لم يكتفي الفرنسيون بتشويه صورة الجزائري فبعد فشل مخططاتهم لتدجين هذا المتوحش، وجعله يتخلى عن هويته و دينه وتقاليده ويبني الحضارة الفرنسية انتقلوا إلى مرحلة أخرى وهي نفي هذا الجزائري وإنكاره فهو لا وجود له، ولا يمكنه التحضير بالطبيعة بل لا يجوز أصلا إلحاقه بالحضارة الفرنسية، إنه عرق دوني سكن هذه الأرض في غفلة من التاريخ ولم يتمكن من إنجاز شيء يذكر في مسيرة الحضارة الإنسانية، إذن فلا وجود لهوية جزائرية ولا شعب جزائري…
وعليه فعلى الفرنسيين أن يبنوا الجزائر الفرنسية لوحدهم ودون أن أي اعتبار للسكان المحليين ومن هنا تم إقامة مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى إقامة المنظومة الحضارية الفرنسية من خلال إجبار الأهالي على الخضوع لنظام الأنديجانا Loi indigène الذي يعتبر نظاما عنصريا قوامه تجميع الأهالي في مجمعات إدارية وإجبارهم على الخضوع للقضاء الفرنسي الخاص، وقد تم التبرير لذلك من خلال أمرين:
الانسان في المرآة علاقة الانثروبولوجي بالحياة المعاصرة،
تأليف : كلايد كلوكهون،
ترجمه وعلق عليه: د. شاكر مصطفى سليم،
قدم له: د. غوث الانصاري،
نشر: مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر بغداد – نيويورك
مطبعة أسعد، بغداد، 1964يقع الكتاب في 596 صفحة.
تصدير الكتاب: بواسطة الدكتور غوث الأنصاري مدرس الانثروبولوجيا -كلية الآداب- جامعة بغداد
هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ والذي كتبه أحد مشاهير الانثروبولوجيين في العالم، قام بترجمته واحد من المتقدمين في علم الانثروبولوجي من العرب. لقد كان الدكتور شاكر مصطفى سليم أول عراقي تخصص بعلم الانثربولوجي وبفضل جهوده ادخل تدريس هذا العلم لاول مرة في كلية الاداب ثم اصبح مادة ثابتة من مواد الدراسة في جامعة بغداد. فان الدراسة الحقلية الواسعة التي قام بها الدكتور شارك مصطفى سليم في الچبايش قد أفادتنا علمياً حول منطقة كانت مهملة مجهولة حتى قيام ببحثه هذا. وان كتابه حول هذه الجماعة قد طبع قبل مدة من الزمن باللغة العربية، كما قد ظهر باللغة الانكليزية . وان كتابه هذا ٌ قد أهَّله لمركز معترف به بين جماعة