مشهد 4 – تونس 2006
تدور السنوات دورتها الدائرة لألتقي بـ “كورين كومار” في تونس بعد سبع سنوات من لقائي الأول بها في المغرب، كنت قد تعرفت إلى مؤسسة “صندوق تجوال الشباب العربي المبادر (سفر)” التي وفرت لي منحة سفر إلى تونس للمشاركة في الدورة الخامسة للجامعة المفتوحة (في الفترة من 11 إلى 17 سبتمبر 2006) التي تنظمها مؤسسة ألتايير العالمية، وهي المؤسسة التي تديرها “كورين كومار”.
سبع سنوات حاولت خلالها تعلم المشي في طريق الغابة، وهممت بالبحث عن طريق النيل، وعقدت العزم على اقتفاء الأثر الثقافي والتاريخي لطريق الهلالية، تلك الطريق العريضة المتشعبة التي بدأت من البحرين وحتى الأطلسي. كثير من الحكايات والتجارب أبدعتها الجماعات التي صنعت التاريخ دون أن يذكرها التاريخ، وعلمت ذاتها دون أن تمتد لها يد التعليم الرسمي، وظلت قوية ومتماسكة رغم ضغوط تهميشها وإقصائها، تمنيت لو حكيت بعضًا من هذه الحكايات إلى أصدقائي الذين سألتقيهم في فضاء الدورة الخامسة للجامعة المفتوحة.
أول ما شد انتباهي ذلك الاسم الرمزي الذي أُطلق على فعاليات هذه الدورة: “شجرة الزيتون”؛ إنها الشاعرية التي تتصف بها ثقافتنا تجاه الإنسان والطبيعة والكون، تعبير شاعري يقاوم هدر مشاعرنا باسم المنطق والتفكير العلمي، وهدر حياتنا التاريخية التي لم تدخل مؤسساتنا أضابيرها لتستلهم من منجزها وخيالها الكثير والكثير، وهدر القيم الرمزية التي لم تكن في حسبان “الخبراء” في الجامعات والمنظمات، كان جميلاً أن يستدعيها فريق ألتايير سواء في اسم الدورة، أو في اختياره لمكان إقامتنا بمضيفة الشباب الكائنة في نهج السيدة عجولة بالحي العربي القديم، والمجاورة للسوق القديمة وورش الحرفيين وصناع النتاجات التقليدية، هو نفسه الحي الذي يأنس بجامع الزيتونة، وزاوية الكلاعي، وسيدي أحمد بن عروس، والزاوية الصغيرة التي درس فيها العلامة عبدالرحمن بن خلدون الواقعة في “نهج تربة الباي”. لقد أتاحت لي هذه الفرصة الاقتراب من الثقافة التونسية التقليدية خاصة الجانب المتعلق بالحرف والصناعات الشعبية، فقمت بتوثيق صناعة “الشاشية” التونسية الشهيرة (الطربوش)، وصناعة البرنوس والجبة، والصناعات الخزفية والخشبية، وصباغة القماش… إلخ. وأضفى فريق ألتايير أجواء حيوية مفتوحة، خارج الحوائط والأسقف الأسمنتية، يتسق مع المبادئ التي أسس لها معلم الفقراء والمقهورين “باولو فريري”، وعايشتها مع البسطاء العارفين بأن المعرفة لا تُستقى في الغرف المغلقة والقاعات المقبضة.
في الحديقة الجميلة لمقر ألتايير، أقيم حفل الافتتاح، ثم استهل الأستاذ عزام محجوب فعاليات الدورة في الحديقة نفسها، أنصتنا له وهو جالس تحت شجرة برتقال مثمرة يشخص لنا الأوضاع العالمية الراهنة من وجهة اقتصادية، والآليات التي تعمل بموجبها العولمة بخطابها الناعم وسلوكها المتوحش. وفي الحديقة كنا نتناول طعامنا ونستمع إلى الشعر والأغنية الملتزمة التي أُنشدت لفلسطين والعراق وحقوق شعوبنا وأطفالنا. وفي الحديقة كنا نعمق تواصلنا يومًا بعد يوم، ونتبادل الرأي ووجهات النظر حول الفعاليات والنقاش الدائر طوال اليوم، وفيها أيضًا اختتمنا أعمال الدورة.
