعة المعترف بها و العقلية البدائية  لا تعتمد ألا على الروابط الغيبية و لا تعتمد على ما نسميه نحن سببا و علة لما يحدث .

و تعمد الجماعات البدائية كلها إلى تفسير الموت بغير الأسباب الطبيعية فإذا مات عندهم شخص عزوا موته على وجه العموم إلى أن ساحرا قد حكم عليه بالموت

إقرأ المزيد

المنحى الإثنوغرافي في السينما المغربية

فيلم “خيط الروح” نموذجا

عبد المجيد البركاوي

سينما امغرب

تشكل العادات والتقاليد والطقوس الشعبية مادة درامية خصبة بالنسبة للسينما، إذ غالبا ما يتمُّ استحضار المعطيات الإثنوغرافية من خلال ملامح معينة تستهدف إغناء التصور الإخراجي للفيلم، وبناء متخيله، وإبراز أبعاده الفكرية والجمالية، ومن هذه الزاوية أضحت السينما وعاءً فنيا ودراميا لدراسة مجتمع ما، في أسلوب حياته، وتراثه الممتد في التقاليد والعادات والمظاهر الاحتفالية..

في هذا السياق، حاولت السينما المغربية الاشتغال على مجمل هذه المكونات، حيث يمكن تلمُّس ملامح إثنوغرافية واضحة في العديد من الأفلام، وانطلاقا من مستويات فيلمية متعددة كالعنوان والحدث والفضاء والديكور والملابس والاكسسوارات.. ولعل الأسئلة التي ينبغي طرحها بهذا الخصوص هي: كيف تتجسد تلك الرؤية الإثنوغرافية في السينما المغربية؟ ما هي حدود نجاحها أو إخفاقها؟ ما هي الدواعي الفنية الثاوية وراء وَلَع الكثير من السينمائيين المغاربة بهذا التوجه الإثنوغرافي؟

إقرأ المزيد

الترجمة والمثاقفة

جمال حضري
جامعة المسيلة

تبدو المعطيات خارج اللغة متحكمة في الفعل الترجمي مما ينأى به عن أن ينحصر ضمن الكينونة اللغوية فقط فقد ربط جورج ستاينر اللغة بالخصوصيات التجريبية والحياتية للمستعملين، مما يجعل الترجمة شعرية أكثر منها مطابقة، كما رأى منظرو التلقي أن الترجمة نوع من التلقي الحر كما عند هانس جورج جدامر، أو تواصل للمتلقي فيه الدور الأساسي كما أكده حميد الحمداني شارحا لنزي شميدت، أما أمبرتو إيكو فقد انطلق من التواصل ولكنه غلب المنظور السيميولوجي الذي يجعل المعنى كامنا في البنيات النصية، بينما يقوم الباحث محمد العمري بتفرقة مهمة بين ترجمة لغوية أقرب ما تكون إلى المثالية والتجريد، وترجمة حضارية تأخذ بعين الاعتبار السياق الحضاري والثقافي ويراها الترجمة الأعمق.
هذا العنصر الثقافي الذي يصر عليه الكثير من الباحثين يرسخ الخصوصيات التي تصبح معها الترجمة أمام موضوع معقد لا يكفي فيه حضور الجهاز اللغوي عاريا عن الجهاز السوسيو ثقافي لأن الترجمة كما يقول جون روني لادميرال عبور بين ثقافات(1) أو هو تواصل ثقافي،ذلك أن اللغة متضامنة مع سياق ثقافي يحتم إضافة الأفق الخارج لساني إلى نظرية الترجمة، والترجمة إذا ليست للغة ولكن للكلام(2).
ومن هنا وجب الانطلاق من مقولة لغة – ثقافة بدل مقولة لغة(3)، لأنه لا توجد لغة خارج السياق الثقافي، وبناء عليه، يجب أن تنصب الترجمة على المعنى السياقي بما يعني المحيط النصي والوضعية المرجعية، أي أن النص الأصلي والنص الهدف لهما نفس المعنى إذا اشتغلا في نفس الوضعية بما يستدعي لسانيات للكلام أو نظرية للتلفظ(4).
إن المترجم يصبح بتعبير جورج مونان حاملا إما لنظارات ملونة أو نظارات شفافة(5) وتستعملان حسب الاستراتيجية الترجمية.

