اختتام الملتقى الوطني الأول حول وادي ريغ في عيون الرحالة بتقرت
تأكيد على ضرورة الاهتمام بتاريخ المنطقة
تغطية : عبد الله عمراوي – جريدة التحرير
اختتمت بداية الأسبوع بقاعة المحاضرات لبلدية تقرتفعاليات الملتقى الوطني الأول حول تاريخ منطقة وادي ريغ الذي نظمته جمعية أصدقاء الجامعة للثقافة والعلوم و خصصت طبعته الأولى هذه السنة للنقاش حول أهم الكتابات والمؤلفات التي تركها الرحالة العرب والأجانب ممن تعاقبوا على هذا الإقليم وتركوا بصمات بارزة في تاريخ الجهة من خلال عدد من المداخلات التي قدمها اساتذة مختصون يمثلون بعض جامعات الوطن في مقدمتهم الدكتور احمد رضوان شرف الدين من جامعة الجزائر الذي قدم قراءة في كتاب بيار فونتين الموسوم بتقرت عاصمة وادي ريغ الصادر سنة 1952 وكذا الاستاذ مبروك بوطقطوقة من جامعة تبسة الذي قدم اثنوغرافيا لوادي ريغ في نهاية القرن التاسع عشر من خلال مذكرات مبشر فرنسي كما قدم الدكتور معاذ عمراني من جامعة الوادي مداخلة تحت عنوان مدينة تقرت عاصمة وادي ريغ أواخر العهد الجلابي من خلال الرحالة محمد بن عبد الجليل
كما تطرق كل من الاستاذ حمزة قونة من المركز الجامعي لغيليزانوالاستاذ محمد السعيد بوبكر من جامعة غرداية الى دور وادي ريغ في ازدهار القوافل التجارية من خلال كتاب العبر للعلامة عبد الرحمن ابن خلدون ومنطقة وادي ريغ في الفترة الحديثة من خلال كتب الرحالة قبل ان يغوص الاستاذ احمد سلطاني من جامعة المدية في الجوانب الاقتصادية في المنطقة اواخر الفترة العثمانية من خلال رحلة الأغواطي لتكون الخاتمة مع الاستاذ الباحث محمد البشير التجاني من تقرتالذي قدم بدوره مداخلة حول منطقة تماسين مستشهدا بدورها كمنارة للعلم من خلال مؤلفات كثيرة كتبت عنها لرحالة عرب وأجانب ورجال علم ودين ممن طاب لهم المكوث فيهاعلى مدار القرون الماضية
وقد شهد هذا الملتقى الذي يهدف أساسا إلى تعريف الأجيال الناشئة خاصة بتاريخ المنطقة وما قدمته للجزائر والعالم من ثقافة وعلم وأدب وفكر نقاشات مطولة بين الجمهور الحاضر من طلبة وباحثين وأساتذة الذين أجمعوا في الختام على ضرورة جمع المراجع والمصادر التاريخية التي تتحدث عن منطقة وادي ريغ ودراستها وتحليلها وفق مناهج تاريخية واجتماعية وانتروبولوجيةمع التحقق من صحتها و التأكد من الانتماء الايديولوجي والسياسي لمؤلفيها حتى لا يقع الباحث في فخ المغالطات التاريخية وإنشاء مخبر بحث يهتم بجمع ودراسة التراث المادي واللامادي للمنطقة بهدف حماية هذا التراث من الاندثار على أن تعاد كتابة تاريخ الجهة من طرف ابنائها لإلمامهم بالكثير من خصائصها وحقائقها التاريخية
