موقع أرنتروبوس

موقع أرنتروبوس: التجربة، الواقع والآفاق

 

لتحميل المقال في صيغة بي دي اف أنقر فوق الصورة أو انقر هنا

موقع أرنتروبوس: التجربة، الواقع والآفاق

مبروك بوطقوقة

بمناسبة الذكرى الثامنة لإطلاق موقع أرنتروبوس ننشر هذه المقالة حول الموقع كنوع من التوثيق

ملخص

إن بحثا بسيطا في محرك البحث “جوجل” كفيل بإعطائنا صورة عن المحتوى الأنثروبولوجي على شبكة الانترنت حسب اللغة المكتوب بها، ويبين دون أدنى شك ضحالة المحتوى العربي في مجال الأنثروبولوجيا في الوقت الذي وصل فيه المحتوى الإنجليزي والفرنسي إلى مستويات مليونية، والأسباب عديدة وكثيرة وتعكس التهميش وقلة الاهتمام بالأنثروبولوجيا.
ومن هنا سنحاول في هذه المداخلة استعراض تجربة أول وأكبر موقع في متخصص في الأنثروبولوجيا في عالمنا العربي، وهو موقع أرنتروبوس، الموقع العربي الأول في الأنثروبولوجيا، الذي أصبح بعد سبع سنوات على إطلاقه محطة لا غنى عنها لكل مهتم بهذا التخصص المعرفي، ونال الاعتراف العلمي من خلال اختياره كموقع مرجعي ووحيد في التقرير الأول للمرصد العربي للعلوم الاجتماعية الصادر سنة 2015 عن المركز العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت.
كلمات مفتاحية: أرنتروبوس، مبروك بوطقوقة، أنثروبولوجيا، موقع، محتوى رقمي.

 

مقدمة:

حولت شبكة الانترنت العالم إلى مجتمع رقمي تحتل فيه المعلومات المركز الأساسي وتشكل الثروة الحقيقية والقوة الدافعة للانتقال من المجتمعات القديمة إلى مجتمعات المعرفة وتتيح فرصا ثمينة لم تكن متوفرة سابقا من خلال فتح مجالات للتعاون والتواصل العلمي، وتبادل الخبرات وتلاقح الأفكار وبث المعرفة على أكبر نطاق ممكن.
والبحث العلمي كغيره من مجالات الحياة الأخرى تأثر كثيرا بهذه التغيرات وانبرى للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن وساعدت التقنيات الحديثة كالتصوير الرقمي والماسحات الضوئية والأجهزة المحمولة على ظهور محتوى رقمي علمي فاق في ضخامته كل التصورات وساهم في دمقرطة المعرفة وكسرها حاجر الاحتكار.
لكن المفارقة أن المحتوى المكتوب باللغة العربية لم يستفد من هذه الموجة لأسباب موضوعية كضعف البنى التحتية وغلاء العتاد وقلة الولوج التقنية، وبقي المحتوى العربي ضعيفا جدا وهو ما تبينه الإحصائيات بشكل جلي حيث أنه رغم أن العرب يشكل 5% من سكان المعمورة إلا أن إنتاجهم الرقمي لا يتعدى 0,3% في أحسن التقديرات وتحتل اللغة العربية المرتبة السابعة عالميا من حيث موقع Alexa المتخصص في إحصاءات المواقع أنه من بين كل ألف موقع هناك 7 مواقع تقدم محتوى باللغة العربية.
ولكم أن تتخيلوا أنه إذا كان المحتوى العربي عموما بهذا الفقر فماذا سيكون نصيب الأنثروبولوجيا ذلك العلم المظلوم والذي عانى من التهميش المؤسساتي والثقافي والمتهم ظلما بأنه علم استعماري في خدمة القوى الإمبريالية.
إن مقارنة بسيطة كفيلة بإعطائنا صورة عن المحتوى الأنثروبولوجي على الشبكة حسب اللغة المكتوب بها، من خلال البحث عن مفردة “أنثروبولوجيا” على محرك البحث غوغل google :
• البحث عن الكلمة الإنجليزية: Anthropology يعطينا حوالي 60 مليون نتيجة
• البحث عن الكلمة الفرنسية: Anthropologie يعطينا حوالي 70 مليون نتيجة
• البحث عن الكلمة العربية: “أنثروبولوجيا” يعطينا أكثر بقليل من 150 ألف نتيجة
هذه النتائج تبين دون أدنى شك ضحالة المحتوى العربي في مجال الأنثروبولوجيا في الوقت الذي وصل فيه المحتوى الإنجليزي والفرنسي إلى مستويات مليونية.
ومن خلال المداخلة فإننا نسعى إلى تعريف الباحثين والمختصين على المحتوى الرقمي الأنثروبولوجي المكتوب باللغة العربية، ونهدف إلى توجيههم إلى الطريقة الفعالة للاستفادة منه ونحاول أن نشجعهم إلى الدخول إلى مجاله والمشاركة في إنتاجه ونشره والتفاعل معه ونطرح بعض الأفكار التي من شأنها المساهمة في تطويره و الإرتقاء به، من خلال التركيز على تجربتنا الشخصية في إنتاج محتوى رقمي أنثروبولوجي عربي من خلال إطلاق موقع “أرنتروبوس” منذ سنة 2010 ومساهمته الفعالة في إعطاء دفعة قوية للمحتوى الأنثروبولوجي العربي كما ونوعا، ولا يفوتنا هنا الإشادة بالموقع السحضي للدكتور درنوني سليم الذي يعتبر أول وأهم موقع شخصي في الأنثروبولوجيا وقد تكون لنا عودة لدراسته في فرصة قادمة.

