عبدالله الساعدي المغربي
في ليبيا يتخذ البحث في شؤون الافارقة والقارة الأفريقية منحى آخر غير الذي تعرضه علينا بحوث الاستفراق .
فالبحوث الليبية تسعى جادة إلى طرح بديل عن الاستفراق الذي افرطت فيه اوروبا حتى باتت تقدم لنا قارة سوريالية على الوجه الذي تحبذ به اوروبا ان يرى عليه الناس افريقيا وليس مثلما هي على حقيقتها .
لكن الجهل ينسحب بالتدريج ويتراجع كلما سعيت أنا خطوات نحو الحقيقة ـ ومن هذا المنطلق كان اهتمامي بموجودات القارة أو قل ( انطولوجيا القارة ) بمعنى ادراك المكونات الحضارية لهذه القارة وذلك بتوليد طريقة بحث جديدة تصر في معظم مساراتها على الاصالة .
إن علاقة الانسان الافريقي بالدين علاقة جوهرية ـ انها علاقة اللحظة باللحظة ـ فهي علاقة حميمة وعميقة الى درجة انها في جزئيات منها علاقة ساحرة وعبقرية ولذلك فهي تضاهي علاقة الفلاسفة والشعراء بالكون والخلق والروح والاشياء . وغني عن الذكر وجود ملايين المسلمين في افريقيا وكذلك وجود الملايين من المسيحيين ولكن تسمية البقية الذين يعتنقون ( الديانات الروحية ) هي المحيرة ـ فهذه المعتقدات ليست محض وثنية حتى تسمى الديانات التي لم تدخل المسيحية ولم تلجأ الى الاسلام (بالديانات الوثنية ) .. وأما المسألة الروحية فمن الصعب استيعاب المسيحية بدون ( الروح القدس) وأما نزول القرآن فهو مقترن بتنزل الملائكة والروح فيها ولذلك فإن التوراة والانجيل وكذلك القرآن هي كتب مقدسة تهتم بالجانب الروحي وتعول عليه في التبليغ والهداية وتشير اليه عند كل ضلالة ومن هنا فإن تسمية ( الاديان الروحية ) وكذلك ( الوثنية ) هي تسمية غير دقيقة وغير موضوعية ـ اما ان نسميها ( الاديان الافريقية ) كما هو الحال عند الالمان فهي تسمية فيها ابتسار وفيها اقتصار ـ ذلك لأن مظاهرها لاتقتصر على قارة افريقيا وحدها ولكن هناك ظواهر مشابهة في الهند وفي امريكا الجنوبية بل ان لها ملامح عند المسيحيين في اوروبا وعند من أسلم من الاعاجم من ترك وفرس . فالسبحة أو المسبحة وكذلك العمامة همامما يبالغ فيه الافغان والترك والفرس وتلك تقاليد سابقة على الاسلام وهي ان لم تقلل من قيمة الاسلام وان لم تسخر من هيبة الاسلام فهي لا تزيد المسلم ذرة واحدة من التقوى ولذلك فان لمعظم الاقنعة والملبوسات والايقونات التي تنسب الى ( الاديان الافريقية ) مايضارعها واحيانا مايطابقها تماما لدى اليهود والمسلمين والبوذيين اضافة إلى الطقوس البدائية الواضحة في القداس وفي ملابس الرهبان .
