موريـس فريدمـان: الأنثرُوبولوجيا والأدَب

موريـس فريدمـان
موريـس فريدمـان

ترجمة: محمد أسليم*

لم يكن رُوَّاد الأنثروبولوجيا يجدون صعوبة في الانتقال من الإثنولوجيا إلى الفلكلور ودراسة الآداب الكلاسيكية الشرقية أو الغربية. فقد كانوا هم أنفسهم في أغلب الأحيان رجال أدب، وكانت تلك الآداب تشكل أساسا للتكوين الذي تلقوه[1]. أما الرحالة والمبشرون[2] الذين أمدّوهم بالملاحظات والنصوص فكانوا هم الآخرون يتوفرون في أغلبهم على ثقافة أدبية. ومع أن اهتمام هؤلاء بالإثنولوجيا واللغة كان يفوق اهتمامهم بالأعمال الأدبية المحضة، لأن اهتمام الأنثروبولوجيا خلال تلك الفترة كان ينصب أساسا على التراث والأدب الشفهيين[3]، فإنهم كانوا يتأثرون بالفن والمواهب الشفهية، ولذلك لازال هذان الأخيران يحضيان إلى اليوم باهتمام الأنثروبولوجيين المتخصصين في دراسة اللغة والأدب.
إلا أن الروابط التي تجمع بين الأنثروبولوجيا والأدب سرعان ما ستميل إلى الفتور (في بريطانيا العظمى أكثر من باقي دول أوروربا وأمريكا) بسبب النشأة القوية التي ستعرفها الأنثروبولوجيا الاجتماعية خلال فترة ما بين الحربين العالميتين. وفيما كان يتزايد توظيف الشعراء والروائيين[4] للجانب الأدبي في المؤلفات الأنثروبوبوجية، كان التاريخ والنقد الأدبيان يأخذان صبغة أكثر سوسيولوجية. غير أن الأنثروبولوجيين، كما نبه إلى ذلك و. هـ. ويتلي (Whitely) إليه:
«لم يكونوا يجمعون النصوص إلا لما تتضمنه من قيمة أنثروبولوجية. وكما يرى ديك (Deke)، فإنه لا يمكن اعتبار مجرد نسخ النصوص الإثنوغرافية والتاريخية والتكنولوجية لشعب مَّا مساهمة في أدب ذلك الشعب».
وإلى عهد قريب جدا… لم يكن اهتمام الأنثروبولوجيا بالنصوص التارخية يتجاوز القيمة التاريخية لتلك النصوص… وقد عرف جمع المعطيات التقليدية تراجعا بعد الأعمال الأولى التي تمَّ إنجازها في القرن الماضي. فالأنثروبولوجيون الاجتماعيون كرسوا كل جهودهم حول المجتمعات المفردة، واللسانيون ركزوا جهودهم على دراسة بنيات اللغة وأنحائها. أما المبشرون فقد انصرفوا كليا إلى دراسة الأشغال الرعوية[5].
لذا، فبسبب انشغال الأنثروبولوجيين خلال فترة ما بين الحربين العالميتين بإعداد ترتيبات حصول حقلهم المعرفي على «أوراق اعتماد» ولوج الوضع الاعتباري للعلمية، فقد أغفلوا الأهمية الكبرى للنصوص التي كانت بين أيديهم. وإلى أيامنا هذه، لا زال الباحثون الميدانيون لا يفرقون بما فيه الكفاية بين النصوص ذات القيمة اللسانية أو الأنثروبولوجية المحضة والنصوص التي تستخدِم الموارد الأدبية للغةٍ من اللغات بشكل واع في أغلب الأحيان ويكتسي أهمية قصوى، علما بأن آلات تسجيل الصوت قد مكنت الباحثين من أن يجمعوا في بضعة أيام من النصوص مقدار ما كان يقتضي من سابقيهم عدة أسابيع.