موقع أرنتروبوس

هو موقع متخصص، ونقصد بالمواقع المتخصصة تلك المواقع التي تتخصص في موضوع بعينه بحيث لا تتناول غيره إلا بمقدار ما يخدم موضوعها الأصلي، وتسعى للإحاطة به من كل الجوانب وبالتالي فالمواقع الشخصية والمدونات لا تدخل تحت هذا التقسيم.
في مجال الأنثروبولوجيا العربية لا يوجد إلى حد الساعة حسب علمنا سوى موقع واحد متخصص تماما وهو: موقع أنتروبوس.

1- أهمية الموقع:

نال موقع أرنتروبوس الاعتراف العلمي من خلال اختياره كموقع مرجعي في التقرير الأول للمرصد العربي للعلوم الاجتماعية الصادر في ديسمبر 2015 عن المركز العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت تحت عنوان “العلوم الاجتماعية: أشكال الحضور”، وهو التقرير الذي أشرف على إعداده الدكتور محمد بامية من جامعة بتسبرج الأمريكية رفقة مجموعة من الباحثين العرب تحت إشراف الدكتورة ستناي شامي المدير العام للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية والفريق العامل معها، ويعتبر التقرير الأول من نوعه في العالم العربي الذي يقدم منظورا متكاملا لأشكال حضور العلوم الاجتماعية في العالم العربي بمحتلف مظاهرها وتجلياتها.
وقد امتد الجزء الخاص بموقع أرنتروبوس على الصفحتين 64 و65 من التقرير المكون من 116 صفحة، وكان تحت عنوان “العلوم الاجتماعية والفضاء الالكتروني: موقع أرنتروبوس”، وقد أثار الموقع لدى معدي التقرير مجموعة من الانطباعات الايجابية والمهمة ونستشهد هنا ببعض الجمل الواردة في التقرير التي تبين ذلك:
• أحد “المُبادرات العلمية المُستقلّة التي تحصر حضورها في ذلك الفضاء وتُقدّم نفسها كنموذج رائد في توظيفه لأهداف علمية”
• “يشـكل اسـتثناء لمـا هـو معهـود”
• “تبرز تجربة ثرية تسـتخدم الفضـاء الإلكترونـي بإمكانياتـه المختلفـة”
• “إضافـة مهمـة لما تقدمـه الدوريـات العلميـة”
• “يبـرز ظاهـرة نـادرة مـن الفهـم الموسـوعي”
• “يقدم كونا معرفيا مرتبطً بشـكل سـهل بأكـوان معرفيـة أخـرى”
• “معروفـا فـي أوسـاط طـلاب الدراسـات العليـا فـي مختلـف أنحـاء الوطـن العربـي”
• “المسـاهمة فـي تشـكيل نـواة لجماعـة علميـة ذات خلفيـة معرفيـة مترابطـة”

