متابعة أ. فتحية الخير
قاعة المجاهد تشهد افتتاح المؤتمر الدولي حول المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية
تم صباح يوم الأحد 7/11/2010 افتتاح المؤتمر الدولي حول ” المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية بقاعة المجاهد بمقر المركز ، وذلك على تمام الساعة التاسعة صباحاً بحضور بعض ممثلي السفارات والمراكز الثقافية العربية والأجنبية ومنها سفارات الدول المشاركة و جمع غفير من الأساتذة المتخصصون والمهتمون بالدراسات التاريخية والثقافية ، وقد تضمن الافتتاح كلمات كلُ من :-
الدكتور مدير المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية.
أمين لجنة إدارة المؤسسة العامة للثقافة.
المنسق العام للمؤتمر.
كلمة الدكتور محمد الطاهر الجرارى والتي جاء فيها :
الاستعمار تضاد بين هويتين وإرادتين هوية المعتدى وإرادته و هوية المعتدي عليه وإرادته .
والاستعمار قديم في التاريخ قدم الإنسان المزود فطريا بغريزة التملك والاستحواذ .
يقول المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذَا عفة فلعلة لا يظلم
الاختلاف يكون حول المبرر أو الدافع للاستعمار. الفرس في القرن الخامس ق.م برروا هجومهم على أوروبا تنفيذاً لرغبة الملك في توسيع أملاكه ، الإغريق والرومان ساقوا مبرر سيادة الجنس الأوروبي على بقية البرابرة. المسيحيون والمسلمون رفعوا شعار العدل السماوي في الدنيا استعداداً للجنة في الآخرة ومن أجل ذلك حرصوا بالفتح على توفير مناخ يتحقـق فيـه الاختيـار الارادي دون إكـراه ” من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر “. صدق الله العظيم
الأوربيون في العصر الحديث تّعللوا بنشر الحضارة والتقدم بين الشعوب المتخلفة ، الأمريكيون وحلفاؤُهم استحسنوا مقولة الغيرة على الإنسانية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب كدوافع لتشريع استيلائهم على الغير وأملاكه.
كل هذه الشعارات النظيفة والبراقة هي في الحقيقة غطاء للقوة الغاشمة المستخدمة لإشباع غريزة الاستحواذ والاستعمار التي هي جزء لا يتجزأ من الذات البشرية وظاهرة تاريخية باقيه بقاء الانسان نفسه.
وفي هذا اللقاء سأكتفي ببعض الملاحظات حول هذه الظاهرة:
أولاً: الغريب ، والطبيعي في نفس الوقت ، أن المعتدى أثناء تبريره للسيطرة على الآخر ، يفقد فضيلة العقل وموازين المنطق وضوابط التفكير السليم – فمثلاً :
1. مبدأ حقوق الإنسان قيمة رائعة ومتفق عليها من الجميع لكن الذي يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها نقيض لكل هذه القيم.
2. الهجرة الفوضوية من الجنوب للشمال مرفوضة لما تسببه من إرباك وإزعاج لكن الغريب أن هجرة الشمال للجنوب مقبولة رغم ما تسببه من تشريد لملايين الفلسطينيين.
3. الديمقراطية ، رغم ما بها من خروقات ، تظل هى الأفضل لتسيير شؤون الحكم ونحن نطالب بها بقوة وإصرار، لكن الغريب أن كل المصائب التي تعرضنا لها في المغرب وحتى المشرق العربي جاءتنا بأوامر مباشرة من أنظمة ديمقراطية .
4. حرية الرأي واستقلاليته جميعنا نؤيدها ونسعى للتمتع بها لكن الغريب أن تسن قوانين تحضر النقاش حول المحرقة المشؤومه أو ما شابهها.
ثانياً: رغم الفشل العسكري المتكرر للظاهرة الاستعمارية فإنها تعيد إنتاج نفسها باستمرار وبأشكال ومبررات مختلفة. لقد انحسر الاستعمار الأول الحديث من معظم البلاد المغاربية والعربية عموماً بإستتناء فلسطين حتى ظننا ان القرن العشرين هو نهاية التاريخ على رأي فوكوياما وبداية التاريخ الجديد لكن الحلم لم يدم طويلاً إذ سرعان ما تجددت الظاهرة الاستعمارية في العراق وأفغانستان والبقية على الطريق.
