كانت ثقافتهما من مشكاة واحدة فالأب آدم عليه السلام , ولقد غرف لابنيه ذات المقدار من الثقافة التي علمه إياها العليم الخبير.
فالثقافة تعنى :هذا الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعادات والسلوكيات والأخلاق والقانون والمعتقدات التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه”تعريف تايلر “ليس بالتعريف المعتمد لكن لاشتماله على مزايا عده.
انطلاقنا من هذا التعريف قد استطيع فهم حقيقة الاختلاف بين قابيل وهابيل , والسبب الذي أوصل قابيل للقتل !
أرجعت هذا الاختلاف إلى فوارق عده لخصتها فيما يلي:
مقالات
حول إناسة الحداثة
أو بعض انتصارات الثّقافة على نظريّة اليأس
بقلم: مارشال سالينز (Marshall Sahlins)
تقديم وترجمة: جهاد الحاج سالم
في جميع أنحاء منطقة جنوب المحيط الهادئ ، ما زالت مفاهيم “الثّقافة” و “التّنمية” حيّة إلى حدّ كبير من خلال النّقاشات السّياسيّة ووسائل الإعلام، وفي المواعظ والمناقشات التي لا تنتهي بين القرويّين والنّخب الحضريّة، بل وحتّى في البيانات السّياسيّة.
وغالبا ما يتمّ وضع هذه المصطلحات في وضعيّة تعارض، فتغدو التّنمية و “العقلانيّة الاقتصاديّة” و”الحكم الرّشيد” و “التقدّم” ضدّا للثّقافة أو “العرف”، و”التّقاليد” و”الهويّة”. وغالبا ما ينظر إلى اضمحلال العرف وإفقار الثّقافة بوصفهما نتاجا للتّنمية، في حين ينظر إلى إخفاقات التّنمية بوصفها، بشكل أو آخر، نتاج التّأثيرات القاتمة لثقافة غير عقلانيّة. وتكمن المشكلة في كيفيّة حلّ التّناقضات بين هذين “المتعارضين” في سبيل تحقيق أقصى المنافع، أي الحصول على الخيرات المادّية والرّفاهيّة والرّاحة، بمعنى النّفاذ إلى “الحياة العصريّة”، دون التّضحية بالقيم والمؤسّسات “التّقليديّة” التي توفّر الأمن المادّي وتحافظ على الهويّات الاجتماعيّة المتنوّعة.
وفي هذه السّبيل، يندرج الكتاب الذي نتولّى ترجمة فصله الثّالث وتقديمه إلى القارئ العربي، وهو كتاب يحمل عنوان ” الثّقافة والتّنمية المستدامة في منطقة المحيط الهادئ” (Culture and Sustainable Development in the Pacific) ويتضمّن عددا من المقالات لعلماء إناسة مختصّين في دراسة شعوب منطقة جنوب المحيط الهادئ، ومعروفين على نطاق عالميّ، من بينهم: لنجى كافاليكو (Langi Kavaliku) وإيبلي هاووفا (Epeli Hau’ofa) ومارشال سالينز (Marshall Sahlins) ومالاما ميليسيا (Malama Meleisea) وجويلي فايتاياكي (Joeli Veitayaki) ووتارسيسيوس تارا كابوتاولاكا (Tarcisius Tara Kabutaulaka). وهو كتاب تمّ تحريره بطلب من منظمّة اليونسكو تحت إشراف أنطوني هوبر (Antony Hooper) الأستاذ الفخري في جامعة أوكلاند الأستراليّة (University of Auckland) ونشر سنة 2005.
ويمثّل الفصل الثّالث الذي نقدّمه هنا لقرّاء الأوان، مقالة للأنّاس الأمريكي مارشال سالينز، وهو بعنوان “حول إناسة الحداثة، أو بعض انتصارات الثّقافة على نظريّة اليأس” (صص 44-62 من الكتاب).
أنثروبولوجيا الإستعمار 2\2
عوامل نشأة الإمبريالية الإستعمارية
أ – الأزمة الاقتصادية:
إنفجرت الأزمة الصناعية الأولى في بريطانيا عام 1825، وفي 1847– 1948 هزَّت أزمة، فيض الإنتاج، أيضا الولايات المتحدة وعددا من دول أوروبا الغربية، وكانت أول أزمة عالمية. أما أعمق أزمة عرفها القرن التاسع عشر فكانت تلك التي حدثت عام 1873 وسجلت بداية الإنتقال من الرأسمالية ما قبل الإحتكارية إلى الرأسمالية الإحتكارية (الإمبريالية).
