كتاب وضع الجزائر في ظل جائحة كورونا

هو كتاب يزاوج بين الوصف الاثنوغرافي للواقع المعاش و الإطار النظري لعلم الانثروبولوجيا من أجل تشخيص ظاهرة كورونا، وفتح تساؤلات للباحثين من أجل النقاش العلمي الأكاديمي في هذا الموضوع المهم.

عرفت الجزائر على مر التاريخ سلسلة من الأوبئة جراء اجتياح عدد من الأمراض المعدية للبلاد أثناء فترات مختلفة من التاريخ القديم و المعاصر، وكان انتشارها فتاكا و مرعبا بداية من قتل نسبة كبيرة من الأفراد وصولا الى إحداث تغيير اجتماعي و ثقافي و اقتصادي و سياسي ….. و هذا مل نقرؤه في كل سرديات انتشار الاوبئة ككتاب “انتشار الاوبئة في شمال افريقيا” بأن تفي اي وباء يساهم في سقوط حضارات و انظمة سوسيوثقافية, و ظهور أخرى جديدة و توليد سلوكيات و معاني , و خلق ايديولوجيات و فلسفات اجتماعية تقلب موازين التاريخ و نضرب مثال بوباء الطاعون و الكوليرا و غيرها . أما جائحة كورونا فقد كانت أكثر حدة و منعرج تغيير إلى حياة جديدة و باتت دفعة قوية في تسميد جل العلوم وجعلها ترجع و تراجع أفكارها القديمة لإضافة اللبنة الجديدة في أساس الفكر و الابستيمولوجيا في زمن العولمة التي فجرت الوعي الذي كان مكبلا في صدور الافراد.

أعطى وضع الجائحة صبغة جديدة و معاصرة و جعلنا أمام منظومة حياتية جديدة تفايصلها تجاوزت قدرات و تمكتنيات دول العالم بما فيها العظمى. و ما أثار البحث في ذهن الكاتب هو الاشكلة و التساؤلات التي تطرح نفسها :