– أطفال الشوارع كعينة–
أ.بـن غـذ فة شـريفـة
جامعة سطيف / لجزائر
مقدمـة:
يرجع الاهتمام بظاهرة العنف الى الحضارات القديمة، بحكم انها ليست ظاهرة وليدة العصر. غير أنه في الاونة الاخيرة أظهر توثيق حجم العنف وأثره على الأطفال بوضوح أن هناك مشكلة عالمية هامة وخطيرة ألا وهي ظاهرة العنف الممارس ضد الاطفال.فالاهتمام الكبير الذي توليه الدول والأبحاث العلمية بظاهرة العنف في يومنا هذا يعود الى زيادة انتشارها بصورة رهيبة. خاصة في زماننا هذا اين كثرت الحروب والنزاعات الدولية وما تمخضت عنه من سلوكيات عنيفة ومظاهر واشكال مختلفة للعنف على مستوى المجتمعات والأفراد. حيث أن الإحصائيات تدل على زيادة خطورة الوضع خاصة خلال السنوات الاخيرة، حيث يشير التقرير العالمي للامم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال الى أنه في أكثر من 100 بلد يعاني أطفال المدارس فيها من الضرب أو من التهديد بالضرب المسموح به، ولا تزال عقوبة ضرب الأطفال بالسياط أو بالعصي تحدث في ما لا يقل عن 30 بلدا في ظل نظمها العقابية.
و قد أشارت العديد من الدراسات إلى أن العنف ضد أطفال العالم فى تزايد مستمر ، ففي أمريكا هناك أكثر من 5 ملايين طفل سنويا يتعرض للعنف ، وينتج عن تلك الحالات حوالي 5 آلاف حالة وفاة .وذكرت جريدة “الوطن” أن 75% من حالات الإيذاء للأطفال بالمملكة السعودية تقع من الوالدين ، و 15% من الحالات سببها الأقارب ، و10% من حالات الإيذاء تحدث من قبل المشرفين على رعاية الطفل من خارج الأسرة، كما أن الأطفال دون سن 5 سنوات يتعرضون للإيذاء بنسبة 32%، بينما من 5 إلى 9 سنوات تكون نسبة تعرضهم 27%، كذلك من سن 10 إلى 14 سنة بنسبة 26%، ومن سن 15 – 18 سنة تمثل 14%. ويشير أستاذ علم النفس بجامعة الملك خالد بأبها الدكتور عبدالله الصافي إلى أن هناك الكثير من الدراسات العلمية في كثير من ميادين علم النفس عن ظاهرة العنف، أو كما يسميه علماء النفس “العنف الأسري” وهي ظاهرة عالمية، وهذه الظاهرة لها نتائجها السلبية، وبحسب الدراسات العلمية فإن المستهدف من هذا العنف من الأسرة كل من الطفل والمرأة والكبير في السن فهؤلاء هم بكثرة.
ويؤكد الدكتور الصافي أن” ظاهرة العنف ظاهرة خطيرة ، يكتسبها الفرد من المجتمع والحياة والعمل، ويستخدم العنف كحيلة دفاعية تزيح عنه الكثير من الأزمات والاضطرابات النفسية فالأب يضرب الأم والأم تزيح شحن التوتر في داخلها إلى أبنائها لأنها لا تستطيع أن ترد على زوجها فربما يطلقها بذلك الرد، والأطفال، الكبير يضرب الصغير والشحنة الموجودة بداخله يؤذي بها أحد إخوانه أو من حوله أو يؤذي نفسه، وهكذا تستمر حلقة العنف في الأسرة”.(1) والحقيقة الاسرة ورغم أهميتها ليست الوسط الوحيد التي يحدث فيها العنف، فقد يحدث في المدرسة في المؤسسات الاصلاحية، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والقضائية، وحتى في أماكن العمل. كما يمكن أن يكون المجتمع ككل من اوسع الأوساط التي يمارس فيها العنف ضد الاطفال سواء بالضرب أو بالتحرش الجنسي او بالاهمال وعدم الاهتمام بالطفل وبحاجاته، وعدم احترام خصوصياته. وقد يصل الاعتداء والعنف الممارس ضد الأطفال الي بيع اجسادهم أو قتلهم، او بطردهم و تركهم في الشوارع ليواجهوا كل انواع العنف.
