موقع أرنتروبوس

حوار مع الأنثروبولوجي ”عبد الرحمان موساوي”

الباحث الأنثروبولوجي ”عبد الرحمان موساوي” لـ ”الأثر”: المسجد فضاء يمكن أن يلتقي فيه المسلمون بغير المسلمين*

حوار مع الأنثروبولوجي ”عبد الرحمان موساوي"
الأنثروبولوجي ”عبد الرحمان موساوي"

عبد الرحمان موساوي من الأنثروبولوجيين الجزائريين الجدد الذين طرحوا السؤال على فضاء الصحراء وفضاء الثقافات الدينية المتحولة··

في الوقت الذي شرعت فيه في عملية التنسيق في مجال النشر ”مساجد، فضاءات، مؤسسات ونظم” ·· هل تعتقد أن يصبح المسجد أو أحد مكوناته محل استفتاء؟
بكل نزاهة، لا، نحن نعلم أن المسجد أصبح أحد الأشياء المراهن عليها، سواء في البلاد الإسلامية أو فيما يطلق عليها ببلاد ”الإسلام المغروس”· عملنا على بروز دور المسجد في أوروبا، لكن للأسف لن نحصل على كل النصوص القطيعية، الشخص المكلف بصياغة النصوص حول المسجد بفرنسا لم يف بوعده، لكن رغم هذا حصلنا على وثيقتين، واحدة حول مسجد بروكسل (بلجيكا) والأخرى حول مسجد باريس، توضح الوثيقة الخاصة بمسجد باريس الظروف والسياقات التي بزرت من خلالها هذه المؤسسة بفرنسا، أخذت الأسباب السياسية (لإحتفال بتضحيات جنود الإستعمار) تصب السبق على حساب الأسباب الدينية، تبين هذه الوثيقة أيضا قدم النقاش حول ما أسماه، جاك بيرك ”الإسلام الجاليكاني” سيقوم مسجد باريس بعدة مهام، سيعمل على إبراز ليس فكرة الإسلام بفرنسا فقط وإنما إسلام فرنسا، إنه نقاش قديم·أما فيما يتصل بالنص المتعلق بمسجد بروكسل، فإنه يؤكد على البعد العالمي لدور المسجد الذي هو عبارة عن فضاء يلتقي فيه النساء والشباب، وحتى غير المسلمين، مع بعضهم البعض، إنه المكان الذي تنشأ فيه مختلف شبكات التكافل (تضامن، تبادل)، كما أنه يعد المكان الذي تبرز فيه الجمعيات ذات النشاطات الثقافية والإجتماعية (رياضة، محاضرات، ندوات إلخ···) عادة ما كانت هذه الجمعيات بعيدة عن مهامها ولا يمكن الوصول إليها·

كيف تلخص، للجمهور العريض، أهم محاور الدراسة التي أعدها هذا العمل والتي تتناول المقاصد والرهانات التي يعول عليها الإسلام المعاصر في هذا العالم؟

أردنا أن نبين، من خلال هذا العمل، أن المسجد عبارة عن فضاء لممارسة الشعائر منذ ظهوره، تتغير هذه الممارسات حسب تغير الظروف، وهذا ما يجعل الأحكام الشعائرية تتسم بالقابلية للتأقلم مع المستجدات، أما إذا بقيت جامدة فإنها ستجعل من ممارسيها عبارة عن ”أغبياء” يطبقون الأحكام بشكل آلي لا مراعاة فيه للصيرورة التاريخية، فالإسلام بمؤسساته الإجتماعية، بعقيدته، ظل دائما متفتحا، متأقلما مع الأوضاع المستجدة عبر التاريخ، لأوضح أكثر، يتناول هذا العمل مختلف الأبعاد التي تستهدفها هذه المؤسسة (المادية، الرمزية، المؤسساتية)، واضعا إياها ضمن السياقات التاريخية والسيوسيو سياسية، فلدينا باروناما طويل يمتد من المغرب (الجزائر، تونس) إلى غاية الشرق الأدنى (الصين، اليابان، مرورا بالشرق الأوسط (مصر، لبنان) وأوروبا (فرنسا، بلجيكا) وإفريقيا ما وراء الصحراء (السنيغال)·

