هل سيرة بني هلال سيرة نسوية؟

الزناتى خليفة وأبوزيد الهلالى

محمد حسن عبد الحافظ*

1 – تُرى، هل ثمة تطابق بين لغة النساء ولغة الرجال؟ أليس كثيرًا ما ندَّعي متظرفين – حسب زومتور – بأننا نلتقط “كلام نساء” أو ” نبرة نساء”؟ ألا يولد الطابعان الفيزيولوجيان الموجودان في أي صوت بشري توترًا – في نفس كلٍّ منا – مشابهًا للتوتر الناجم عن التمييز بين الجنسين 1.

نعرف – نحن الفولكلوريين – أن للنساء أنواعًا مخصوصة من المأثورات الشعبية الأدبية. معظمها يرجع إلى العادات الحرفية للنساء أو إلى السياق الاجتماعي الخاص الذي يعشن فيه، وهنا نتذكر الأغاني الشعبية التي تؤديها النساء أثناء العمل على الرحى، أو “خض اللبن”، أو في مراحل صناعة الخبز، أو أغاني المهد (تهنين الأطفال)، أو أغاني الأفراح، أو العديد (المراثي الشعبية، وهو النوع الأدبي الشعبي الذي يؤكد أحمد مرسي أنه لا يُروى إلا على لسان النساء، وأنه لم يقم الدليل على أن المجتمع في مصر قد عرف بكائيات تنسب إلى الرجال2)، أو أغاني الحج والزيارة… إلخ. كما درج الباحثون الميدانيون على التعامل مع النساء بوصفهن ينابيع (= مصادر) غنية للحكايات الشعبية والحواديت والأمثال… وغير ذلك من المأثورات التي عُهِدَ للنساء أداؤها، تبعًا لعاداتها الحرفية ولأدوارها العائلية 3.

إقرأ المزيد

الأنظمة القرابية

يتزوج الناس  طبقاً لقواعد أو لعادات يمكن دراستها كنظام رمزي متماسك كما تدرس اللغة. وقد طبق ليفي ستراوس هذه المنهجية البنيوية على أنظمة القرابة السائدة لدى قبائل الهنود الحمر التي زارها وعاش بينها لفترة وخرج باكتشافات مدهشة. بل وأدى إلى إحداث ثورة معرفية داخل علم الانثروبولوجيا. وهكذا صدر كتابه الكبير الأول عام 1949 بعنوان: “البنى الأولية للقرابة”. واكتشف أن الزواج في هذه القبائل –وفي كل المجتمعات البشرية- يخضع لقواعد وقوانين صارمة دون أن يكون الناس واعين بها تماماً. وهذه القواعد تشكل لغة المجتمع في إقامة العلاقات بين أعضائه عن طريق المصاهرة. وبالتالي فيمكن دراسة هذه العلاقات الاجتماعية كما يدرس جاكبسون العلاقات البنيوية داخل اللغة. فـ«الفونيم» أو الوحدة الصوتية الأولى تشبه البنية الأولية للقرابة. والعلاقات بين عدة فونيمات (أو وحدات صوتية) هي التي تشكل المعنى داخل اللغة، مثلما أن العلاقة بين عدة أطراف هي التي تشكل نسيج النظام الاجتماعي عن

إقرأ المزيد

كتاب تاريخ الإنسان حتى ظهور المدنيات:دراسة في الأنثروبولوجيا الفيزيقية والثقافية

كتاب تاريخ الإنسان حتى ظهور المدنيات:دراسة في الأنثروبولوجيا الفيزيقية والثقافية

تأليف: د. أسامة عبدالرحمن النور ود. أبوبكر يوسف شلابى الجا

النشر: دار  فاليتا – مالطا -1995

د. أسامة عبدالرحمن النور
د. أسامة عبدالرحمن النور

يمثل هذا الكتاب بحثاً دراسياً تمهيدياً أعد ليلبى حاجة طلاب الجامعات العربية الدارسين للعلوم الاجتماعية، وكذلك رغبة القارئ المهتم بقضايا الأنثروبولوجيا بصورة عامة. ينطلق الكتاب من طرح إشكالية محددة يمكن تلخيصها في الآتي: إذ لم يتسن لنا نحن بنو الإنسان الخروج من بداية الرئيسات فهل كان من الممكن لنا أن نطور ثقافاتنا؟ وإذ لم يكن أسلافنا قد طوروا ثقافاتهم فهل كان من الممكن لنا أن نطور شكلنا الفيزيقي ليصل إلى ما نحن عليه الآن؟ من ثم فإن هذا الكتاب يمثل محاولة لتقديم المعلومات الأساسية والأفكار الرئيسة التى تقوم عليها الأنثروبولوجيا بفرعيها الفيزيقي والثقافي- الاجتماعي إجلاءً للغموض الذى يكتنف تاريخ بني الإنسان.

إقرأ المزيد

البناء الاجتماعي: Social Structure

رسم توضيحي للطبقات الإجتماعية في انجلترا في القرون الوسطى
رسم توضيحي للطبقات الإجتماعية في انجلترا في القرون الوسطى

البناء الاجتماعي هو إطار المجتمع كعلاقة منظمة بين الوحدات الاجتماعية المختلفة (التجمعات القائمة على القرابة، والجنس والسن، والمصلحة المشتركة، والمكان والمنزلة) أو كنموذج مقام تبعًا لهذه العلاقة. وتعد دراسة البناء الاجتماعي جديدة نوعًا ما على الأثنولوجيا والأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن القول إنها بدأت براد كليف يراون الذي نمى هذا المفهوم ليقابل بينه وبين مفهوم الكائن العضوي في العلوم البيولوجية. وقد حاول البنائيون فيهما بعد – وخاصة ليفي شتراوس Levi-Strauss – تفسير البناء الاجتماعي على أساس رياضي.

إقرأ المزيد

الإيكولوجيا الثقافية Cultural Ecology

الإيكولوجيا الثقافية

الإيكولوجيا الثقافية هي دراسة تغير الثقافة الناشىء عن التكيف مع البيئة الطبيعية.

وقد صك ستيوارد Steward هذا المصطلح في عام 1955، وهو مشتق من كلمة «إيكولوجيا» التي صكها «هيكيل» في عام 1870 للدلالة على المجموعات الحيوية.

وتعني «إيكولوجيا» في علم الحياة، العلاقات المتبادلة بين الكائنات العضوية وبيئتها الطبيعية. ويجب التمييز بين الإيكولوجيا الثقافية من ناحية، والإيكولوجيا الاجتماعية و»الإيكولوجيا البشرية» من ناحية أخرى. لأنها – على حد تعبير ستيوارد – تحاول «تفسير أصول الملامح والأنماط الثقافية الخاصة التي تميز مناطق ثقافية مختلفة». وهي لا تسعى إلى «استخلاص مبادئ عامة يمكن تطبيقها على أي موقف بيئي ثقافي».

إقرأ المزيد