تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة

أ.حكيـــمة بولعــشب

جامعة جيـــجل / الجزائر

الملخــص:

يقترن وجودنا التاريخي والجغرافي بالوجود الثقافي هذا الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءاتنا لكن هذا الوجود بات مهددا في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العربية عبر وسائل إعلامية مختلفة والتي غدت العقول وأصبحت تشكل في هويتنا الثقافية أمام الآخر فقد كثر الحديث عن الهوية في الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أسباب وسبل حضورنا على المعترك الحياتي وفي هذا المقال نحاول التطرق إلى أهم تحديات التي تواجه الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة وأهم الاستراتيجيات للحفاظ على هذه الهوية والخصوصية الثقافية لبلداننا على المستوى المحلي والدولي.

إقرأ المزيد

الحركة الجمعوية في الجزائر:

خطوة في منزلق مجتمع المخاطرة أم آلية نحو تغير أفضل؟

أ. بوطرفة نوال

جامعة عنابة / الجزائر

الملخص:

جاء مفهوم مجتمع المخاطرة ليدحض المزاعم القائلة أن الرأسمالية هي أوج الحداثة ونهايتها،لينذر بتحول جديد يتجلى من خلال تماهي الانتاج الاجتماعي للثروة مع الانتاج الاجتماعي للمخاطر (البيئية، والاجتماعية والاقتصادية…إلخ).

ميزة هذه المخاطر أنها شاملة ولا تعترف بالحدود الجغرافية أو الثقافية ولا يوجد أحد في مأمن منها.

وتعتبر الحركة الجمعوية إحدى تجليات هذا التحول الجديد، حيث تطرح نفسها كأشكال جديدة للتجمع، بديلة عن تلك المنهارة،ورد فعل على ترسخ الفردية وانحسار الدولة،لكنها ليست حلا مثاليا ، لأن الكثير من التساؤلات الكثيرة تدور حول دورها الحقيقي، وجدوى قيامها و الجهات التي تعمل لصالحها.

فهل هي تمظهر لمجتمع المخاطرة؟ أم أنها انطلاقة لتغير أفضل؟

الحركة الجمعوية في الجزائر: خطوة في منزلق مجتمع المخاطرة أم آلية نحو تغير أفضل؟

مقدمــة

في غمرة احتفال الرأسمالية بانتصارها النهائي على الاشتراكية، وفيما يعتبر ردا على كتاب “تشومسكي ” نهاية التاريخ” الذي أعلن فيه أن الرأسمالية هي قمة الحداثة ونهايتها ، يظهر كتاب السوسيولوجي الألماني “ULRICH BECK  ” “أولريش بيك” ” مجتمع المخاطرة في طريق حداثة جديدة” ليبدد نشوة الانتصار تلك ، وينذر بتحول جديد لمجتمع ما بعد الحداثة، تحول عميق يمس كل البنى المجتمعية، بسبب تلازم الإنتاج الاجتماعي للثروات مع الإنتاج الاجتماعي للمخاطر، فالناس وهم يصارعون ضد الفقر قاموا بإنتاج الثروة لكن في أثناء قيامهم بذلك قاموا  أيضا  بإنتاج المخاطر( ايكولوجية، ظهور الفردية وتفكك الروابط العائلية…إلخ).

إن ميزة هذا الخطر أنه ليس خارجيا بحيث تسهل رؤيته والتعامل معه، وإنما هو داخلي ، إنه عنصر مكون للمجتمع فارضا بذلك  إعادة تعريف للدينامكية الاجتماعية، ومخضعا العلاقات، النظام السياسي، بنية العائلة ، سوق العمل …إلخ، لتغيرات عميقة ( ترسخ الفردية تفكك الروابط العائلية، ضياع الحدود بين السياسي واللاسياسي، تداعي الدولة، اختفاء سوق العمل التقليدي…إلخ)، وبالرغم مما يبدو أن هذه المخاطر تخص مجتمعات ما بعد الحداثة، وأن الدول المتخلفة هي في مأمن من هذا المصير ،إلا أن روح التفاؤل هذه سرعان ما تختفي لأن “بيك” يرى أن هذا الخطر ذو طابع شمولي ولا يوجد أحد في منأى منه،حتى تلك المجتمعات التي لم تظهر بعد ( السحب السامة والإشعاعات النووية…إلخ)، بل أكثر من ذلك أن المجتمعات المتخلفة هي الأكثر عرضة لهذه الأخطار لأنها الحلقة الأضعف ولا حل أمامها لمواجهة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية( بطالة، فقر …إلخ) إلا الانخراط في هذا النظام العالمي الجديد وتبني سياساته بما تحمله من أثار جانبية خطيرة.

