خامسا: طرائق البحث الأنثروبولوجي:
1-طريقة الملاحظة بالمشاركة :
طريقة يعتمد عليها الباحثون الأنثروبولوجيين باعتبارها الطريقة المثلى للحصول على المعلومات والبيانات التي تساعد على فهم الظواهر وتحقيق الفروض التي يضعها هؤلاء لتفسير تلك الظواهر التي يتوفرون على دراستها، وتتلخص عملية الملاحظة بالمشاركة في محاولة الباحث الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية المتنوعة التي يقوم بها أعضاء الزمرة الاجتماعية أو الجماعة موضوع الدراسة، بقدر ما تسمح الظروف والتقاليد، فمن خلال المشاركة في مناسبات الزواج والوفاة والميلاد والذهاب إلى السوق والتردد على مجلس كبار السن والزعماء المحليين وزيارة منتديات الشبان ووحدات الإنتاج،يستطيع الباحث الأنثروبولوجي أن يحصل على الكثير من المعلومات الحقيقية عن العلاقات القرابية والاقتصادية والسياسية في المجتمع موضوع الدراسة.(14).
تعتبر الملاحظة بالمشاركة الوسيلة الأساسية في العمل الحقلي, وكثيرا ما يعول عليها الباحث في اختيار البيانات التي يستخلصها بواسطة بعض الوسائل الأخرى، وهي ليست عملية ميسرة بل يمكن أن تتعرض للقصور بتأثير الأفكار المسبقة لدى الباحث, أو اتجاهاته الخاصة بالنسبة لرؤيته للآخرين, أو ميله إلى إضفاء تأويلات متسرعة على كل ما يلاحظ, أو عدم اهتمامه بالربط بين ما يلاحظ وبين السياقات المكانية والزمانية التي يتم في إطارها. ومصطلح الملاحظة بالمشاركة يتضمن فكرتين أقام عليهما بعض الباحثين موقفا ذا طرفين أحدهما يمثل الاندماج في المشاركة والثاني يمثل التركيز على الملاحظة والمهم أن هذا التقابل بين المشاركة الخالصة وبين الملاحظة الخالصة يشابه التقابل بين موقفي الاستغراق والانفصال اللذين يشار إليهما في الدراسة الحقلية الأنثروبولوجية كعملية ضرورية يقوم بها الباحث حتى يتمكن من فهم ما حوله وتسجيل ملاحظاته وتحليلاته عليه بعد ذلك.(15).
طريقة تاريخ الحياة :
لقد حدد “دولارد” في” محكات تاريخ الحياة”, عددا من القواعد لجمع واستخدام الوثائق الشخصية ذات الطابع السيري .فلقد دعا إلى تركيز الانتباه على الطريقة التي يربى بها الطفل, خصوصا في مرحلة بداية الحياة, حيث تتم التربية في كل اللحظات, وعلى دور العا�لة المتغيرة تباعا للمجتمعات وعلى تجربة الفرد مع تناولها باستمراريتها منذ الطفولة وحتى سن البلوغ, وعلى الوضعية الاجتماعية التي تجري التربية فيها, مثلما تظهر عليه موضوعيا بالطبع,ولكن أيضا مثلما تبدو عليه هذه الوضعية بالنسبة للمعني بها نفسه.
لقد نالت تواريخ الحياة, من سير، وسير ذاتية, بالإضافة عموما إلى كل الوثائق التي تسمى بيانية من رسائل وصحف حميمية, وتقارير حول حياة مجموعات إنسانية صغيرة مكتوبة من قبل أحد أعضائها, أهمية من الدرجة الأولى في الأنثروبولوجيا الأمريكية, والقصد من هذه الطريقة, هو توفير الفرصة لجعل كيان ما حياته وتطوره ومصيره, مفهوما وحيا, فالوقائع الإنسانية تندرج دوما في وجود زمني, ولا يمكن أن تفهم إلا بالرجوع إلى مصير خاص, لذا يبدو من المناسب عرض الحياة بتعابير ذات دلالة بالنسبة لأولئك الذين عاشوها .(16).