لكن الأسس العلمية التي كانت ترتكز عليها أنثروبولوجيا تلك الحقبة سرعان ما تعرضت للتعديل، فاضطر أهل الاختصاص إلى العودة من جديد إلى تسخير معارفهم وملكتهم النقدية لدراسة الآداب بعدما كانوا تركوها جانبا، بتبنيهم الأسس السابقة، وكرسوا جهودهم لتطوير بحوثهم على ضوئها. ومن المؤكد أن الأعمال القديمة التي تحضى بقبول كبير لدى الأنثروبولوجيين المختصين في الأدب هي أعمال مؤلفين لم يعتبروا «العلم» و«الأدب» و«التاريخ» أنشطة مهنية بينها انفصال تام.
ومن بين هؤلاء المؤلفين هـ. مونرو وك. ن. شادفيك[6]. فقد شجعا دراسة المحكيات الشفهية غير الأوروبية بفضل كتابهما الهام «التطور الأدبي» وبكل السلطة التي كانا يستمدانها من موقعهما باعتبارهما باحثين مرموقين في الدراسات الجامعية الأكثر عراقة. وقد استخدم مارسيل غريول (M. Griaul) وإثنولوجيو مدرسته هم الآخرون نمطا في فهم النصوص الأدبية عليما وأدبيا في آن واحد، وتأثيراتهم لا زال يلمس في الأعمال الفرنسية المعاصرة وفي مؤلفين أمريكيين أمثال ف. هـ. صوشنغ (Sushing) وروث بندكت (Benedict) وبول رادن (Radin) وم. ج. وفرانس هرسكفتش (Herskovits). وفي بريطانيا العظمى لم يكف مالينوفسكي عن التحاور مع نقاد الأدب والفلاسفة مع أنه كان من أنصار قيام علم أنثروبولوجي. ويبدو ذلك من خلال التذييل الذي كتبه لمؤلف ج. أ. رتشار وس. ك. أغدن (Ogden) «معنى المعنى» (The Meaning of Meaning). كما تظهر النصوص الأنثروبولوجية العديدة التي نشرها مرفوقة بشروح وتعليقات وعيَه الجيد ببعض القضايا الأدبية.
وقد استمر علماء الفلكلور هم الآخرون في الجمع بين البحث الأنثروبولوجي والبحث الأدبي. فالفلكلور شكَّل دائما جزءا من الحقل الأدبي من خلال صلته بفقه اللغة وتناوله بالدرس مشاركة أغلبية أميي مجموع سكان بلد ما وقيمها التحتية في الأعمال الأدبية الرسمية.
وقد استغل مؤرخو الأدب ونقاده بكيفية واسعة تلك «الثقافة الجماعية» التي دونها الفلكلوريون والأنثروبولوجيون خلال الحقبة المتسمة بتوجههَا التاريخي[7]. ويولي الأنثروبولوجيون الذين يدرسون الأدب ومؤلفوا الأعمال الخيالية أهمية كبرى لتلك الثقافة لأنها تمثل التقليد الجماعي الذي لا يتأتى تقويم تفرد مختلف المؤلفين إلا بمقارنة إنتاجهم به.