حاولت مختلف النصوص أن توضح أن المسجد ليس مكانا يقر فيه البعض تقاليد معينة وينكرها البعض الآخر، كما أنه ليس مكانا للتعصب الديني الذي أصبح اليوم أيديولوجيا·

ليس المسجد مكانا للتجمع والتجمهر كما توضح ذلك لفظة ”الجامع”، بإمكان المسجد أن يكون مكانا تناقش فيه مختلف القضايا الإجتماعية، بإمكانه أن يكون مكانا يلتقي فيه المسلمون بغير المسلمين، كما أنه يمكن أن يكون مكانا لمختلف النحل الإسلامية أيضا، فبالإضافة إلى جمعه للسني والشعي، بإمكانه أن يكون مكانا لمختلف الفرق الأخرى داخل المسجد نفسه، توجد حدودا فاصلة بين الرجال والنساء رغم أن هذا الفصل بين الجنسين ليس عاما (لا حدود بين الجنسين في المذهب الشيعي داخل المسجد) وذلك مهما كان رفض السنيين له· يختلط بالمسجد أيضا ممارسة الطقوس بالحركة التجارية، بعبارة مختصرة لا يستطيع المسجد أن ينأى عن صروف الزمن·

في المقدمة التي وقعت عليها رفقة زميلك فاريبا عبد الحق بينت أن المسجد ليس مكانا للعبادة فقط، فبعيدا عن كل ما هو متعلق بالدين، ما هي التأثيرات الدنيوية التي يمكن أن تلحق به؟ أليس التفريق بين ما هو دنيوي هو سبب المشاكل في العالم العربي والإسلامي؟
بالفعل، بالإضافة إلى دوره الثقافي، فإن المسجد هو عبارة عن مؤسسة إجتماعية من خلالها تنصهر وحدة المسلمين، فالمسجد، بالإضافة إلى كونه مكانا للعبادات، فهو أيضا مكان للمعاملات، فمن خلال المسجد تحدد القواعد الإجتماعية، ومن خلاله أيضا يسهر المجتمع على احترام تلك القواعد الإجتماعية· يواصل المسجد اليوم دوره في حفظ النظام الإجتماعي، راسما مرجعيات السلوكات الجمعية، وهذا يدفعنا إلى طرح قضية السياسة بأرض الإسلام تبين الدولة لمؤلف بيارات تسبب في حدوث نزاع مع مؤسسته التي تعتبر لإنتاج المعايير القانونية والإجتماعية·

إن العدالة والقانون اللذين يشكلان العناصر المنظمة للمؤسسة كان دائما إحدى الموضوعات التي كان المسجد يتناولها بالنقاش عندما تخضع الممارسات القانونية لمفاهيم المسجد، لن نعود في حاجة لمعرفة المكانة والدور اللذين يلعبهما المسجد·

فيما يتعلق بمسألة عدم التفريق بين الجانب الديني والجانب الدينوي، يجب أن ننظر إلى النموذج الفرنسي حتى ندرك أن ما هو دين وما هو دنيوي بإمكانهما التعايش فيما بينهما دون المساس بالحقوق الديمقراطية التي يتمع بها الفرد·

أفكر في بريطانيا وإسرائيل حتى لا يوجد لديهما مشكل في الإنتماءات الدينية عندما نفكر في الولايات المتحدة مقارنين إياها مع فرنسا التي تغرق بين ما هو ديني وما هو دينوي نكتشف أن الواقع بعيد عن النقاش الدائر· أصبحت أعياد رأس السنة (ميلاد المسيح، وسان سلفستر) تأخذ طابعا دينيا كما أصبحت العطل مرتبطة بالأعياد الدينية (عيد القيامة المجيد، الصفح، ميلاد المسيح إلخ··)

كانت هناك محاولة للدفع بالفرنسيين للعمل أحد أيام الإثنين والذي صادف أحد الأعياد الدينية فلم يستجب الفرنسيون لمثل هذه المجادلة، إذن، فعدم التفريق بين ما هو ديني وما هو دنيوي ليس حكرا على مجتمعنا·