البدايات
حاول لوسيان ـ ليفي ـ بروهل ـ وهو يهودي فرنسي ان يظهر كعالم انثروبولوجيا ، فقد تركزت معظم ابحاثه على دراسة ما اسماه ( العقل البدائي ) في افريقيا ، وفي كتابه ( الاخلاقية والعادات ) اوضح بروهل بشكل مقبول ( ولكن ناقص ! ) طبيعة المذهب الاخلاقي الوضعي على انه اجماع تصل اليه جماعة ما فيكون هو المحدد للعلاقات الاجتماعية والعادات داخل هذه الجماعة ـ وهنا اريد ان يكون واضحا ومفهوما لدى كل قارىء ان الاخلاقيات التي يضعها الشعب ناموسا له ومعيارا وكذلك الاخلاقيات الوافدة من وراء البحر ثم يتبناها الشعب فيرسيها دستورا للمعاملات فتؤثر سريعا في النشاط الاقتصادي وفي العادات ـ ان هذه الاخلاقيات هي التي ترتكز عليها كافة مواضيع العلوم السياسية حديثا وكما يدرسها اليوم طلاب الجامعات ولربما كنت بذلك كمن يود ان يقول ( ان العقل السياسي في جامعة هارفارد هو العقل البدائي، وذلك الأمر لايمكن ان يخطر على بال يهودي مبتدىء مثل بروهل عالم الاجتماع الشهير غير ان بروهل قد توصل الى أمر اوضحه بشكل باهت وهو ( ان الفكر الاجتماعي لدى الشعوب البدائية يعتمد على مبدأ التمثيل الجمعي ) بمعنى ان كل انسان في نظر الانسان الافريقي لايمثل إلا نفسه ـ أي ان هذه (البدائية ) تؤكد على تواجد كل الناس وتطور البشرية نحو الاحتكار ونحو الجشع ونحو الوصاية هو الذي اوصل الشعوب معصوبة الاعين الى التمثيل النيابي ـ واود هنا أن نشير الى البدائية في اوروبا فالقبائل الجرمانية كانت تتكون من عشائر وكان لكل عشيرة مقر للاجتماع تحت شجرة عتيقة أو في ظل صخرة عظيمة وهذا المكان يسمى بالألمانية القديمة تينق ستات وهذا يعني حرفيا ( مكان الامور) ـ أي ( المؤتمر ) ـ أما كلمة تاقين الألمانية فهي فعل مشتق من كلمة ( تاق) التي تعنى ( اليوم ) وفعل ( تاقين ) يعني الاجتماع كل يوم وهذا ما كانت تفعله القبائل البدائية الجرمانية بحيث تجتمع كل عشيرة على حدة وعشية كل يوم وهذه الروحية في اتخاذ القرار بشكل جمعي هي نفسها روحية الانسان الافريقي داخل القرية الافريقية وهو ماهو باقٍ في افريقيا الى اليوم ـ فهل نظل اتباعا لأوروبا في التحليل الاهوج لمجرد ان المجتمعات الافريقية الموصومة بالبدائية ( وكأنها سُبّة ونقيصة ) غنية بثراء تفتقر اليه المجتمعات الصناعية أو لمجرد ان الافريقي يمتلك اساسا روحانيا ماعاد له في الغرب من وجود فما في الغرب سوى شكل مرقش اجوف واما الاساس عندهم فهو الاساس الرقمي ـ وأما العرب وكذلك الافارقة فهم يتقنون الارقام ويتفننون في الترقيم بل ان العرب هم أهل الشفرة لكن هذه المنطقة تجعل من الارقام اداة ولا يتحول اهلها الى كائنات رقمية بل انهم يصرون على البداوة ( أي .. الظهور ) ويصرون على ( البدائية ) حين تعني المبادىء أو حين تعني الطبيعة الولادة ( من ليبيا يأتي الجديد ) .
الأرواح
إن أهم مالدي في هذا الموضوع هو ثقتي في وجود عناصر ثلاثة اذا ماتوافرت مجتمعة فانها حصن للانسان من حياة الحمقى ومن مسلك السفهاء ومن تخلف اوروبا الذهني وهي حصن للانسان حتى في صحته البدنية واول هذه العناصر الايمان بوحدانية الله ايمانا عميقا ومفصلا ومسببا ومرسخا لا يتزعزع بالزحام أو الحسام او الغمام أو الظلام أو الزكام ـ وثاني العناصر هو السعي الى المعرفة بكل السبل والاستزادة منها فليس العارف من عرف وانما العارف من يصر على ان يعرف اكثر ، والمعرفة (حق طبيعي لكل انسان ) لكن المعرفة عند المسلم ليست حقا وكفى ، فالمعرفة ( واجب كل مسلم ) ولا يتأكد اسلامه بدون مثابرته طوال حياته على الاستزادة منها كما ونوعاً واصلا وفصلا، والمسلم الحق (طالب مؤبد ) وشهادة تخرجه هي ساعة دخوله الجنة ـ أما العنصر المهم الثالث فهو الادراك العميق ان للكائنات روحا وان المثقف هو الذي اكتشف الوجود الحي ـ الوجود الناطق ـ الوجود الفاعل المؤثر للبحر والصحراء ـ للموج والرعد والبيداء ـ للزهر والثمر والقمر والنهر وبقية الاحياء ويقول تعالى ( ويسبح الرعد بحمده ) سورة الرعد الآية 13 وقال تعالى ( واوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) سورة النحل الآية 68ـ وقال تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) صورة الدخان ـ الآية 10 وقال تعالى ( فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين ) الدخان ـ الآية 29 وقال تعالى ( والنجم والشجر يسجدان ) سورة الرحمن ـ الآية 6 وقال تعالى ( سبح لله مافي السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ) سورة الحديد ـ الآية الاولى وقال تعالى ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) سورة الحشر ـ الآية الاولى وكذلك في سورة الصف ـ الآية الاولى وقال تعالى ( يسبح لله مافي السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) سورة الجمعة الآية الاولى ـ وفي سورة التغابن ( يسبح لله ما في السماوات وما في الارض ) وهي الآية الاولى .