ثالثاً: الجديد في الظاهرة الاستعمارية المعاصرة هو سيطرة التقنية المتطورة التي قهرت المسافات وحولت العالم إلى قرية صغيرة مما أعطى الإبهار الإعلامي قدرة واسعة ومتجددة على العقول والنفوس وبالتالي صنع القرار. في الماضي كانت النساء أو الحاشية أو المال أو القوة تصنع القرار الآن أضيفت التقنية واستخداماتها الذكية المختلفة مما أعطى مستخدميها قوة أكبر بكثير من حجمهم الحقيقي وأوسع بكثير من إطارهم الجغرافي المحدود.
في الماضي كان هم المروج للفكرة أن يقنع الملك أو الحاشية أو القائد الآن صار الشارع كله ملك للابهار الإعلامي مما مكن مستخدميه من السيطرة على مفاصل الحياة الرئيسية في المجتمع وتوجيهها لا وفقاً لقواعد المنطق وتوابث العقل ولكن وفقاً لإرادات ومصالح القوي الذكية في المجتمع.
وهذا أخطر ما في الظاهرة الاستعمارية المعاصرة.
رابعاً: أضعف الحلقات في المجتمعات ، التي أفهمها على الأقل ، هي حلقة دراويش الثقافة ونحن منهم بإمتياز على رأي المتنبي.
أخلاهم من الهم أخلاهم من الفطن
هؤلاء ، ومنهم نحن كهرقل يحملون الكرة الرضية كلها على أكتافهم ويجهدون أنفسهم وأجسادهم حتى لا تسقط ، والناس في الكرة الأرضية يلهون ويمرحون ويسكرون ويعشقون ويرقصون ويضحكون ويتمتعون بلطائف الكرة الأرضية ويضحكون على حاملها والمشغولين بها أي على هرقل ودراويشه.
لكن عزاؤنا ثقة هرقل بنفسه وبعمله وبصبره الذي استمر به حاملاً ثقل العالم منذ القدم حتى الآن. وعزاؤنا أيضاً ما خلفه بعض الحكماء من حكم يلتفت إليها كلما ضاقت الدنيا بأهلها.
فمثلاً نحن دراويش المنطقة المغاربية والعربية عموما نرى ما يجري في فلسطين ظلماً وامتهاناً وتكسيراً لقواعد وقوانين منطقية درج عليها العالم منذ الآف السنين . الآلة الإعلامية العالمية غدت العالم كله بشيء مختلف تماماً حتى صرنا نحن دراويش ثقافة هذه المنطقة نخشى من الإفصاح عن أرائنا.
في الأسبوع الماضي كنت أتصفح موقعاً ألكترونياً فاستوقفتني رسالة لألبرت انشتاين تكذبها جامعة القدس بكل تأكيد ويؤكدها أكثر من مصدر آخر بتأكيد مشابه.
أهمية هذه الرسالة هي تسفيهها للظاهرة الاستعمارية وتنبؤها بفشلها مهما تفنن مخرجوها في الإخراج.
الرسالة جاءت للرد على جماعة صهيونية أمريكية تطلب منه قبول رئاسة دولة إسرائيل فاعتذر بحكمة وبعد نظر ثاقب وفقاً لنص الرسالة التالي:
أبريل 10/1948
السيد سيبارد ريفكن
الرئيس التنفيذي للأمريكيين الأصدقاء
لمحاربي حرية إسرائيل
149 الشارع الثاني نيويورك
سيدي الفاضل :
عندما ستحل في النهاية كارثة حقيقية بنا بفلسطين سيكون المسئول الأول عنها بريطانيا والمسئول الثاني عنها هم العصابات الإرهابية من بين صفوفنا .
وشخصياً لا أريد أن أرى أي شخص له علاقة مع هؤلاء الناس المضللين والمجرمين .
المخلص لكم دائماً
ألبرت اينشتاين
كلمةأمين إدارة المؤسسة العامة للثقافة،
والتي ألقاها نيابة عنه الأستاذ/ محمود البوسيفي
وقد جاء فيها مايلي:-
يحتفظ التاريخ الاجتماعي بين الشعوب بإحداث مثل الحروب والصراعات بين الدول وكذلك بين الجماعات وأحيانا بين الأفراد وعادة ما تنتهي بعدد من المفاوضات والتي قد تنتهي بعقد معاهدات أو صلح يحسم النزاع ويحل السلام وتعود العلاقات طيبة بين المختلفين والمتصارعين. ومن هنا جاء مفهوم الدبلوماسية كإطار ليحل محل النزاع التي تطورت آلياتها عبر العصور.
