لماذا لا تتم مقاربة البنية الإجتماعية من وجهة نظر صراعية؟!
ألأنه منظور صراعي؟! ماركسي! يدعو للتغيير! يؤسّس له.. ويرفض الجمود والوضع الراهن (status quo)؟!
ألأنه يدفع الباحث لأن يكون ناشطًا، ثوريًا، عضويًا، نابهًا، ذا بصيرة؟!
المنظور البنائي – الوظيفي المرغوب، والمحبوب، والذي تعتمده معظم الجامعات، ستاتيكي! يهمّه أن يحافظ على الأوضاع الراهنة! وهذا ضروري للسلطة، سياسية كانت و/أو دينية!
لا ترى الوظيفية إلا الإنسجام بين وظائف أنساق البنية، وتعتبر أي تغيّر خللًا في الوظيفة، وتدرسه كذلك، فيمتنع عندها التغيير!
وهذا ما تفعله الرأسمالية، التي ما فتئت تنمو وتكبر على جوع وبؤس العمال! فتتراكم الثروات بيد قلّة، مقابل أكثرية لا تجد قوت يومها! وما زالت صامتة!
المفاجئ أنها تموت بصمت!
لماذا لا تعبّر عن غضبها؟!
يبدو أن الأيديولوجيا المتزمّتة التي زاوجت بين الرأسمالية والرجعية الدينية، قد أنتجت خنوعًا وصمتًا، رهبة من عذابٍ أبدي، ورغبة في خلاص أخروي!
ماركس (تبعًا لشريعتي) حدّد هذا النوع من التديّن الزائف أنه أفيون الشعوب! وهو تديّن تخديري لا يخدم سوى الطغمة الفاسدة الحاكمة!
الصراعية في المقابل تنطلق من التغير كأساس، كجوهر لا كعارض، والباحث الملتزم لهذه المقاربة لا يمكنه إلا أن يكون ثوريًا!
الوضعية، إلتزمت بالمقاربة البنائية – الوظيفية وبكل سردياتها، واحتكرت “العلم”، ووسمت المقاربات الأخرى بأنها لاعلمية، وبأن قدرتها على التكميم، فالتعميم، وبالتالي إكتشاف القوانين، فالتحكم اللاحق، ضئيلة!
الوضعي، يريد التحكم لإبقاء الأمور على ما هي عليه! الصراعي، يريد التغيير مطلقًا، ولا يريد الركون لثبات!
وفي مقابل الوضعية أيضًا جاءت مقاربة ماكس فيبر، والتي أسّست لاحقًا للمقاربة التفاعلية – الرمزية، لكن هذا حديث آخر!