إقرأ المزيد

الحدث الصدمي “استراتيجية التدخل ما بعد الصدمة”

أ.بكيري نجيبة

جامعة بجاية / الجزائر

مقدمة: إن أحداث العنف المتصاعدة جعلت الفرد يعيش في جو من الذعر والهلع والخوف  ومن خلال هذه المداخلة المتمثلة في “الحدث الصدمي ” سوف نتعرض إلى مفهوم الصدمة والتجربة الصدمية  ومن صعوبات نفسية  واجتماعية لمختلف الضحايا وضرورة وضع استراتيجية  التدخل وتسير قلق ما بعد الصدمة، فالظلم والاستبداد، وسلب حرية الفرد

والاستفزاز والفقر  وكلها أساليب قمعية فجرت من ورائها مأساة زرعت الرعب ر في  المجتمعات ولاسيما في المجتمع الجزائري الذي بدوره جرفه تيار العنف إلى هاوية الانهيار والذي ضرب أعماق المجتمع من طفولة بريئة ونساء وأرامل وشيوخا غير مقتدرين ، لقد اتسعت شقة الصدمة وخلفت عددا كبيرا من شريحة المصدومين الذين هم بحاجة ماسة إلى التكفل النفسي والاجتماعي.

إن التجربة الصدمية وأحداث التحطيم وأفعال العنف عند مختلف الضحايا لمختلف أشكال العنف كالخوف، والإصابات الجسدية …إلخ هم احاسيس بعدم القدرة والعجز.

هذه الاحساسات تؤدي إلى إحساس  الضحية  بتأنيب الضمير حيث العذاب يكون نفسي أوجسمي فالضحية تصبح تعيش قلق مع علاقته بالعالم الخارجي ويعيش أحاسيس بالعزلة والتشرد والنرفزة والحسرة على كل ما ضاع منه سواءا ماديا أو إنسانيا.

هذه التجربة المؤلمة التي عيشت من طرف هذه الضحية جسديا (جرح) أو معرفيا (الضحية لا تريد تصديق ذلك) أو نفسيا (ضغط لا يحتمل) بما في ذلك الصور البشعة المسترجعة.

إن هذا الحدث الصدمي مع الوقت ينتهي على المستوى الجسدي ولكن يبقى مستمر نفسيا   (الجرح الثانوي) وهو يظهر من خلال اختلال في نوعية الحياة الشخصية (خواف، اضطرابات في السلوك، وفي الحياة الاجتماعية والعملية)

ولهذا من الضرورة وضع استراتيجية تدخل لكي تتمكن الضحية من استيعاب واستدخال التجربة الصدمية لأن سلامة الشخص من سلامة المجتمع.

الصدمة والتجربة الصدمية

الصدمة: نقصد بها السيرورة التي تحدث داخل الجهاز النفسي وليس الحدث الذي يؤدي إلى الصدمة  وهي كلمة يونانية  تعني جرح ونتكلم عن الصدمة لنحدد الشخص الضحية الذي واجه عدة مواقف  منها الموت، الاصابات الجسدية، الاحساس الشديد بالخوف والعجز.

إقرأ المزيد

العنف الممارس ضد الاطفال في المجتمع

أطفال الشوارع كعينة

أ.بـن غـذ فة شـريفـة

جامعة سطيف / لجزائر

مقدمـة:

يرجع الاهتمام بظاهرة العنف الى الحضارات القديمة، بحكم انها ليست ظاهرة وليدة العصر. غير أنه في الاونة الاخيرة أظهر توثيق حجم العنف وأثره على الأطفال بوضوح أن هناك مشكلة عالمية هامة وخطيرة ألا وهي ظاهرة العنف الممارس ضد الاطفال.فالاهتمام الكبير الذي توليه الدول والأبحاث العلمية بظاهرة العنف في يومنا هذا يعود الى زيادة انتشارها بصورة رهيبة. خاصة في زماننا هذا اين كثرت الحروب والنزاعات الدولية وما تمخضت عنه من سلوكيات عنيفة ومظاهر واشكال مختلفة للعنف على مستوى المجتمعات والأفراد. حيث أن الإحصائيات تدل على زيادة خطورة الوضع خاصة خلال السنوات الاخيرة، حيث يشير التقرير العالمي للامم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال الى أنه في أكثر من 100 بلد يعاني أطفال المدارس فيها من الضرب أو من التهديد بالضرب المسموح به، ولا تزال عقوبة ضرب الأطفال بالسياط أو بالعصي تحدث في ما لا يقل عن 30 بلدا في ظل نظمها العقابية.