-1- تعريف العنف:
حسبما هو وارد في المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل ” كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية والنفسية و الاهمال أو المعاملة المنطوية على الاهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية. وحسب التقرير العالمي حول العنف والصحة (2002) يُعرف العنف على أنه الاستخدام المتعمد للقوة أو الطاقة البدنية، سواء ضرر فعلي أو محتمل لصحة الطفل أو بقائه على قيد الحياة أو نمائه أو كرامته”(2)
وحسب جورج جنبر ” يعتبر العنف على انه التعبير الصريح عن القوة البدنية ضد الذات أو الاخرين ، أو إجبار الفعل ضد رغبة شخص على أساس إيذائه بالضرر أو قتل النفس و إيلامها وجرحها.أما العالم راموث فيعتبره كل مبادرة أو فعل يتدخا بصورة غير مشروعة وخطرة في حرية الاخر، في التفكير والرأي و التقرير”.(3)
ويرى حجازي(1976) العنف بأنه “لغة التخاطب الاخيرة الممكنة مع الواقع ومع الاخرين حين يشعر المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه بالفشل في إقناعهم بالاعتراف بكاينه وقيمته”(4)
غيرها من التعريفات التي تراه حينا ضربا من ضروب التعامل الاأخلاقي أوبوصفه سلوكا اجاميا، أو انحراف مرضي، أو هو خروج عن القوانين المفروضة، او أسلوب من أساليب التعبير عن الفشل و الاحباط ، وطريقة لاسترداد الحق.و يتجه علماء الاجتماع بوصفه جانب من جوانب الصراع الاجتماعي “أي بوصفه سلوكا جماعيا تمارسهإحدى الجماعات التي تدافع عن قيم خفية تتعارض مع قيم المجتمع، أو تتعارض مع القيم التي يرعاها ممثلوا السلطة” (5)
ومهما كان سلوك العنف معرفا يبقى سلوك مؤلم مرفوض يظهر في شكل عدوان صريح أو خفي يضر بالاخرين سواء كانو بشر او غيرهم من الكائنات الحية.ولا يجب ممارسته على الصغار ولا على الكبار
-2- أشكال العنف الممارس ضد الاطفال في المجتمع:
فكما ان المجتمع مصدر للحماية والدفاع عن الأطفال. يمكن أيضاً أن يكون مكاناً ومصدرا للعنف ضد الاطفال. فكلما تقدم الطفل في السن اتسعت دائرة معاملاته الاجتماعية، زاد احتمال تعرضه للعنف من قبل المجتمع. فهم يتعرضون لعدة أنواع من اشكال العنف داخل المجتمع الذي ينتمون اليه. بداية من الاسرة فالمدرسةن فالشارع بكل ما يتضمنه من أطراف اجتماعية: جيران ، مراكز، محلات ، غرباء…..الخ. و قد يكون العنف في شكل جسدي أو عاطفي أو جسمي أو نفسي. والحقيقة ان العنف في الشارع متعدد المظاهر ولا يمارس ضد فئة معينة من الاطفال بل قد يمارس ضد الطفال على يد اشخاص لهم سلطة على الطفل او على يد الشرطة او الاتجار بهم .كما قد يمارس على الطفال اللجئين او من قبل المحتل في حالات الحرب او ضد الاقليات….الخ
1- العنف البدني: المقصود منه هو الحاق الاذى بجسم الاخر و يتوفاوت من جروح بسيطة الى القتل، ويتعرض الاطفال الى عدد كبير من السلوكيات العنيفة منها القتل حيث تشير الاحصاءيات حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2002 الى ان عدد الاطفال بين 0-17 عاما الذين لقوا حتفهم قتلا بلغ 52904 طفلا، وان 95% منهم في البلدان الدخل المنخفض او المتوسط،.
أما العنف البدني الغير المميت فرغم عدم وجود درسات دقيقة حول الاطفال فان الدراسات التي اجريت على فئة الشباب بين 10-29 عاما بينت انه حوالي 8 ملاين منهم تعرضوا الى العنف البدني الغير المميت وهي الحالت المصرح بها فقط نظرا لتلقيها العلاج في المستشفيات.أما بالنسبة للعنف البدني بين المراهقين في اطار العلاقات بين الجنسين أي العلاقات الحميمية وعلاقات المواعدة…الخ فقد بينت الدراسة الاستقصائية العالمية للحالة الصحية بالمدارس التي اجريت عامي 2003 و 2005 على الطلاب الذين تتراوح اعمارهم بين 13/15 عاما الى ان معدل العنف في اطار العلاقات بين الجنسين تترتفع مع الوقت حيث بلغت في الاردن مثلا 44% بين فيات وفتيان. – 2- العنف الجنسي: يؤدي العنف الجنسي على الاطفال الى عواقب وخيمة على صحتهم البدنية والنفسية وقد يؤدي الى الانتحار او الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية او قتل الضحية. فممارسة الجنس اول مرة بالاكراه وحسب التقرير العالمي حول العنف والصحة بين ان معدلاته وصلت الى 48% من الاناث و 32% من الذكور في منطقة الكاريبي، اما في جنوب افريقيا فان المعدل وصل الى 28% من الفتيات و6% من الذكور. وهذا يعني ان الاناث دائما اكثر عرضة من الذكور وهذا في سنة 1993-1994 ويكد المصدر ان المعدلات في تزايد مستمر.أم العنف الجنسي الذي يتم على يد الغرباء في المجتمع فقد بين مسح اجري في جنوب افريقيا اجري على نساء تعرضن للاغتصاب دون سن 15 .حَدد ان 21% منهن ان المعتدي كان غريبا.(6)
-3- أسباب العنف الممارس ضد الاطفال في المجتمع:
1- عوامل أسرية: العنف ينشأ في أغلب الحالات داخل الأسرة،فطريقة تربة الطفال والتعامل معهم بفضضاة وعدم الاهتمام بهم جسديا ونفسيا واجتماعيا من قبل أفراد الاسرة خاصة الوالدين قد يؤدي الى نتائج وخيمة على شخصية الطفل. فالمعاملة القاسية، واسلوب التأديب الخاطئ للاطفال بحجة تربيتهم هي من اهم الاسباب التي تعلم الطفل السوك العنيف.وكذا الصراخ في وجه الطفل الصغير وشتمه بكلمات قاسية قد لا يفهمها حتى،أو معايرته بضعفه العقلي او الجسدي وغيرها من الاعتدءات اللفظية ، والعتداءات الجسدية بالضرب على الاطفال حينما يخطؤون حتى وان لو يكن الامر يستدعي الضرب، او طردهم مخن المنزل لزلة ارتكبوها بدل احتضانهم.او كثرة الشجار بين الزوجين، وتشجيع الاطفال على الشجار مع الاخوة واولاد الجيران …الخ كلها امور وسلوكيات تؤدي بالطفل الى تعلم وانتاج ما تعلمه من سلوكات عنيفة داخل الاسرة. فالعنف لا يُوّلد الا العنف.