2- فكرة الموقع:

جاءت فكرة موقع متخصص في الأنثروبولوجيا كنتيجة لمخاضات طويلة وتفكير مستفيض فرضها الضعف الشديد الذي يعاني منه المحتوى الأنثروبولوجي في شقه الرقمي والذي هو بدوره انعكاس للضعف العام الذي تعانيه الأنثروبولوجيا من تهميش وإبعاد ومحارية على العديد من المستويات.
وكان لنا تجربة تجربة أولى مع المواقع التعليمية سنة 2007 حين أطلقنا موقعا يهتم بالتعليم الجامعي بكل فروعه ولكن الموقع فشل لأسباب عديدة لا مجال لسردها.
إلا أن فشل الموقع الأول لم يكن أبدا فشلا للفكرة نفسها بل كان فرصة لتجريب التحدي الرقمي عن قرب واكتشاف صعوباته والتعرف على ميكانيزماته والتعلم من أخطائه وهكذا جاء موقع أرنتروبوس كتطوير للتجربة الأولى واستفادة من دروسها.
في سنة 2010 انعقد الملتقى الدولي حول البحث السوسيوأنثروبولوجي في العالم العربي بجامعة تبسة تحت إشراف الدكتورة وسيلة بروقي، وكان فرصة للالتقاء بالأساتذة والباحثين والمشاركين في الملتقى وساهمت النقاشات المطروحة في رسم صورة مزرية لواقع البحث الأنثروبولوجي في العالم إلا أنها شددت على ضرورة الخروج من تلك الوضعية والارتقاء بالأنثروبولوجيا كما وكيفا باستخدام كل الوسائط المتوفرة.
وانطلاقا من المعطيات السابقة تقدم صاحب المبادرة بفكرة إطلاق موقع متخصص في الأنثروبولوجيا وهي الفكرة التي لاقت ترحيبا و تشجيعا من المشاركين الذين أيدوا الفكرة وباركوها.
وبالفعل بدأ صاحب الفكرة بالعمل على المشروع من خلال التحضيرات المادية وشراء الاستضافة واسم النطاق وتصميم الواجهة وتجهيز قاعدة البيانات وتوجت التحضيرات بطرح الموقع على الخط Online بتاريخ 22/02/2010 تحت اسم”أرنتروبوس” وهي اختصار لـArabic Anthropology

3- خصائص المواقع:

بما أن موقع أرنتروبوس موقع علمي بالأساس فإن مادته الأساسية مادة نصية بحتة، لذا فقد تم تحديد بعض الخصائص الأساسية التي تحكم مظهره العام وهي:
• البساطة في المظهر.
• السلاسة في التصميم.
• السهولة في الإبحار.
• التركيز على الوصول
• التركيز على جمال المظهر

4- أهداف الموقع:

من خلال إطلاقنا لموقع انتروبوس سطرنا مجموعة من الأهداف التي يسعى الموقع إلى تحقيقها وهي أهداف تتماهى مع الفلسفة التي كانت وراء تأسيسه ونذكر منها:
1. التعريف بتخصص الأنثروبولوجيا نشر الفكر الأنثروبولوجي في العالم العربي
2. الخروج بالأنثروبولوجيا من أبراج الجامعات ومخابر البحث إلى الجمهور الواسع.
3. إنشاء منصة مشركة تجمع الباحثين والمتخصصين والطلبة والأساتذة وذوي الاهتمامات الأنثروبولوجية وتكون قاعدة لتطوير الفكر الأنثروبولوجي.
4. المساهمة في تشكيل شبكة اجتماعية عربية علمية تسهل التواصل بين مختلف الفاعلين في الحقل الأنثروبولوجي وتساعد على إنشاء قنوات تبادل و اتصال وتعاون بينهم.
5. توفير منبر نشر رقمي يساهم في نشر الإنتاج المعرفي للأساتذة والباحثين في التخصص وتعريف الناس بأفكارهم وأعمالهم العلمية.
6. توفير محتوى علمي تخصصي يساعد الطلبة والباحثين في الوصول إلى الموارد الرقمية في الأنثروبولوجيا واستغلالها والاستفادة منها.
7. مساعدة الباحثين الشباب على التعريف بأنفسهم ونشر أعمالهم بالموقع حين يتعذر عليهم النشر في المجالات المحكمة.
8. تزويد الزوار بالمواقع الشبيهة وتوجيههم نحو المواقع الصديقة التي تخدم نفس الأهداف وذات الاهتمامات المشتركة.
9. المساهمة في إنشاء مكتبة رقية متخصصة في الأنثروبولوجيا للتغلب على النقص الكبير في هذا المجال من خلال توفير عدد كبير من الكتب بصيغ رقمية.
10. مواكبة ما تسعى إليه الجامعة الجزائرية، وتحقيقا لمشروع رائد وطموح تسعى إليه مختلف الجامعات العالمية والمتمثل في: (جامعة بلا ورق).

5- خطة العمل:

لتحقيق هذه الأهداف وضعنا خطة عمل تشمل مجموعة من الخطوات العملية منها:
1. إعادة نشر المقالات العلمية الرصينة والقيمة من المجلات المحكمة وتوفيرها على نطاق واسع.
2. نشر مقالات مترجمة من خلال التعاون مع بعض المترجمين والأساتذة.
3. التعريف بأمهات الكتب الأنثروبولوجية وتوفير ما هو مرقم منها للتحميل.
4. التعريف برواد الأنثروبولوجيا والعلماء الذين لهم بصمات في تاريخها.
5. شرح المصطلحات الأنثروبولوجية خاصة الغريبة منها وتقريب فهمها لعموم الزوار.
6. التعريف بالإصدارات الجديدة من الكتب وتقديمها للقراء ونشر نبذة عن محتوياتها والتعريف بمؤلفيها ومتابعة حركة النشر والتأليف المتخصص.
7. التعريف بالمجلات ذات العلاقة بالتخصص (مجلة الثقافة الشعبية – البحرين مثلا).
8. تغطية الملتقيات ذات الصلة ونشر المداخلات التي ألقيت فيها إذا توفرت ومتابعة أخبار الندوات والأيام الدراسية والفعاليات الي لها علاقة بالتخصص.

6- تطور الموقع:

