صدر العدد الثاني من مجلة «الثقافة الشعبية» الصادرة عن أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر (البحرين) بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي ومقرّها كوريا (IOV). ومجلة التراث الشعبي في عددها الثاني الصادر لشهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب 2008 تطرّقت إلى ثلاثة ملفات متخصّصة، فالأول هو منزلة الثقافة الشعبية في الأوساط العربية، والثاني عادات وتقاليد الزواج في قرى البحرين، والثالث المنهج في دراسة الثقافة الشعبية.
كذلك احتوت المجلة موضوعات عدّة من الأدب الشعبي كأغاني السامر السيناوي في عصر العولمة، وأغاني أطفال البحرين الشعبية، وماهية الثقافة ودورها في تعريف الرقص الشعبي، وملابس الرجال في البحرين، وتقرير عن مهرجان التراث السادس عشر الذي يحتفي بالطيب والعطور التقليدية، وتقرير عن إشكالية مؤتمر الجزائر، وعن موسوعة الفلكلور العربي، وفي جانب من الكتاب ثمّة موضوعات باللغة الإنجليزية. وكل الموضوعات كانت مزدانة بالصور التوضيحية المعبرة.
وما أتحفت به المجلة قراءها في هذا العدد هو أنها نشرت إعلان الثقافة الشعبية مترجما إلى العربية، وأوضحت المجلة أن المنظمة الدولية للفن الشعبي من مركز الثقافة الشعبية الكورية بمدينة أندونغ أصدرت «إعلان الثقافة الشعبية» حيث عقد مؤتمر المنظمة الدولية للفن الشعبي خلال الفترة من 22 إلى 30 سبتمبر/ أيلول 2005 بعنوان «السلام والاتحاد في التعددية الثقافية»، وانطلاقا من أهمية الإعلان الذي شاركت في وضعه وفود 184 دولة أعضاء في المنظمة، ولكونه لم ينشر باللغة العربية في أية مطبوعة نشرته المجلة بعد ترجمته عن الإنجليزية.
مجلة الثقافة الشعبية التي يرأس تحريرها الأديب علي عبدالله خليفة وبوصفها «مجلة فصلية علمية متخصصة» فهي تسعى لتأصيل الثقافة الشعبية وفق منهج أكثر صرامة في الأعداد اللاحقة، والانفتاح على «الجمهور الواسع العريض (…) بصرف النظر عن العرق والانتماء والمعتقد، ذلك أن الثقافة التي تكرّس قيمة الإنسان هي الثقافة الباقية، وهي المؤسِّسة للغد المشرق»، ولذلك حرصت المجلة على أن تضمّ الهيئة العلمية المشرفة على المجلة متخصصين من دول عربية وغربية. المجلة من القطع الكبير، وعلى غلافها صورة لبعض مستلزمات حفلات الزواج في البحرين في إشارة واضحة إلى مهرجان التراث السادس عشر الذي افتتحه قرينة العاهل بشعار «الطيب والعطور التقليدية فيما ازدانت الصفحات بصور تراثية متنوعة.
مفتتح العدد 2 –
صدر العدد الأول من مجلة الثقافة الشعبية وأخذت غمرة الاحتفاء به تسكن شيئا فشيئا وظلت مسؤولية تأصيل مجلة الثقافة الشعبية في محيطها المحلي والإقليمي متقدة تحوج إلى التفكير وتغري بالشغل. فلا معنى لدورية مهما كان مجال اهتمامها إن لم تكن منبثقة من محيطها. عنه تصدر وإليه تتجه. وإنا إذ نرنو إلى ذلك فنحن ننتظر من القارئ الموضوعي النزيه ألا يبخل علينا بما قد يعن له من ملاحظات أو هنات قد تكون شابت الإصدار الأول. وسنحرص من جهتنا على الإنصات إلى الآخر والاستجابة إلى رأيه إن كان لهذا الرأي محلّ من المعقولية والموضوعية. وسنبذل قصارى جهدنا حتى تبقى الأعداد اللاحقة في الخط الذي رسمناه من البداية نمضي فيه صعدا ولا ننزل عنه أبداً، ضبطا وتماسكا وصرامة معرفية وانفتاحا على الجمهور الواسع العريض. وسنعمل على أن تكون أعدادنا اللاحقة محتملة لأسئلة الإنسان من حيث هو إنسان بصرف النظر عن العرق والانتماء والمعتقد. ذلك أن الثقافة التي تكرس قيمة الإنسان هي الثقافة الباقية وهي المؤسسة للغد المشرق والأرض الخصبة المعطاء حيث تينع قيم الحق والخير والجمال وحيث يكون للكلمة النبيلة معناها الخلاق الذي يؤثر ويغير ويصقل الروح.
إنا لنأمل بفضل الجهد المشترك بين القارئ وأسرة التحرير أن نرتقي بالثقافة الشعبية إلى أعلى مستويات الإنتاج المعرفي وأوسع انفتاح على قضايا الإنسان وأحلامه ومشاغله وهي مسؤولية لا يمكن لأسرة التحرير أن تنهض بها منفردة ذلك أن الثقافة الشعبية كنز مودع عند الجماعة الأمنية كلها. وقد يتاح منها للواحد الفرد المهمش ما لا يتاح للجماعة لذلك نهيب بكل من يتوفر على مادة تثري بحوثنا الميدانية أو تصوب من اتجاه بعض دراساتنا ألا يتردد في الاتصال بنا وسيجد لدينا كل اهتمام.
إن صيانة الثقافة الشعبية وتوثيقها وحمايتها من الضياع والنسيان مسؤولية جماعية فهي جزء من الهوية والانتماء.
merci bien