في ماهية النص الأنثربولوجي في فضاء المغارب

رؤى وتقاطعات (الجزء الأول)

د: مولاي عبد الحكيم الزاوي

 

في الواقع، بعد تراكم حادث، صار نقد المقاربة الأنثربولوجية في حدودها المعرفية باسم النظرة التاريخية جزءا من الماضي، الماضي هاهنا بصيغة تشكله السياسي والإيديولوجي في أقطار المغرب الكبير بعد الاستقلال. وحتى الذين لا يزالوا يعتقدون بصلاحية ذلك، فالأمر بالنهاية لا ينطوي على نباهة فائقة؛ بل قد يحجب ما قد تُوفره الأنثربولوجيا ذاتها من مفاهيم وأدوات تثري حقل الدراسات الاجتماعية، ومناهج الدراسات التاريخية والسوسيولوجية على حد سواء، وتضعنا بعمق في سيرورة الانتقال من بؤس القراءات الوضعانية/ القُطرية نحو معانقة أفق القراءات التركيبية.

حقيقة بإمكان هذا التقارب المعرفي، إن تحقق في الجامعات المغاربية، أن يموقع تصور الباحثين في حقل الدراسات الاجتماعية في نسقية الحوار الإيجابي مع أدبيات الفكر الإنساني، عوض أن يركنهم في دائرة التفكير بأن المقاربة الأنثربولوجية نتاج تصورات لا تاريخية.

قبل ذلك، النص الأنثربولوجي في فضاءات المغرب الكبير من حيث التشكل تجسير لوعي وفرته شروط ذاتية وموضوعية، وقوة أفرزتها جدلية التاريخ…ولم يكن في وُسع الفكر الغربي، مطلع القرن الماضي، انطلاقا من هذه التطورات الحضارية التي عرفها أداؤه التاريخي إلا أن ينتفع به لأنه وانطلاقا من مركزيته لا يمكن أن يتقبل إلا ما يخدم هذه المركزية. لا تتأتى بيان ذلك إلا في سياق العودة إلى حصيلة هذا التراث، إن في مستواه الرسمي، أو في مستواه الشخصي. الحصيلة، تكثيف النظر في حقيقة اشتغال البنيات الاجتماعية والسياسية والدينية، وكيفية ترابطها وتواجدها، باعتبارها عناصر محددة ومميزة لفاعلية الحقل السوسيوسياسي المغاربي. لا يفهم من هذا القول القيام بدراسة عامة وشاملة عن البنيات المغاربية في فترة الانعطاف التاريخي، في الماقبل والمابعد، بله رسم خطوط متغيرات الخطاب الأنثربولوجي  في المجتمعات المغاربية، ومحاولة تأطير بعض الإشكالات الكبرى التي يثيرها تعامل الباحث مع حقل الاستوغرافيات التاريخية، لاسيما وأن بعض الظواهر والممارسات الاجتماعية لازالت ماثلة أمامنا في شكل مظاهر وأنماط سلوكية، يعاد بناؤها من جديد في زمننا الحاضر، مما يجعلنا نقبل على الأقل بإجرائية المفاهيم الأنثربولوجية لفهم مخاضات الحاضر التاريخي  بمختلف أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و العقدية. ولئن برزت اليوم ألفاظ تبدو منبثقة من ثقافة مفاهيمية جديدة، مدينية بالتحديد، فإنها تظل ذات انتماء قبلي تحيل على العقلية البدوية الزراعية التي تنكشف بجلاء في حياة المدينة، وحتى على مستوى تدبير الشأن العام، مما يجعل التاريخ دائما مدعوا للحفر وإعادة الحفر في ذهنيات التفكير، المتجسدة في السلوك اليومي للمغاربة.

إن الموقف النظري الذي يجب على الباحث أن ينطلق منه يجب أن يتم من خلال التراكم الاستوغرافي المرتبط بهذا المجال، على اعتبار أن كل مجهود يبدل لفهم حركة النصوص الاستوغرافية، يعتبر واحدا من مكونات فهم النسق الاجتماعي ومدخلا له، لذلك وبدافع الوعي العلمي، ينبغي أن نكون على بينة بضرورة الأسلوب التحكمي الذي سنتتبعه في عملية الانتقاء، وهو أسلوب اعتباطي، مادام فهم هذه النصوص يدخل فيها وعي الباحث وذاتيته، بما هو أساسي من حركة النص، في تفاعله مع ما هو معروف من المحتويات.

