أصدر أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) العدد الأول من مجلة “الثقافة الشعبية”، في حفل أقيم مؤخرا في العاصمة البحرينية المنامة.
وتحتوي المجلة على موضوعات علمية متخصصة في التراث الشعبي العربي بصفة خاصة والعالمي بصفة عامة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، وتقع في 240 صفحة ملونة وتصدر كل ثلاثة أشهر.
ومن بين الموضوعات التي تتناولها المجلة المعتقدات والعادات التي تمارس في المجتمعات، والموسيقى والرقص والفنون الشعبية، كما ستركز على الأدب الشعبي والحرف والصناعات التقليدية إلى جانب الدراسات والبحوث الخاصة بالثقافة الشعبية الواسعة.
رسالة للتراث
وقال رئيس تحرير المجلة المؤرخ البحريني علي عبد الله خليفة إن صدور مجلة الثقافة الشعبية من البحرين هي بمثابة رسالة للتراث الشعبي للعالم وهي فرصة لانفتاح البحرين على العالم.
وأضاف أن الوطن العربي بحاجة ماسة لمثل هذه المجلة العلمية المتخصصة في الثقافة الشعبية التي سينتظم صدورها وتواكب كل المستجدات على الساحة العربية والإقليمية. وأشار إلى أن المجلة ستعمل على إبراز أهمية التراث الشعبي العربي في التراث الإنساني العالمي من خلال الموضوعات والدراسات والبحوث التي ستنشرها.
وشدد خليفة على أهمية جمع وتدوين وتوثيق الموروثات الشعبية التي تمثل أحد مكونات الثقافة الوطنية لما لها من خصوصية في إبراز الهوية وتمييز الذات الوطنية. مشيرا إلى أنه ينبغي نقلها للأجيال القادمة دون التهويل في أمرها أو الانتقاص من قدرها.
مقر إقليمي
وقد شكلت إدارة المجلة هيئة علمية تضم أسماء من مخلتف الدول العربية إلى جانب الفلبين واليابان وأميركا والهند وكينيا وإيران وستتولى هذه الهيئة تحكيم المواد والبحوث المعروضة للنشر في المجلة التي ستوزع في أكثر من 20 بلدا.
وكانت المنظمة الدولية للفن الشعبي التابعة لمنظمة اليونسكو (IOV) اختارت البحرين في مايو/أيار من العام الماضي مقرا دائما للمكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يشار إلى أن العاصمة القطرية الدوحة كانت تستضيف مقر مركز التراث الشعبي الخليجي الذي كان يرأسه المؤرخ علي عبد الله خليفة منذ تأسيسه عام 1984، وكان يصدر مجلة الموروثات الشعبية إلا أنها توقفت عن الصدور نتيجة إغلاق المركز عام 2005 بسبب تخلي باقي دول الخليج عن دعمه ماديا.
وهذه افتتاحية العدد الأول:
خطوة في الحُلم
هوَ ذا العدد الأول من “الثقافة الشعبيّة” بين أيدي قرّائه. يعلن بداية تحقق الحلم ويُنبئ عن عورة الطريق إليه وفتنتها وسحرها الآخذ بمجامع القلوب والعقول.
حلم أن نلتفت إلى أعماق الإنسان فينا رصداً لتراثنا الثقافي الشعبي, بحثاً فيه ودرساً له ونظراً في ثرائه الذي لا يحدّ وغزارته التي لا نكاد نقدّر لها بداية ولا منتهى. تنوّعٌ يستعصي على الضبط ونفاسة لا تقدر لها قيمة.
هو السعي إلى الإحاطة بأصول الأنا فينا في زمن الخشية والحيرة والاضطراب إزاءَ توجّس الآخر منّا وتخبطنا في تقديم أنفسنا إليه. وأنّى لنا أن نفعل والنماذجُ تتعاورنا كأنّها تأخذنا من جذورنا
إنّه العددُ إلى فضاءات الرمز والخيال والشخوص الجميلة التي أمتعتنا لحظات الطمأنينة إلى أجدادنا وأصولنا وينابيعنا التي يهزّنا الحنين إليها كلّما هصرت قلوبَنا حرارة الشوق ووحشة الطريق، ينابيعُ لا نكاد نرتوي منها إلا لنظمأ إليها
إنّه الأمل في أن ندرك هذا التراث الجميل قبل أن يلفه النسيان ويضيع منّا فلا نهتدي إليه.
وطموحنا يتجاوز مجرّد الجمع. فنحن نصبو إلى إمعان النظر فيه ودراسته دراسة علمية مُحكمة المنهج صارمةَ الإجراء. فقد يكشف ذلك عمّا تردّدت ريشتُنا في رسمه عن أنفسنا صورةَ الإنسان يخفق قلبُه بالحب يحلم، يكدح ويشقى من أجل الحياة، من أجل أن يَسعد الآخرون، إنسانُ الكرم والنبل والإيثار.