3-الطريقة الجينيابوجية :
كان “ريفر”ز قد وضع أسس هذه الطريقة وهو يعمل ضمن بعثة جامعة كمبردج عام 1898م وهي تقوم على أساس تتبع العلاقات بين الإخباري وسائر المرتبطين به قرابيا, وتسجيل ما يراه من بيانات تشمل الأسماء والأنواع وتواريخ الميلاد والزواج والطلاق والوفاة والإقامة وأنواع الروابط الزواجية ،والعمل، وغير ذلك من البيانات التي تفيد موضوع الدراسة, ويقوم الباحث باستخلاص هذه المعلومات في مذكراته خلال العمل الحقلي, ثم يقوم بعد ذلك بتفريغها في أية صورة تساعد على فهم العلاقات ولقاء الضوء على التنظيم الاجتماعي القائم, وعندما توضع هذه البيانات في صورة تخطيط هندسي فإنها تعبر تعبيرا سريعا وواضحا عن العلاقات والارتباطات وينبغي أن ينتبه الباحث منذ البداية إلى أهمية الحرص على تفهم معاني المصطلحات من وجهة نظر الأهالي بمعنى الأبوة الاجتماعية والبيولوجية, ومعنى البنوة المستمدة من الميلاد أو الرضاعة أو التبني أو غيرها, وكذلك طريقتهم في تقدير الأعمار وحساب التواريخ. (17).
4- طريقة الحالة الفرضية :
تقوم هذه الطريقة على بناء افتراضات حول عناصر الظاهرة؛ اجتماعية / ثقافية, و يسعى البحث إلى إثباتها والتحقق منها, حيث لا تظهر جماعة ما هذه العناصر إلا في حوادث أو حالات معينة, وبناء على ذلك تسعى هذه الطريقة إلى فصل حالات في حياة الناس تبعا لأشخاص وعلاقات وحوادث فرضية تتفق مع النماذج السائدة في ثقافة الجماعة, والتي يستخدمها الباحث لإدارة المناقشات وتوجيهها, مع أفراد الجماعة الموضوعة تحت الدراسة, ولذلك فعندما تكون الحوادث مصطبغة بمعنى غيبي سحري مشؤوم, مثل الولادة أو عندما تتضمن المسائل الاقتصادية وقائع لا يريد الفرد أن يكشف عنها إذا كانت تعنيه أو تعني شخصا آخر يمكن أن تجري المناقشة بحرية إذا لم يكن الشخص المعني موجودا . (18).
الطـرق الاسـقاطية :
وهي وسيلة للتوصل إلى الدوافع والاتجاهات الكامنة لدى الإخباريين, والتي لا يتم الكشف عنها من خلال الملاحظة والمقابلة, وحتى لو أراد الإخباري الكشف عنها فانه لا يستطيع أن يعبر عنها بسهولة ولهذا فان الباحث يرتب له بعض المواقف التي يتحدث خلالها بتلقائية تعكس حالته الداخلية, وقد استخدم “فرويد” اصطلاح الإسقاط Projection كوسيلة من وسائل الدفاع تحاول الذات من خلالها إضفاء دوافعها ومشاعرها على الأشخاص الآخرين أو الأشياء الأخرى ومن ثم تبقى بعيدة عن المستوى الشعوري وعالج كثير من علماء التحليل النفسي, هذه الفكرة في كتاباتهم موضحين أن إدراك الإنسان لمحتويات العالم الخارجي, لابد أن تتأثر بادراكاته السابقة ومشاعره واتجاهاته نحو الشخص الذي ينظر إليه, وعلى هذا الأساس, ابتكر العلماء عددا من الاختبارات التي تتيح الكشف عن نوعية استجابات الفرد للمؤثرات التي يراها أمامه, وهي لا تهتم بما إذا كانت هذه الاستجابات صائبة أم خاطئة لأن المهم هو كيفية رؤية الشخص لهذه المؤثرات وتفسيره لها, وكمثال على الاختبارات الاسقاطية, اختبار بقع الحبر ” لروشاخ” . (19).
6-المـقـابلـة :
إن الدافع لاستخدام المقابلة, أثناء إجراء البحث الأنثروبولوجي الميداني, هو السعي لمعرفة وجهة نظر أفراد مجتمع الدراسة, وأسلوبهم المتميز في النظر للأشياء والكائنات, ولن يتأتى هذا إلا باستخدام طريقة الحوار, والمقابلة كما نعلم نوعان : مقابلة موجهة ومقابلة غير موجهة, وينصح المختصين في مجال الأنثروبولوجيا باعتماد النوع الثاني من المقابلة , وذلك لأنه يعطي الحرية الكاملة والارتياح النفسي للشخص الذي تجرى معه المقابلة ( المبحوث ) للإدلاء بآرائه حول الموضوعات المستفسر عنها .