في البداية كان عدد الزوار قليل جدا (أقل من 20 زائر/ يوميا) ولكن مع ازدياد المواد المنشورة وتسويق الموقع عبر المنتديات ومحركات البحث بدأ الموقع يكسب عددا أكبر من الزوار يوميا ليصل بعد 03 أشهر إلى حدود 500 زائر/ يوميا وهو عدد لا بأس به لموقع علمي متخصص ثم ما لبث العدد يزداد يوما بعد آخر واليوم يصل عدد زوار الموقع مابين 3000 إلى 9000 زائر يوميا أي ما يعادل 70 ألفا إلى 200 ألف زائر شهريا، وبنهاية سنة 2013 وصل العدد الإجمالي لزوار الموقع منذ إطلاقه إلى أكثر من ثمانية ملايين و نصف ألف زيارة ( نهاية مارس 2017) وهو عدد زوار كبير جدا بمقاييس المواقع العربية، ووصل عدد منتسبي صفحة الموقع على الفيسبوك إلى أكثر من 5000 عضو ووصل عدد متابعيه على تويتر إلى أكثر من 11 ألف متابع ، في وصل عدد المشتركين في القائمة البريدية إلى أكثر من 600 مشترك.
إلا أن النجاح الذي حققه الموقع لم يكن سهلا ميسرا لقد كان التغلب على المشاكل وتجاوز الصعوبات أمرا ضروريا ومطلوبا طوال السنوات السبع التي هي عمر الموقع وإلا لكان اختفى منذ زمن بعيد.
والصعوبات متعددة فمنها صعوبات مادية تعلقت بتمويل الموقع والانتقال إلى استضافة أكبر (من 1 غيغا إلى 20 غيغا) وخوادم أسرع ونطاق بث أوسع وتم تغطية كل التكاليف بطريقة شخصية كاملة.
أما المشاكل التقنية وهي ما يصيب المواقع من أعطال برمجية نتيجة لأسباب كثيرة فقد تعطل الموقع 06 مرات منها 03 مرات سنة 2013 وفي آخرها ضاعت قاعدة البيانات كليا ولكن تم استرجاعها من النسخ التي تخزن دوريا (BackUps).
في بداية العام السادس تحول الموقع إلى موقع جماعي تسهر عليه هيئة تحرير مكونة من ثلاثة أساتذة بالإضافة إلى المؤسس الدكتور مبروك بوطقوقة وهم:
1- الأستاذ يمين رحايل من الجزائر
2- الأستاذ محمد الربيعو من سوريا
3- الأستاذ علي هاشم من لبنان

 

7- محتويات الموقع وأقسامه:

يتكون الموقع من إحدى عشر قسم هي باختصار:
1. مقالات: القسم الرئيسي وهو مخصص لنشر المقالات الأنثروبولوجية ذات المحتوى الجيد والقيمة المعرفية (367 موضوع)
2. إثنوغرافيات: قسم مخصص لنشر دراسات اثنوجرافية حول مختلف شعوب العالم مع التركيز على المجتمعات العربية (50 موضوع).
3. تيارات: قسم مخصص للتعريف بمختلف التيارات والنظريات الأنثروبولوجية (30 موضوع).
4. حوارات:قسم مخصص لإعادة نشر حوارات أجريت مع أنثروبولوجيين معروفين (22 موضوع).
5. رواد:قسم مخصص للتعريف بكبار العلماء والمفكرين الأنثروبولوجيين حول العالم (37 موضوع).
6. كتب: قسم مخصص للتعريف بالإصدارات الحديثة وتلخيص وتوفير أمهات الكتب الأنثروبولوجية للتحميل (194 موضوع).
7. المنهجية: قسم مخصص للمواضيع ذات العلاقة بمناهج البحث الأنثروبولوجية وتقنياته (46 موضوع).
8. مجلات: قسم يختص بالتعريف بالمجلات ذات العلاقة مع الأنثروبولوجيا وفي إطار شراكة مع مجلة الثقافة الشعبية “بالبحرين” تم تصوير ورفع 17 عدد على الموقع حصريا (29 موضوع).
9. مصطلحات: قسم مخصص لشرح المصطلحات الأنثروبولوجية (39 موضوع).
10. ملتقيات: قسم مخصص لتغطية الملتقيات ( 65 موضوع).
ومن بين الملتقيات التي غطاها الموقع: ملتقى الأنثروبولوجيا وملتقى السوسيوأنثرولوجيا وملتقى المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية والملتقى الدولي السابع، تصوف، ثقافة، وموسيقى وملتقى حول العنف بجيجل.
11. متفرقات: قسم مخصص لأمور متفرقة كالإعلانات التنبيهات (30 موضوع).
وبهذا يكون عدد المواضيع التي تم نشرها في الموقع إلى غاية مطلع سنة 2017 أكثر من 865 مقالة تم التعليق عليها بـ 400 تعليق.