2- عوامل متعلقة بالطفل: هناك بعض العوامل التي تتعلق بالطفل كالجانب الجسمي أو البيولوجي الوراثي ، والجانب النفسي خاصة المرحلة التي يعيشونها ما تتميز به من خصائص دقيقة ومتطلبات معقدة ومتداخلة.مثل معاناته من اعاقة حسية او حركية تجعله دائم الاحباط والعدوانية اتجاه الاخرين لاحساسه بالنقص مقارنة باقرانه أو بسبب احتقار الاخرين له.أو لاتصافه بصفات غير مرغوبة فيها اجتماعيا كالطول او الوزنأو اللون وحتى الطبائع. وكذا التاريخ الشخصي للطفل و طريقة تعامله مع افراد اسرته ومع افراد المجتمع ككل.التي تجعله في بعض الاحيان مرفوظا من قبلهم.كل هذه العوامل وغيرها كثير قد تزيد من احتمال وقوع الاطفال ضحايا للعنف أو هم من يمارس العنف اتجاه الاخرين والمجتمع ككل.
3- عوامل اجتماعية مختلفة: تشير أغلب الدراسات الى ان المناطق الحضرية الفقيرة هي الاماكن التي يتعرض فيها الاطفال للعنف بشكل يفوق ما يتعرض له اقرانهم في المناطق الاخرى. وهذا بسبب ماتختص به هذه المنطق من انتشار ظاهرة البطالة والاكتظاظ السكاني، وتدني أوضاع المعيشة، وتدني نوع الخدمات التي تقدمها المرافق العامة.
-كما ان المناطق التي ينتشر فيها السلاح بسسب معتقدات معينة كالثأر، أو بسبب النزاعات القبلية والطائفية هي الاخرى تسمح للاطفال من تعلم استخدام السلاح في حالة تعرضهم لمواقف محبطةأ عدوانية من الطرف الاخر، خاصة اذا تم تشجيعهم من طرف الاهل والاقرباء.
-المناطق الريفية هي الاخرى لا يسلم فيها الاطفال خاصة الفتيات منهم، يتعرضهم للاعتداء بمختلف انوعه بسسب طول المسافة بين البيت والمدرسة او مكان جلب الماء….
-حتى الاطفال لم ينجوا من العنف السياسي والعنف الممارس باسم الدين عموما،حيث يتعرض الططفال باقحامهم في جماعات دينية غريبة عن دينهم الاصلي، او يستخدمونهم لاغراض سياسية او اجتماعية، وهذا ما يمس الاطفال الاكبر سنا بحكم اتساع دائرة علاقاتهم الاجتماعية سواءا مع الاقران أ والغرباء.
ومن الاسباب التي شجعت على زيادة العنف هو عدم التبليغ عليه بحجج مختلفة منها:
– الخوف من الجهة المعنفة كون الطفل يخاف الراشد الاكبر منه سنا ويصدق بانه سيعرف بامره ان اخبر اهله ما فعله به.
– التهديد: ففي حالة تهديد المعتدي الطفل واهله اذا اخبروا الشرطة بالقتل والانتقام …الخ
– لا يمكن للطفل في كثير من الاحوال الابلاغ عن اهله خوفا من ان يطرد او يعاقب بشدة اكثر.
– بالاضافة الى انه ليس من السهل التبليغ عن الوالدين لما يحمله الطفل لهما من قيمة عاطفية واجتماعية.
– خوفا من العار والفضيحة التي قد تلحق بالاسرة ان علم الناس ان ابنتهم او حتى ابنهم تعرض للعنف الجنسي، اين يعتبر اغلب العائلات أن الفضيحة اهم من الطفل ضنا منهم ان الكتمان اسلم له وينسون ما سيعانيه ويعانيه الطفل من ألم وقهر، مما يؤدي المجرمين الى التمادي ما دام هناك من يجعهم بالتكتم عليهم.
– عدم وجود قوانين وضعية تمكن من الحد من مثل هذه الظواهر.
– ابتعاد المجتمعات الاسلامية عن المنهاج الاسلمي الرباني في حفظ الحقوق وتوزيع الوجبات وتحمل المسؤولية اتجاه اطفالنا التي نؤجر عليها عكس كل ماجاءت به القوانين الوضعية.
ونتائج العنف قد تؤدي إلى الوفاة والأمراض النفسية والاكتئاب والحزن والعدوان والتخلف العقلي وكذلك تكون شخصية مضطربة، وتشوهات في الجسم، والمطلوب هو التوعية الكاملة للأسرة ضد العنف، من خلال وسائل الإعلام المرئية.
-4- ظاهرة اطفال الشوارع:
– بالاضافة الى المشكلات التي يعاني منها الاطفال في المجتمعات التي يعيشون. فيها نجد مشكلة أطفال الشوارع التي بدأت تستفحل في أيامنا هذه وبشكل ملفت للانتباه وبصورة خطيرة. فرغم محاولات الدول المختلفة في امتصاص الأعداد الهائلة من الأطفال الذي تعرضوا للعنف داخل اسرهم وفي اماكن العمل وفي الحروب، والاطفل المستغلون من طرف الراشدين جسديا ببيع أعضائهم وجنسيا بالتحرش بهم والمتاجرة بأعراضهم.وقد خُصِصت مراكز عديدة ودور مختلفة لإيواء و حماية هؤلاء، ورغم اختلاف التسميات مركز الطفولة المسعفة ومراكز الاغاثة دور حماية الاطفال، دوار اليتيم، مراكز اعادة التأهيل، والاصلاحيات، ومراكز الخاصة بالاطفال المعوقين ومن ليس لهم اولياء يعترفون بهم، ومن تعرضوا لاعمال ارهابية…
ومن الاسباب الاجتماعية التي تساهم بل وتدفع الطفل دفعا للهروب من المنزل ظنا منه أن الشارع سيعوضه عما ينقصه هي:
– التفكك الأسري: من الطبيعي ان نجد طفل بين احضان اسرته , لكن بين عشية وضحاها تجد الطلاق قد فكك نسيج هذه الأسرة مما يسبب صدمة عنيفة للطفل ويهدم استقراره الداخلي, فيجد نفسه قد انقسم نصفين, بين حاجته لحنان الأم من جهة, ولرعاية الأب من جهة ثانية والغريب في الأمر أنه قد يُخيّر في أحد الطرفين, دون مبالاة بأن الطفل لا يستطيع الاستغناء عن أحدهما على حساب الآخر.وحتى إذا اختار أحدهما فسيجد نفسه –إلى جانب غياب الشطر الثاني- أمام قسوة زوجة الأب أو تسلط زوج الأم, ليختار في الأخير التنازل عن الشطرين معا و الارتماء في الشارع بحثا عن الشيء المفقود.