تضع هذه المناولة الباحثين في حقل الأنثربولوجيا في حوار مباشر مع إشكالية الانتماء والمغايرة، وحول هذه الإشكالية يتم تقليب إشكالية الوعي بالذات، وضرورة كشف ملابسات تحطمها، وتأويل وقائعها وتطوراتها ورموزها ودلالاتها حسب معايير المنهج التاريخي تأويلا أقرب إلى حقيقة الواقع من جهة، ومساهمة في بعث الإشكالات التي رسمها البحث الكولونيالي في المنطقة المغاربية بنَفس جديد، يستدمج مقاربة اجتماعية موحدة، في إطار رصد تاريخي يرمي إلى تبيان وتوضيح بعض التعميمات التي طالت المقاربة الانقسامية، وهو سؤال يمكن تلخيصه في ما يلي، إلى أي مدى يمكن الأخذ بهذه بإطلاقية المقاربة الانقسامية في المجال المغاربي من منظور مساءلة حركة النصوص؟

من جهة أخرى، يجب أن ينصب السعي نحو عرض النص الاستوغرافي المنجز في فترة الإعداد والهيمنة الاستعمارية كنص متماسك، يُمَكِّن من بناء تصورات نظرية عن المجتمع المغربي، من دون تصلب منهجي قد يزج بهده النصوص في دوامة اللاتاريخ، ودوامة الأبحاث ذات الشحنات الإيديولوجية المجانية، قصد بناء موقف منهجي يبحث عن العلاقات القائمة بين الأبحاث الكولونيالية ونظيرتها المغاربية، حتى نتمكن من فهم دقيق لطبيعة هذه العلاقات من خلال المواقف الكبرى التي سعت الى دراسة الدواعي التأليفية[1].

تخضع الصورة التاريخية التي صاغتها الاستوغرافيا الفرنسية عن المغارب إلى ثلاث موجهات أساسية[2]:

1 – صورة مغارب الأعيان والزعامات المحلية التي تُركز على بيوغرافيات فاعلين محليين مثل أحمد الهيبة وموحى أو حمو الزياني ومحمد بن عبد الكريم الخطابي…وهي صورة ترسم فضاء يتحكم فيه الأفراد الذين يجب الاعتماد عليهم في السياسة الاستعمارية؛

2 – صورة البؤساء المغاربيين الذين يشكلون تهديدا للسياسة الاستعمارية، وينبغي الاهتمام بهم وتخليصهم من الوهن والبؤس من أجل الاعتماد عليهم كرصيد بشري لحظة الاستعمار؛

3 – صورة الفضاء العصري الذي غيرته آلة الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية من حيث ذهنيته وتمدنه ونمط عيشه وصحته.

إن طبيعة هذ ا التحدي المعرفي الذي ما يزال متواصلا بأشكال مختلفة، من جملة ما يدعو إليه تعميق المعرفة بثوابت ومتغيرات المجتمع المغربي، وبمدى تأثيرها في أشكال مواجهة الغرب من الناحية الفكرية، من هنا تأتي ضرورة فتح حوار جاد بي بين مقاربات موحدة الأفق ومتكاملة الاختصاص. إنه حوار يندرج في مشروع يصبو لإعادة النظر في معرفة الكل عبر تعميق المعرفة بالجزء، وبما يطرح ذلك من قضايا على مستوى المنهج، لما بين الكل و الجزء من تفاعل.

ران الحضور الفرنسي بالمغرب اخضاع الفضاء المغاربي لمسح ميداني شامل، يُغطي جل مراحل تاريخه وينقب في معطياته الجغرافية والمجالية، عبر القيام بتشخيص مجهري لموارده وامكاناته، لتركيبته وتراتبياته، لعلاقاته وتوازناته[3]…لقد كان الهدف الأساس من هذه التجربة العلمية هو فحص وتجريب عدة فرضيات سوسيولوجية مُجربة في تجارب ونماذج من مجتمعات مشابهة. يجب أن نقر بأن الغاية التي كانت تحرك مسار البحث الفرنسي هو اكتشاف مظاهر العتاقة والتقليد التي تسم مملكة العجائب بتوصيف الاثنولوجيا الفرنسية، ومدى قدرتها على تقبل مظاهر الحضارة الأوربية. فقد كان لهذا الحضور الفرنسي المبكر الذي ساهمت في تجسيده عدة أقلام اثنوغرافية بالغ الأثر في إرساء قاعدة بيانات نظرية وسياسية ممهدة لعملية الغزو الاستعماري.