خاتمة

وأخيرا لا يزال الموقع بحاجة إلى تطوير دائم ومتواصل ليتمكن من أداء الرسالة التي وضعت له، وتحقيق الأهداف التي سطرت له، خاصة في مجال نشر الفكر الأنثروبولوجي وتعميمه ودمقرطته، تقديمه لعامة المثقفين بأكثر من طريقة وأسلوب، ومساعدة الطلبة والباحثين في الوصول للمادة العلمية بسهولة ويسر، والمساهمة في التعريف بالأعمال الأنثروبولوجية ونشرها.
ومع ذلك فإننا نستغل هذه المناسبة لنوجه نداء لكل الباحثين والأكاديميين والأساتذة لولوج عالم النشر الالكتروني وإطلاق مواقع شخصية وتعليمية، تساهم في التعريف بهوياتهم الأكاديمية ونشر المعرفة العلمية ورفع المستوى التعليمي وزيادة المحتوى الرقمي باللغة العربية.

الملحقات

أولا: العلـوم الاجتماعية والفضـاء اإلإلكترونـي: نمـوذج أرنتروبـوس

(محمد بامية ، التقرير الأول للمرصد العربي للعلوم الاجتماعية، الصادر في ديسمبر 2015 عن المركز العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت تحت عنوان “العلوم الاجتماعية: أشكال الحضور”، ص ص 64، 65 )
تبـدو الدوريـات العلميـة العربيـة، بمـا فيهـا مـا رصدنـاه منهـا، قليلـة الاهتمـام بالحضـور الإلكترونـي. ولكننـا نقـع علـى مبـادرات علميـة ُمسـتقلّة تحصـر حضورهـا فـي ذلـك الفضـاء ّ وتُقـدم نفسـها كنمـوذج رائـد فـي توظيفـه لأهـداف علميـة. ففـي بعـض الحـالات، تكون للنشـر الإلكترونـي أهدافـا علميـة إضافيـة، قـد يكـون أهمهـا المسـاهمة فـي تحديـث التعليـم العالـي فـي العالـم العربـي وجعلـه فـي متنـاول اليـد، وتمكيـن الطـلاب مـن الحصـول بسـهولة علـى كتـب ومقـالات ومصـادر أخـرى تتعلق بمجـال دراسـتهم، وتقديـم شـروح حـول مفاهيـم العلـوم الاجتماعيـة وتاريخهـا ومدارسـها. ولكـن نلمـس ضعفـا فـي مجـال الاسـتثمار الخـلاق هـذا. فعلـى سـبيل المثـال، فإن قواعـد البيانـات المتاحـة للجميـع تُشـكّل أحـد أهـم الابتـكارات الممكنـة والقـادرة علـى َدمقرطـة مجـال العلـم وتحديثـه وتوسـيعه، إلا أنهـا مـا زالـت محـدودة المفاعيـل كظاهـرة ممـا هـو موجـود فـي العالـم العربـي: فالكثيـر ُتيـح ّ منهـا يتعـدى كونـه جـداول للعناويـن أضيف إلـى النصـوص أو للقـارئ الفرصـة للتعـرف حتـى الشـروح، أو يكـون ذا كلفـة ماليـة هائلـة كقاعـدة ’‘معرفـة‘‘ تفـوق إمكانيـات معظـم المكتبـات العربيـة، ناهيـك عـن الفـراد.