– العنف و القسوة: قد يحدث أن تتحول الأسرة عن الهدف الرئيسي الذي جعلت لأجله, -وهو الحنان والحب والعطف-إلى مصدر القسوة والعنف سواء المادي الجسدي أو النفسي, مما يجعل الطفل يفقد الطمأنينة والشعور بالأمان, فتكبر عنده الحساسية المفرطة في تفسير تصرفات الآخرين تجاهه نظرا لاضطرابات الطبع التي تتولد لديه جراء ما يعانيه, وهذه التصرفات قد تنتج أيضا من طرف الولي بعد وفاة الوالدين إضافة إلى العالم الخارجي الذي كثيرا ما يكون سلبيا في تعامله مع نفسية اليتيم فيكون الزجر والعنف والقسوة, لذا نبه الله سبحانه وتعالى إلى الاحتياط في التعامل مع مثل هذه الشريحة من المجتمع فقال: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} (الضحى:9)
– الفقر: من أهم العوامل التي تدفع الطفل إلى العيش في الشارع الذي لا يختلف كثيرا عن وضعه داخل الأسرة الفقيرة التي تحمله عبأ تكفل مصاريفه الخاصة في أحسن الأحوال, وقد نجد الطفل يتحمل مسؤولية عائلة لعوزها أو لوفاة الأب, مما يشعره أنه يتحمل مسؤولية تفوق سنه, وغالبا ما نجد أن الأعمال التي يقوم بها هذا الطفل تيسر له طرق الانحراف وبالتالي الهروب من البيت بحثا عن فضاء حر.
– الإهمال: نظرا لكثرة المسؤوليات لدى الأم ولظروف عمل الأب بحثا عن الرزق, يجد الابن نفسه مهمل يعيش بدون رعاية ولا رقابة لتصرفاته التي لا يعرف هل هي محل انتقاد أم لا, ليفاجأ بالمحيطين به خارج العش الأسري يوجهون اللوم له ولانحرافاته و يلاحقونه باستمرار مما يشكل سببا من أسباب هروبه إلى مكان يعتقد أنه آمن.
الطرد المباشر من طرف الأسرة: إما بسبب الفقر أو التسلط والقسوة أو عدم الرغبة في تحمل أخطاء الابن المتكررة , تلجأ الأسرة إلى طرد ابنها ظنا منهم أنه لن يقدر على مغادرة البيت لكونه يعتمد عليهم في إعالته وظنا منهم أيضا أن الطرد من بين أساليب التربية فتهدده بذلك بين الفينة والأخرى, لتفاجأ الأسرة بهروب الابن من البيت والانخراط بشكل تلقائي ضمن سلك المشردين.(7)
وتتمثل خطورة الموقف في انه مع توفير كل هذه الامكان بالاضافة للاسرة، غير ان هناك من الاطفال من لم يجد مأوى له سوى الشارع، أو ربما لم يجد أفضل من الشارع؟؟ فلماذا ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل يزداد خطورة بما تنتجه هذه الظاهرة من فوضى وسلوكيات خطيرة يتربى عليها هؤلاء الطفال، بل ما ستنتجه هذه من مجرمين وعصابات اضافة اللى القائمة الموجود في المجتمع وهذه المرة ليس فقط داخل الشوارع بل امتدت حتى الى اعماق المجتمع لتكون لها أسر مجرمة ومنظمات خطيرة تمارس مختلف وابشع اساليب العنف والعدوان ضد المجتمع. فهذه الفئة من أطفال الشوارع مستهدفة من عدة جهات و هي سهلة الانقياد خاصة كونها في مرحلة الطفولة. وهي مرحلة خطيرة من مراحل التعلم ومحاكاة الراشدين، وبالتالي يمكن ان تصبح افضل مادة لتخريج منحرفين ومجرمين من الدرجة الاولى.
وهذا يجعلنا نتساءل بحق وبمرارة كبير من المسؤول؟ هل المجتمع هو من انتج هؤولا الاطفال ودفعهم ليتخذوا الشارع بيتا أو ملجا لهم. أم أن افراد المجتمع هم يزيد في تعقيد الامور بتصعيد العنف ضد المجتمع الذي يعيش فيه. والحقبقة أن هذه المسألة بالنسبة لنا هي من المسائل الجدلية العقيمة، لماذا؟؟ لأن المجتمع هومجموعة هؤلاء الافراد بكل التنظيمات التي تجمعهم.كما ان هؤلاء الافراد هم من كون هذه المجتمعات القضية كلها ذات منحى دائري، ولا تعدوأن تكون تحصيل حاصل. فعلى الافراد احترام خصوصيات مجتمعاتهم والتي هي من انتاجاتهم.