استقبلنا فريق ألتايير الدؤوب، عاينت نموذجًا فريدًا من المؤسسات، يجعل النافرين من الأساليب العقيمة للمؤسسات – أمثالي – يجددون الأمل في وجود مثل هذا الفريق؛ مجموعة تعمل بطرائق نوعية فيها مزيج من المهارات التقنية والحب والتواضع والإخلاص والتواصل الحميم والشفافية ونقد الذات، تحافظ على الفكرة التي نشأت من أجلها المؤسسة ولا تفارقها.
في مطار القاهرة سردت لسماح وأماني وشادي توقعاتي للرحلة، وكنت قد اعتدت الارتحال بتفاؤل الواثق وسؤال الباحث عن أفق جديد ومعرفة جديدة، ثم دار بيني وإياهم أحاديث جانبية في الأيام الأخيرة، فأدركت أنها لم تكن توقعات فحسب؛ إنما كانت إرادة جماعية فاقت التوقعات. كنت أتأمل جميع زملائي كل يوم لأقرأ في عيونهم ما قرأت، فأشعر أنني في طقس جماعي بدت حميميته منذ اللحظة الأولى، وظلت تسري في وجداننا ونحن نتعاطى الحديث والاستماع والنقاش والمشاهدة والفن وفق برنامج الدورة الذي نُسج بعناية فائقة.
بالطبع، كنت مهتمًا بتوثيق فعاليات الدورة كما تعودت، فالتوثيق يمثل ركنًا رئيسًا من مبادرتي التي أخدمها (المأثورات الشعبية، الفنون والحرف التقليدية، التاريخ الشفهي للجماعات الهامشية والقرى المهمشة، حكمة البسطاء وخيالهم وآدابهم). فقمت بتسجيل كل الفعاليات مرئيًا وصوتيًا وفوتوغرافيًا، وأعددت تقارير يومية موجزة للمحاضرات وورش العمل والأفلام السينمائية والتسجيلية وعروض زملائي لمبادراتهم وأنشطتهم، وكذلك الفقرات الفنية المتميزة من موسيقى وغناء وشعر، وطقس الختام المتميز في الحديقة، حيث تحلقنا حول النار ممسكين بالشموع، لنسجل كلمات الوداع، ونغني، ونسمع الموسيقى، ونتهامس بالبقاء على عهدنا الإنساني الذي قطعناه بحب حقيقي.
دُعيت في ختام الدورة إلى المشاركة بمداخلة حول مبادرة “طريق الهلالية”، حيث ألقيت الضوء على السير الشعبية العربية، منتخبًا سيرة بني هلال بوصفها السيرة الوحيدة التي لا تزال تُروى شفهيًا على لسان الرواة والشعراء سواء المحترفين منهم بآلات موسيقية شعبية (ومعظمهم من فناني جماعات الغجر) أو غير المحترفين الذين يرون هذه السيرة إرثًا تاريخيًا لا يمكن التفريط فيه. وحددت على الخارطة مسار هذه الرحلة وأبعادها: جغرافيًا وتاريخيًا وسياسيًا وثقافيًا ولغويًا وأدبيًا. ثم طرحت مفهومي للتاريخ المدون (السائد والمقدس) وللتاريخ الشفهي (المهمش والمستبعد)، وأشرت إلى ضرورة الاهتمام بالحقل المعرفي الثاني بوصفه يمثل الجانب الأعظم من التعبير في مجتمعاتنا، وحين لا يكون في إمكاننا أن نكتب تاريـخ قسم هائل من التعبـير الثقافي لمجتمع أو لشعب ما، فنـحن بذلك نفتقد القـدرة على – والحق في – بناء وعي تاريخي بتراكمه الرمزي. وقد أثار العرض تفاعلاً ونقاشًا بين المشاركين لمدة ساعتين. وعلى إثر هذا التفاعل، تحمس عدد من المشاركين وضيوف ألتايير من الباحثين والصحافيين إلى مشاطرة الفكرة، وأسعدني حماس فريق ألتايير لدعم رحلة ميدانية إلى ولاية نابل بالوطن القبلي (شمالي شرق تونس)، للبحث عن رواة لتاريخ بني هلال، فكانت التجربة الميدانية التي استهدفت العيش في غمارها، لأعود بمعرفة جديدة حقًا.
