الملاحظة بالمشاركة في الأنثروبولوجيا
يعتمد الانثروبولوجيون على تطبيق المنهج العلمي بجميع عناصره معتمدين على طرق بحث معينه أهمها: الملاحظه بالمشاركه أو المعايشة تعزى هذه الوسبلة في الانثروبولوجي إلى مالينوفسكى (1922)
ويطلق عليها العلماء مصطلح(التدخل الوظيفى) حيث ان الباحث في بداية دراسته الميدانيه يواجه مشكلة الدور الذي يجب أن يؤديه في مجتمع الدراسة للحصول على البيانات والمعلومات الصحيحه ،حيث ان وجود الباحث في عشيرة أو قبيلة ما تدفع الافراد موضع الملاحظه إلى تغيير سلوكهم العادى أو إلى الإدلاء باقوال لاتعبر عن الواقع, وذلك لشعورهم بانهم خاضعون لملاحظة غيرهم ولذلك وجب على الباحث ان يقوم بدور ما في المجتمع حتى يقبله افراد المجتمع وكانه احدهم وبالتالى يكتسب ثقتهم ويضعف شعور العداء لديهم فيجمع المعلومات الصحيحه. ويحدد العلامه(ايفانز بريتشارد) شروط نجاح عملية الملاحظه بالمشاركه في الانثرووبولوجيا الاجتماعيه في الاتى :
- ان تسبقها مرحلة تخصص ودراسة نظرية كافيه في الانثروربولوجيا عامة وعلم الاجتماع خاصة فيكون على الاقل قد حصل الباحث على درجة جامعيه أولى في أحد فروع العلوم الاجتماعية قبل الدراسة الميدانيه وتطبيق الملاحظه بالمشاركه.
- ان يقضى الباحث فترة كافيه في مشاركة افراد المجتمع موضوع الدراسة في معيشتهم ويجب الاتقل الفترة عن عام ولاشك ان تحديد الفترة الكافيه يرتبط بعوامل متعدده مثل(حجم المجتمع وطبيعة المشكله المراد دراستها).
- ان يكون الباحث طوال فترة الملاحظه على صلة وثيقة بالاهالى عن طريق اشتراكه في معظم جوانب حياتهم الاجتماعيه.
- ان يستخدم الباحث في حديثه مع افراد مجتمع الدراسة لغتهم الوطنيه ولايستخدم المترجم لفشل المترجم كثيرا في نقل الأفكار والمعانى بالدقة الكامله
- ان يدرس الباحث جوانب الحياة الاجتماعية كلها لفهم البناء الاجتماعى وتحديد وظائفه.
- لابد من توفر نوع معين من الشخصيه والمزاج فبعض الناس لايستطيعون تحمل مشاق العزلة عن وطنهم الاصلى فغالبا تكون الحياة في مجتمع الدراسة قاسية كالظروف غير الصحيه في المجتمعات البدائيه مثلا
- ان يتخلى الباحث عن قيمه وثقافته بقدر المستطاع حتى يتمكن من تحقيق الملاحظه الموضوعيه
- يحتاج الباحث لمهارة ادبيه في نقل البناء الاجتماعى إلى لغته هو ووصف ذلك البناء وتحليله فعليه ان يبين ويشرح معنى الظواهر الاجتماعيه التي لاحظها وان يبرز هذا المعنى بوضوح في صور تجارية أخرى ويقتضى ذلك مهارة في ادراك الصيغ والنماذج اللغويه وتميزها فالمهم ان يكون ذلك الباحث قادرا على التعبير والكتابه بلغة واضحه سليمه.
يفضل بعض الباحثين اللجؤ إلى الآعتماد على وسيلة الملاحظة بالمشاركة وذلك لميزاتها التالية:
أ) إمكانية الحصول على معلومات وفيرة عن مجتمع الدراسة.
ب) تكوين صورة واقعية للظاهر الملاحظة.
ج) الوصول إلى تحليل عميق وتفسير أكثر دقة.
د) تتيح إمكلانية استخدام الحواس الخمس في في جمع الحقائق.
ه) الملاحظ هو الذي يقرر ويحدد المعلومات وليس المبحوث.
و) يعد مجتمع البحث عينة شاملة ويكون كل فرد في المجتمع مصدرا للمعلومات مما يتيح المجال الحصول على معلومات أكثر دقة وشمولية.
ز) تصلح لجمع المعلومات ممن لا يعرفون القراءة والكتابة مثل المجتمعات البدائية والأطفال وكبار السن.
المراجع
1- منصور، هالة، محاضرات في علم الانثروبولوجيا، الإسكندرية، 2002