كما طالب ايضا المشاركون في هذا الملتقى الذي نظمته جمعية أصدقاء الجامعة للثقافة والعلوم بتقرتالتي يرأسها الدكتور عبد المؤمن مجدوب باستحداث لجنة علمية في هذا الشأن و تخصيص ميزانية لها يتم تمويلها من طرف المجالس الشعبية البلدية لتقرت الكبرى مع ضرورة تنظيم ملتقى وطني سنوي يعنى بتاريخ إقليم وادي ريغ واستحداث جائزة سنوية تخصص لأحسن مذكرة ماجستير او رسالة دكتوراء حول تاريخ المنطقة بهدف تشجيع الطلبة الجامعيين على دراسة تاريخ هذا الاقليم الذي يشمل 14 بلدية بكل من ولايتي ورقلة والوادي ليختتم نص البيان الذي حمل توصيات هذا الملتقى بالمطالبةمن السلطات المسؤولة ترميم المعالم الأثرية والتاريخية وتصنيفها وحمايتها من الاندثار كما هو الحال لقرية تالة الواقعة ببلدية المقارين والتي تعد أقدم قرى الناحية مع ضرورة إنشاء مكتبة خاصة تضم أبرز المؤلفات التي تحدثت عن منطقة وادي ريغ ومتحف خاص بالتراث المادي
أصداء من الملتقى
- شهدت فعاليات الملتقى غياب عدد من مثقفي منطقة تقرت رغم الدعاية الإعلامية الكبيرة التي قامت بها الجمعية
- بعدما كان مبرمجا أن تدوم فعاليات الملتقى يومين كاملين اكتفت لجنة التنظيم بيوم واحد فقط بسبب غياب بعض الأساتذة المحاضرين
- رغم تواجد عدد كبير من ممثلي الصحف الوطنية بمدينة تقرتإلا أنه تمت تغطية الملتقى من قبل يوميات التحرير والخبر والشروق فقط في غياب تام لوسائل الإعلام السمعية البصرية الأخرى رغم الأهمية الكبيرة الملتقى
- تم على إثر فعاليات الملتقى تنظيم معرض للصناعات التقليدية التي تشتهر بها منطقة وادي ريغ اضافة الى بعض الصور والتحف الفنية تعود الى نحو 1800 م
- أجمع أغلب المشاركين في الملتقى على ضرورة جمع وطبع كل المداخلات الملقاة من قبل الأساتذة بهدف التأريخ للمنطقة
- تم على هامش فعاليات ملتقى وادي ريغ في عيون الرحالة تكريم عدد من الأساتذة ممن كانت لهم مداخلات نظير إسهامهم في انجاحه
- من بين ضيوف الملتقى الطالبة يامنة جبور من جامعة تلمسان التي تنقلت خصيصا إلى تقرت خاصة وانها تعكف على تحضير رسالة دكتوراء تحت عنوان صورة الجزائر في كتابات الرحالة العرب والأجانب وقد لقيت كل الترحيب والمساعدة من قبل الأساتذة
- تم تنظيم رحلة سياحية للوفد المشارك في الملتقى إلى منطقة تماسين شملت مقر الزاوية التجانية والقصر القديم والبحيرة إضافة الى قصر المعمر الفرنسي رانو ببلدية النزلة اين أبدى الوفد إعجابه بما تزخر به منطقة تقرت من معالم تاريخية وأثرية.
إنطباعات المشاركين
الدكتور احمد رضوان شرف الدين / جامعة الجزائر
أشكر يومية التحرير على اهتمامها وعلى تغطيتها لهذا الملتقى التاريخي الهام ويبدو لي أنها المؤسسة الإعلامية الوحيدة الحاضرة هنا واعتقد ان هذا الملتقى هو الاول من نوعه الذي تعقده هذه الجمعية بمدينة تقرت وأتمنى ألاّ يكون الاخير كما اتمنى ان يستجيب بقية الزملاء الأساتذة من بقية الجامعات الوطنية بدرجة اكبر وعدد أوفر لمثل هذه الدعوات اما مايتعلق بالمواضيع التي تم التطرق اليها فهي متنوعة وتدور حول الرحلة كمصدر للتاريخ والمداخلات كان فيها جانبان على الأقل الجانب الأول هو عرض محتوى مصادر هذه الرحلات و الثاني هو تقييم قدر استطاعتنا كباحثين لأننا مهما بلغنا من علم نعتبر انفسنا ما زلنا مبتدئين.