انطلقنا في تمام الساعة التاسعة صباحًا من يوم الثلاثاء الموافق 19-9-2006. بصحبة الدكتور جلول عزونة والفنان الشاب عبدالخالق الأزرق. طوال الرحلة من تونس العاصمة حتى وصولنا لمنزل تميم، كان عزونة يقدم لي معلومات عن كل قرية نمر بها، وعن تاريخ بعضها، وعن طبيعة سكان بعضها الآخر، وعن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طالت عددًا منها. في الطريق، كنت على موعد مع مفاجأة، حيث قرأت لافتة تشير إلى اسم قرية “النخيلة”، وهو اسم القرية التي التقيت السيدة رتيبة فرغلي وحسني جاد وعبدالعاطي نايل، وتتبع مركز أبوتيج محافظة أسيوط. تتسم النخيلة المصرية بلهجة بدوية مختلفة عن لهجات القرى المجاورة لها، وهي لهجة أقرب إلى نطق المنطقة التي قمنا بزيارتها في “منزل تميم”، كما تتمتع النخيلة المصرية بوجود عدد من الرواة والشعراء الشعبيين الذين يؤدون سيرة بني هلال. وهو ما وجدته أيضًا في البقعة التونسية. وكان عليَّ أن أدون ملاحظة شديدة الأهمية: لقد مرت هذه الجماعات والقبائل على مصر باتجاه الغرب، ثم ردَّ قطاع منها إلى مصر بأسماء البلاد وباللهجات وبالوقائع التاريخية التي حدثت في بلاد المغارب. وهو أثر حي وقائم حتى هذه اللحظة على نحو ما كشفته الرحلة.
وصلنا منزل تميم في تمام الساعة الحادية عشر، قمنا بالتجول في السوق الأسبوعية في منزل تميم (الخضر والفاكهة والماشية والسلع الغذائية والاستهلاكية). التقينا مصطفى عبيد (خالي عْزَيِّزْ، 80 سنة) أثناء عمله في السوق واتفقنا على أن نلتقي في داره في الساعة الواحدة. جلسنا على مقهى في النادي الثقافي والتقينا بعدد من الشعراء والمثقفين بالمدينة وهم أصدقاء عزونة ودار حوار حول الثقافة الشعبية الخاصة بالمكان. قام عزونة بتوصية أحد الشباب من عائلته بتجهيز طعام الغداء لكي نذهب به إلى “خالي عْزَيِّزْ” وقمنا بشراء الفاكهة من السوق. وذهبنا في الموعد. كان “خالي عْزَيِّزْ” ينتظرنا وزوجته خارج الدار. وقد بدأ فعليًّا في الاطلاع على الجزء الأول لكتاب “سيرة بني هلال؛ روايات من جنوب أسيوط” الذي أهديته إياه، وقد صدر قبل أيام من سفري عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وقد سبق أن أوضح عزونة أن “خالي عْزَيِّزْ” قارئ نهم. وأنه حتى بلوغه سن الثالثة والثلاثين لم يكن قد تعلم القراءة والكتابة، لكنه استطاع أن يُعلم نفسه.