وإذا كان الفلكلور قد أصيب بنوع من الاضمحلال بسبب التقدم الذي عرفته باقي العلوم الاجتماعية فذلك يرجع إلى كونه كان يبدو بمثابة مجرد تعبير عن فضول متحمس لجمع فتاتات اللغة والعادات الشعبية صادر عن أفراد مثقفين ينتمون إلى طبقات أرقى من طبقة مُخبريهِم. ولهذا السَّبب، كثيرا ما كان المثقفون المنحدرون من الشعب – ومعهم آخرون – يرون أن الأنثروبولوجيا تختزل الأدب إلى «فولكلور»[8]. وقد كان هؤلاء يتشككون في التساهل الذي يحضون به خلال دراساتهم الجامعية من قبل المهتمين بالفلكلور. وبصدد هذا الاختزال يقول شنوا آشيبي (Chinua Achebé) مثلا:
«كثيرا ما يعتقد أن الأدب التقليدي النثري يتمثل في الحكايات الشعبية والملاحم والأمثال والأحاجي… إلا أنني سأمضي إلى حد القول إن تلك الأشكال لا تمثل سوى الجانب الأقل أهمية في ذلك الأدب. فإذا أخذنا مجتمع الإغبو، وهو المجتمع الذي أعرفه جيدا، اتضح أن أجمل نماذجه النثرية لا توجد في الأشكال السابقة وإنما في الفن الخطابي، بل وحتى في المحادثة. أما الأحاجي والألغاز والأمثال… فهي محفوظة في قوالب صارمة ولا يمكنها أن تتنوع بشكل إرادي. أما المحلمة… والحكاية… فهما أكثر مرونة، غير أنهما تظلان أسيرتي بناء معين… وعلى العكس من ذلك، يفرض فن الخطابة والمحادثة الجادة التوفر على موهبة فردية وأصيلة. وفي أشكالهما الأكثر جمالا يجب وضعهما في مقام عال جدا»[9].
غير أن هذه الاعتراضات فقدت قوتها تدريجيا خلال العشرين سنة الأخيرة. ويبين مصنف مثل «الدراسة الفلكلورية (The study of Folklore) لألان دوندس (Alain Dundes) أن متخصصي اللغة والأدب الشفهيين والمكتوبين ومتخصصي الأنثروبولوجيا والفلكلور وعلم النفس قد بدأوا يعثرون ثانية في موضوعات أبحاثهم على جوانب صالحة لإنجاز بحث مشترك حول طبيعة المخيلة وتاريخها، وهو بحث يرقى إلى مستوى كبير من الدقة بالمقارنة مع سابقه. ومن هنا فإن النظرية الحديثة في الأنثروبولوجيا نفسها تدين بالكثير للأعمال التي أنجزها النقد الأوروبي حول الرمزية والمجَاز والتحليل النفسي ودراسات أخرى من هذا القبيل.
واليوم يقاسم أيضا عددٌُ كبير من الأنثروبولوجيين نقاد الأدب والفلكلوريين واللسانيين والفلاسفة العالم البنيوي، هذا العالم الذي يتميز به الحاضر كما كان «المنهج المقارن» ميزة للماضي. وتكتسي البنيوية أهمية كبرى بالنسبة للأعمال الأدبية لأنها تبحث عن إطار يحتوي مبدئيا على سائر التعابير الجادة الصادرة عن المخيلة والفكر[10]. وإذا كان الأنثروبولوجيون الذين يدرسون الأدب يتوقفون بالضرورة مليا عند اختلافات الأسلوب والوظيفة في المحكيات تثير في مستوى جد عميق مشاكل مشتركة.
ويضعُ التداخل الملاحَظ بين الأنثروبولوجيا من جهة، والفلكلور والدراسات الأدبية من جهة أخرى، يضعُ المساهماتِ السوفياتية (سابقا) في المقام الأول. فهي في الواقع متميزة بجدية تصنيفها وتطور تقنيات تحليلها بما فيها المنهج البنيوي. ويعتبر المصنف الذي يجري إعداده – في معهد غوركي للأدب العالمي التابع للأكاديمية السوفياتية للعلوم – في عشرة مجلدات حول الأدب العالمي، يعتبر بدون منازع المشروعَ الأكثر طموحا الذي يمكن العثور عليه في هذا المجال. فهو يرتكز على سوابق منهجية هامة من بينها ما يسمى بعلم الأدب التصنيفي المقارن (la science comparative-typoloique de la littérature). والعنصر البنيوي في الدراسات السوفياتية متميز بالخصوص في الأبحاث المتعلقة بالأساطير الملحمية والحكايات الخرافية.