على نحو خاص، لحظة تحضير هذا المشروع الاختراقي نشأ تضارب حاد بين مهندسي السياسة الاستعمارية حول كيفية تنزيل هذه الرؤية المعرفية، بين مدرسة الجزائر الفرنسية التي كانت تدعو إلى  التعجيل باستعمار المغرب بعمليات عسكرية اختراقية مباشرة ( أوغستان، برنار، وليام مارسي، إدموند دوتي، أوغست موليراس…)، وبين مدرسة الحزب الكولونيالي القابعة بالمتروبول الفرنسي التي ترى في الاخضاع السلمي للبلد الحل الأنجع لتفادي الاصطدام الدموي مع الأهالي[4]. والحاصل، المدرستان عملتا على توجيه الرحالة والمستكشفين نحو المغرب، داعية باحثيها إلى إجراء تحريات ميدانية دقيقة تعمل على ضبط عدد سكانه وقبائله وخيراته الفلاحية والمعدنية ومؤسساته السياسية والعسكرية، وقياس درجة تقبلها أو رفضها للحدث الاستعماري.

يُنبهنا جون لوي مييج إلى أهمية مرحلة الاستكشاف الأولي الذي باشرته الأوساط الاستعمارية عن المغرب، الذي وفَّر قاعدة بيانات أولية عن المغرب من معطيات ووثائق وصور وجداول، وخرائط… بغطاء تبشيري لا تخطئه العين[5]. تبنت هذه البعثات استراتيجية العمل الاجتماعي مجسدا في تقديم الخدمات الطبية والتعليمية وبناء المدارس والمستوصفات، وبعدها العبور إلى تعليم المغاربة تعاليم الإنجيل وكسب صداقات وثقة الأسر والأفراد. إن حصيلة عمل هذه البعثات المسيحية بالمغرب خلال القرن التاسع عشر يجعل حسب إفادة جون لوي مييج كتابة تاريخ المغرب مستحيلة إذا ما تم تجاهل هذا التراكم المصدري[6].

من أهم المفارقات التي رصدتها أدبيات الاثنولوجيا الفرنسية بمغرب ما قبل الحماية: سيادة نظام اقتصادي فقير من حيث العلاقات الخارجية والتنظيم الذاتي للقبائل، مقابل سيادة علاقات اجتماعية مبنية على البذخ والإسراف سواء في الصراعات والخصومات والجنائز أو الأفراح والهدايا…باختصار، مفارقة الجوع والفاقة، وحضور العزة والفخر والرضا عن العيش في ظل بنية محكومة باقتصاد الكفاف[7].

هذا اللاتوازن بين ما هو اقتصادي واجتماعي يشكل جوهر عمل الأطروحة الاثنوغرافية الأجنبية نهاية القرن التاسع عشر، بخلفية منهجية تستقي معطياتها التفسيرية من تطورية جيمس فيرزر وتايلور…نفس الملاحظة سنجدها تتردد كثيرا في نصوص الأجانب غير ما مرة، فهذا دوتي واحد من أعلام الاثنوغرافيا الفرنسية بداية القرن العشرين يبدي اندهاشه من كون النظام الاقتصادي المغربي فقير ومنغلق على ذاته، يعتمد على الكفاف والاكتفاء الذاتي للقبائل، في حين تنبني العلاقات الاجتماعية على الترف والبذخ والاسراف والبذل سواء في فعل البناء أو التخريب. ففي النزاعات والخصومات القبلية أو في طقوس الحياة أو الموت يحضر البذل والبذخ في شكل هدايا وعطايا وأضاحي ومأكولات. بهذه الملاحظة، يصير المغرب بلدا عتيقا شأنه شأن المجتمعات البدائية، بلد له القدرة على خلق التوازن بين آليات تدبير اقتصاد الكفاف وبذخ العلاقات الاجتماعية[8].