“فـي المقابـل، نرصـد بدايـاتٍ لنمـاذج واعـدة لمثـل هـذه المواقـع وإن لـم تكـن علـى شـكل قواعـد بيانـات، كموقـع أرنتروبـوس aranthropos.com مـن الجزائـر والـذي ولـد ّ فـي العـام 2010 كأول موقـع عربـي متخصـص فـي الأنثروبولوجيـا والسوسيوأنثروبولوجيا، وقـد أصبـح هـذا الموقـع معروفـا فـي أوسـاط طـلاب الدراسـات العليـا فـي الأنثروبولوجيـا فـي مختلـف أنحـاء الوطـن العربـي. فـردا علـى سـؤال وجـه إلـى 10 طـلاب أنثروبولوجيـا فـي المعهـد العالـي للدكتـوراه فـي الجامعـة اللبنانيـة عـن مـدى معرفتهـم بالموقـع، جـاءت إجاباتهـم بأنهـم جميعـا متابعـون للموقـع الـذي يمثـل حسـب قولهـم منصـة مرجعيـة معرفيـة إضافيـة فـي مجـال تخصصهـم، ورافـدا لأحـدث المراجـع والمجـلات المتخصصـة، وصلـة وصـل بمواقـع شـبيهة، وبابا لمنهجية هامة لا بـل وجوهريـة”.
يشـكل موقـع “أرنتروبـوس” إضافـة مهمـة قدمـه الدوريـات العلميـة كونه يشـكل اسـتثناء لمـا هـو معهـود. ومـرد ذلـك إلـى أنـه يتميـز ليـس فقـط بغلبـة الطابـع الأكاديمـي ولكـن أيضـا بنظـرة موسـوعية، وإن كانـت تنحصـر فـي أحـد العلـوم الاجتماعيـة. فهنـا نرصـد حضـورا لاسـتعراض الكتـب العلميـة لا نجـده فـي كبيـر يتناسـق مـع الفهـم الموسـوعي للموقـع الـذي أسسـه الباحـث أي موقـع آخـر، وهـو حضـور مبـروك بـوطقوقـة، بهـدف وضـع مجـال علمـي، وليـس تزويدهـم بأكملـه فـي متنـاول القـراء بتحليـلات لمعضـلاتٍ اجتماعيـة محـددة.
إن رصـدا دقيقـا لهـذا الموقـع، يبـرز ظاهـرة نـادرة مـن الفهـم الموسـوعي، وهـي عرضـه لمحتـوى مجـلات أخـرى ( 26 % ممـا صنفنـاه كعـرض كتـب هـو فـي الواقـع عـرضه لـمجلات) خصوصـا مجلات عربيـة متخصصـة أو ذات طابـع ثقافـي، وبذلـك مقاربتهـا كجـزء مـن منظومـة معرفيـة مترابطـة. وهنـا دليـل علـى امكانيـة الفضـاء الإلكترونـي بالمسـاهمة فـي تشـكيل نـواة لجماعـة علميـة ذات خلفيـة معرفيـة مترابطـة، وإن لـم تكـن جماعـة موجـودة بشـكل مؤسسـاتي تقليـدي.
فالموقـع لا يقدم أبحاثا بقدر ما يقدم كونا معرفيا مرتبطً بشـكل سـهل بأكـوان معرفيـة أخـرى. وإذا مـا أضفنـا إلى هـذا الترابـط المكـون لمجـال علمـي ولنـواة جماعـة علميـة، الخدمـات المفيـدة التـي يقدمها الموقـع، مـن مثـل التنزيـل المجانـي لكتـب ومقالات وشـرح لمفهـوم أنثروبولوجـي (بمعـدل مفهـوم واحـد كل شـهرين)، تبرز تجربة ثرية تسـتخدم الفضـاء الإلكترونـي بإمكانياتـه المختلفـة التـي تتعـدى كونـها وسـيلة لإعـادة إنتـاج المطبـوع فحسـب.