الأستاذ قونة حمزة / المركز الجامعي غيليزان
كانت لي مداخلة تحت عنوان دور وادي ريغ في ازدهار تجارة القوافل من خلال كتاب العبر لابن خلدون باعتباره من اهم الكتب التاريخية التي يعتمد عليها المؤرخون في معرفة تفاصيل أخبار المغرب الأوسط وقد تناولت في نص المداخلةالدور الاقتصادي لوادي ريغ في منطقة الصحراء ورؤية ابن خلدون للمنطقة من خلال التأثير البيئي في بلاد ما وراء الصحراء وكذا القوافل التجارية ودورها في صناعة السلطة السياسية إضافة إلى أهمية وادي ريغ الاقتصادية لشمال المغرب الأوسط والأكيد أن منطقة وادي ريغ لها تاريخ عريق ما زال في حاجة إلى البحث والتحري خاصة وأن الدراسات مازالت شحيحة جدا في هذا المجال.
الدكتور عبد المؤمن مجذوب / رئيس جمعية أصدقاء الجامعة للثقافة والعلوم
يدخل هذا الملتقى الاول من نوعه الذي تنظمه الجمعية في اطار نشاطها العلمي والثقافي الاكاديمي بالدرجة الأولى الذي دأبت على تفعيله لأنه يتطرق الى موضوع هام وهو كتابات الرحالة العرب والأجانب الذين مروا بهذا الاقليم الحافل بالأحداث التاريخية وتوضيح الصورة الحقيقية له وهذا هو الهدف الاساسي الذي نسعى اليه من خلال هذا الملتقى في ظل وجود عديد الكتابات والرؤى تختلف اختلافا كليا ولهذا أردنا أن نوحد هذه الرؤى من خلال بحث تاريخي علمي أكاديمي جدي يعطي صورة واضحة المعالم لتاريخ الجهة كما أود أن أشكر كل الاساتذة الذين شرفونا بحضورهم وكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى كما أتمنى أن تكون هناك استمرارية للملتقى وأن تجسد كل المداخلات في مجلة علمية تاريخية .
الاستاذ لطفي خير الله / نائب بالمجلس الشعبي الوطني
انا سعيد بتواجدي اليوم هنا وحضوري لفعاليات هذا الملتقى الذي تنظمه جمعية أصدقاء الجامعة للثقافة والعلوم كما أعتبر أن هذا الملتقى مهم جدا لأنه تاريخي بالدرجة الاولى خاصة وان الاهتمام بالتاريخ في هذه المنطقة لا يزال ضحلا ويحتاج الى المزيد من الايضاحات من قبل اصحاب الأقلام بالجامعات الجزائرية وحري بأبناء الجامعة من هذه المنطقة ان يكتبوا تاريخ منطقتهم بكل حيثياته كما أثمن هذا الملتقى وجهود الجمعية لأنها فتية واختارت مثل هذا النشاط المتميز وماله من بعد أكاديمي وأعتقد أن هذا النوع من النشاط لو كتب له النجاح سيكون له الأثر الإيجابي على مستوى الجامعة من خلال دراسات ما بعد التدرج في الماجستير و الدكتوراء في مواضيع مختلفة تمس عمق تاريخ المنطقة.
الأستاذ أحمد سلطاني / جامعة المدية
أود في البداية أن أشكر جمعية أصدقاء الثقافة على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في فعاليات هذا الملتقى التاريخي الهام وقد حضرت بالمناسبة مداخلة حول تاريخ المنطقة في أواخر العهد العثماني من خلال رحلة الأغواطي وآثرت في هذه المداخلة أن أبرز المظاهر الاقتصادية التي تزخر بها منطقة وادي ريغ وكما هو متعارف عليه فقد شهدت ازدهارا في مجال التجارة خاصة في الفترة الوسيطية والحديثة وهي الفترة التي لم تلق للأسف دراسات وبحوث كبيرة حولها من قبل المؤرخين ولهذا نجد أنها ذكرت في بعض الرحلات فقط كرحلة الأغواطيأو العياشي أو محمد بن حسن الوزان المعروف ب ” ليون الافريقي ” وأعتقد أنه أمام شح المصادر فإن وادي ريغ في حاجة ماسة الى البحث أكثر في تاريخه خاصة في مجال التجارة التي كانت مزدهرة إلى وقت قريب.
المصدر:
http://altahrironline.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8/13668-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%B1%D9%8A%D8%BA-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%AA.html