وإن تجربة ايطالية الاستعمارية كانت مريرة، لقد كانت المقاومة الليبية عصية على الغزاة وعلى مدى العصور، ومن هنا نقول أن حركة الاستعمار مشروع فاشل، وعلينا اجتتات كل الظروف الممكنة لعودته من جديد. فايطاليا من خلال تاريخها الاستعماري لم تكن جادة مثل هذا اليوم الذي شهد توقيع اتفاقية ومعاهدة صداقة وشراكة متكافئة مع ليبيا.
إن هذا الانتصار الحضاري التاريخي ما كان ليتحقق لولا قيام ثورة الفاتح من سبتمبر من عام 1969 بقيادة بطل الحرية القائد العقيد معمر القذافي الذي أعاد الكرامة للشعب الليبي، وثأر لكل الشهداء وحرر الأرض وأجلى القوات الأجنبية بفعل الثورة، وألغيت كل المعاهدات الظالمة التي فرضت على الشعب الليبي، واسترجع الليبيون حقوقهم وأملاكهم التي اغتصبت. وظل الشعب الليبي بإصرار قائده صلباً عنيداً متمسكاً بحقه الكامل المشروع طيلة أربعة عقود، في معاقبة الجاني والاعتذار للشعب الليبي وتعويضه عما لحقه من أضرار جراء الحقبة الاستعمارية.
وعلى درب الإنجازات الحضارية، حدث اللقاء التاريخي في مدينة البيان الأول بنغازي 30 هنيبال (أغسطس 2008)، مشهد ومحفل لا مثيل له في تاريخ العلاقات الدولية، أن يأتي الجيل الجديد من ايطاليا اليوم، والذي لم يشاهد ولم يشارك في العدوان والحرب، لكنه يعي بحزن مدى الجرح العميق الذي تجرعه الشعب الليبي جراء الغزو الإيطالي، وفي لحظة ووقفة تاريخية مع النفس يتبرأ ويتأسف رئيس الحكومة الإيطالية (برلسكوني) لتلك المآسي التي سببها الاستعمار الإيطالي لليبيين، وهذا هو فعلاً السلام الذي، ينطلق من إرادة وعزيمة لطوي تلك الصفحات المظلمة في تاريخ العلاقات الليبية الإيطالية، ومن أجل بناء علاقات متكافئة بين بلدين عظميين، سيكون لهما شأواً كبيراً في إرساء السلام والاستقرار والنماء في حوض البحر المتوسط وبين أوربا وأفريقيا وفي العالم قاطبة.
نحن نريد طوي ذلك السجل المظلم، ولكن محال أن ننسى أو نتجاهل ما فات ولن نصفح على من اقترف الجرائم في حق الليبيين من ايطاليا الأمس. نحن نتعامل مع ايطاليا اليوم كند وشريك. لقد جاءت المعاهدة بعد جهود جبارة وإرادة حكيمة وقدرة على الحوار وكسب المعركة السياسية لليبيا. تنص المعاهدة في بعض بنودها على ضرورة احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية فكل أمة لها الحق في اختيار نظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي ترتضيه، وهي مسألة مهمة في بناء علاقات دبلوماسية متبادلة متوازنة ومحترمة. كما اشتملت المعاهدة على قضية هامة وهي جبر الخواطر ورد الاعتبار المعنوي لكل المتضررين من ويلات الاستعمار.
فهذه المعاهدة قد تضمنت في بعض موادها إعادة كل التراث الثقافي الليبي من (قطع فنية ووثائق ومخطوطات) قد نهبت ونقلت إبان المرحلة الاستعمارية، وإن استعادة تلك الكنوز لا شك أنها ستضيف معلومات ومصادر لتاريخ ليبيا في كل أبعاده وعلومه ومعارفه. ولم تقف المعاهدة على الماضي وعودة المورث الحضاري فحسب، بل عززت التعاون الثقافي بين البلدين والمساهمة في تنمية ليبيا علميا وتعليماً مع احترام خصوصية كل طرف لثقافته ودون الذوبان أو فرض سياسة الاحتواء. والمعاهدة تعمل على تطوير الأنشطة الاقتصادية والتجارية والتي ستعود بالنفع المتبادل للشعبين الصديقين، وعلينا جميعا أن نعمل على جعل البحر المتوسط منطقة سلام خال من التهديدات والأساطيل وإرساء مبدأ التعاون التجاري التنموي وخلق حوار ثقافي وتلاقي بين الحضارات. وحري بنا أن نحي صانعي هذه المعاهدة من القيادتين ودراسة مضامينها وآفاقها ، والجدير بالذكر أن أصداء هذه المعاهدة كان لها وقع كبير في العديد من دول العالم وهو على صدق الرؤية، وصحة المسار لهذا الشعب الأبي بقيادة القائد معمر القذافي محقق الانتصارات والانجازات.