ويعتبر اطفال الشوارع من الفئات المهمشة اجتماعيا و المشردة في شوارع المجتمعات، وتختلف الاسباب التي تدفع بالطفل الى الشارع الى ان ما يوحد بنهم كونهم أطفال ضعاف عانوا من مشاكل خطيرة شجعتهم على اتخاذ الشارع مسكنا لهم او جعلته بالنسبة لهم المكان المفضل لديهم يجدون فيه ربما ما لا يجدونه في اماكن أخرى كالمنزل؟؟ وتواجد هؤلاء الاطفال في مثل هذه الماكن يفرض عليهم ان يكون اقوياء رغم النعومة التي كان من المفروض أن تميزهم عن الراشدين، بل يفقدون حقهم حتى في عيش مرحلة الطفولة بشكلها الطبيعي .وهذا للحفاظ على بقائهم أحياء. وكما يقال حتى تعيش في الغابة يجب أن تكون وحشا.ويتعرض هؤلاء الاطفال الى العديد من أشكال الاستغلال الجسدي بتكليفهم للقيام باعمال لا يقدرون عليها جسديا،أو استغلالهم جنسيا لاشباع رغبات بعض المنحرفين جنسيا، أواقحامهم في اعمال خطيرة كبيع المخدرات وتهريب البضائع…الخ ليكونوا في الواجهة ويهرب المجرم الحقيقي بفعلته.
-5- حجم ظاهرة العنف الممارس ضد الاطفال:
ولتوضيح خطورة الظاهر سنعرض بعض الاحصائيات التي تبين حجم الظاهرة بالارقام. فعن التقرير العالمي العالمي للامم المتحدة بشأن العنف المارس ضد الأطفال الى “أن نسبة الاطفال الذين يُروا في الشوارع أقل من 10% من جملة الاطفال الذين يتخذون الشوارع مسكنا لهم بالفعل”.(8) وهذا يعني أن نسبة 90% و اكثر من أطفال الشوارع من يتخذون بالفعل الشارع كبيت لهم ومأوى لهم من الاخطار التي عنوا منها داخل البيوت او الامكان التي كانو موجودين فيها وهذا يعني أن ما نراه بالنهار يوجد أفضع واخطر منه بتسع مرات في الليل ولنا أن نتخيل الاوضاع التي يعيش فيها هؤلاء المتشردون أو من اسموهم باطفال الشوارع.فهذه الظاهرة في تزايد مستمر خاصة في ظل لاوضاع التي يعيشها العالم اليوم.
والحقيقة ان الظاهرة اكبر بكثير من مما تبينه الاحصائيات.حيث تقدرمنظمة الصحة العالمية “ أن 53.000 من وفيات الأطفال في عام 2002 حدثت نتيجة القتل.وتشير دراسات من عدة بلدان في جميع مناطق العالم أن ما يتراوح بين 80 و98 % من الاطفال يعانون من العقوبة البدنية في منازلهم، مع معانات الثلث اواكثر من العقوبة البدنية القاسية الناتجة عن استخدام ادوات
ووجدت دراسة استقصائية عالمية عن الصحة المدرسية والتي نفذت في العديد من الدول النامية، أن ما بين 20% و 65% من الأطفال في سن المدرسة أبلغوا أنهم تعرضوا للترهيب لفظيا أو بدنيا في المدرسة، خلال الثلاثين يوما السابقة على المسح، كما وجدت نسب مماثلة في الدول الصناعية.
ويقدر أن هناك 150 مليون فتاة و73 فتى دون سن 18 عاما، أُجبروا على ممارسة الجنس أو شكل أخر من أشكال العنف الجنسي الذي يتضمن الاتصال الجسدي.، وتقدر اليونيسف أن هناك 3 مليون فتاة وامرأة يخضعن لعملية تشويه الاعضاء التناسلية سنويا وذلك في إفريقيا و جنوب الصحراء و مصر والسودان.
كما تقدر منظمة العمل الدولية أن 218 مليون طفل دخلوا سوق عمل الاطفال في عام 2004 ، ومنهم 126 مليون اشتغلوا في أعمال خطيرة، وفي عام 2000 قدر أن 5.7 مليون طفل كانوا يعملون عملا قسريا أو بموجب عقد إذعان، و1.8 مليون في البغاء في انتاج المواد الاباحية، و1.2 مليون كانوا ضحايا الاتجار. ومع ذلك فقد انخفضت حالات عمل الاطفال بنسبة 11% مقارنة بالتقديرات التي نشرت سنة 2002.ووجد ان نسبة الاطفال الذين يعملون في المهن الخطرة قد قلت بنسبة 25%.”(9)
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، وعلى الاتفاقية رقم 182 لمنظمة العمل الدولية، حول أسوأ أشكال عمل، وعلى البروتوكول المتعلق بحقوق الطفل للميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. وحول ظاهرة العنف عموما، كشفت دراسة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف أن حوالي 275 مليون طفل عبر العالم معرضون حاليا للعنف العائلي وأن غالبية هؤلاء الأطفال مؤهلون لتعاطي المحذرات والكحول.
كما أشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في جو العنف العائلي (الذي غالبا ما يمارس ضد النساء) معرضون بدورهم لاضطراب وتقلص في النمو العقلي والعاطفي في مرحلة البلوغ والمراهقة، مما يخلف تراجعا على مستوى النتائج الدراسية، وصعوبة الانسجام في المجتمع، وشعور بالإحباط، والقلق ونزعة لتعاطي المخدرات والكحول. كما أكدت دراسة أجراها المركز الوطني للدراسات والبحوث المتعلقة بالسكان والتنمية، تمحورت حول العنف المنزلي وآثاره، أن الأطفال هم الأكثر عرضة لممارسات العنف وخاصة منه الجسدي. وبينت الدراسة أن 42،75 % من الذكور و 31،76 % من البنات قد تعرضوا لعنف جسدي، وأن25،1 % من البنات و 20،53 % من الذكور قد تعرضوا للطرد من المنزل، وأن 27،03 % من البنات و30،5 % من الذكور قد تعرضوا لمعاملة سيئة. أما في ما يتعلق بالمتسببين في العنف، فبينت النتائج أن الأب والأخ هم المسؤولون الأساسيون، حيث أكد المعنفون أنهم يتعرضون في الغالب لاعتداءات متكررة من قبل الأب أو الأخ. بينما تبقى الزوجات والبنات هن الضحايا الأساسيين في الأسرة.(10)
-6-التعريف باطفال الشوارع:
1- تعريف الطفل: تعددت التعاريف التي حاولت تحديد مفهوم الطفل بتعدد واختلاف وجهات النظرفهناك من حاول ربطالطفولة بمجموعة من المراحل تبدأ من الولادة الى مرحلة المراهقة وقد تختلف المراحل باختلاف الثقافات، وهناك من ربطها بسن قانوني بحيث تنتهي مرحلة الطفولة بعد تمام الطفل سن 18 كاملة……………..غير انه ما يهمنا من منعناً للطفولة في هذا الموضوع هو كون” الطِّفل بكسر الطاء مع تشديدها يعني الصغير من كل شيئ،عيناً كان او حدثا. وأصل لفظ الطفل من الطفالة أو النعومة، فالوليد به طفالة ونعومة.حى قيل هو الوليد ما دام رخصاً أو ناعماً والمصدر طفولة” (11)
2- تعريف أطفال الشوارع:
لقد حاول البعض من لاباحثين وحتى بعض المؤسسات الدولية وضع تعريف لمصطلح طفل الشارع حتى نتمكن من التعامل مع هذه الضاهرة، الا انه توجد بعض الاختلافات بين هذه التعاريف التي سنورد أهمها .