ولقد باتت صفة العلمية من الصفات التي لا تكاد تدرك لمضمونها معنىً في ظروف بات أيّ كلام يَنسب نفسَه فيها إلى العلمية. لكننا نتوق إليها منهجاً وأداةً في التصوّر والإجراء، استناداً إلى جملة من المرجعيات تسيّجُ مجالها فالعلمية في جوهرها انتظام ومجانبة للمعيارية واستناد إلى الوصفية وانفتاحٌ على المساءلة وطريقٌ إلى المعرفة وعرةُ المسالك صعبة الدروب.
وعلى هذا الأساس فنحن لا ندّعي العصمة لما ننشرُ ونستكشفُ من البُنى المنغلقة على ذاتها المستعصية على النقد. نرحّبُ بالنصوص التي تحتملُ في صيغة بنائها إمكانَ المراجعة واستئناف النظر.
معرفة علميةٌ لا نريد لأفق انتظارها أن يظلّ حَسيراً منحصراً في عددٍ محدودٍ من الأكاديميين والمختصين. نصبو إلى أن تكونَ على ضبطها ودقّتها يسيرةَ الإدراك يُفيدُ منها الإنسانُ العادي إفادة العالم المختص ويتطلعُ إليها الجمهورُ الواسعُ تماماً كما يرنو إليها العالم الثبتُ. كلٌ يجد بغيتَهُ من الناحية التي تُشفي غلته. صرامة في يسر وقربُ مأخذٍ في غير تهافت. إنّه نمطٌ في المعرفة يحتاجُ أن نَبنِيَه شيئاً فشيئاً مؤمّلينَ إدراكهُ على نحوٍ ما.. في يوم ما .. هذا على أرض الحلم والبناء
وغاية المنى أن تجسّدَ هذه الفصلية التوجهاتِ العلمية لروحِ (ميثاق العمل الوطني) في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، الذي راهنَ على الثقافة باعتبارها العُمقَ الإستراتيجي لمشروعه الإصلاحي الرائد.
التحرير
فهرس العدد:
خطوة في الحُلم – المفتتح.
توثيق التراث الشعبي العربي .. قضية سياسية – آفاق
يعيش المجتمع الثقافي في العالم الآن مرحلة التوثيق .. فلن نجد في عصر المعلومات الذي نعيشه الآن سوى العمل الدؤوب من جانب المؤسسات العالمية على توثيق مقتنياتها، ومواردها العلمية
مظاهر التمييز ضد المرأة في الحكايات الشعبية – الحكايات الشعبية الروسية نموذجاً – آفاق
أينما وُجدت الحضارات وُجدت حكايات تروى لططفال. ورواية القصص لم تكن وسيلة لراحة وتسلية الطفل فحسب. بل لتلقينه المعايير الاجتماعية للأمة التي ينتمي إليها.
المعتقدات الشعبية وجذور ظاهرة السحر – عادات وتقاليد
لا ريب في أن استمرار بعض الممارسات السحرية مطلع هذا القرن الواحد والعشرين مما يثير الاستغراب، لأن إنسان هذا العصر يفترض أن يكون خلاصة لمسيرة إنسانية طويلة وإن ذهنه قد نما وبما يتناسب مع إنجازاته التكنولوجية الهائلة قياساً بعصر الأدوات البدائية وتفكير الإنسان الأول الذي قد يطلق عليه بعض علماء الأنثروبولوجيا تسمية الإنسان البدائي الذي يمثل مرحلة سابقة لظهور الإنسان المتحضر وأساليب تفكيره وتنوع إنجازاته في حقول المعارف الإنسانية كافة وعلى كل صعد مما يميز هذا العصر ويعطيه فرادة لا مثيل لها ويجعل له كيانأ لا يشبهه أي كيان لأي عصر آخر.
… احتفالات الخاصة في بلاد الطوارق – واحة جانت نموذجاً – عادات وتقاليد
ما يميز هذه الإحتفالات لدى مجتمعات “الطوارق” هو كونها تقتصر على المجموعات التي تسكن القصور دون غيرها من الجماعات ذات الثقافة الرعوية البدوية، فهي ترتبط بالجماعات الحضرية الذين يفضلون إطلاق عبارة “كيل آغرم” على أنفسهم عوض لفظة “طوارق” (تعني لفظة ((كيل)) في لسانهم بـ أصحاب أو أهل و ((آغرم)) بمعنى القصر، وتصبح العبارة المحببة لديهم هي أصحاب القصور أو القصورية
نماذج من أهم أشكال الرقص الشعبي العربي – موسيقى وأداء حركي
اختلفت الدوافع وتعددت وراء نشأة فن الرقص ومضمونه، غير أنه يمكن حصرها فى أكثر من اتجاه، فهناك الرقصات ذات المضمون الدينى وتلك المرتبطة بالطقوس وأعمال السحر، والتى انتشرت فى الحضارات القديمة.. الى جانب الرقصات التى كانت تهدف إلى الترفيه عن النفس.
اندثار الفنون الموسيقية البحرية من الواقع الفني الخليجي – موسيقى وأداء حركي
من المعلوم أن الحياة في الخلج تتقسم إلى مرحلتين، مرحلة ما قبل النفط، ومرحلة ما بعد النفط، ولقد مرت الكويت بظروف جعلت مرحلة ما بعد النفط، سابقة لمرحلة تلتها وهي مرحلة الغزو، الذي ترك أثرأ حادأ، وانكسارأ في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وقد أثر هذا الانكسار بشكل واضح فيما يقدم من فنون موسيقية أو تشكيلية، وحتى العمارة لحق بها شيء من هذا الانكسار.