في الحياة الاجتماعية يصير الإحساس مبرر للفعل الاجتماعي، هذا الإحساس بدوره له معنى، فكل حركات المغربي وتعبيراته كما يقول شارل لوكور يتداخل فيها الطقوسي مع الأداتي، النافع مع الدال، الحياة الاقتصادية والحياة العاطفية…ليس هناك حدود أو حواجز بين الفعل والحركة النافعة وبُعدها الطقوسي الحامل للإحساس والمعنى والرمز. فحينما يزيل المغربي حذاءه وهو يهم بالدخول إلى المسجد فإنه لا يهتم بالنتائج المادية لفعله هذا، بل برمزية الاحترام لقدسية المكان. تحمل حركات وأفعال المغاربة غايتها في ذاتها، الأمر لا يتعلق بفعاليتها المادية بل بتعبيراتها الرمزية في جميع الطقوس مثل مواسم الحصاد والاستسقاء وبيلماون والأعراس والأعياد…

حينما يتعرض أحد أصابعنا للاحتراق فإن رد الفعل الغريزي يكون هو الابتعاد عن النار، لكن حينما نفقد قريبا فإن الحركات الدالة على الحزن والدموع وصراخ النساء والماء الذي نبلل به القبر لا تحمل قيمة في ذاتها، بل إن ما يهم الألم والرحمة التي تعبر عنهما[9].

لماذا مثل هذه الأفكار لم تجد مَعبرا لها نحو مُدبري لحظة الحماية وأعمدة السياسة العلمية الفرنسية؟ لسبب بسيط أن منتجها شارل لوكور صاحب كتاب “الطقس والأداة” لم يكن من أركان المعرفة الكولونيالية، لم يستهلك لوكور النظرة الاستعمارية، ولم يسخر خلاصات بحثه لجلب انتباه فرنسيي المتروبول كما قال عنه جورج بلاندييه. عمل شارل لوكور لا يستكين إلى الأحكام الجاهزة التي نسجت حول حياة المغاربة، كما لا يهادن النزعة التطورية التي طغت على أبحاث الاثنولوجيا الفرنسية. من هنا تأتي فرادته المعرفية في اظهار القوة الاجرائية للطقوس والممارسات الاجتماعية والاقتصادية والدينية.

شارل لوكور سكنه قلق معرفي وجودي، ما معنى حقيقة الذات والآخر؟ من هو المتحضر ومن ينتمي إلى الأهالي؟ كيف يمكن للمرء أن يكتشف في ذاته تعدديتها؟ كيف يمكن أن يعثر عن الآخر فيها؟ أنصت شارل لوكور عميقا لتلقائية المغاربة ودَمجها في صلب ممارسته العلمية،  كيف يتبادل المغاربة التحية؟ كيف يتناولون طعامهم؟ كيف يرتدون ملابسهم ويقيمون أعراسهم ويشيعون موتاهم؟

 

