محمد حبيدة، المدارس التاريخية: برلين، السوربون، استراسبورغ. من المنهج إلى التناهج، الرباط، دار الأمان، 2018.
تبدو الكتابة التاريخية، في مسار التجديد والابتكار والتأثير والتأثر، مثل الدائرة. لكنها دائرة مفتوحة ومتواصلة. كل الجهد الذي بذله رانكه في القرن التاسع عشر، والذين داروا في فلكه من المؤرخين الألمان والفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين، قام على أساس التنقيب في تاريخ الدولة، تاريخ السياسة والدبلوماسية والحرب. ولـمّا تطورت مناهج البحث خلال القرن العشرين بتلقيح المقاربة التاريخية بحقن معدَّة في مختبرات العلوم الاجتماعية، وخاض المؤرخون غمار التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، ثم الثقافي، وحصل انحباس إبيستيمولوجي في هذه الحقول الجديدة، كان الحل الذي اقترحه المهتمون بتاريخ التاريخ هو العودة إلى التاريخ السياسي. صحيح أن زاوية المعالجة تختلف في سياق ما يعرف بـِ “المنعطف النقدي”. لكن الإشكالية الرئيسية عادت بقوة، وهي الحدث ودور الفرد كفاعل سياسي…
هل يتوفر الكتاب بصيغة pdf