لقد عرفت هيئة الامم المتحدة طفل الشارع عام 1989 بأنه ” أي طفل – ذكر أو أنثى _ اتخذ من الشارع بما يشتمل عليه المفهوم من أماكن مهجورة و الخربات… الخ محلا للحياة والإقامة الدائمة بدون حماية أو رقابة من أشخاص بالغين مسؤلين” (12)
أما منظمة اليونيسيف فقد عرفت الطفل المرتبط بالشارع في عام 1986 بتقسيمه الى فئتين
الفئة الاولى:” الاطفال العاملون working children. الذين يعملون فقط اثناء النهار أو لعدة أيام متتالية، ثم يعودون لاسرهم بصورة منتظمة.وهم يمثلون الاغلبية العظمى من الاطفال المتواجدين في الشارع.”
الفئة الثانية: ” وهي التي تسمى باطفال الشوارع: street children وهم الاطفال الذين يقيمون بالشارع بصوره دائمة ،ويعتمد على حياة الشارع في البقاء دون وجود اتصال مباشرأو منتظم بالأسرة” (13)
أما منظمة الصحة العالمية who فقد وسعت التعريف في عام 1991 ووضعت تفصيلات له ليشمل :ا-لأطفال المقيمين بالشارع بهدف الحياة وإيجاد المأوى.
-لأطفال المنفصلين عن أسرهم ويقيمون في دور الرعاية المؤقتة ومعسكرات الإيواء أو ينتقلون بين الأصدقاء .
-الأطفال الذين يتصلون بأسرهم ولكن بسبب الفقر والزحام وسوء المعاملة من جانب الأسرة ،يقضون بعض الليالي أو معظم وقتهم في الشارع
– الأطفال المودعين في المؤسسات وبدون أهل ،ويخشى من احتمال عودتهم إلى حياة دون مأوى في الشارع(14).
أما المجلس القومي للطفولة والأمومة في وثيقته عام 2003 فيعرف طفل الشارع بلأنه ” ذلك الطفل الذي عجزت اسرته عن اشباع حاجاته الأساسية، الجسمية والنفسية والثقافية كنتاج لواقع اجتماعي اقتصادي تعايشه الاسرة في اطار ظروف اجتماعية أشمل، دفعت بالطفل دون اختيار حقيقي منه الى الشارع كمأوى بديل معظم او كل الوقت، بعيدا عن رعاية وحماية اسرته، يمارس فيه انواعا من الانشطة لاسباع حاجاته من اجل البقاء، مما يعرضه للخطر وللاستغلال والحروان من الحصول على حقوقه المجتمعية. وقد يعرضه للمسائلة القانونية بهدف حفظ النظام العام، واطلق عليهم في وثيقته أطفال بلا مأوى” (15)
وعلى هذا الاساس يمكن القول إن هناك اختلافا واضحا على المستوى الدولي فيما يتعلق بتعريف طفل الشارع وحدود هذا التعريف و كذا بين بعض الباحثين امثال أحمد صديق الذي ركز على المدة التي يقضيها الطفل في الشارع. وجمال مختار حمزة الذي حدد سنهم بين 6-12 سنة ، واضاف ابو بكر مرسي اليهم فئة الاطفال الذين يعيشون مع اسرهم في الشارع بسبب الفقر.الا انه يمكن القول ان طفل الشارع في درستنا هذه هو ” الطفل الذي يكون دون سن 18 ن والذي يقضي نهاره أو نهاره وليله في الشارع ن برفقة اسرته او دونها، والذي يكون مهيئا لتعلم السلوك المنحرف والذي يوجه للمجتمع عادة أو ضد انفسهم. وان وجودهم في الشارع يعتبر مظهرا من مظاهر الحرمان والعنف الممارس عليهم من قبل المجتمع ”
-7-نتائج الدراسة الميدانية:
تم اجراء دراسة ميدانية حول ظاهرة اطفال الشوارع بالجزائر وبالضبط ولاية سطيف. ورغم صعوبتها فقد تم اجرائها ، بسبب رفض هؤولاء الاطفال التعامل معنا ، وبعضهم كان مع ابائهم وامهاتهم .وهذا ماجعل الدراسة تقتصر على 5 حالات بشكل مبدئي.