والامثلة في القرآن عديدة على ان للجبل روحاً وان للشجر الساجد لله روحا وان كل ما في السماوات وكل ما في الارض يسبح لله في الغدو والآصال وان هذه الكائنات تسمع ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ) سورة هود ـ الآية 44 هي تؤمر فتطيع ( وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ) سورة ابراهيم ـ 32 وهي كذلك رسول ( وارسلنا الرياح لواقح ) سورة الحجر الآية 22 وهي كائنات منيرة مثل ( زيتونة لاشرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) سورة النور ـ 35 وهي مكرمة من الخالق ( او لم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم ) سورة الشعراء ـ الآية 7 وهي الى جانب انها تؤمر وترسل وتسمع فهي ايضا تتكلم ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده ) سورة النمل ـ 18 وفي هذه السورة تكلم الهدهد ( فمكث غير بعيد فقال احطت بمالم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ عظيم ) سورة النمل ـ الآية 22 ـ بل ان كل هذه الكائنات التي تسمع وتقول وتنير وتسبح وتسجد فهي ايضا تختار وتقبل وتطيع وفق القرآن الكريم وتأبى ، فالجبال ابت حمل الامانة بينما هرع الانسان اليها متسرعا .
العلاقة
اذا ادركنا هذه العلاقة ـ علاقتنا بالشمس : والنجم والقمر والشجر والنهر والبحر والطير ـ اذا ادركنا علاقة المسلم الروحية بما يسبح لله ما في السموات ومما في الارض ـ فإننا نكون نحن العرب اقرب الى فهم الاديان الروحية في افريقيا من الباحث الاوروبي ومن ارتجالات الاستفراق ولهذا كان لابد من هذه المقدمة الطويلة ـ فالثعبان له روح عند الافريقي والتمساح كائن مهيب ولا تعرف قبائل رواندا وبورندي معنى للحياة بدون البقرة وكيف لنا ان نغفل عن ذلك ونحن نقرأ اسماء السور ـ البقرة ـ الانعام ـ الرعدـ المائدة ـ النحل ـ الكهف ـ النمل ـ العنكبوت ـ الدخان ـ النجم ـ القمر ـ القلم ـ الشمس ـ التين ـ الليل ـ والضحى . وكانت اوروبا هي التي اختارت هذا الاسم جزافاً واسفافا ـ اختارته في القرن التاسع عشر ـ اختارت عبارة آنيميزم ومعناها ( علم الارواح ) هكذا هي الاثنولوجيا الاوروبية وتحت هذه العبارة تحدثوا عن ( الاديان الروحية في افريقيا ) وذكروا ان الافارقة الذين لم يطلهم التبشير الاوروبي المسيحي يؤمنون بان للنبات والجماد والحيوان روحا مثلما للانسان روح هكذا غفل هؤلاء النوابغ عن ذكر ذلك في التوراة وفي القرآن وقالوا ان المزارع الافريقي يقدم الاضاحي لكي تمطر السماء وهم في نظري قاب قوسين أو ادنى من صلاة الاستسقاء عند المسلمين ومن نافلة القول ان صلاة المسلم تتوجه لى الواحد الاحد ـ وعندما تراجع الهنود الحمر بسبب حملات الابادة التي قام بها المستوطنون البيض وحين تنازلوا للدخلاء مرغمين عن السهول الخضر وجدوا انفسهم في صحراء نيفادا ـ صحراء النفود ـ حيث ينفد الماء ويعم العطش فأكثر الهنود الحمر من صلاة الاستسقاء على طريقتهم ولكن النفوق ذهب بمواشيهم لأنهم كانوا شيعا وجماعات ولهذا تفرقوا وتشتتوا وذهبت ريحهم.
