إعداد الدكتور: علي الحاجي*
طبيعة ومفهوم المنهجية الأنثروبولوجي:
من كل ما أشرانا إليه فيما مضى، ومن خلال تلك الميادين والتيارات الفكرية التي بني عليها علم الأنثروبولوجيا يتبين أن الدراسات الأنثروبولوجية متعددة وكثيرة الفروع. ولهذا كان طبيعياً أن يستخدم علماء الأنثروبولوجيا مناهج بحث متعددة وأساليب لجمع المعلومات متنوعة. فمنها ما يشترك فيها الأنثروبولوجي مع غيره من الباحثين في مجال الدراسات الأنسانية كعلم النفس وعلم الأجتماع، وعلم الأقتصاد، ومنها ما هو خاص ينفرد به علم الأنثروبولوجيا وبالذات الأنثروبولوجيا الطبيعية (الغيزيقية) حيث يستخدم الباحث المنهج التجريبي، ومنهج الملاحظة العلمية، أو منهج القياsس الأنثروبولوجي (الأنثرومتري).
ومن منظور آخر، فأن الدراسات الأنثروبولوجية تمتاز بترابطها وتكاملها وبنظرتها الشاملة للنظم والظواهر الأجتماعية. فالباحث يفسر الحقائق الأنثروبولوجية على أساس ترابطها وتشابكها بعضها بالبعض الآخر. وهنا يمكن أن نستعرض العديد من المناهج البحثية التي يستخدمها الباحثون في ميدان الأنثروبولوجيا بمختلف فروعها وأنماطها.
طريقة المنهج الأثنوغرافي Ethnoghraphic Resaareh:
هذا المنهج من أشهر المناهج المستخدمة في الحصول على معلومات علمية دقيقة حول الظاهرة المدروسة. المبدأ العام المبني عليه هذا المنهج هو أن الباحث يحصل على المعلومات والبيانات حول الظاهرة الأجتماعية التي يريد دراستها من واقع الميدان ذاته. فقد بدأ الباحثون من تحديد مجال البحث بدقة وعناية، وتحديد الظاهرة بكل تفاصيلها ودقائقها، وبكل موضوعية وتجرد. ثم أن الباحثين ارتحلوا إلى النظم الأجتماعية المراد دراستها، وعاشوا بين أفرادها لمدة لا تقل عن سنة، بحيث يتمكن الباحث من إتقان لغة ذلك وفهم دقائق علاقاته وعاداته وتقاليده ومعتقداته وشعائره، وكل ما يتصل بنظام حياته. (فهي بداية الأمر كانت هذه الطريقة تستخدم من قبل المبشرين المسيحيين). وهذا ما أطلق عليه بطريقة البحث العقلي (field Research).
وتعتمد الدراسة الأثنوجرافيه على ما يسمى بالملاحظة العلمية (scientific observation) وهذا النوع من المنهج على ثلاث أقسام:
1- الملاحظة المباشرة: Monography:
وهي طريقة علمية مباشرة للوصول إلى المعلومات الدقيقة حول الظاهرة المدروسة. وهي تهتم بدراسة المجتمعات البدائية من حيث عناصرها. العرقية أو السلالية، وأصولها الثقافية، ودياناتها وطقوسها وقيمها وتقاليدها.
والباحث يجب أن تتوفر فيه شروط:
– يجب أن يتدرب تدريباً دقيقاً على أساليب التفكير العلمي، والتي يجعل منه باحثاً محايداً هدفه الوصول إلى الحقيقة العلمية واكتشاف القوانين الدقيقة التي تحكم العلاقات الأجتماعية.
– يجب أن يكون دقيق الملاحظة، ويتحلى بالصبر وعدم التعجل في استنتاج النتائج.
– عليه أن يتعلم أفرادها وفهم نظام العاطفة الممزوج بنظام التخاطب، وبفكر بمثل ما يفكرون.