وقد تم تطبيق استبيان يحتوي على 80 سؤال ، وتهدف العبارات الى قياس العنف الذي يمارسه الاطفال ضد المجتمع والعنف الذي يمارسه المجتمع ضد هؤولاء الاطفال-مع اخذ صور حية للعينات- والجدير بالذكر ان هؤولاء الاطفال لم يشاركوا في البحث الا بعد حصولهم على مبلغ مالي.فكانت العينة كالتالي:
جدول يوضح خصائص العينة
الحالة-1- | الحالة-2- | الحالة-3- | الحالة-4- | الحالة-5- | |
الجنس | انثى | ذكر | ذكر | ذكر | ذكر |
السن | 15سنة | 12سنة | 10سنوات | 14 سنة | 16او18سنة |
سبب وجوده في الشارع | موت الاب | الطلاق والفقر الشديد | علاقة غير شرعية
/الفقر |
اهمال الاب | علاقة غير شرعية |
المهنة
|
التسول | السرقة | التسول بالاكراه | التسول | حمال |
الاسرة | لديها اسرة ام واخوات | رفضه زوج امه/ذهب لجده | لا يعرف اباه/يعيش مع امه | يسكن في الشارع | يبيت عند جارته |
الهيئة | مزرية | مزرية جدا | مزرية جدا | مزرية جدا | مزرية جدا |
التعليق على الجدول:نلاحظ ان كل هؤولاء الاطفال لم يخرجوا ولم يختاروا الشارع بمحظ ارادتهمن بل ما دفعهم لذلك هو المشاكل التي عاشوها في اسرهم فالحالة الاولى مثلا هي فتاة في سن الخمسة عشر تسكن في بيت قصديري مات ابوها ولم تجد امها ما تعمله فامتهنت التسول وطبعا ليشفق عليها الناس تستخدم هذه الفتاة، التي صرحت بانها اعتادت على على هذا العمل رغم انها تعرضت لمضايقات عديدة في الشارع لكنها لاتجد البديل.
بالنسبة للحالة-2- هو ذكر في سن 12 عام.فرغم ان والديه احياء الا انه وجد نفسه في الشارع بسبب طلاق والديه وعدم اهتمام الاب به او السؤال عنه، ورفض من طرف زوج امه فلم يجدله ملجأ سوى بيت جده الذي لا يستطيع الاغتناء به، فلم يجد بدا من الخروج الى الشارع خاصة وان خاله يشبعه ضربا وهو يرفض البكاء. وقد عانى من الفقر المتقع حتى امتهن السرقة وصار يحسب له الف حساب من اصحاب الدكاكين.ويبرر هذا لان في اوقات متعددة ياكل الحجر بدل الخبز ليسكت جوع بطنه. ورغم انه مسجل في المدرسة الا انه غير منضبط.
اما الحالة الثالثة فلا تختلف عن سابقتها كثير فهذا الطفل الذي يبلغ من العمر 10سنوات والذي جاء الى هذا العالم او بالاحرى الى هذا الشارع بسبب علاقة غير شرعية يرفض التسول مع امه ويفضل الذهاب الى المدرسة، وطبعا ليس دائما. ومع انه لا يعرف اباه اصلا الى انه يصر على اكمال دراسته ليساعد امه الدائمة المرض، ويشفق عليه الناس في الاعياد لصغر سته وهيئته الرثة. فمسكنه مع امه لا يتعدى الغرفة.
والحالة الرابعة وهي طفل في 14 من عمر دفعه اهمال ابيه الى الدخول في متاهات الشارع، واكتشاف اغواره بعد اختطافه من طرف احد المارة ولم يسأل عنه ابوه الذي التهى بالملهى الذي يملكه.فوجد ان السكن في و التسول من اجل الاكل في الشارع افضل له من من العيش مع اب لا يهتم به.
وهذا الذي لا يعرف كم يبلغ من العمر 16او 18 سنة بسبب عدم امتلاكه لشهادة ميلاد والتي حرمته من التعرف الى والده الحقيقي، كما حرمته من حقه الاساسي والطبيعي في دخول المدرسة بسبب عدم وجود وثائق تثبت نسبهن والسب الحقيقي هو انه نتاج علاقة غير شرعية.و بسبب الضيق في بيت امه يبيت عند جارته لان امه تفضل اخوته الخمسةعليه. فاضطر ان يعمل حملا في السوق، ودخل عالم المخدات فصار يبيع ويشتري و يتعاطى كل انواعها حتى صار خبيرا.
-8-نتائج الاستبيان:
من خلا تفريغ الاستبيان الذي احتوى على 80 سؤاليمكن القول ان العنف الذي يمارسه هؤولاء الاطفال ضد المجتمع يتمثل في استخدامهم لوسائل خطيرة اثناء الشجار( عصا، سكين….)مع الخريت كوسيلة دفاع عن انفسهم.كما ان ثلاث حالات صرحت بانها هي من يبدا بالعتداء حتي يخاف منها الاخرون.و اغلبهم يحب الالعاب العنيفة.وكلهم يتسولون في الشوارع بمستويات مختلف فمنهم من يتخذه كمصدر دخل ومنهم من يجد نفسه مضطرا لمجرد تواجده لوقت طويل في الشارع.وخبر كل هؤلاء الطفال السرقة التي اصبحت ضرورية للاستمرار في هذا المكان، ومن العنف الذي يوجه ضد الخر ان الحالات الاربع من الذكور تسببوا في عاهات خطيرة للاخرين في الشارع لاسباب متعددة.و يتعمدون ازعاج المارة في الشوارع لاغراض انتقامية او لتمرير الوقت الطويل الذي يقضونه في الشارع،و البعض منهم تعرض حتى لمسائلة او معاقبة الشرطة على اعمالهم التي يقمون بها في الشارع.وما يمز شخصيتهم بالاضافة الى سرعة مللهم وغضبهم وحبهم للمال هو استخدامهم للحيل حتى مع الباحثين لكسب المال، كما انهم يفضلون مصادقة من هم اكبر كنهم سنا ليتعلمو منهم حرفا كثيرة تساعدهم على العيش والبقاء والسيطرة على الشارع. وبعضهم يستخدم المال الذي يحصل عليه من التسول لشراء المخدرات ويجعلون القمامة مصدرا للحصول على طعامهم.
