يتزوج الناس طبقاً لقواعد أو لعادات يمكن دراستها كنظام رمزي متماسك كما تدرس اللغة. وقد طبق ليفي ستراوس هذه المنهجية البنيوية على أنظمة القرابة السائدة لدى قبائل الهنود الحمر التي زارها وعاش بينها لفترة وخرج باكتشافات مدهشة. بل وأدى إلى إحداث ثورة معرفية داخل علم الانثروبولوجيا. وهكذا صدر كتابه الكبير الأول عام 1949 بعنوان: “البنى الأولية للقرابة”. واكتشف أن الزواج في هذه القبائل –وفي كل المجتمعات البشرية- يخضع لقواعد وقوانين صارمة دون أن يكون الناس واعين بها تماماً. وهذه القواعد تشكل لغة المجتمع في إقامة العلاقات بين أعضائه عن طريق المصاهرة. وبالتالي فيمكن دراسة هذه العلاقات الاجتماعية كما يدرس جاكبسون العلاقات البنيوية داخل اللغة. فـ«الفونيم» أو الوحدة الصوتية الأولى تشبه البنية الأولية للقرابة. والعلاقات بين عدة فونيمات (أو وحدات صوتية) هي التي تشكل المعنى داخل اللغة، مثلما أن العلاقة بين عدة أطراف هي التي تشكل نسيج النظام الاجتماعي عن
مبروك بوطقوقة
كتاب تاريخ الإنسان حتى ظهور المدنيات:دراسة في الأنثروبولوجيا الفيزيقية والثقافية
كتاب تاريخ الإنسان حتى ظهور المدنيات:دراسة في الأنثروبولوجيا الفيزيقية والثقافية
تأليف: د. أسامة عبدالرحمن النور ود. أبوبكر يوسف شلابى الجا
النشر: دار فاليتا – مالطا -1995

يمثل هذا الكتاب بحثاً دراسياً تمهيدياً أعد ليلبى حاجة طلاب الجامعات العربية الدارسين للعلوم الاجتماعية، وكذلك رغبة القارئ المهتم بقضايا الأنثروبولوجيا بصورة عامة. ينطلق الكتاب من طرح إشكالية محددة يمكن تلخيصها في الآتي: إذ لم يتسن لنا نحن بنو الإنسان الخروج من بداية الرئيسات فهل كان من الممكن لنا أن نطور ثقافاتنا؟ وإذ لم يكن أسلافنا قد طوروا ثقافاتهم فهل كان من الممكن لنا أن نطور شكلنا الفيزيقي ليصل إلى ما نحن عليه الآن؟ من ثم فإن هذا الكتاب يمثل محاولة لتقديم المعلومات الأساسية والأفكار الرئيسة التى تقوم عليها الأنثروبولوجيا بفرعيها الفيزيقي والثقافي- الاجتماعي إجلاءً للغموض الذى يكتنف تاريخ بني الإنسان.
البناء الاجتماعي: Social Structure

البناء الاجتماعي هو إطار المجتمع كعلاقة منظمة بين الوحدات الاجتماعية المختلفة (التجمعات القائمة على القرابة، والجنس والسن، والمصلحة المشتركة، والمكان والمنزلة) أو كنموذج مقام تبعًا لهذه العلاقة. وتعد دراسة البناء الاجتماعي جديدة نوعًا ما على الأثنولوجيا والأنثروبولوجيا الاجتماعية. ويمكن القول إنها بدأت براد كليف يراون الذي نمى هذا المفهوم ليقابل بينه وبين مفهوم الكائن العضوي في العلوم البيولوجية. وقد حاول البنائيون فيهما بعد – وخاصة ليفي شتراوس Levi-Strauss – تفسير البناء الاجتماعي على أساس رياضي.
الإيكولوجيا الثقافية Cultural Ecology
الإيكولوجيا الثقافية هي دراسة تغير الثقافة الناشىء عن التكيف مع البيئة الطبيعية.
وقد صك ستيوارد Steward هذا المصطلح في عام 1955، وهو مشتق من كلمة «إيكولوجيا» التي صكها «هيكيل» في عام 1870 للدلالة على المجموعات الحيوية.
وتعني «إيكولوجيا» في علم الحياة، العلاقات المتبادلة بين الكائنات العضوية وبيئتها الطبيعية. ويجب التمييز بين الإيكولوجيا الثقافية من ناحية، والإيكولوجيا الاجتماعية و»الإيكولوجيا البشرية» من ناحية أخرى. لأنها – على حد تعبير ستيوارد – تحاول «تفسير أصول الملامح والأنماط الثقافية الخاصة التي تميز مناطق ثقافية مختلفة». وهي لا تسعى إلى «استخلاص مبادئ عامة يمكن تطبيقها على أي موقف بيئي ثقافي».
أنثروبولوجيا الدين. نائلة منصور. ٣٠ تمّوز ٢٠٢١. القبض بالمعرفة على عالم متغير وسائل. حوار مع الباحثة الأنثروبولوجية إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي.
[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي[/inlinetweet] [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]أنثروبولوجية مستعربة.[/inlinetweet] ب[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]عد دراستها العربية والإسلاميات بدأت عملها البحثي كأنثروبولوجية دينية على أماكن الزيارات المقدسة في فلسطين[/inlinetweet]: [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]مقام النبي موسى ومقام النبي صالح[/inlinetweet] بين عامي 1996 و2003. ثم انتقلت لدراسة العلاقات البين-دينية القائمة حول صورة العذراء وتحديداً في قرية بيشوات في البقاع اللبناني بين عامي 2005 و2008. فيما بعد، ولغاية عام 2015، بحثت في ظاهرة النساء التقويات المسيحيات، مثل ميرنا من الصوفانية في سوريا وكاترين من النبعة في بيروت. لاحقاً عملت على موضوع القبيسيات السوريات، ولكنها لم تنشر خلاصات أعمالها عن القبيسيات. بدءاً من عام 2017 وحتى الآن، تعمل على ميدان متعلق بعاملات ورشات الخياطة السوريات في «حي غربي» البيروتي العشوائي، وكذلك على كشّاشي الحمام في الحيّ نفسه. وتعمل كذلك على اللاجئين السوريين في البقاع في عمل تشاركي مع الباحثة ليلى فينييال. من الجدير بالذكر أنها ترجمت، بالشراكة مع نبراس شحيّد، كتاب تسع عشرة امرأة يروين للكاتبة السوريّة سمر يزبك، والذي صدر في ترجمته الفرنسية عن دار ستوك عام 2019. نذكر هنا من كتبها المنشورة، دوناً عن العشرات من المقالات الأخرى والفصول المشاركة في مؤلفات جماعية: الوطنية والحج في فلسطين، أنبياء أبطال وأجداد (2007) وجسد الآلام: التجارب الدينية والسياسية لامرأة متصوفة مسيحية في لبنان (2018)، ونذكر من المؤلفات الجماعية التي شاركت بالإشراف عليها: التفكر في نهاية العالم (2014)، والإيمان بصفته أفعالاً (2014). وهي تعمل حالياً كمديرة أبحاث في المركز الوطني للأبحاث (CNRS) وفي مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (EHESS).