– إذا لم يتمكن من إتقان اللغة لضيق الوقت، أو لقلة الأمكانات، عليه أن يتخذ وسيطاً، أو مرشداً من أعضاء مجتمع الدراسة تتوفر فيه شروط الدقة والموضوعية والأمانه في نقل المعلومات والترجمة.
– على الباحث أن يسجل المعلومات فور الحصول عليها حتى لا تتعرض للنسيان أو الخطأ.
– على أن يستعين بكافة الوسائل التي تعيينه على الحصول على المعلومات الدقيقة في ذات الموضوع الذاتي يبحث فيه، قبل آلات التصوير، وآلات تسجيل الأصوات والخرائط الجغرافية والبيانية، والاستفادة من أحدث الوسائل العلمية في جمع البيانات وتصنيفها وجدولتها.
– أن يتم جمع البيانات بطريقة تلقائية لا تشعر الآخرين بأنهم مراقبين أو مقصودين، مثل المشاركة في الأحاديث العابرة، أو في بعض الشعائر والمراسم والعادات.
– ومن الوسائل المفيدة والمساعدة في هذا النوع من الدراسات هو الاستفادة مما يسمى بجدول البحث الاستقصائي schedule، أو بما يسمى الاستفتاء Questionableبشرط:
– أن يستعين الباحث بالأسئلة التي أعدها الأثنوغرافيون. ومن أشهرها أسئلة إفو كارت (Foucart). والتي وضعها عام 1919م. وكان يعمل في مصر، وهو متخصص في مجال الجغرافية فقط وضع حوالي 1200 سؤالاً تتناول كافة المعلومات التي يمكن أن يحتاجها الباحث الأثنوغرافي. وتعتبر مرشداص يستهدي بها الباحث لبناء أسئلة جديدة تتعلق بالمجتمع الذي سيقوم بدراسته. ويمكن أن يستعين الباحث بنماذج أسئلة تورغو Turgo، عن النظم الأقتصادية، وأسئلة كيندل Caindle عن الفولكلور الشعبي، وهكذا…
– بعد حصول الباحث على المعلومات والبيانات التي يحتاجها في دراسته يقوم بتبويبها وتصنيفها إلى مجموعات متجانسة، وفي شكل تكرارات، إحصائية، تفيد في الوصول إلى استنتاجات محددة. حيث يتمكن الباحث الأنثروبولوجي بهذه الطريقة أن يصنف بعض النظم الأجتماعية إلى أنماط محددة، كتصنيفهم على أساس نوع القرابة العائلية، أو الدينية، أو العرقية، أو المنافع الاقتصادية، أو نظام الحقوق والواجبات، أو المراكز الاجتماعية للأفراد…إلخ. أن يخلو من الصياغة اللغوية الغامضة. أن يستخدم الألفاظ المتداولة. أن يكون المجتمع المدروس على وعي كافٍ بحيث يتمكن من الأجابه بطريقة مباشرة على مثل هذه الوسائل العلمية. 1- الملاحظة المباشرة: Monography:
2- الملاحظة غير المباشرة:
يعتمد هذا الأسلوب الأثنوغرافي على جميع المعلومات والحصول عليها من خلال مصادر أخرى كالرجوع إلى آراء ومؤلفات الباحثين والدارسين السابقين أو المعاصرين، أو الاعتماد على ملاحظات ومشاهدات الرحالة والمسافرين، أي اعتماد الباحث على المصادر والوثائق والرواية التي تكون ذات علاقة بموضوع الدراسة. وفي هذه الحالة يجب أن يعتمد الباحث على شروط منها:
أ. تدقيق الباحث في المصادر والإحاطة بها.
ب. فهم الباحث ما تحتويه تلك المصادر من معلومات.
ج. استبعاد المصادر والمعلومات التي يعتريها الشك.
د. الابتعاد عن المعلومات التي تأتي من غير المتخصصين في موضوع الدراسة.
وأن المصادر، أو المعلومات التي يمكن أن يستفيد منها الباحث في هذه الطريقة على أنواع كثيرة منها:
أ. المصادر أو المعلومات المكتوبة، أو المروية بالتواتر.