الشعر النبطي في الجزيرة العربية والخليج – من شاعر القبيلة إلى شاعر المليون – أدب شعبي
تعارف الناس فى عصرنا الحديث على أن الشعر الشعبى هو الشعر الذي يقوله العامة من بسطاء الناس عفو الخاطر تعبرأ عن لحظة صادقة معاشة، لصيقة بالتكوين النفسي لقانلها، وقريبة من الحس الجمعي للطبقات الدنيا فى المجتمع.
أبو السعود الجارحي – صانع الفخار وسلطان المتصوفين – أدب شعبي
كانت المرة الأولى التي أسمع فيها عن سيدي “أبو السعود الجارحي” حين حكى لي صديقي عن صانع الفخار الذي ضاق به الحال فظهرت أولى كراماته ثم صار ملء السمع والأبصار فقررت أن أبدأ في صباح اليوم التالي رحلة البحث عن سيرة هذا الشيخ فإذا بي أمام “مغارة علي بابا” مليئة بقصص وحكايات وتواريخ وأساطير.
الهجرة في الأغنية الشعبية النسوية اليمنية (1) – من الروح المركونة ..إلى الجسد المهشم – أدب شعبي
على قدر ما تعكس الأغنية الشعبية أحوال المجتمع وتحولاته وشروخه وتصدعاته، فانها تكتسى بألوان الحزن والألم والحنين واللوعة ولا تخلو من فرح ونشوة وهيام وغرام على النحو الذي جعل مستوى البوح فيها علامة فارقة ومفارقة لتقاليد مجتمع قبلي رعوي محافظ وتخلخلها بعنفوان حاد لم يقيض لغيرها من أشكال التعبير الشعبى
التراث الثقافي غير المادي.. مصطلحاً خلافياً – منتدى الثقافة الشعبية
تضع مجلة (الثقافة الشعبية) في اعتبارها انتهاج أسلوب الحوار العلمي التخصصي المباشر عبر ندوات مغلقة لعدد محدد من الخبراء والاستشاريين المعنيين بالثقافة الشعبية، وبلأخص منهم أعضاء الهيئة العلمية للمجلة، وذلك لمناقشة القضايا الإشكالية في هذا الميدان والميادين الأخرى وثيقة الصلة به، وطرح التصورات والأفكار والمخارج المقترحة حولها بهدف إعداد مادة ثرية وحية للنشر في المجلة تحت باب (منتدى الثقافة الشعبية)، ونؤمل بأن يفتح هذا الباب في المجلة كلما دعت الحاجة إليه وكلما سنحت الظروف بترتيب لقاء حول موضوع ملح أو مهم.
البشت.. سيرة خيوط الذهب – حرف وصناعات
خان رمضان، خان كازروني، وساحة جامع الشيخ المهزع بالمنامة أكثر الأمكنة حضورأ في سير صانعي “البشوت” من الإحسائيين في البحرين. و”البشوت” جمع “بشت” باللهجة العامية، وبسمى أيضا “مشلح”، وهو عباءة الرجل في الخليج والجزيرة العربية، مكمل مهم للباس الوطني الرسمي.
فن الصياغة وصناعة الحلي الشعبية الفلسطينية – حرف وصناعات
ترتبط المصوغات ارتباطا قويا لدى شعوب العالم اجمع بالملابس الشعبية هي سمة مرتبطة بالزينة الا انها تضيف شكلا جماليا للملابس ففي كثير من الأحيان تغلب على طرز و الوان الملابس. فلدى العديد من الشعوب تشكل الحلي الاساس او القاعدة التي يستند الثوب، سواء الرجالي او النسائي عليها
دراسات حديثة في الثقافة الشعبية – جديد النشر
صدر خلال عامى 2006 و2007 مجموعة دراسات متنوعة فى الأدب الشعبى فى موضوعات الشعر والعديد والحكاية والموال والسير الشعبية والأغانى والأمثال، نبدأها بمجموعة الدراسات التى صدرت عن سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية بالقاهرة،
جمعية التقنيات القروية للمتوسط – جديد النشر
لكونه نقطة التقاء الهجرات للتجارة والثقافات المتنقلة دومأ، فإن البحر الأبيض المتوسط يعد مصدر ثابت لفن الحياة. وقد تبنت جميع ضفافه تلك المشاركات المختلفة التى تكشف هويته المتعددة والخاصة . غير أن هذه المعجزة لم تعط مجالأ للبحث فى التقنيات التى تشملها المهارات العملية
المنّز – في الميدان
المنز هو سرير الطفل قديماً ومهده، فقبل قدوم الوليد إلى الدنيا، يكون المنز قد أعد من جريد النخيل المجفف على هيئة قفص مستطيل مفتوح قاعدته في ثلثه العلوي لتكون موضع منام الطفل