في دراستكم ”المسجد في الجزائر ·· أوجه وممارسات جديدة”، تحدثتم عن شمولية الخطاب بالمساجد الذي يحد من خصوصيات المدارس الدينية ويحد من القطيعة الحاصلة بين السنة والشيعة· على أي أساس يبين هذا الخطاب الشامل؟ أليس نتاجا للفضائيات الدينية بدلا من أن يكون نتاجا للخطاب المسجدي ولخطاب الإمام الوطني؟

تقوم الفضائيات الدينية بشمولية الخطاب المسجدي، إنها مقتضيات العصر الذي نعيش فيه مع اختراع الليتوغرافيا خرجت العلوم الشرعية من أسوار المساجد فاسحة المجال للكتابة· إنتشرت الدراسات الفقهية كالمعيارالونيتريسي أو الوزاني بفضل الطباعة·

كان للمنسوخات الموجودة في الصحراء، كالخزانات الخاصة، الفضل في اتساع دائرة الخطاب المسجدي· بعد هذه القفزة من الشفوي إلى الكتابي مكنت تكنولوجيات الإعلام لقفزة ثانية متمثلة في الإنتقال من مجال النشر إلى المجال الإفتراضي·

فالإمام الوطني كما تسميه كان دائما ينهل من معين خارجي قبل أن يؤقلم معارفه مع الواقع المعيشي يجب أن نعترف بأن العربية السعودية تلعب دورا رياديا في هذا الشأن بفضل تواجد الأماكن المقدسة بها في مكة والمدينة·

بفضل البترول والبحبوبة المالية، إستطاعت العربية السعودية أن تتبوأ الصدارة بعد أن عرفت منافسة من قبل مصر جمال عبد الناصر، وعراق حزب البعث، في الستينيات تم افتتاح جامعة إسلامية بالمدينة المنورة لنشر مفاهيم إسلامية جديدة، بعد ثلاثة سنوات تم تأسيس الرابطة العالمية للدعوة الإسلامية، في السبعينات ثم تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي الكائن مقرها بجدة، إذن، تم تأسيس العديد من الهيئات لأهداف واضحة·

منذ الستينات لم تتوقف هذه الجامعة عن الترويج لمفاهيم جد خاصة لدى الطلبة القادمين من مختلف أرجاء العالم، موفرة لهم كل الظروف (تذاكر السفر، المنح، الإقامات إلخ··) أغلبية المنتمين إلى التيار السلفي بالجزائر إستفادت من هذه الإمتيازات من قبل الوهابيين، تتلمذوا على يد شيوخ مثل بن باز والعثيمين·

نلاحظ تعميم بعض الممارسات التي كانت مهملة في السابق كالرقية التي أضحت بمثابة علاج طبي، ماذا تعني عبارة ”الشفاء بواسطة القرآن”؟ ألا تساهم مثل هذه الدعوى في النكوص عن الحداثة؟
أصبح كل من الراقي والرقية واقعا لا يمكن نكرانه، فالرقية هي عبارة عن تقليد بائد تم إحياؤه من جديد، كنا بالمغرب العربي نعالج المرض بالقرآن، خاصة الأمراض التي تنسب إلى الشيطان، كان الرقاة يمنحون المرضى أوراقا مكتوب عليها آيات قرآنية، فيدخلونها في أقداح لتتحلل الكتابة بالداخل ثم يقوم هؤلاء المرضى بالشرب، أصبح القرآن المادة الأولى لمعالجة الأمراض غير أن طريقة العلاج تغيرت·

إن دل هذا على شيء فإنما يدل على عودة التقاليد في المجتمع، كما يدل أيضا على محاولة التأقلم مع الحداثة وفق التقاليد الإسلامية، بعض العلماء المسلمين يريدون أسلمة الحداثة، داعين إلى نظام خاص بهم، من بين هؤلاء العلماء المسلمين نجد علماء النفس الذين أقروا بشرعية التعاويذ كمقابل لنظريات علم النفس التي يعتبرونها نظريات غريبة لا يمكن تعميمها في جميع أنحاء العالم·

بنظر أصحاب هذا التيار، فإن الرقية هي إرث ثقافي وديني في نفس الوقت، مبررة علميا شأنها في ذلك شأن التحليل النفسي لأن الأمر يتعلق برجل أو إمرأة يقابلهما شخص يستعمل كلمات، فعلم النفس والتحليل النفسي بنظر هؤلاء هما عبارة عن إرث غربي يجب إعادة النظر فيهما أو محاربتهما·