وخلال المقابلة يتلخص موقف الباحث في أن يكون مستمعا وملاحظا جيدا, فهو يستمع لكل كلمة تقال وفي الوقت نفسه يلاحظ كل الإيماءات والايعازات وحركات الأيدي وباقي أعضاء الجسم خلال الحديث, والاستماع يعني ألا يوجه الباحث أفكار الإخباري بل يساعده فقط على أن يعبر عنها بالصورة التي تفيد الدراسة, فينتبه جيدا إلى ما يقول, وعندما يتوقف يساعده على الاسترسال بإعادة آخر جملة ذكرها في صيغة سؤال, أو إثارة سؤال حول آخر ملاحظة أبداها, أو الربط بين الملاحظة الأخيرة وملاحظة واقعة أخرى سابقة, أو إدخال عنصر جديد في المناقشة ليكون نقطة انطلاق جديدة لمزيد من الأسئلة, وفي كل هذه الحالات ينبغي أن تظل المناقشة تحت سيطرة الباحث دون أن يشعر الإخباري بذلك.(20). المقابلة كما ذكرت نوعان:
أ- المقابلة الموجهة :
هي عكس المقابلة الحرة, ففي هذه الحالة يقوم الباحث بإعداد استمارة تحتوي على مجموعة من الأسئلة توضع غالبا بدقة محكمة ومضبوطة, حول الموضوع أو الظاهرة التي نريد دراستها, وبعد ملأ الاستمارات من طرف أفراد العينة المحددة, يسترجعها الباحث, ليقوم بتفريغها, وقليلا ما تستخدم المقابلة الموجهة في الدراسات الأنثروبولوجية , إلا إذا أجري البحث الأنثروبولوجي في مجتمع متطور أو متمدن, خصوصا وأن الأنثروبولوجيا في وقتنا الحالي صار مجال اهتمامها أيضا المجتمعات الصناعية أو المجتمعات الحضرية, وسيظل استخدام المقابلة الموجهة, أو إعداد استمارة أثناء دراسة مجتمعات بدائية, أو قروية غير مجدي, لأن ذلك يكون مثار شكوك وقلق من طرف الأهالي تجاه الباحث الذي ينظر إليه على أنه غريب, وبالتالي فالأنسب في مثل هذه المجتمعات هو الاعتماد على المقابلة غير الموجهة .
ب- المقابلة غير الموجهة :
المقصود بالمقابلة غير الموجهة, أو المقابلة الحرة, هي أن يعمد الباحث للاتصال بأفراد, غالبا ما يتمتعون بشأن ومكانة داخل الجماعة, حيث يمتلكون رصيدا هائلا من الأخبار و المعلومات سيما ما تعلق منها بالبناء الثقافي, والبناء الاجتماعي للمجتمع, ويقوم الباحث بتوجيه أسئلة منوعة لهؤلاء الإخباريين ويترك لهم حرية الإجابة, فيسترسلون في الكلام, وعلى الباحث أن لا يقوم بتوجيه إجاباتهم وجهة معينة وفي هذه الحالة على الباحث أن يقوم بتسجيل جملة الإجابات .
7-الاعتماد على الإخباريين :
الإخباريون هم الأشخاص العارفون بـ “النشاط”, أو ” الحدث ” , أو” القضية ” موضوع البحث, بمعنى أن الباحث الأنثروبولوجي, إذا أراد مثلا أن يقوم بجمع مادة علمية حول ” التنشئة الاجتماعية للأبناء ” فعليه في هذه الحالة أن يسأل الآباء عن أساليب تعاملهم مع الأبناء من الجنسين من حيث التوجه والمراقبة والنصح والعقاب والتدريب …الخ, كما أن عليه أن يسأل أيضا المشتغلين بالتربية والتعليم والتقويم ويسأل الأجداد حول رؤيتهم لطرق التربية المعاصرة, كما يسأل الأبناء في رؤيتهم للمعاملة التي يلقونها داخل الأسرة .(21).
وتحديد فئة الإخباريين من قبل الباحث, يرجع بدرجة كبيرة, إلى نوعية الدراسة أو البحث, فإذا كانت الدراسة حول ظاهرة النزاعات والصراعات بالطرق العرفية, فالباحث في هذه الحالة يتصل برؤساء القبائل والأعيان, والأفراد العارفون الذي يعود إليهم في فضل النزاعات والخصومات الأهلية, ولابد على الباحث الأنثروبولوجي أن يعمق صلاته بفئة الإخباريين ويا حبذا الوصول معهم إلى درجة الألفة والثقة, كي يحصل منهم على المعلومات المفيدة, والكافية, التي تخص موضوع البحث أو الدراسة, ويمكن للباحث لتعميق الصلة بالإخباريين أن يقدم لهم بعض الهدايا أو الخدمات, دون أن يجعل ذلك ثمنا أو مقابلا للمعلومات التي تقدم له .