خماسيات
إن ديانات قبائل غرب افريقيا لم تتعرف فقط على بيئة أو طبيعة مليئة بالارواح ـ ان هذه العشائر لتؤمن بوجود اله سماوي ـ ولقد قالوا لي هناك انه إله واحد ـ قالوا لي ( انه سيد المطر ) وقالوا ( انه يسيطر على البرق والرعد ) بل جاءني رجل من اقصى المدينة يسعى وقال ( لست مسلما ولامسيحيا ولكنني أؤمن بوجود خالق الاشياء كلها وانه خلق أمنا الارض واننا اطفال نعيش في حجر أمنا الارض وان الخالق هو الذي اعطانا قوة الحياة ـ فاما الارض فهي أم الناس جميعا والى جانب الارض قدم لنا الخالق ابطالا عمالقة مثل الشمس فهي بطل نقدسه ـ ومثل المعرفة فهي عملاق نهابه وهؤلاء الابطال العمالقة اقوى منا وهم يطيعون الخالق الاوحد وكأنهم ابناء ـ انهم سبب الجفاف وسبب البعوض وسبب الخصب وسبب الثراء وأما الخالق فهو السبب الاصل ) قال ذلك عند الغروب في سير اكوندا فاعطيته خمس ثمرات من المانجا دون ان اعلق على قوله بشيء فأخذها الرجل صامتا ومضى .
أسباب
في القرآن الكريم ( وجعلنا لكل شيء سببا ) لذلك لاينبغى ان نحاكم هذا الافريقي الامى فمن وصل الى ادراك ان المعرفة عملاق مهاب من مخلوقات الخالق الصمد الاحد فهو لايحتاج الى مدد لكي يدرك قريبا انه لم يلد ولم يولد ومبدع السماء بغير عمد وصانع الارقام والعدد و كل روح في جسد.
إنه الله الذي يحيي الارض بعد موتها لذلك فان طقوس الافارقة في غرب افريقيا متعلقة بالمطر الذي يسقي امنا الارض فتعطينا الغذاء اما في موسم الجفاف ، فان الارض الأم تموت فيكون جمود الموتى الى ان يهطل المطر من جديد ـ والى جانب الايمان بالشمس والمعرفة والارض والمطر يعتقد الافارقة في ارواح اصغر تسكن الصخور والاشجار وان هذه الارواح تراوح بين الناس وترتاد الاوساط وتؤثر في سبل العيش ـ بل ان هذه الارواح قد تتملك الناس ولربما لها دخل في فحولة الرجال وخصوبة النساء ولذلك فهي تستدعي من الاهالي تقديساً يتم ضمن طقوس خاصة والى جانب هذه الارواح الخيرة فان الافارقة يتوهمون وجود ارواح نزقة شريرة منها ارواح تعمل عمل قطاع الطرق ومنها ما يعمي العين (التراكوم ) ومنها مايجلب الحمى (لاملاريا ) ومنها مايخرب الاجساد (الجذام ) ومنها مايحول الاطفال الى عمالقة ( داء الفيل ) او يخدر الفلاح فينام ( تسي ـ تسي )
ولمجابهة كل هذا الشر المؤثر على الاقتصاد وعلى التنمية في افريقيا يكون الغناء الجماعي والرقص وكل طقوس التضامن لاثبات ان الاتحاد قوة في مواجهة الشر فمن غير الممكن طرد الفقر والمرض والارواح الشريرة بدون الاتحاد الافريقي .