إقرأ المزيد

الأبعاد الأنثروبولوجية والثقافية لمنطقة طـــرارة بالجزائر

د. مراد مولاي الحاج*

ملخص المداخلة

ظل المجتمع الريفي الجزائري محل اهتمام الباحثين في العلوم الاجتماعية، فجل الدراسات المنجزة إبان التواجد الاستعماري، عالجت الخصائص البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذا المجتمع. لا نستغرب من إنجاز هذه الأعمال من طرف الفئات المثقفة والإدارية الفرنسية التي عاشت بالمناطق الحضرية في المدن الجزائرية. فالانتماء الجغرافي والاجتماعي لبعض هؤلاء الإداريين إلى هذه المناطق، كان له دور في دفعهم  على القيام بأعمال ودراسات مونوغرافية للمجتمع الجزائري الذين يرون أنفسهم جزءا منه.

فالحياة البسيطة والغنية بمميزاتها ودلالتها الاجتماعية في الريف الجزائري والمناطق الجبلية شكلت اللبنة الأساسية لكل المحاولات والدراسات المنجزة والتي عادة ما كانت تنشر في المجلات والمواثيق ومن بينها المجلة الإفريقية ووثيقة جمعية الجغرافيين وعلم الآثار لمنطقة وهران. وبالتالي تعتبر منطقة طرارة  من بين المناطق التي نالت حصتها في هذه الدراسات والاهتمامات الإثنوغرافية والأنثروبولوجية.

نحــاول من خلال هذه المداخلة الإحاطة ببعض من هذه الدراسات.

إقرأ المزيد

نبذة عن مسيرة الإستشراق

إبراهيم مناد
جامعة مستغانم

الإستشراق

إن حركة الاستشراق قديمة جدا، إذ إن قيامها يعود إلى 1245 م حين تقرر تدريس اللغات الشرقية من طرف مجمع الكنيسة بفيينا، وهذا لا يعني أنها وصلت إلى رقيها، بل كان بدؤها الفعلي في أواخر القرن التاسع عشر على إثر الاستعمار الذي حل بالبلاد العربية والإسلامية عامة، وبذلك فتح العديد من المؤسسات والمراكز والمعاهد لدراسة اللغات والثقافات والعادات الشرقية بأصنافها المختلفة، ليتمخض عنها انعقاد أول مؤتمر استشراقي بباريس عام 1873 م(1).
والاستشراق في حقيقته الأولى كان ذا اتجاه ديني من أجل محاربة العقيدة الإسلامية، إلا أن عظمة هذا الدين وحضارته الراقية العريقة جعلت من بعض مفكري أوربا وعلمائها – خاصة فيما يتعلق بالأندلس وصقلية – يدعون للنهل من هذه الحضارة، فنتج عن ذلك رحلات عديدة من القاصدين لطلب الحصول على هذه الثقافة.
وكل هذا كان وراءه أهداف جليلة لا يحق لنا إغفالها في هذا المقام والمقال على حد سواء، ومن بينها: القيام بدراسات عن الحضارات القديمة في بلاد الشرق، وهي دراسات أنثروبولوجية ومقارنة عمت جميع ما يتصل بالفرد العربي والإسلامي، إلى جانب محاولة الحصول – ما أمكن – على المخطوطات العربية التي يمكن أن تحوي معارف خاصة، وبالتالي تُمَكَّن من استغلالها والاستفادة منها، وذلك ما تأتى لهم؛ إذ نسمع عن كم هائل من المخطوطات في مختلف مجالات المعرفة هي حبيسة للعديد من المكتبات العالمية، أضف إلى ذلك نشر العديد من الكتب التراثية الذي سنمثل له فيما بعد، ثم بعد ذلك تنظيم مؤتمرات عالمية خاصة عن الاستشراق ونتائجه وإعادة بعثه من جديد حتى يحيط بجميع القضايا التي تخص العالم الشرقي.

إقرأ المزيد