سادسا: العلاقة بين منهج البحث، وطريقة البحث:
إن من أهم مواصفات الدراسة الأنثروبولوجية أنها دراسة تكاملية وشاملة, أي لها نظرة شاملة للنظم والظواهر الاجتماعية, وذلك في ارتباطها بالمناخ الاجتماعي من جهة, وبالجانب الأيكولوجي أو البيئي من جهة ثانية, وعموما فالحقائق الأنثروبولوجية تفسر من خلال ترابط عناصرها ومكوناتها بعضها ببعض, وقد كان تطور وتعدد المناهج في مجال الأنثروبولوجيا إستلزاما لتطور مجالات الأنثروبولوجية وموضوعاتها وإهتماماتها البحثية ومدى الاستفادة المرجوة من وراء ذلك, فمن حيث مجال الدراسات الأنثروبولوجية, فنجد إهتماما بتطور الإنسان من الناحية الفيزيقية, ومن جهة أخرى دراسة حياته الاجتماعية والثقافية مما يجعل الاعتماد على المنهج التجريبي في الأولى, واعتماد المنهج الوصفي أو المنهج المقارن في الأخرى
وبإطلالة تاريخية حول تطور الأنثروبولوجيا فنجدها قد بدأت من خلال إنجاز بحوث أو دراسات مونوغرافية ” وصفية “, حيث كان يقوم الزائر الهاوي أو الرحالة أو حتى الباحث المختص فيما بعد بمجهود تجميعي ووصفي لحياة جماعة بشرية مصغرة, وذلك من خلال الكتابة عن إثنيتها وعاداتها وتقاليدها, ولباسها ونمط مسكنها … ثم تطورت الأبحاث الأنثروبولوجية شيئا فشيئا إلى بحوث مقارنة بين الجماعات والثقافات الإنسانية بغية تحديد مراكز الإبداع الثقافي الأولى, أو من أجل اكتشاف مدى التشابه بين الثقافات, ومحاولة تفسير ذلك, ثم تطورت مناهج البحث الأنثروبولوجية, حتى صارت تستخدم المناهج الإحصائية, وتساير جملة المبتكرات العلمية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وهنا فكرة هامة لابد من الإشارة إليها, وفحواها أنه لا يمكن في علم الإنسان الفصل بين النظرية والجانب الميداني, فالباحث يختار المنهج النظري, مما يسهل عليه تحديد فروضه العلمية التي تكون بمثابة المنطلق نحو تجميع المعلومات الاثنوغرافية المناسبة, وبعد عملية الجمع, يقوم الباحث بتحليل وتفسير المعطيات الميدانية التي قام بجمعها, وفي كل هذا, على الباحث بعد أن يلم ويحدد موضوع ومنهج البحث, والنظرية المتعلقة بذلك, عليه أن يتحلى بالموضوعية, فهذه الأخيرة هي جوهر العلم .
فلا يمكن للباحث الأنثروبولوجي, قبل ذهابه إلى الميدان, أن يكون في رصيده مجموعة من الأحكام المسبقة, عن مجتمع الدراسة, كأن يحكم عليهم بالهمجية أو التخلف, وما شابه ذلك من أحكام, ففي هذه الحالة يبتعد الباحث عن الحقيقة العلمية, ويظل مجهوده كاملا مركزا نحو إثبات وإبراز الأحكام المسبقة وبالتالي يكون بحثه خاليا من الموضوعية .
هناك من الباحثين من يرى أن هناك فرق جوهري بين مناهج البحثMéthodologie ، وطريقة البحثMéthode، أو آلية البحث، فالأولى تعني عدة نهوج متباينة السبل في استقصاء ودراسة الواقع، أي عدم اقتصارها على جمع المعلومات والبيانات، بل قياسها من خلال فرضيات تحتمل البرهنة، أو الرفض لتصل في النهاية إلى نتائج تحلل حسب المنطق الذي تعتمد عليه، وقد يكون منطق تجريبي، أو بنائي، أو صراعي أو نفسي- اجتماعي، فتنمطه بنصوص نظرية تتناسب مع واقع الدراسة أي تحويل الواقع المدروس إلى تفاسير وتحاليل ذهنية مجردة، في حين تعني طريقة البحث أدوات جمع المعلومات و البيانات فقط خالية من الاحتمالات والتحاليل، والبرهنة، و التفاسير الذهنية المجردة.(21).
