ملتقى أنثروبولوجيا الإسلام: أسئلة التحول والتغير داخل المجتمعات المسلمة
الورقة المؤطرة لأشغال الملتقى العلمي الذي ينظمه مركز أفكار للدراسات والأبحاث
المملكة المغربية 22-23 أكتوبر 2016م
ما الذي يمكن أن تقدمه لنا القراءات الأنثروبولوجية للإسلام والمجتمعات الإسلامية اليوم ؟. سؤال كبير، الغرض منه الابتعاد عن الإيغال في النظري الصرف، ورهن الاشتغال الأنثروبولوجي عندنا بالإجابة عن أسئلة حية، والالتصاق ما أمكن بشواغل التحول في مجتمعاتنا، وما يخدم تطوير بنية الوعي لدينا. دون أن يعني ذلك تحكما قبليا في مخرجاتنا المعرفية في هذا الباب، وإنما توجيه دفة البحث وترشيد مسار هذا النوع من المعارف.
ينبغي التأكيد بشكل كبير على أهمية ما تقدمه الدراسات الجادة المتوسلة بالعلوم الإنسانية في فهم وتحليل بنى وديناميات مجتمعاتنا المسلمة. فهي مادة علمية وأكاديمية تشكل رصيدا تراكميا مساعدا للباحثين والمثقفين وجل الفاعلين المدنيين في فهم التغيرات العميقة والظاهرة، الحديث منها والقديم. ويمكن أن نرجع الصعوبة التي يستشعرها الجميع في تقديم تحليل علمي ومعرفي رصين لتراثنا وتراكب بنيتنا الاجتماعية التاريخية والمعاصرة لعدم توفر إنتاج علمي رصين، وأعراف مدرسية أكاديمية في هذا الباب.
لا يمكن أن ننفي تواجد كتابات قدمها الكثير من المستشرقين، وبعض الباحثين الغربيين، دون أن تحقق الكفاية المعرفية في ذلك، إلى جانب تميز هذا المنتج المعرفي بسقف المرحلة التاريخية آنذاك، ودوافعها الإيديولوجية وسياقاتها الثقافية وتحيزاتها المعرفية. ولهذا، لا يمكن أن تتحول هذه المادة رغم جودة وقيمة الكثير من موادها إلى رصيد معرفي يمكن المراكمة عليه أو تطويره. وإن كان ولابد فينبغي تعديل الكثير من دوافع الاشتغال والسقف المعرفي المؤطر لها والأسئلة التي تشكل موضع اهتمام بالغ فيها.
ضمن العلوم المعرفية الإنسانية الهامة في فهم وتحليل مجتمعاتنا تحتل الأنثربولوجيا مكانة بارزة، إلى جانب السوسيولوجيا واللسانيات والتاريخ ..الخ. وهي فروع علمية على قدم المساواة من حيث القيمة المعرفية، والترابط التداخلي فيما بينها. لكن، وقع الاختيار في أعمال ملتقانا هذا، على الأنثروبولوجيا، “انثروبولوجيا الإسلام” تحديدا، لمساءلة ما كتب في هذا المجال؛ أعلامه القدامى والمعاصرون، ومسارات التطور والنتائج المقدمة فيه إلى حدود اليوم، أهميته بالنسبة للمرحلة الحالية التي نعيشها، ومدى قدرة علم الأنثروبولوجيا على سبر أغوار مجتمعاتنا وتعقيدات البنى الثقافية والدينية والقيمية في تعالقاتها بالجغرافيا والزمان والإنسان. كذلك اختبار قدرة الأنثروبولوجيا المعاصرة على تجاوز إرث ماضيها، ومساءلة قدرتها كذلك على تمثل تاريخ المسلمين، واقعهم، ودينهم، وثقافتهم، ورؤياهم للعالم، كما يرونها لا كما يراد لهم أن يكونوا.
ولا يمكن أن نتجاوز أيضا الكثير من الاستفهامات التي تشغلنا اليوم، وتجعل من “أنثروبولوجيا الاسلام” موضوع هذه الندوة؛ من قبيل التساؤل أولا عن العلاقة التي صارت وطيدة بين توجه أنثروبولوجي غربي بموضوع “الإسلام”؟ والتساؤل عن قدرة الأنثروبولوجيا فعلا على الإجابة عن سؤال الإسلام في هذه المجتمعات؟ ولا نخفي رغبتنا في تفحص أسئلة وآليات ومفاهيم وفرضيات ومرجعيات الأنثروبولوجيا الحديثة والمعاصرة حول الإسلام والمجتمعات المسلمة؟ وهل يمكن للانتروبولوجيا فعلا أن تكسر طوق القراءات التسطيحية التي تجعل من المسلمين تركيبة موحدة وبنية مغلقة ونهائية تشكل رجع صدى لجل تنوعاتها الموجودة؟. ومعاودة الاستفسار حول الكثير من الخلاصات التي شملت مفاهيم من قبيل ” التقليد” و “الشريعة” و “الثقافة” و “القيم” و “الطقوس”، و”إسلام اليوم”، و”إسلام العالم” ..الخ.
هذه الأسئلة وغيرها ستكون محاور انشغال هذا الملتقى العلمي، مع الحرص على أن تتنوع المواد البحثية المقدمة في ذلك، جامعة بشكل منهجي دقيق بين التطبيقي والنظري، بل والابتعاد ما أمكن عن الإيغال في البعد النظري الصرف والدخول في تقديم فرضيات وأجوبة وأسئلة يمكن لها أن تنير درب معارفنا العلمية اليوم، وتغني رصيدنا الثقافي والبحثي حول علاقتنا بالإسلام وقيمة هذا الأخير داخل مجتمعاتنا، وعلاقة الإسلام بالمسلم، وعلاقته بكل ما يراد ربطه به من حرب وعنف وتشدد وتخلف، حيث لا يمكن الاقتصار على انثروبولوجيا تسحتضر ماضي هذه المجتمعات فحسب، وتغفل في المقابل تحولات مجتمعاتنا الإسلامية اليوم، والتغيرات التي تطرأ عليها على جميع المستويات.
البرنامج الزمني للمشاركة في أعمال الملتقى:
– تستقبل اللجنة العلمية للمتقى الملخصات/المقترحات البحثية في حدود 500 كلمة. حتى موعد أقصاه 24 سبتمبر 2016. يرسل الملخص مع نسخة من السيرة الذاتية عبر البريد الالكتروني غلى العنوان: Afkaarcenter@gmail.com
– يشمل الملخص فرضية البحث، إشكالياته الرئيسة، منهج البحث.
– تبث اللجنة العلمية بالمقترحات البحثية، وتعلم أصحاب المقترحات العلمية المقبولة بذلك، وتدعوهم لإنجاز بحوثهم عبر أجل سيتم التوافق عليه مع الباحثين عبر البريد الخاص لكل منهم.