ب. المعلومات التي يمكن استنباطها من الأساطير أو انعلكلور الشعبي كالأغاني والموسيقى والقصص والأمثلة التقليدية وروايات البطولات التي يتناقلها أفراد المجتمع وما ينسج حولها من أساطير.
ج. العادات التقليدية والمعتقدات الشائعة بين الناس، وكذلك آداب السلوك التي يراعيها أفراد المجتمع.
هذه الطريقة أقرب ما تكون من طريقة الملاحظة المباشرة التي تمت الإشارة إليه ويطلق عليها المتخصصون عدة تسميات منها:
– طريقة التداخل الوظيفي Functional Participation.
– طريقة الملاحظة غير النظامية Unstructured observation.
– الطريقة الكلية: Holistic approach:
وهذه الطريقة تتعلق بتحديد الدور (Role) الذي يجب أن يقوم الباحث به عندما يكون في مجتمع الدراسة، حتى يتمكن من الحصول على ما يسمى بالمعلومات الموضوعية المتصلة بالقضية المدروسة، أو المجتمع المدروس. والمقصود بالمعلومات الموضوعية، هو فهم طبيعة البناء الذي يتكون منه المجتمع (social structure) وفهم دقيق لثقافة ذلك المجتمع (social culture).
ودور الباحث، معناه المعايشة الفعلية بين أفراد المجتمع المراد دراسته بشرط الابتعاد عن أي سلوك أو تصرف قد يغير من عادات وتقاليد ذلك المجتمع. وأن يتمكن الباحث من إزالة عوامل الريبة والشك حول دوره وهو مهنته. أي على الباحث أن يعزز دوره في أداء مهمته باكتساب ثقة أفراد المجتمع المراد دراسته. وأن يكون في قرارة نفس الباحث أنه جاء من ثقافة أخرى، وأنه ابن ثقافة تختلف عن ثقافة المجتمع المدروس. وعلى الباحث في أداء مهمته ودوره أن يتعلم لغة ذلك المجتمع المبحوث، ويجيدها بشكل دقيق حتى يتقن طريقة تفكيرهم وتصوراتهم وعلى الباحث أن يكتب تقريراً مباشرة ويومياً عن كل ما يلاحظه (Field Notes) ويشاهده أي عمل كل صغيرة وكبيرة أو شاردة وواردة. 3- الملاحظة بالمشاركة: Participant observation:
طريقة المقابلة: Interview Method:
وهو منهج آخر ومهم جداً في الدراسة الأنثروبولوجية. وهذا المنهج يعتمد بطريقة أو بأخرى على تحديد أسئلة دقيقة حول الظاهرة الاجتماعية المراد دراستها، ثم مقابلة عناصر المجتمع وجزء دقيق منهم، للإجابة عن تلك الأسئلة. والمقابلة على قسمين:
القسم الأول:
المقابلة الموجهة Guided Interview:
وهي طريقة يقوم على إعداد استمارة مبنية من عدد من الأسئلة. وتصاغ الأسئلة بدقة، وتكون مفاهيمها مرتبطة بصورة مباشرة بموضوع الدراسة وتشتمل على عدة إجابات محتملة ليكن أن تملأ الأستمارة بسرعة، ويسهل تفريغها في جداول. ويقوم الباحث بقراءة الأسئلة أمام الشخص المراد مقابلته، ويترك له حرية الأجابة عن تلك الأسئلة، ويقوم الباحث بتسجيل الأجابات وفقاً لبنود الأستمارة سلباً أو إيجاباً أو احتمالاً. وهي طريقة أكثر ما يستخدم في المجتمعات المتحضرة والمتمدنة. ولا يمكن استخدامها في المجتمعات البدائية لعدم وعيها ودرايتها بأهمية المعلومات التي لديهم ولشكوكهم حيال مثل هذه الدراسات.