وأن تواجدكم علماء وباحثين على ارض الجماهيرية لمناقشة موضوع غاية في الأهمية والمتعلق بالمعرفة الاستعمارية وعلاقتها بالهويات، نحن نعتبره خطوة هامة في كشف الغطاء عما حدث ومناقشته بموضوعية، ونحن كمؤسسة عامة ترعى الثقافة وشؤونها في ليبيا نبارك هذا الجهد العلمي من رجال هذا المركز العتيد الذي نتمنى له المزيد من التوفيق.
كلمة المنسق العام للمؤتمر
ا لأخوات و الإخوة الأعزاء من ليبيا و من خارجها
أجدد ترحابي الحار بكم و أشكركم كثيرا على تلبية دعوة المركز الوطني للمحفوظات و الدراسات التاريخية سواء للمشاركة في إعداد و تقديم البحوث أو للحضور و المناقشة، أو للمساهمة في إيصال وقائع الملتقى لقراء الصحف و المجلات و لمتصفحي الانترنت، أو حتى لمجرد التعارف و تبادل الأفكار.
لكنني أود أن أرحب بشكل خاص بالأخ أمين المؤسسة العامة للصحافة الأخ محمود البوسيفي و الأخوات و الإخوة سفراء البلدان الشقيقة و الصديقة و كذلك ممثلي المؤسسات الثقافية الأجنبية بليبيا.
كما تعرفون الموضوع الرئيسي للملتقى هو “المعرفة الاستعمارية و الهويات”. و في الواقع هذا الموضوع ليس جديدا على الساحة المعرفية سواء العالمية أو المغاربية، لكنني أعتقد أن هناك على الأقل ثلاثة أسباب تعطي لتناوله الآن أبعادا جديدة و تكسبه أهمية كبيرة.
• أولا أنه على حد علمي هذه أول مرة يبادر فيها الباحثون المغاربيون من تلقاء أنفسهم، و لشعورهم الملح بالحاجة، إلى طرح هذا الموضوع و دعوة الآخرين إلى مشاركتهم السبيل في إضاءة جوانبه المختلفة. صحيح أن الكثير من الباحثين المغاربيين شاركوا في لقاءات مختلفة حول هذه القضية، لكنهم لم يكونوا هم من يصنع السؤال، و لم يظهروا حاجتهم الحقيقية و الملحة لطرحه، لقد كانوا تقريبا يجيبون على أسئلة تطبخ في مراكز بحث ليس لديهم عليها أي تأثير. إن ما نقوم به اليوم هو محاولة لأخذ زمام المبادرة، و نحن هنا لا نقوم بذلك من أجل المبادرة فحسب بل لأننا أصبحنا نواجه في عملنا مشاكل معرفية حقيقية من عناصرها المعرفة الاستعمارية، و علينا أن نجيب بطريقة أو بأخرى على هذا التحدي.
• ثانيا أننا نطرح اليوم هذا الموضوع ليس بهدف تمحيص قيمة الإرث المعرفي للفترة الاستعمارية فحسب بل أساسا بهدف الكشف عن الأبعاد الاجتماعية و الثقافية وفي نهاية الأمر السياسية لهذا الإرث. و هذه المقاربة هي التي ولدت سؤال علاقة المعرفة الاستعمارية بالهويات، ذلك أن الهوية سيرورة اجتماعية تنافسية موضوعها بناء و إعادة بناء الذوات الجزئية و الكلية، وفي ثنايا هذه السيرورة تلعب الذاكرة، و منها الذاكرة الاستعمارية بكل مكوناتها، دورا غاية في الأهمية. و في هذا الإطار سيكون من المهم أن نعلم أن ما سنقوم به خلال هذه الأيام يمكن أن يستفيد منه الباحثون المنتمون إلى الإرث المركزي للإمبراطوريات الاستعمارية التي خلت، فموضوع الهوية الوطنية في هذه البلدان يطرح الآن على خلفية الإرث الاستعماري لمجتمعاتها.