الأسلاف
نهتم نحن في ليبيا بالاسلاف فنمجد ابطال القرضابية ونخلد ابن لبدة ( السوري ـ السابع ) واسمه اللاتيني سبتيموس سويروس ومازلت انا كاتب هذه السطور ابحث عن نبتة ( السلفيوم ) او النبتة السلفية كما اسميها وما وجدتها لكنني وجدت نوعا يشبهها بشكل مظلل واظنها نبتة من فصيلة ( السلفيوم) ومازلنا نهتم بسبارتاكوس الليبي قائد ثورة العبيد ضد الرومان ومازال الباحث الليبي داود حلاق يبحث عن اثر لليبيين قبل احتلال الاغريق للمدينة الليبية التي اسمها (قورينا ) ـ أي ( قريتنا ) ومازلنا في وادي مرقص نبحث عما يمكن ان يكون قد خلفه القديس مرقص ابن الجبل الاخضر قبل ان يهاجر في اتجاه شمال الشرق كما هاجر محمد في نفس الاتجاه الى المدينة ومازلنا نبحث في زغاريد النساء التي تعلمتها في ليبيا قبائل الوندال فهتفت هوررا كلما فرح الوندال بنصر او بعرس او نجاح ولم تكن زغاريد النساء تردد سوى ( حرة ) ـ أي ( أنا حرة ـ ولذلك الفرح ) وطافت زغاريد الاسلاف الليبيين الارجاء فوصلت الى قارتي امريكا قبل ان يصل كولومبوس ، ومازلنا نتذكر الاليادة وبطلها الملك ، عوليس ( أي العائل ) حين كان يصم اذنيه في مركبه قرب الشواطىء الليبية حتى لايسمع اغاني الليبيات التي تسمى ( سيريناد )
ومازلنا نعرف أن شيشنق قد كان ليبيا وانه اول من حرر القدس واذل اليهود عصاة الرب هناك فالليبيون الأوائل هم اعداء الجاهلية الاولى .
نحن اذن افريقيون قدماء فقد جئنا الى هنا قبل الفتح الاسلامي بآلاف السنوات ولغة اهل اويا ( المأوى ) وأهل لبدة ( الملبد والملاذ ) وأهل صبراتة ( مكان الصبر والسكون والمستقر ) واهل درنة ( دارنا ) وأهل سوسة ( العاصمة ومكان السياسة – السوس هو مسقط الرأس والاصل والمنشأ ) وأما لغة الجبل الغربي فهي حضرمية حميرية واضحة كالنهار وكلها لهجات متقاربة تكلم بها الاسلاف فاي مجد لهذه الارض / الام ليبيا ـ انها لب الاشياء اصل الاشياء وهي الملاذ الاخير فيوم تنتهي ازمة الطاقة تبدأ بقدرة خالق ازمة البيئة ويكون ذوبان الجليد في اوروبا وتكتسح الاعاصير ناطحات السحاب في امريكا وتغرق الهند الصينية في الماء وتضرب الزلازل بلاد الافغان وتركيا وايران والصين وحينها تكون ليبيا هي الملاذ الاخير لذلك يخفي العالم كل العالم اهمية ليبيا ولذلك تحسب اوروبا لارض الميعاد كل حساب ولكن اكثرهم لايعلمون ومن يعلمون فانهم يسخرون من مثل هذا القول وهم من هذا المصير القادم بفعل ثغرة الاوزون مرتعدون وإن كانوا يكتمون .
فاذا كان من في شمال افريقيا يعتز بالاسلاف وله في ذلك الف سبب علمي وحجة وماقدمنا من امثلة على ليبيا العظمى سوى النزر اليسير فكيف نستغرب من الافارقة في شرق القارة وغربها وفي وسطها وجنوبها قيامهم هناك بتقديس الاسلاف ـ ام انك ذلك الابن العاق الذي لايلهمه الموتي ولا يزورونه في منامه ولا يحدثونه في صحوه وهم يسايرونه ويمشون قدامه ، نعم هكذا هم الاسلاف في المعتقد الافريقي ، والقرآن الكريم لايود ان تحسب من رحل امواتا بل هم احياء يرزقون بل انه كتاب الله الذي ينوه بالاسلاف .
قال تعالى ( وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عـصـيـا ) ـ سورة مريم ـ الآية 14 وقال تعالى (وبراً بوالدتي ولم يجعلنل جباراً شـقـيـا) سورة مريم الآية 32 وهكذا كان يحيى بن زكريا الذي لايعصى والده وكذلك كان عيسى بن مريم الذي لاتشقى به والدته وكلاهما هبة من الله للاسلاف جزءاء لهم على الايمان بالله ورحمة من الذي علم الانسان مالم يعلم والصلاة والسلام على محمد الخاتم الباسم النبي الاعظم وطوبى لمن آمن حقا وعمل صالحاً فقد اسلم .