القسم الثاني:
طريقة المقابلة غير الموجهة:
وهي تعتبر من الطرق الرديفة التي تعزز طرق جمع المعولمات الأخرى، مثل طريقة الملاحظة بالمشاركة وقوام هذه الطريقة يعتبر على مقابلة بعض أفراد المجتمع بالذات الأفراد البارزين والقياديين الذين يتمتعون بسمعة طيبة بين أفراد المجتمع المدروس. والباحث هنا عند اختياره مثل هذه الشخصيات يحاول أن يكتسب ثقتهم وتكون بينه وبينهم علاقات طيبة تجعلهم يفتحون قلوبهم له، ويوفرون له الحقائق والمعلومات الصحيحة والدقيقة غير المزيفة. مثل هؤلاء يعتبرون بالنسبة للباحث إخباريون. إذ يتيح لهم الباحث فرصة الإجابات المطولة عن التساؤلات التي يطرحها دون توجيه أو تدخل. وعندما يتنقلون في الحديث من موضوع إلى آخر عليه أن لا يحاول إيقافهم أو قطع حديثهم، بل يشجعهم على ذلك ويدعوهم للاسترسال في الحديث الذي يهم الباحث وبطريقة لبقة.
الباحث هنا وبكل حذر وبدون تصرف يثير الشك والريبة، عليه أن يدون كل ما يسمعه أو تسجيلها بالآلات الحديثة. وإذا كان هناك من ممانعة في التسجيل على الباحث أخذ النقاط الأساسية والخطوط العريضة، ثم يدون التفصيلات بعد الانتهاء من المقابلة مباشرة. هذه الطريقة مفيدة لأنها تظهر خصائص الأفراد الشخصية وسماتهم الذاتية، من خلال إعطائهم معلومات تفصيلية عن الموضوعات التي تدور حولها الأسئلة.
القسم الثالث:
السيرة التاريخية أو سيرة الحياة:
وهي من الطرق التي يستخدمها الأنثروبولوجيون أثناء الدراسة الميدانية:
– وهي مبنية على تدوين أهم الأحداث التي تمر في حياة بعض أفراد مجتمع الدراسة. حيث يطلب الباحث من الفرد المعني أن يقص عليه تاريخ حياته منذ أن كان طفلاً صغيراً حتى تاريخ الحديث أو اللقاء.
– يجب على الباحث هنا أن يبني صلة طيبة مع الفرد المعني حتى تتوثق العلاقة، ويفضي الفرد المعني بمعلومات معتمدة وصادقة يمكن الاعتماد عليها. هذه الطريقة جيدة. واجتماعية وتعطي للفرد المعني نوعاً من الأهمية، ولكنها في نفس الوقت لا تخلو ن صعوبات منها: صعوبة تذكر الأحداث القديمة وإمكانية الإدلاء بمعلومات كاذبة.
– هنا يتمكن الباحث من التأكد من صحة المعلومات من خلال دراسة سيرة أكثر من فرد، ومقارنة معلوماتهم والأخذ بالمعلومات التي يتفقون عليها.
– هذه الطريقة تفيد الباحث في الحصول على كثير من المعلومات الاثنوغرافية الثقافية، على الأخص إذا كان الفرد المعني، ذا مركز هام في المجتمع، سواء كان ذلك المركز سياسي أو اقتصادي أو عقائدي.
– يتمكن الباحث من أن يعزز صدقية معلوماته كذلك بدراسة تاريخ حياة الأسرة. حيث يجمع معلومات من عدة أشخاص ينتمون إلى أسرة واحدة وأن يكون سرد تاريخ الحياة بطريقة تلقائية بعيدة عن التكلف أو الانفعال.
– هذه الطريقة مفيدة وفعّالة لدى الأنثروبولوجيين الذين يهتمون بدراسة الثقافة والشخصية، أو الذين يهتمون بما يسمى بالأنثروبولوجيه النفسية.
القسم الرابع:
طريقة المقارنة: comparative method.