و قد أشارت العديد من الدراسات إلى أن العنف ضد أطفال العالم فى تزايد مستمر ، ففي أمريكا هناك أكثر من 5 ملايين طفل سنويا يتعرض للعنف ، وينتج عن تلك الحالات حوالي 5 آلاف حالة وفاة .وذكرت جريدة “الوطن” أن 75% من حالات الإيذاء للأطفال بالمملكة السعودية تقع من الوالدين ، و 15% من الحالات سببها الأقارب ، و10% من حالات الإيذاء تحدث من قبل المشرفين على رعاية الطفل من خارج الأسرة، كما أن الأطفال دون سن 5 سنوات يتعرضون للإيذاء بنسبة 32%، بينما من 5 إلى 9 سنوات تكون نسبة تعرضهم 27%، كذلك من سن 10 إلى 14 سنة بنسبة 26%، ومن سن 15 – 18 سنة تمثل 14%. ويشير أستاذ علم النفس بجامعة الملك خالد بأبها الدكتور عبدالله الصافي إلى أن هناك الكثير من الدراسات العلمية في كثير من ميادين علم النفس عن ظاهرة العنف، أو كما يسميه علماء النفس “العنف الأسري” وهي ظاهرة عالمية، وهذه الظاهرة لها نتائجها السلبية، وبحسب الدراسات العلمية فإن المستهدف من هذا العنف من الأسرة كل من الطفل والمرأة والكبير في السن فهؤلاء هم بكثرة.

ويؤكد الدكتور الصافي أن” ظاهرة العنف ظاهرة خطيرة ، يكتسبها الفرد من المجتمع والحياة والعمل، ويستخدم العنف كحيلة دفاعية تزيح عنه الكثير من الأزمات والاضطرابات النفسية فالأب يضرب الأم والأم تزيح شحن التوتر في داخلها إلى أبنائها لأنها لا تستطيع أن ترد على زوجها فربما يطلقها بذلك الرد، والأطفال، الكبير يضرب الصغير والشحنة الموجودة بداخله يؤذي بها أحد إخوانه أو من حوله أو يؤذي نفسه، وهكذا تستمر حلقة العنف في الأسرة”.(1) والحقيقة الاسرة ورغم أهميتها ليست الوسط الوحيد التي يحدث فيها العنف، فقد يحدث في المدرسة في المؤسسات الاصلاحية، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية

إقرأ المزيد

مميزات العنف في المدرسة الجزائرية

دراسة ميدانية على عينة من الطلبة

د.أميرة جويدة

جامعة الجزائر

الإشكالية:

لقد عرف المجتمع الجزائري عدة تغيرات وتحولات اجتماعية خاصة خلال ربع القرن الماضي على جميع المؤسسات الاجتماعية منها المؤسسة التعليمية والتربوية بكل أطوارها و مراحلها التعليمية.

فلقد عرف عدد الأطفال المتمدرسين ارتفاعا مستمرا ، و يمكن قياس حدة الازدحام الديمغرافي على قطاع التعليم بالأعداد الهائلة المسجلة في كل سنة ، كذلك بنسبة التمدرس و كذا بعدد السكان في الفئات الصغرى حيث بلغت نسبة الأشخاص في الفئة العمرية 5 – 19 سنة في أول  تعداد للجزائر سنة 1966، %37,5  و في تعداد 1977، %39,4 و %38,4 سنة 1987 (1) ووصلت إلى حوالي 40 % سنة 2001 . وفي مقابل ذلك ارتفعت نسبة التمدرس عند فئة سن  6 – 14 سنة حيث بلغت سنة 1987 80% ( 88% عند الذكور و 72 %عند الإناث). و في سنة 1995. 89%، منه حوالي 92% عند الذكور و86% عند الإناث (2).

و بالرغم من النتائج الأخيرة التي تبين تناقص بسيط في نمو السكان بالجزائر، فإن الضغط الديمغرافي سيواصل تحت وقع القدرة على الإنجاب المتعلقة بدرجات تشكل السن في المجتمع الجزائري، ففي سنة 2005 التحق بالمدرسة حوالي 000 814 تلميذ أي بارتفاع

إقرأ المزيد