تناولنا طعام الغداء، ثم استمعنا إلى ما يحفظه ويعرفه خالي عْزَيِّزْ من أقاصيص بني هلال ومآثرهم. حيث روى لنا قصة من قصص الجازية الهلالية التي تمثل نموذجًا لحكمة المرأة العربية وجمالها في آن معًا. والقصة تحكي وقائع رحيل الجازية عن زوجها الشريف بن هاشم (أو الشريف الهاشمي) وعودتها إلى قبيلتها. والملاحظ أن هذه القصة كان الهلاليون أنفسهم قد رووها للمؤرخ عبد الرحمن بن خلدون وأوردها في تاريخه الموسوم بالعبر، وهي نفسها القصة التي يرويها رواة سيرة بني هلال في مصر، لكن الرواية المصرية تتميز بالأداء الفني.
كما قص علينا “خالي عْزَيِّزْ” عادات بني هلال وتقاليدهم. وأكد أن هذه القبائل تركت أخلاق كريمة ومآثر حسنة، ولم يكونوا شرًّا كما يدعي البعض. وقدم لنا “خالي عِزَيِّز” تفسيرًا لبعض المسائل مثل سبب تسمية مدينة غدامس بهذا الاسم (تقع مدينة غدامس التراثية في الجهة الغربية من ليبيا على حدودها مع تونس والجزائر). حيث يذكر أن الهلاليين حطوا في هذه البقعة، وأنهم تناولوا طعام الغداء في “قصعة” كبيرة، وأنهم نسوا هذه القصعة عندما تركوها. وعندما سأل أحدهم عن القصعة، رد آخر: القصعة تكون حيث “غدا أمس”، فعُرِفت بـ”غدامس”.
يعد “خالي عزيز” راويًّا متميزًا لهذه السيرة التاريخية الشعبية، وقد لفت انتباهي وجود قصائد شعبية قديمة أنشدها أثناء أدائه. وعندما سألته عن مصدره لحفظ هذه القصص. قال إنه ظل يستمع لها من أشخاص كثيرين طيلة سبعين عامًا، ومعظمهم من النساء!
بعد أن اطلعنا على محتويات المتحف العجيب الذي يقتنيه “خالي عزيز”، والذي يحتوي على أدوات تقليدية مصنوعة من مختلف الخامات، جلسنا على مقهى، وأثناء الجلسة انتبه بعضهم إلى مجال اهتمامي بسيرة بني هلال. فأبدوا معرفتهم ببعض القصص. كما دار جدل بينهم على أصل الجازية الهلالية، حيث أصر أحدهم (محمد، 82 سنة) على أن أصلها من إفريقيا، وأنها زوجة الشريف الهاشمي الذي كان يقطن “صفاقس”، وأنها عادت إلى موطنها في إفريقيا، بعد أن رحلت عن زوجها وابنيها بحيلة دبرتها هي وأخوها “بوزيد”. وعلق أحدهم على تصريحات بابا الفاتيكان “بنديكتوس السادس عشر” التي حملت هجومًا على الإسلام، قائلاً: ألا يعرف البابا التاريخ، ألم يسمع عن الجازية الهلالية التي دعت ربها بأن يطيل رقبتها لكي تزن الكلام قبل أن يخرج من حلقها، فلا تجرح إنسانًا بكلمة قاسية، فما باله يجرح مشاعر الملايين من الناس في العالم؟! وتأكد إدراكي بأن لدى القاعدة العريضة (المهمشة؛ غير النخبوية) من الشعوب حكمة يمكن أن يتلوها على العالم الراهن، وأن لديهم معارف خاصة عن حياتهم التاريخية وأساليب عيشهم وتعلمهم.