وتعرف الفترة الفاصلة بين أزمتين باسم الحلقة الإقتصادية والتي تنقسم إلى أربعة أطوار هي:
– الأزمة: وتتميز بفيض الإنتاج وهبوط الأسعار وكثرة حالات الإفلاس وتقلص الإنتاج وانتشار البطالة وهبوط وتقلص التجارة (الداخلية والخارجية)؛
– الركود: يبدأ بيع مخزون الفوائض بأسعار منخفضة وتظهر المزاحمة والمنافسة حول الأسواق لتصريف الفوائض ومصادر المواد الأولية، وهنا يبدأ إدخال التحسينات الفنية لتخفيض كلفة الإنتاج؛
– الإنتعاش: إستمرار صمود الشركات التي نجت من الأزمة عن طريق رأسمالها الثابت وتوسيع إنتاجها، مما يسمح بانتعاش التجارة وإرتفاع أسعار البضائع؛
– النهوض: جنوح الإنتاج نحو النمو المستمر وعرض المزيد من السلع في الأسواق.
* مميزات الرأسمالية الإحتكارية:
ـ تمركز الإنتاج: بسبب خراب بعض الرأسماليين نتيجة شدة المنافسة، وهكذا يغتني بعض الرأسماليين ويتمركز الإنتاج في مؤسسات قليلة توظف أعدادا كبيرة من العمال وشيئا فشيئا يستحيل التمركز إحتكارا؛
ـ زيادة حصر نمو الرأسمال: عن طريق إبتلاع كبريات الشركات لصغرياتها.
* أشكال الإحتكار: الإحتكار تكتل لقسم كبير من الإنتاج في عدد قليل من الأيدي الرأسمالية أو تصريف لقسم كبير من هذا الإنتاج من قبل هؤلاء.
أنثروبولوجيا الأمراض والأوبئة : ضرورة معرفية في الثقافة الصحية
عزالدين علي غازي
إن الاطلاع الواسع للعامل في الصحة البشرية وللمتخصصين ، ممرضين وأطباء.. ، ومعرفتهم بالظروف الاجتماعية والتاريخية والثقافية للأوبئة الفتاكة وللأمراض التي تتعرض العنصر البشري يجعل المرء بمنأى عن الأخطاء البسيطة التي يقع فيها أحيانا هؤلاء وقد يرجع هذا إلى أسباب عديدة منها رداءة تكوين الأطباء والممرضين ومختلف المتدخلين في مجال التواصل المهني وأنثروبولوجيا الاوبئة وتاريخها وسوسيولوجيا المعرفة وعلوم النفس المختلفة التي لها علاقة وطيدة بالصحة البشرية وبالعلوم الانسانية .
الرموز السوسيوثقافية المؤثرة في الرعي والترحال بالجبال المغربية
لحسن ايت الفقيه
aitelfakih_lahcen@yahoo.com
يرتبط استمرار النشاط الاقتصادي بالبادية المغربية بالأسس الثقافية . ودون الخوض في جدلية التأسيس والأسبقية بين الثقافي والاقتصادي , نسجل أن هناك رموزا ثقافية كثيرة تؤسس للاقتصاد, أعني أن هاجس المر دودية والربح لايصمد أمام الإكراه الثقافي في الأوساط الاجتماعية الهشة. فالقيمة الرمزية هي المسيطرة على معظم أنشطة البادية التقليدية بالمناطق المغربيةالأمازيغية. ومن الرموز المؤثرة نجد رمز النار وما له من قوة في درء المفسدة وجلب المنفعة الكامنة في خصوبة المرعى والمزرعة والمرأة. والنار وسيلة من وسائل التطهير لدى المغاربة عامة ولا تحمل بالإطلاق ما يو حي إلى التخريب. صحيح أن الإنسان في معظم النقط العمرانية بالبادية المغربية يخرب بيته بأيده خدمة للثقافة, لكنه في المقابل يعمل على حماية البيئة . وبين التخريب والبناء تتدخل عوامل أخرى لم تكن في الحسبان.