فالرقية هي دليل قاطع على شعور ممارسها بعقدة تجاه الحداثة، إنها حقيقية مرجوة ومرفوضة في الآن نفسه· فإذا كانت أشكال الحداثة مرفوضة في الظاهر إلا أنها محبذة أيضا·

أذان الصلاة ينظم يوميا المجتمعات الإسلامية، غير أن بثه أصبح محل جدل، فمصر قررت توحيد الأذان حتى تحد من الفوضى، فهل يعد هذا مساسا بالعبادة؟ ما رأيك في قرار التلفزيون ببث الأذان بحيث أصبحت تقطع البرامج عند بثه؟ إلا أن قناة أجنبية شكلت الإستثناء عند نقلها لمباراة في الكرة القدم·

الأذان رمز من رموز الإنتماء شأنه في ذلك شأن رفع العلم، لذا فهو يبث كرمز، يقطع الأذان البرامج في التلفزيون لأنه له أهمية كبيرة، بعبارة ملخصة، الأذان دليل على توحد المسلمين، ودليل على تميزهم عن الآخرين، يوم المباراة كان الأذان حاضرا، لم نكن في حاجة إلى شيء آخر للتأكيد عل الروابط الوطنية·

لم يكن من السلطة سوى الإذعان لرغبة المواطنين، كانت المساجد يوم المباراة تقريبا مهجورة، يلجأ النادي إلى الإسلام لمداواة الجراح، ليس غريبا أن ترفع السلطات العمومية الراية التي تراها أكثر فاعلية·

للمسلسلات الدينية مكانة كبيرة خاصة في شهر رمضان، فهي تمد المشاهدين بمعلومات تاريخية قيمة، في مصر تسبب هذه المسلسلات في جدول صاخب مثل ”رجل الأقدار” (عمر بن العاص) حسب إيمان فرج تساءل الكثير ”قائلين” هل نحن بصدد خلق أساطير جديدة أم أننا بصدد فبركة حكايات جديدة؟

من المعروف أن العمل الخيالي هو عبارة عن إعادة كتابة للأحداث التاريخية بشكل أكثر حرية، فكما يقول المؤرخ برنار لوبتي دائما ”هناك حاضر للتاريخ”، فنحن نعيد كتابة التاريخ بناء على مشاكل الحاضر، لذا فنحن نظهر أشياء كانت مخفية، ونخفي أشياء لتوسع في أمر من الأمور، ونختصر أمورا أخرى، نخلق أشخاصا جدد، وعندما ننتهي من إنجاز العمل نلاحظ أنه قد استأثر باهتمام المتفرجين، الأمر الذي يمنعنا من التفكير في تفسيرات جديدة أخرى، لدينا أبطال قد شاخوا غير أننا نجد صعوبة في إعادتهم إلى شبابهم، فالمهمة صعبة·

البعض يريد أن يتراجع هذا العمل، إنه اكتشاف لمفارقة لم تكن معروفة كثيرا في جمهورية إيران الإسلامية، والهدف هو أن ينشط المسجد ضمن محيطه كمؤسسة، إنها مبادرة شعبية واجتماعية غير أنها تتسم بروح البيروقراطية، أليس مثل كهذا صفة يتصف بها الشيعة؟

بالفعل، فريبا عبد الحق الذي هو من أصول إيرانية يعترف بأن دور المسجد عند الشيعة يختلف عن دوره لدى السنة، فالقليل من المساجد تحتوي على صوامع، كما أنه لا تؤدى فيها الصلوات الخمس، فبعضها لا يفتح إلا لتأدية إحدى الصلوات، فالمساجد في مثل هذه الحال تفتح عند التأبين أو الندوات الدينية، فإذا كان عدد المساجد قليل، فإنه توجد هناك عدة أماكن أخرى للعبادة كالحسينيات أو التقيات·