اما العنف الذي يمارس عليهم من طرف المجتمع فهو احساسهم ومعاينتهم بان الناس يحتقرونهم لمجرد تواجدهم في الشارع وان الوصمة التي تلاحقهم بانهم اطفال بلا اسر او غير شرعييين، ويحسون بأن الاخرين يستغلونهم لانهم ليس لديهم مسكن.
وايضا بسبب الثياب القديمة التي يرتدونها لذلك فهم يشعرون احيانا بالانتقام من هؤولاء بازعاجهم وسرقتهم …الخ.كما انهم اصبحوا مستهدفين من قبل افراد معينين ليمرسوا عليهم الجنس اومعهم او للاغراء الجنسي بالاكراه.مقابل المال، حتى حاول بعضهم استدراجهم لعصابات سرقة .و تعرضوا كلهم للضرب في الشارع والحالة الاخيرة تعرضت لمحاولة الخطف.
ورغم تواجدهم في الشارع الا انهم لم يسمعوا نصيحة مهم تدفعهم للانضباط في الدراسة او الاحجام عن التسول.
ورغم ما يعانونه الا ان الامل في ان يصبح كبقية الاطفال مازال قائمان والندم يعصرهم على نوعية الحاة التي يعيشونها.ويحسون باهمال كبير من طرف الاسرة والاقرباء والمجتمع ككل. ويشعرون ان المجتمع ظلمهم وهو المسؤول عن حالتهم.
المراجع
http://www.moheet.com/show_news.aspx.26/2/2009.-1
2–التقرير العالمي بشأن العنف ضد الأطفال، (2007)، باولو سيرجيو بينهيرو، المرجع السابق ص4
3– العنف والمجتمع: مداخل معرفية متعددة، اعمال الملتقى الدولي الاول، 2003، جامعة محمد خيضر بسكرة،ص.86
4– زكريا بن يحي لال،(2007)، العنف في عالم متغير، (ط.1)، الرياض، [د.ن].ص11
5– المرجع نفسه.ص14
6–التقرير العالمي بشأن العنف ضد الأطفال، المرجع السابق ،ص287.ص 293
7– هروب الاطفال من العش الاسري.http://www.kenanaonline.com
8-التقرير العالمي بشأن العنف ضد الأطفال، (2007)، المرجع السابق،ص.295
9– التقرير العالمي بشأن العنف ضد الأطفال، (2006)، باولو سيرجيو بينهيرو، المجلس القومي للطفولة والأمومة، (هيئة الامم المتحدة).ص.ص10-11
10- العنف العائلي… مصدر أساسي لظاهرة أطفال الشوارع http://www.amanjordan.org-
11– نبيلة الشوربجي، (2007)، السلوك العدواني لأطفال الشوارع، (ط.2)، الجيزة(القاهرة)، دار النهضة العربية.ص.17
12–www.daardesign.com/forum/showthread.php.9/3/2009 تعريف طفل الشارع
13– نبيلة الشوربجي، المرجع السابق،.ص.28
–14 www.daardesign.com/forum/showthread.php? 9/3/2009 تعريف طفل الشارع
15– نبيلة الشوربجي، المرجع السابق،.ص.ص.34-35
انا من الاطفال الذين تعرضوا الذين تعرضوا للضرب المبرح في الصغر وقد بلغت واعتقد ان اثاره التي جعلت حياتي مضطربة لعا وفشلت بالدراسة لعدة مرات والصعوبة باتخاذ القرار والنسسيان الشديد والافتقا للحنان وهكذا ولا اعرف الى ما ستؤؤل حياتي ومصيري اليه اعيش وكاني تائه وضائع وقد كرهت الواقع الذي اعيشه ومللت كل شيء والنسبة الاكبر هي فقداني للحب
عليك ان تتحلى بالصبر و الشيء الذي حصل في الماضي لا تجعله مستقبلا لك لانه يكون حاجزا لا يمكن ان تتخطاه فالدنيا ليست بتلك المعاملة و انما الدنيا هي ما تجنيه منها للقاء الله عزوجل فعليك ان تبني حياتك من جديد و تضع هدف يمكنك من نسيان ذلك الفعل فالله هو يختبرك و يرى الى اين ستصل فقوي عزيمتك و توكل على الله سبحانه من خالق لا تكترث لما فعل بك من قبل قالماضي قد مضى و الحاضر في يدك تكيفه كما تحب انصحك بالرجوع الى الله و خذ النصيحة من اهل الدين سواء كان امام او انسان طيب و يتمتع باخلاق حميدة
أرى كرجل تربية أن هذه المواضيع جد هامة و وجب على كل عامل في قطاع التربية الاطلاع عليها و العمل بما جاء فيها و لذا أرجوا منكم ان ترسلوا لي كل المواضيع التي لها صلة بالتعليم و شكرا و وفقكم الله لما فيه الخير
العنف الممارس ضد الاطفال ظاهرة صعبة جدا وكوني اخصائية نفسانية احاول ايجاد حلول لظاهرة فهي اخطر ظاهرة على الاطلاق ………………….
انا باحثة في هذا الموضوع وأى ان ظاهرة العنف ضد الاطفال من اخطر الظواهر التي يمارسها الشخص الجاهل بابعاد هذة الجريمة في نفس الطفل ومدى تأتيرها عليه مدى الحياة مما يخلق جيل في المستقبل مريض يعاني من كل الامراض النفسية والاجتماعية فلذلك ادعو الاسر والمختصيين والاعلاميين وجمعيات حماية الاسرة والطفل التكاتف جميعا من اجل اطفال سليمة نفسيا تساعد ببناء مجتمع سليم ومعافى لان ضحية اليوم هو مجرم الغد …. واستوصوا باطفالكم خيرا اطفالنا اكبادنا تمشي على الارض هم امانة ورحمة وخير …
ولكم مني فائق الشكر
شكرا علي البحث