وإذا كانت الترجمة وأصالة النصوص والحكم النقدي تعَدُّ أكثر المشاكل شيوعا في تاريخ الأدب وسوسيولوجيا الأدب، فإنها لازالت قائمة إلى اليوم. لقد ألحقت آلة التسجيل المحمولة – ولا زالت تلحق – بدراسة الأدب والموسيقى تغييرا سريعا جدا. غير أن ذلك لا يجب أن ينسي إيجابيات المناهج القديمة التي كانت تجمع النصوص بالكتابة وبمساعدة شرح محلي دقيق. ففي تلك المرحلة كان الباحث، بواسطة الاتصال الشخصي المباشر، لا يتمكن من فهم تعقيد التلميحات المتواترة تواترا في قسم هام من الأدب الشفهي فحسب، بل كان أيضا يتمكن من استيعاب معايير الأسلوب ووجاهة الحكم الأخلاقي والجمالي وعناصر العادة والتقليد، وكلها أشياء لا تملك سوى حظوظ ضئيلة للظهور وسط تسجيل ميكانيكي سريع. كذلك، وهذا ينطبق على الأدب والأنثروبولوجيا على حد سواء، لا شيء بمقدرته أن يعوض فكرا متمرسا قادرا على البحث عن تفسير نص من النصوص في عين مكان إنتاجه. ويبدو أكثر فأكثر من البديهي أن النص الأصيل، الشعري خاصة، يتحدَّى في معظمه كل محاولة لترجمته إلى مفردات أوروبية منحدرة من تجربة حياتية مختلفة تماما عن تجربته. وتعتبر المعايير النقدية والمقولات الفنية عند الأهالي من المواضيع التي تتطلب بكيفية مستعجلة إجراء دراسة معمقة. ولإنجاز مهمة مثل هذه يتعين علىالأنثروبولوجيين أن يتعلموا الكثير من الأدب المقارن.
لقد كانت الدراسة الأنثروبولوجية للأدب – وعمليا لا زالت – تنكب دائما على الأعمال الشفهية أكثر من الأعمال المكتوبة. ولكن الانتقال الذي تشهده اليوم شعوب عديدة، من طور التواصل الشفهي إلى طور التواصل المكتوب، ينبغي أن يشكل مناسبة للأنثروبولجيين أكثر من غيرهم لتحديد الآثار الجمالية والاجتماعية والتاريخية والنفسية المترتبة عن هذا التحول. فالفرصة متاحة لهم بكيفية ملحوظة كي يسجلوا بالتفصيل وفي عين المكان الترتبات الاجتماعية لدخول عالم الكتابة. وانطلاقا من ذلك سيتمكنون من دراسة – بمصطلحات إنسانية وواضحة – ماذا يتم عندما يملك المؤلف إمكانية أن يكتب وينشر لجمهور من القراء الفرديين بدلا من أن يغني أو يحكي أمام جماعة حاضرة[11]. لكن أعمال لأنثروبولوجيين ليست في حاجة إلى الاتكال على الأدب الشفهي للشعوب ذات الثقافة المختلفة عن ثقافتهم. فالأهمية التي يولونها للأدب، شأنها شأن تلك التي يولونها للمجتمع، هي مسألة تجربة اجتماعية كلية. وإذا كانوا يمتلكون الكفاءة الأدبية واللغوية الضرورية فلا شيء يمنعهم من القدرة على إعادة خلق هذا السياق حينما يتعلق الأمر بآداب المجتمعات الصغيرة التي لا تعرف الكتابة. ويحدونا أمل صادق في إمكان تحقيق ذلك.

هوامــش
(*) تنويه: نظرا لأن النص الأصلي مثقل بالهوامش، فقد ارتأينا التصرف في قسم منها بإسقاطه. ويتعلق الأمر هنا أساسا بالإحالات التي تشير إلى مراجع باللغة الروسية. (م).