الهوامش

[1]– كتاب “صورة المغرب في كتابات الأطباء الفرنسيين 1912-1956″، للباحث المغربي رضوان شعايبي، صدر سنة 2016، عن منشورات جمعية البحث والتوثيق، في حوالي 320 صفحة، يتضمن أربعة فصول مقسمة إلى مباحث، إضافة إلى فهرس للبيبليوغرافيا باللغتين العربية والفرنسية، وفهرس للجداول والصور والتعبيرات الجغرافية والمصطلحات الطبية، بتقديم البروفسور مولاي حسن فريح، رئيس لجنة التراث وعميد سابق بكلية الطب والصيدلة بفاس. والكتاب في الأصل عبارة عن أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الانسانية بظهر المهراز بفاس تحت اشراف الدكتور سمير بوزويتة. تستند هذه الأطروحة في تفكيكها لموضوعة الطب الاستعماري خلال فترة الحماية على مفهوم الصورة L’image، بما هي تعبير عن تحول البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتمثيل لمستويات الخطاب وتعابيره، ومرآة لقراءة عقلية البلد بغرض فهم الرؤية النفسية التي ينشئها المجتمع عن ذاته، أو ينشئها عنه الآخر، وبقدر ما تنبني الصورة على الذاتية الاثنومركزية، فإنها غالبا ما تصطبغ بالتخييل، فتكون عاكسة لعلاقات المتخيَّل والمتخيِّل، جاذبة لعلاقات القوى واللاتوازن بين الفرقاء، مجسدة لتجاذبات الرفض والاستعلاء. فالصورة هنا تحمل دلالة متموجة حسب السياق والدلالات، من صورة بلد عتيق ومتوحش وبدائي إلى صورة بلد غرائبي وفوضوي…ما يهم ههنا هي صورة المغرب الصحي في كتابات الأجانب، حيث تنتشر الأمراض والأوبئة، ويضعف الاهتمام بالصحة، بمعية المجاعات والجذري والزهري والسل، فإلى أي حد كانت هذه الصورة صادقة في تقديم مغرب ما قبل الحماية؟ يبدو أن الصورة التي رسمها الطبيب الفرنسي رينو عن مغرب القرن التاسع عشر تتقاطع في كثير من تفاصيلها مع صور عدة أجانب،  من ذوي تخصصات مختلفة، إثنوغرافيين ورحالة وأحيانا عسكريين وحتى جواسيس، رسمت وضعا بالغ القتامة والسواد عن الإنسان المغربي الغارق في رُكام القذارة والعفن، الذي يعيش وسط فوضى سياسية ولا استقرار اجتماعي وانهيار جسدي، مغرب في وضعية احتضار بعبارة فريدريك وايسجرير. صورة تضع المخزن كبنية سياسية في وضعية الجمود، في قفص الإدانة، تَعيب على المغاربة غياب الوقاية الصحية لديهم وضعف وعيهم الصحي، فهل كانت المخزن وحده مسؤولا عن الوضع الصحي بمغرب ما قبل الحماية؟ أم أن التقلبات البيولوجية الدورية التي تسم تاريخ المغرب عبر مختلف فتراته تفسر هذا الوضع الصحي؟ أم في التقائهما هما معا بإضافة عوامل أخرى؟

[2]  – بوزويتة سمير، مكر الصورة، المغرب في الكتابات الفرنسية ( 1832-1912)، افريقيا الشرق، المغرب، الدار البيضاء، 2007، ص 179.

[3] – يعتبر السوسيولوجي عبد الكبير الخطيبي أن تطور السوسيولوجيا لم يكن وليد ظاهرة التوسع الامبريالي فقط، بل إنه لم يكن ليحدث لولا تلاقي وتقاطع أفكار ليوطي الكبرى وسياسة علمية سنها ألفرد لوشاتوليي مدير البعثة العلمية مع نظام دبره جورج هاردي المسؤول الأول عن قطاع التعليم بالمغرب.

Les organes scientifiques du protectorat, http.//www .diplomatie.gouv.fr/archives- patrimoine. 13, Vu 12/07/2018.

[4] – الزاهي نور الدين، مدخل لعلم الاجتماع المغربي، دفاتر وجهات نظر، العدد 20، مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى، 2011، ص 9.

[5] – ما بين 1875 و1894 سيعرف المغرب انغراس شبكة من البعثات على طول وعرض مجاله مثل بعثة المغرب الجنوبي وبعثة الانجيل الموحدة وبعثة شمال افريقيا والبعثة المركزية المغربية والجمعية اليهودية/ وبعثة نصف الطريق… قدمت هذه البعثات تقارير مفصلة عن أنشطتها وتقارير وصفية عن حياة المغاربة وتقاليدهم الأسرية وكيفيات لباسهم وطقوسهم في الزواج والأعياد والجنائز…للتوسع أكثر في هذا الموضوع يرجى العودة إلى نور الدين الزاهي، مدخل لعلم الاجتماع المغربي، مرجع سابق، ص10.

[6]- Miege. J. L, Les missions protestants au Maroc, Hesperis, pp 153-191.

[7] –  يدافع نور الدين الزاهي عن فرضية اقتصاد الكفاف كإحدى الفرضيات المهمة لفهم الكيفيات والآليات الثقافية التي يدبر بها المغاربة نمط العيش، يمكن العودة إلى نور الدين الزاهي، صورة المجتمع المغربي في الخطاب الإثنوغرافي، من خلال رحلات أوغست مولييراس، إدموند دوتي وشارل دوفوكو، بحث لنيل ديبلوم الدراسات العليا المعمقة، تح اشراف الدكتور المكي بنطاهر، جامعة محمد الخامس، السنة الدراسية 1986-1987م.

[8]– الزاهي نور الدين، مدخل لعلم الاجتماع المغربي، مرجع سابق، ص43.

[9]-نفسه، ص 55.

 

*جامعة القاضي عياض مراكش