الدكتور مبروك بوطقوقة أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الجزائرية، مؤسس ومدير موقع أرنتروبوس، ورئيس تحرير المجلة العربية للدراسات الأنثروبولوجية المعاصرة، والمشرف العام لمركز فاعلون للبحث في الأنثروبولوجيا (2029-2024) وعضو اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية لعلم الاجتماع (2023-2027) وعضو مجلس أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية (2021-2025)
ونائب مشرفه العام مكلف بالنشر والإعلام وكاتب بجريدة السفير العربي.
رسم توضيحي للطبقات الإجتماعية في انجلترا في القرون الوسطى
البناء الاجتماعي هو إطار المجتمع كعلاقة منظمة بين الوحدات الاجتماعية المختلفة (التجمعات القائمة على القرابة، والجنس والسن، والمصلحة المشتركة، والمكان والمنزلة) أو كنموذج مقام تبعًا لهذه العلاقة. وتعد دراسة البناء الاجتماعي جديدة نوعًا ما على الأثنولوجيا والأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن القول إنها بدأت براد كليف يراون الذي نمى هذا المفهوم ليقابل بينه وبين مفهوم الكائن العضوي في العلوم البيولوجية. وقد حاول البنائيون فيهما بعد – وخاصة ليفي شتراوس Levi-Strauss – تفسير البناء الاجتماعي على أساس رياضي.
الإيكولوجيا الثقافية هي دراسة تغير الثقافة الناشىء عن التكيف مع البيئة الطبيعية.
وقد صك ستيوارد Steward هذا المصطلح في عام 1955، وهو مشتق من كلمة «إيكولوجيا» التي صكها «هيكيل» في عام 1870 للدلالة على المجموعات الحيوية.
وتعني «إيكولوجيا» في علم الحياة، العلاقات المتبادلة بين الكائنات العضوية وبيئتها الطبيعية. ويجب التمييز بين الإيكولوجيا الثقافية من ناحية، والإيكولوجيا الاجتماعية و»الإيكولوجيا البشرية» من ناحية أخرى. لأنها – على حد تعبير ستيوارد – تحاول «تفسير أصول الملامح والأنماط الثقافية الخاصة التي تميز مناطق ثقافية مختلفة». وهي لا تسعى إلى «استخلاص مبادئ عامة يمكن تطبيقها على أي موقف بيئي ثقافي».
[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي[/inlinetweet] [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]أنثروبولوجية مستعربة.[/inlinetweet] ب[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]عد دراستها العربية والإسلاميات بدأت عملها البحثي كأنثروبولوجية دينية على أماكن الزيارات المقدسة في فلسطين[/inlinetweet]: [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]مقام النبي موسى ومقام النبي صالح[/inlinetweet] بين عامي 1996 و2003. ثم انتقلت لدراسة العلاقات البين-دينية القائمة حول صورة العذراء وتحديداً في قرية بيشوات في البقاع اللبناني بين عامي 2005 و2008. فيما بعد، ولغاية عام 2015، بحثت في ظاهرة النساء التقويات المسيحيات، مثل ميرنا من الصوفانية في سوريا وكاترين من النبعة في بيروت. لاحقاً عملت على موضوع القبيسيات السوريات، ولكنها لم تنشر خلاصات أعمالها عن القبيسيات. بدءاً من عام 2017 وحتى الآن، تعمل على ميدان متعلق بعاملات ورشات الخياطة السوريات في «حي غربي» البيروتي العشوائي، وكذلك على كشّاشي الحمام في الحيّ نفسه. وتعمل كذلك على اللاجئين السوريين في البقاع في عمل تشاركي مع الباحثة ليلى فينييال. من الجدير بالذكر أنها ترجمت، بالشراكة مع نبراس شحيّد، كتاب تسع عشرة امرأة يروين للكاتبة السوريّة سمر يزبك، والذي صدر في ترجمته الفرنسية عن دار ستوك عام 2019. نذكر هنا من كتبها المنشورة، دوناً عن العشرات من المقالات الأخرى والفصول المشاركة في مؤلفات جماعية: الوطنية والحج في فلسطين، أنبياء أبطال وأجداد (2007) وجسد الآلام: التجارب الدينية والسياسية لامرأة متصوفة مسيحية في لبنان (2018)، ونذكر من المؤلفات الجماعية التي شاركت بالإشراف عليها: التفكر في نهاية العالم (2014)، والإيمان بصفته أفعالاً (2014). وهي تعمل حالياً كمديرة أبحاث في المركز الوطني للأبحاث (CNRS) وفي مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (EHESS).
يعالج أنطونيو غرامشي (1891-1937) مسألة الثقافة الشعبية في إطار اشتغاله بحقول المجتمع المدني Civil Society الإيطالي المعاصر. فقد اختفى مصطلح المجتمع المدني مع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولم يعاود الظهور إلا مع غرامشي، بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. ومع غرامشي – الذي يعتمد على بعض العناصر الواردة في فلسفة هيجل – اكتسب المجتمع المدني دلالات مفهومية جديدة نتجت عن قراءته النقدية للماركسية ولممارسات الحزب الشيوعي الإيطالي. وقد استهدف غرامشي البحث في الخصوصية التي تميز الحركات الشيوعية في المجتمعات ذات التقاليد الديمقراطية البرجوازية1. وبدا اهتمام غرامشي واضحًا بالجوانب غير الاقتصادية للمجتمع المدني، فلم يكن المجتمع المدني بالنسبة إليه كينونة منفصلة عن الجهاز القهري (الحديدي) للدولة (السلطة) فحسب؛ وإنما أيضًا عن المؤسسات الاقتصادية للمجتمع2. وقد استندت بعض التجارب التنظيرية المغاربية إلى المعنى الغرامشي لمفهوم المجتمع المدني، من حيث هو فضاء سياسي واجتماعي للنضال من أجل الديمقراطية، من أجل إعادة الدور العضوي للمثقف في مجتمعه، وهو الدور الذي رأى المثقفون أنه سُلب منهم عنوةً من قبل سلطة الدولة3.
ثمّة فكرة سائدة في أوساط الإنتلجنسيا العالمية مفادها بأن[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””] مبحث الأنثروبولوجيا الثقافية (أو الاجتماعية؛ إذ لا فرق) هو الأصل الذي يمكن منه اشتقاق كل المباحث السائدة في الإنسانيات (أدب – شعر – تاريخ – جغرافيا – علم اجتماع – سياسة، اقتصاد… إلخ). [/inlinetweet]ا[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]لاشتقاق هنا بمعنى أن الأصول الأولى للمبحث المقصود في الإنسانيات يمكن معاينة بداية نشأتها بتوجيه البؤرة البحثية نحو موضوعة محددة في الأنثروبولوجيا الثقافية[/inlinetweet]. وعليه؛ فإن الإحاطة ببدايات نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية ستكون شرطاً لازماً لكل المشتغلين في حقل الإنسانيات، وفي الوقت ذاته لكل الشغوفين بمباحث الأنثروبولوجيا والثقافة.