الأذان غير منتشر في المدينة التي تضم طوائف اجتماعية تثير استغراب السنة من أهل المغرب مثلا، فالمساجد التي توجد بها مستشفيات أو صيدليات أو تعاونيات أو مطاعم أو مذابح أو ضيع أو متاحف أو مطابع أو أي مؤسسات صناعية هي نماذج كانت موجودة في الإسلام الديني، فلقد قامت الإمبراطورية العثمانية بترقية السليمانيات إلى مراكز دينية·

نلاحظ بمنطقة المغرب العربي أن الدولة قد بسطت سيطرتها على المساجد، لم يكن هذا سببا في الصدام مع الإسلام السياسي؟

شهدنا في الثمنينيات إنتصار الإسلام السياسي الذي شرع في احتجاجات ضد احتكار الدولة للرموز، في بداية التسعينيات قامت الدولة ببسط اليد على المجال الديني، حيث أصبح الإمام يعين ويتقاضى راتبه من الدولة، أما فيما يتعلق بالمساجد فقد خضعت لتوجيهات صارمة، وفي حالة مخالفة هذه التوجيهات تغلق· حاولت الدولة تأسيس إسلام وطني متحرر من سيطرة علماء السعودية والسلفية العالمية، فالمجلس الإسلامي الأعلى، مشروع المسجد الكبير، دار الإفتاء ·· كلها مؤشرات تدل على رغبة الدولة في السيطرة على المجال الديني·

كان ينبغي أيضا تأهيل وتقوية الزوايا التي برهنت على قدر كبير من التسامح والإنفتاح، ما أدى إلى دخول بعض الزوايا في صراعات مع السلفية، لماذا لم يقم هذا العمل بمقاربة في هذه الإتجاه؟
صحيح، بالفعل كانت هناك محاولة لتأسيس إسلام إقليمي يمثل المنطقة المغاربية، غير أن الإصلاحيين همشوه عند الإستقلال بحجم أنه إسلام تقليدي بائد، واتهمته السلفية أيضا بالعمالة للدولة التي تريد أن تأسس إسلاما وطنيا، كان يجب علينا أن نكتب مقالا بهذا الشأن، غير أن العمل كان مكرسا على المساجد وعن التنويعات التي يعرفها الإسلام، وليس حول منظمة المغرب العربي فقط·

الدراسة حول المساجد في بروكسل هي إحدى الوسائل للتعرف على مكانة الإسلام في أوروبا، وبصفة عامة في الغرب الإسلام، أو بالأحرى المسلمون اليوم أمام تحد مضاعف: الصورة التي يعطونها على أنفسهم في تلك المجتمعات· هل التجربة السويسرية تدل عى انسداد تاريخي يتمثل في رفض هذه الدولة ”للأندلس الجديد” على أرضيها كما يسميها جاك بارك؟

أصبحت سويسرا محيرة حقا على أكثر من صعيد، من جهة تدعي الحياد، ثم تجد نفسها تدق صفارات الإنذار ضد الإسلام· إن بلاد طارق رمضان أصبحت مثالا للإسلام الأوروبي حيث يطالب المسلمون هناك بحق المواطنة والإستفادة من الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الآخرون، نتمنى أن يكون هذا الذي يحدث عبارة عن سحابة صيف، وأن تصبح سويسرا إحدى الأندلسيات الجديدة·

بين تناقضات الإستشراق ودحض إدوارد سعيد له، هل نستطيع أن نأمل في بحث متجدد في العلوم الإسلامية يقوم به باحثون ومفكرون مغاربة في بلدانهم وخارج بلدنهم؟

لم يهتم كثيرا الباحثون المغاربة بعلوم الشرع الإسلامي، لدينا مفكرون في مجال الفكر الإسلامي إلا أنه ليس لدينا علماء في الشرع، لقد تم التخلي عن هذه العلوم ليحل محلها الإستشراق في الماضي ·· لأن يفرض الجزائريون والمغاربة والتونسيون أنفسهم في عدة مجالات، سواء بالعلوم الإنسانية أو العلوم الإجتماعية، تناولوا الإسلام كعلم مدروس بدون مجاملة لا أحد في هذا المجال كان خطاب المدح هو المهيمن بدلا من الخطاب النقدي·

*أجرى الحوار: عبد المجيد كاوة

المصدر: الجزائر نيوز

Exit mobile version