جعلتني هذه الرحلة الميدانية السريعة أطمئن إلى وجود روايات شفهية متميزة لسيرة بني هلال في تونس، بالإضافة إلى وجود آثار بشرية لرحلة الهلاليين إلى تونس، تتمثل في بقايا منازلهم (قبائلهم، عائلاتهم) في مختلف أنحاء تونس، كما توجد آثار مادية ذُكر بعضها في روايات الرواة المصريين، لكن لم يتم الحفاظ عليها للأسف الشديد، مثال سور تونس وأبوابها. ولاتزال بقايا هذا الأثر موجودة حتى هذه اللحظة داخل مدينة تونس. وسوف نقوم بتوثيقه لاحقًا. ومن ضمن هذه الأبواب باب “الفلَّة”، والفلَّة هو شق في الجدار. حيث يُحكى أن أبا زيد الهلاليَّ أحدث هذا الشق عندما قفز بجواده فوق السور المجاور لباب الفلة. كما يوجد “قصر هلال” وهي مدينة تابعة لولاية المنستير، سميت باسم القصر الذي بناه أحد الهلاليين. وتذكر الشواهد الميدانية أن ثمة حكايات كثيرة حول هذا الأثر وعلاقة الهلاليين به. وهناك أثر مرتبط بحكاية للجازية الهلالية، عندما طلبها أحد اليهود للزواج. فاشترطت عليه أن يأتي لها بالماء في الهواء، بمعنى أن يوصل لها الماء عبر أنابيب مرتكزة على أقواس من زغوان إلى تونس، وتعرف هذه الأقواس باسم “الحنايا”، والحنايا هو اسم هذه الأقواس، ويمكن مشاهدتها في طريق زغوان، أو في باردو وسط تونس العاصمة. ومن المعروف حتى هذه اللحظة أن ماء زغوان من أكثر المياة عذوبة في تونس. كما توجد قرابة لهجية لغوية فريدة بين بقعة الصعيد في مصر وبعض بقاع الأرض التونسية، حسب ما تؤكده هذه الرحلة.
اتصلت بمصادر ميدانية أكدت أن ثمة ثراء ثقافي شفهي في منطقة الجنوب الغربي للجمهورية التونسية، حيث “توزر”، و”قبلِّي”، و”دوز”. ويقام في “دوز” مهرجان سنوي يسمى المهرجان الدولي للصحراء يحتشد بعدد كبير من رواة الشعر الشعبي الذين لهم صلة أكيدة برواية سيرة بني هلال، ورواية تاريخهم والأحداث التي عاشوها، ومنازلهم التي لاتزال باقية حتى اللحظة الراهنة.
من الملاحظ أن الرواة في تونس هم من كبار السن، مما يعني أهمية اللحاق بما يحفظون من آثار شفهية لهذه السيرة الشعبية المهمة، قبل ضياع ذاكرتهم بالموت أو بالنسيان.
كان وجودي في معية الباحث الكبير جلول كبير الأثر في نجاح هذه الرحلة الميدانية بوصفه عضوًا ينتمي إلى هذه البقعة وإلى أهلها. فضلاً عن معارفه الميدانية
المتميزة واهتمامه الخاص بفكرة اقتفاء “طريق الهلالية” عبر الرواة المجهولين، لاكتشاف الأثر الثقافي والتاريخي واللغوي والمادي لهذه الرحلة الهلالية الطويلة التي لم تحظ بما تستحقه من عناية، بحثًا وتوثيقًا.
كانت رمز “شجرة الزيتون” يكبر كل لحظة في عيوني، لم أتوقع تلك الدموع الحارة التي رطبت وجهي وأنا أمارس فعل التذكر بعد نهاية مطاف هذه الرحلة الممتعة والمكتنزة. الذاكرة لن تنسى الرحلة ومن صحبتهم فيها، كنت حريصًا على تسجيل هذه الذاكرة في الطائرة العائدة، وكتبت في جزء منها:
حقًا
كانت عيونكم المفتوحة أملاً في طريق لم يُعَبَّد.
وقلوبكم المفتوحة تاجًا لحلم يسافر في عروقنا.
وكانت الجامعة المفتوحة فضاء للعطاء الذي لا حد لفضائه.
لطريق الغابة والنيل والجبال والصحارى والوديان.
للنساء الحكيمات الخالقات لحياة بلا حروب وبلا إبادة وبلا استبداد.
للرجال العرَّافين العارفين المنصفين الخادمين للحياة.
كانت جامعة الريح التي تهب من الجنوب.
والروح التي تهب من عيون كورين.
وشعر كورين.
وخيال كورين.
وصمت كورين.