رابط تحميل التقرير:
https://drive.google.com/open?id=0B1W8T_ZWjRzXMkIyX0xVcnNlQjQ

ثانيا: للأنثروبولوجيا موقع عربي

(الأستاذ مازن العزي، “للأنثروبولوجيا موقع عربي:أرنتروبوس”، جريدة السفير العربي، ببيروت، عدد صادر بتاريخ 04 ديسمبر2013)
“ينفتح الموقع كدفتر الملاحظات، تصميمه بهذا الشكل يجعله أشبه بكشكول أو أجندة شديدة البساطة وسهلة التبويب. هنا تغيب الصورة النمطية الجامدة للمواقع المعرفية “الرصينة”، إذ يطالعك فنجان قهوة في أعلى الصفحة يدعوك إلى الهدوء والتأمل والقراءة، ومجموعة من الرسوم والألوان أشبه ما تكون بورشة رسم وأشغال لطيفة. الموقع لا يحتفي بنفسه كثيراً، ويكتفي بترويسة ظليلة تحت اسمه يعلن فيها تفوقه فهو: أرنتروبوس “الموقع العربي الأول للأنثروبولوجيا”! أبواب الموقع هي قصاصات ورقية صغيرة تثبتها دبابيس قليلة، الباب الأول يحمل مطالعة طويلة عن الأنثروبولوجيا: صفحة من الدفتر توجز ظهور هذا العلم الشامل والواسع، الذي يدرس الإنسان وأعماله، وتطور هذا العلم ومدارسه، مع وقفة سريعة على بعض من فروعه من الأنثروبولوجيا البيولوجية والثقافية إلى أنثروبولوجيا الجسد.
الموقع بسيط ولا يسمح بنصوص ترادفية، إلا أن مطالعاته ثرية للمبتدئين. الباب الثاني هو المسرد، وهو من إنتاج مدونة منتدى الأنثروبولوجيا، وكما يقول الموقع: “محاولة لإنجاز مسرد انثروبولوجي” موجه إلى طلاب هذا العلم، ويشتمل على قائمة طويلةً مفهرسة من مئات الأسماء لكتب عربية وأجنبية ومعاجم وموسوعات ومجلات وجرائد متخصصة أو مهتمة، ويرى الموقع بأنها أساسية لتمكين الطلبة من المعرفة، وضرورية للاطلاع عليها حتى لو بدت أحياناً بعيدة عن صلب الموضوع. يشمل ذلك عناوين كتب لمؤرخين ورحالة وعلماء عرب مثل إبن خلدون وابن طفيل وابن جبير، وصولاً إلى رواد الأنثروبولوجيا بمعانيها ومدارسها الحديثة أمثال كلود ليفي شتراوس وإميل دوركهايم وكليفوردغيرتز وآخرين.
أهم ما في الصفحة الرئيسية قسمان، واحد للموقع وآخر للأرشيف. يندرج تحت أقسام الموقع مداخل عدة منها الإثنوغرافيات والتيارات والحوارات والرواد وغيرها، ويشتمل كل مدخل منها على نصوص ومقالات وكتب كثيرة، تركز بشكل رئيسي على دراسات الإنسان العربي، تراثه وحكاياه، كما أساطيره وعاداته ومروياته.
في المباحث أيضاً دراسات أنثروبولوجية عن شعوب أخرى كالإسكيمو والقبائل الأفريقية. وفي الموقع أوراق وأبحاث مختارة من ملتقيات دولية عدة حول الانثروبولوجيا مثل: الملتقى الدولي “تصوف ثقافة وموسيقى”، والملتقى الدولي حول “المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية”.للموقع ميزة إضافية: بإمكان المتصفح تحميل العديد من الكتب القيمة والمجانية بصيغة إلكترونية وبطريقة سهلة جداً، يكفي الضغط على صورة الكتاب حتى يبدأ التحميل. يشمل ذلك الكثير من العناوين باللغة العربية في أرشيف الموقع الثري الذي يمتد حتى بدايات العام 2010″.

 

 

Exit mobile version