إذا كانت مناهج البحث الأنثروبولوجي تشير إلى الأساليب المنهجية العامة التي يستخدمها الباحث للوصول في نهاية المطاف إلى النظرية أو القانون، فان الطريقة الأنثروبولوجية لدراسة المجتمع تعني تطبيق قواعد المنهج نفسه في دراسة مجتمع ما دراسة أنثربولوجية في زمان ومكان معينين، فإذا كان المنهج الاثنوغرافي يتحدث عن ضرورة جمع وتسجيل المادة الاثنوغرافية في مجتمع ما عن طريق الدراسة العلمية الموضوعية، فان طريقة الملاحظة بالمشاركة، وتاريخ الحياة تعد من الطرق الأنثروبولوجية التي يمكن أن يحصل منها الباحث على معلوماته الاثنوغرافية من الميدان تمهيدا لوضعها موضع التفسير والتحليل، والمقارنة والتأويل، وإذا كان المنهج المقارن منهجا عاما يستخدم في مجال الدراسات الأنثروبولوجية، والسوسيولوجية، والتاريخية، والأدبية، فان استخدام طريقة المقارنة في الدراسات الأنثروبولوجية يعد جانبا تطبيقيا لهذا المنهج في مجال علم الإنسان.(22).
لخــاتمـة :
هناك فرق بين المنهج الأنثروبولوجي والطريقة الأنثروبولوجية, فإذا كان منهج البحث الأنثروبولوجي هو جملة الخطوات أو الأساليب التي يعتمده الباحث أثناء القيام ببحث علمي, ويكون هدفه في النهاية هو الوصول إلى نظرية أو قانون أو تعميم, فان الطرقة الأنثروبولوجية تعني تطبيق قواعد المنهج الذي تم اختياره أثناء القيام بدراسة مجتمع ما, دراسة أنثربولوجية .
وإذا كانت مناهج البحثMéthodologie ،تعني عدة نهوج متباينة السبل في استقصاء ودراسة الواقع، أي عدم اقتصارها على جمع المعلومات والبيانات، في حين تعني طريقة البحث أدوات جمع المعلومات و البيانات فقط خالية من الاحتمالات والتحاليل، والبرهنة، و التفاسير الذهنية المجردة .
ونظرا لصعوبة التقيد بالموضوعية, في مجال العلوم الإنسانية, فغالبا, ما ينساق الباحث دون شعور منه لأن يتحيز لإيديولوجيته, أو أحكامه الشخصية, أو ينحاز في دراسته لسلالة دون سلالة أخرى ونظرا لهذا الإشكال الذي يقلل من قيمة النتائج المتوصل إليها أثناء إجراء الأبحاث والدراسات, فقد حاول العديد من الأنثروبولوجيين أن يضعوا جملة من الضوابط رغبة منهم من أجل الوصول إلى تقنين المنهج أثناء القيام بالدراسة الميدانية, وللقضاء على مشاكل البحث المطروحة في مجال الأبحاث الإنسانية والاجتماعية, انتهج الأنثروبولوجيون عدة طرق علمية موضوعية, من أجل التوصل إلى نتائج علمية سليمة.
هـوامش الجزء الثالث
(14)- فتحية محمد إبراهيم وآخر : مدخل إلى مناهج البحث في علم الإنسان ” الأنثروبولوجيا ” , دار المريخ, الرياض, السعودية, 1988, ص185.
(15)- Pierre Erny;Ethnologie de L’éducation , Presses universitaires de France , Pari .1981.
(16)- فتحية محمد إبراهيم وآخر : مدخل لدراسة الأنثروبولوجيا المعرفية، مرجع سابق ،ص 203.
(17)-عيسى الشماس : المدخل إلى علم الإنسان, منشورات اتحاد الكتاب العرب, دمشق, ص88.
(18)- فتحية محمد إبراهيم : المدخل إلى مناهج البحث في علم الإنسان, دار المريخ للنشر، الرياض، 1992، ص194.
(19)- فتحية محمد إبراهيم وآخر : نفس المرجع .ص191.
(20)- محمد عبده محجوب : طرق ومناهج البحث السوسيوأنثربولوجي , دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية، 2005, ص55, ص56.
(21)- معن خليل عمر: مناهج البحث في علم الاجتماع، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،2004،ص20.
(22)-زكي محمد إسماعيل: الأنثروبولوجيا،شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، 1982، ص107.
السلام عليكم
كيف يمكن ان احصل على كتاب مدخل الى مناهج البحث في علم الانسان الانثروبولوجيا نسخةpdf مع الفهرس لو سمحت وشكرا لك
للأسف الكتاب المذكور غير متوفر في صيغة pdf