متابعة: مبروك بوطقوقة
افتتحت يوم السبت 11 ديسمبر بعنابة أشغال الملتقى الدولي”تصوف، ثقافة و موسيقى” في طبعته السابعة تحت شعار ” ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي” و تكريما للعلامة عالم السيمياء الكبير أبو العباس أحمد بن علي البوني، صاحب كتاب “شمس المعارف الكبرى” وكتاب “منبع أصول الحكمة”، المولود ببونة.
الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام، يحضره باحثون أكاديميون ذوو شهرة عالمية من أكثر من عشرين دولة عربية وغربية وإسلامية منها ألمانيا، أذربيجان، بلغاريا، فرنسا، الهند، إيران، إيطاليا، الأردن، كازاخستان، لبنان، مقدونيا، المغرب، باكستان، روسيا، سويسرا، سوريا، طاجيكستان، تونس، تركيا، أوزبكستان واليمن.
افتتحت اعمال الملتقى في حوالي الساعة العاشرة صباحا بقاعة المحاضرات التابعة لفندق صبري بحضور سلطات الولاية و إطارات قطاعي الثقافة و الشؤون الدينية حيث أخذ الكلمة الدكتور سليمان حاشي مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل تاريخ و الأنثروبولوجيا الذي رحب بالحضور و خاصة ضيوف الجزائر من باحثين و أكاديميين من أكثر من 20 دولة يمثلون مختلف قارات العالم. الذين جاؤوا رغم بعد المسافة و عناء السفر متمنيا لهم إقامة طيبة بعدها تطرق للعادة الحميدة للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، في تنظيم ملتقى سنوي يجمع الباحثين من مختلف البلاد حول مواضيع فكرية راقية مشيرا إلى أن اختيار مدينة عنابة لاحتضان هذا الملتقى الذي وصفه بـ : “موعد السخاء العلمي و تعبير عن إسلام التسامح و المحبة و الأخوة يأتي أيضا تكريما لشخصيات أخرى على غرار القديس أوغستين أبو الفكر العصري و سيدي إبراهيم أحد أهم الوجوه التي تركت بصماتها على المسيرة الثقافية لبونة”.
بعدها أخذ الكلمة رئيس الملتقى البروفيسور زعيم خنشلاوي و الذي بعد كلمة الترحيب بالضيوف و الحاضرين ذكر بالأهداف المرجوة من هذا الملتقى حول ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي و الذي تم اختيار مدينة بونة (عنابة) لشرف احتضانه كونها بلد الأولياء و الفقهاء الذين امتد إشعاعهم عبر كل العالم الإسلامي
و من هنا يتمحور ملتقى هذه السنة حول القطب ”أحمد بن علي البوني”، وذلك بغرض استكشاف المدى الإشعاعي لهذه الشخصية الصوفية الجزائرية العملاقة ومروّج ”علم السيمياء” في العالم أو ”علم الحروف والألفاظ”، الذي ينبني على أساسه هذا العلم الكوني الذي لطالما استطرد ابن خلدون في ذكره بمتن مقدّمته الشهيرة ”إذ من يملك مفتاح الحروف يملك مفتاح الوجود”. و في الأخير كرر الترحيب بالحاضرين متمنيا لهم النجاح في مداخلاتهم العلمية و الإقامة الطيبة في بلدهم الثاني الجزائر.
بعدها أحيلت الكلمة للسيد إدريس بوذيبة بصفته مدير الثقافة لولاية عنابة الذي أشاد بالدور الريادي الذي لعبته مدينة عنابة في نشر التصوف و العلم حيث تذكر كتب التراجم ما يزيد عن 700 عالم لقبهم البوني نسبة لمدينة عنابة بعدها رحب بالحاضرين و ضيوف الجزائر متمنيا لهم أوقاتا ممتعة و مفيدة من خلال الحوارات العلمية الراقية معلنا الإفتتاح الرسمي للملتقى نيابة عن وزيرة الثقافة.
وانطلقت الأشغال بمداخلة للكاتب رشيد بوجدرة تضمنت قراءات لنصوص صوفية لابن العربي مزجها بمقتطفات من إحدى رواياته في محاولة لتوظيف ما قاله ابن عربي في رواية أدبية جزائرية.
البروفسور سميح جيهان من جامعة اسطنبول (تركيا) عرض من خلالها حياة و أعمال أبو عباس أحمد بن علي البوني و أهم أعماله في مقدمتها “شمس المعراف الكبرى” و “منبر الحكمة”.
أحمد بن علي البوني هو الشيخ شرف الدين أو شهاب الدين أحمد بن علي بن يوسف البوني القرشي المالكي.ولد في مدينة بونة (عنابة)بالجزائر سنة 520هـ تقريباً.توفي سنة 622 هجري
قرأ القرآن الكريم بالقراءات في مدينة تونس, وتفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه, وتفنن في عدة علوم ثم رحل إلى المشرق, وأقام بالقاهرة إلى ان توفي.
صنف البوني ما يقرب من 40 كتابا, منها:
1. كتاب في الوعظ, يتداوله الناس في أفريقية كما يتداولون كتب ابن الجوزي في المشرق.
2. شرح أسماء الله الحسنى في مجلدين كبيرين, قال المقريزي: ضمنه فوائد حسنة.
3. شمس المعارف الكبرى في علم الحرف. قال المقريزي: عزيز الوجود يتنافس الناس فيه ويبلون الأموال الجزيلة.
4. كتاب اللمعة النورانية.
5. كتاب الأنماط.
وبقية أسماء مؤلفات البوني مذكورة في (هدية العارفين) و(كشف الظنون)
وبعد المحاضرة تم رفع الجلسة الإفتتاحية و دعوة الحضور إلى استراحة لتناول بعض المشروبات و المرطبات.
عندما زرت تونس في عهد الزين وجدت التوانسة يعرفون البوني أكثر من ابن عرفة؟