– أساس هذه الطريقة هو عدم الاكتفاء في الحصول على المعلومات والتوثق منها على دراسة ميدانية واحدة، بل على دراسات ميدانية متعددة. وهذا الأمر يتيح المجال للباحث كي يقوم بالمقارنة بين تلك الدراسات. وهي أقرب ما تكون إلى الطريقة العقلية التحليلية بالنسبة للباحثين الأنثروبولوجيين حيث يصل الباحث إلى تعميمات دقيقة من خلال الاعتماد على عدة دراسات وليس من خلال دراسة واحدة على أن تكون تلك الدراسات قد طبقت على مجتمعات مختلفة في تكويناتها ونظمها. فكل دراسة جديدة توسع في مجال المقارنة والتحليل بين النظم الاجتماعية والأنساق الثقافية. على ذلك يتمكن الباحث باستخدام هذه الطريقة أن:
أ. يفهم البناء الاجتماعي كله وليس جزء منه.
ب. يكشف عن الوظائف الاجتماعية التي تؤديها النظم الاجتماعية.
ج. الكشف عن التأثيرات المتبادلة بين النظم الاجتماعية.
– إذا تمكن الباحث من فهم تلك الوظائف الثلاث بالنسبة لمجتمع واحد بعينه، يتمكن بعد ذلك مقارنة تلك الوظائف بمثيلاتها في مجتمعات أخرى.
– ويجب عند المقارنة استخدام الدراسات الميدانية المشهود لها بالعلمية والموضوعية والتي نفذها المتخصصون في الأنثروبولوجيا بفروعها المختلفة.
– هناك تقليد علمي، في هذا المجال يسمى بتعقليد “مالينوفسكي”.
ويستخلص مفهوم هذا التقليد في أن يتخصص الباحث الأنثروبولوجي في مجتمع واحد أو على أكثر الأحوال في ثلاثة مجتمعات، بحيث يقضي الباحث حياته العلمية كلها في الكتابة عن تلك المجتمعات ودراستها وتحليل بناءها الاجتماعي وذلك بغرض الوصول إلى فهم عميق لأنماط وخصائص نظمها الاجتماعية.
وقد أكد الباحث مالينوفسكي بأنه لا يمكن فهم الحياة الاجتماعية لدى شعب من الشعوب البدائية إلا إذا درست دراسة عميقة ومركزة. وقد نفذ مالينوفسكي تأكيده هذا عندما درس قبائل “التروبرياندر” إحدى قبائل شرق آسيا الكبيرة، دراسة مطولة استغرقت أربع سنوات، وكان أول من استخدم لغة الأهالي في جمع المعلومات. وقد أتاحت له هذه المدة الطويلة فرصة التعمق والتغلغل في الحياة الاجتماعية لتلك القبائل. وقد انتقد بعض الباحثين تقليد مالينوفسكي.
حيث أن التركيز على مجتمع واحد يستنفذ جهد الباحث ويؤدي إلى قلة تحدد الدراسات وهذا الأمر يعرقل الدراسة الميدانية المقارنة،ـ نتيجة لقلة الدراسات.
– ولتلافي هذه الإشكالية، تمّ اقتراح نوع جديد من المقارنة سمي “بالمنهج التجريبي المقارن”. وهو يعني أنه يقوم الباحث الأنثروبولوجي باستنتاج عدة نتائج من دراسية العميقة والمطولة لمجتمع واحد، ومن ثم يقوم الباحث ذاته أو باحث آخر بالتحقق من صحة وموثوقية تلك النتائج تجريبياً وذلك بمطابقتها نتائج دراسات أخرى مشابهة وتحمل نفس المفاهيم. وبذلك تتسع صحة تلك النتائج بصورة تدريجية، وتتحول من كونها مجرد فروضا لتصبح قوانين أو مبادئ عامة.
– ومن العلماء الذي طبقوا هذه الطريقة هو الباحث “شنايدر” عن فحث النتائج التي توصل إليها الباحث “برتشارد” في دراسته لقبائل “التنوير” في السودان. حيث أخذ “تشنايدر” نتائج تلك الدراسة وطبقتها على قبائل “الزولوا” في السودان لذلك وهناك أمثلة متعددة في هذا المجال.
* المقالة مقتبسة من سلسلة محاضرات أنثروبولوجيا التربية للدكتور علي الحاجي