• ثالثا أننا نقيم اليوم هذا الملتقى المغاربي –العالمي إن صح التعبير في ليبيا. و أحب أن أشير هنا إلى أن 70 إلى 80 % من المشاركين في هذا الملتقى يأتون لأول مرة إلى هذا البلد، و بهذه الحركة البسيطة أعتقد أننا نؤسس لمشروع تبادل مكثف و جدي بين الجامعات المغاربية يمكن أن يساهم في المستقبل في تسهيل سيولة المعلومات و الأفكار و الخبرات المهنية بين منتسبيها بما يساعد هؤلاء الأخيرين على الخروج من الحدود الامبيريقية الضيقة التي يشتغلون داخلها و التفكير في البلاد المغاربية بوصفها موضوع مشاهدة كلي ومتجانس.
لجملة هذه الأسباب أعتقد أنه يحق لنا أن نسعد بلقائنا هذا و يحق لنا كذلك أن نأمل منه الكثير. لكنني أعتقد أن الجميع يعرف بأن مثل هذه المشاريع العلمية الجدية لا يمكن لها أن ترى النور بدون أن يقف خلفها أناس من أهلها يؤمنون بها و لا يدخرون وسعا في المساعدة على بعثها إلى النور. و إذا كان هناك من أحد ينبغي علينا أن نشكره و نجله من أجل كل ما فعله لإنجاح هذا الملتقى العلمي فهو بحق الدكتور محمد الطاهر الجراري مدير المركز الوطني للمحفوظات و الدراسات التاريخية. فلولا إيمانه بالفكرة، و في ما يخصني لو لا الثقة التي منحني إياها، لما كان بالإمكان المضي في هذا المشروع.
لكن الدكتور الجراري ، و لو أنه كان دائما على رأس من اجتهدوا و ساعدوا على إنجاح هذا المشروع، ليس وحده من تحمل كل العبء. فالمشروع كان مشروع مؤسسة بأكملها و الجميع تعاون كل من موقعه للدفع به إلى الأمام. لكنني أحب أن أذكر هنا بعض الأخوات و الإخوة الذين جندوا أنفسهم بحق لخدمته ، حتى خلال أيام العطلة الأسبوعية،. وهؤلاء هم على التوالي:
• الأخ الدكتور صلاح الدين السوري
• الأخ الدكتور حبيب وداعة الحسناوي
• الأخ الدكتور عبد الله إبراهيم
• الأخ الدكتور محمود الديك
• الأخت مديرة الشؤون الإدارية بالمركز غادة زروق
• الأخت مديرة مكتب الدكتور الجراري شفاء الغماري
أقول و بكل صدق أنه بدون هؤلاء ما كان يمكن لهذا الملتقى أن يرى النور، و أنا اشكرهم هنا من كل قلبي.
هناك الآن بعض الملاحظات التقنية البسيطة و المتفرقة التي أحب أن أقدمها قبل أن أنهي كلمتي:
• أتأسف كثيرا لعدم تمكن بعض الزملاء من الالتحاق بنا رغم أنهم تحمسوا كثيرا للموضوع و استعدوا لذاك، و هم على التوالي:
– الدكتور حسني بوكرزازة من الجزائر الذي كان حتى بعث بورقة بحثه، لكن ظروفا طارئة حالت دون قدومه
– الأخ الدكتور خالد الشكراوي من المغرب.
– الأخ الدكتور من موريتانيا
• أعتذر كثيرا للأخوات و الأخوة الذين وردت أسماؤهم في النسخة الإنجليزية للبرنامج بغير ما هو مدون على جواز سفرهم. لقد رأى مترجم البرنامج أن يكتب أسماء هؤلاء الزملاء، و منهم أنا، مستعملا النطق الإنجليزي، و قد احتج البعض على ذلك و نحن هنا نعتذر كثيرا لهم.
أخيرا ، و من باب إكرام الضيوف، أريد أن أرحب ترحيبا خاصا بالأصدقاء و الزملاء الذين جاؤوا إلينا أحيانا من مناطق بعيدة جدا و تحملوا عناء السفر للمشاركة في أعمالنا، و هم:
من إيطاليا
– الدكتور فيديريكو كريستي
– الدكتور أنطونيو ماريا موروني من الهند
– الدكتور بارتو دوتامن أمريكا
– الدكتورة لوسيت فالنزي
– الدكتور أبراهيم إيدوفيتش
– الدكتورة ميا فولر
فشكرا لهم على قبولهم المشاركة في أعمالنا و شكرا لكل من اهتم بما نفعله و ساهم في بعثه إلى النور.
بعد هذا الافتتاح أتجه الضيوف من السيدات والسادة المشاركون بالمؤتمر والحضور إلى تناول بعض المرطبات والمشروبات بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر حيث دارت عديد اللقاءات بين المجتمعين التي ضمت حوارات ترحيبية ومناقشات مختصرة حول هذا المؤتمر.