[1] في ما يخص الآداب الكلاسيكية الغربية يمكن الإشارة، على سبيل المثال، إلى كل من سير جيمس فريزر ومارسيل موس ورينان. أما بشأن الآداب الكلاسيكية الشرقية، فيمكن ذكر كل من جان هارسون وماكس مولر وروبرتسون سميث.
[2] في ما يخص إفريقيا وحدها يجب ذكر كل من كرابف وكالاواي وهاهن وكوبل وكريستالر ويليك وشاتلان وغوثمان وجونود وآخرين.
[3] وإلى تاريخ حديث جدا، مثل سنة 1962، ظل سير موريس بوورا (Bowa) يتحدث في مقدمة كتابه «الأغنية البدائية» (Primitive song) عن فتح منفذ في مجال لم يسبق – في حدود علمنا – لأي تاريخ للأدب أن استغله. وفي الحقيقة، لقد كان عدد كبير من أساتذة الأدب يسجنون اهتمامهم ضمن المقرر المعمول به في الجامعات.
[4] سيفكر القراء الإنجليزيون في كل من د. هـ. لورنس وت. س. إليوت وعزرا باوند، وهذا حتى نكتفي بذكر الأسماء التي تفرض نفسها تلقائيا على الذاكرة. ويستحق آرثر والي (Waley) أيضا أن يتذكر باعتباره مؤلفا أدبيا قام بالكثير (عن طريق ترجماته من اللغة الصينية) من أجل فتح القراء المثقفين على اهتمامات ومبادئ أدبية مختلفة تماما عما ألفوه.
[5] W. H. Whitely, A Selection of Africain Prose. I. Traditional Oral Textes, Oxford, Clarendon Press, 1964, p. 10.
[6] Hector Munro Chadwick et K. Nora Chadwick, The Growt of litérature, Cambridge University Press, 1932-1940.
[7] يمكن الإشارة إلى مثال من بين أمثلة عديدة جدا، وهو كتاب ر. هوغار الذي ترجمه إلىالفرنسية فرانسواز وجان كلود غارسيا، وجان كلود باسورون تحت عنوان «ثقافة الفقير» (La culture du pauvre)».
[8] ويحتمل أن تكون الحالة مختلفة جدا عند الفرنكوفونيين. فمثلا لا نجد في العالم المتكلم بالإنجليزية نظيرا للعلاقت التي ربطت بين لوسيانليفي برول ول. س. سانغور وما ترتب عنها من نتائج هامة على صعيد الحوارات والإبداع في الحقل الأدبي، والتي كانت مجلة الحضور الإفريقي Présence Africaine مسرحا لها. كان على العالم المتكلم بالإنجليزية أن ينتظر طويلا كي يجد حوارا أصيلا حول القضايا الأدبية والفنية. ويجب الإشارة هنا إلى أعمال أولي بيير (Ulli Beier) في إفريقيا الشرقية ثم في بابوازيا بغينيا الجديدة.
[9] مقدمة كتاب ويتلي المذكور أعلاه في الهامش (5)
[10] انظر تحليل جاكبسون وليفي ستراوس لقصيدة «القطط» لبودلير المنشور في مجلة L’Homme (1962)، وتأمل ليفي ستراوس في سونيتة الصوامت عند رامبو في علاقتها بتجربة هنود أمريكا الجنوبية:
– Tristes tropiques, Paris, Plon, 1955, p. 121.
[11] من الأمثلة الحديثة عن أعمال هذا المجال يمكن ذكر كتاب جاك غودي «الأدب في المجتمعات التقليدية (بالانجليزية)، منشورات جامعة كمبردج، 1968. وهناك دراسة شاملة ودقيقة عن هذا التحول، ضمن تحولات أخرى، في التجربة الخيالية عند شعب تمت دراسته بشكل معزول. ويتعلق الأمر بمؤلف كينليم بوريدج (Kenelen Burridge) «تقاليد الطانغو» بالانجليزية، أكسفورد، كلاندون، 1969