أحمد السماني
“تعالى بسرعة أحسن هتتأخر على الثورة”.. تلك الكلمات عندما سمعها عالم الأنثروبولوجي الفنلندي صامولي شيلكه من ابن أحد أصدقائه في مصر أدرك خلاله إن ما يحدث هو ثورة حقيقية ستغير وجه البلاد كلها.
لذلك حرص أن يكون موجوداً فيها ليرصد كل تطوراتها في مدونة على شكل دفتر يوميات، نشرت فيما بعد في كتاب صدر عن “دار النفيسة للنشر والتوزيع” وترجمه المترجم المصري عمرو خيري، وأصر الباحث على أن يحمل الأسم ذاته “هتتأخر على الثورة”.
أكد شيكله أن يوميايته تعد رصداً للوجدان والمشاعر المصرية طوال أيام الثورة المصرية، وتدوين لأفكار باحث قد يكون بعضها صحيحة أو خاطئة؛ معللاً بأن مثلاً أخطأ في أحد التقييمات، عندما ظن في موقعة الجمل أن الثورة انتهت وأن المعركة انتصرت لمصلحة الحزب الوطني.
يوميات العالم الفنلندي لم تقتصر على رصد أحداث الثورة في ميدان التحرير فقط، بل أنها تنقلت بين الميدان الذي تركزت عليه وسائل الإعلام، وبين شوارع الإسكندرية، ونموذج للقرية المصرية في محافظة كفر الشيخ.
شيكله تحدث عن رؤيته للأحداث في مصر عقب ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أنه كان يشعر في إحدى الفترات بالإحباط خاصة بعد أحداث ماسبيرو ما جعله يكتب مدونة جديدة حول تحول الربيع العربي إلى خريف وفشل الثورة المصرية، ولكنه عاد وقال غيرت وجهة نظري وأدركت أن مصر تدخل على تغير تاريخي.
فأضاف باحث الأنثروبولوجي قائلاً “الفوضى الحالية التي تشعر الناس بالقلق هي حقيقة عودة لتاريخ مصر الطويل المليئ بالثورات والاضطرابات، بل يمكنني أن أقول إنها استكمال لثورة عرابي ما قد يوحي أننا يجب أن ندرك أننا لكي نجني ثمار تلك الثورة علينا الانتظار لفترة”.
الكاتب قال أيضاً إنه يستعد لنشر كتاب آخر عن مصر العام المقبل سيحمل تحليل أنثروبولوجي كامل للشخصية المصري في الفترة من 2006 إلى 2011، وسيخصص فيه فصلاً كاملاً عن الثورة المصرية، وسيرصد من خلاله التغير الذي حدث في نمط تدين المصري من شخصية “محبة لله” إلى شخصية “تخشى من الله وتخاف من عقابه”.
ثم اختتم تصريحاته بقوله إنه على المصريين عدم الخوف من إمكانية سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر، لأن طبيعة المصري على حد قوله ضد التطرف، مضيفاً بطريقة مازحة “سأتمنى تولي السلفيين الحكم لو كانت أفكارهم مثل محمد عبده”.
صامولي شيلكه؛ ولد في هلسنكي عام 1972، وحصل على ماجيستير الدراسات الإسلامية والفلسفة والعلوم السياسية من جامعة بون بألمانيا عام 2000، ودرس الدكتوراه في المعهد الدولي لدراسات الإسلام في العالم المعاصر بهولندا في الفترة من عام 2001 وحتى عام 2005، وحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أمستردام عام 2006، ويقوم حاليا بتدريس الفوتوغرافيا والأنثروبولوجيا في برنامج دراسات الماجيستير بقسم الأنثروبولوجيا البصرية والإعلامية في جامعة برلين الحرة.