تقع الهند في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة آسيا، وهو مجتمع له سمات خاصة من العادات والتقاليد، وتحتوي على مظاهر شتى من المتناقضات في كل الأمور. فتجمع بين شدة الثراء وشدة الفقر والمستوى الباهر العجيب من التحف المعمارية الفخمة وكذلك العشوائيات ـ بل من لا يجد العشوائيات يجد بأرضها العديد من المعتقدات الغريبة التي يؤمنون بها حتى الآن في عصر الذرة والتكنولوجيا. ولذلك نمر في أرض الهند للتعرف على ما يحتويه هذا المجتمع من غرائب في المعتقدات والعادات والتقاليد والظواهر الشائعة.
الموضوع
العقيدة في الهند
يوجد العديد من الديانات الباطلة في الهند، ولكن أبرزها “الهندوسية” ومعتقدهم هو أن هناك ثالوثا إلهيا يشمل: “براهما”، “فشنو”، “شيفا”، فهو إله واحد بثلاثة أسماء تطلق عليه حسب فعله في الكون، فهو “براهما” حين يكون الخالق المبدع، وهو “فشنو” حين يكون الحامي، وهو “شيفا” حين يكون المدمر، وهو يصور على هيئة إنسان له أيد كثيرة تشير هذه الأيدي لعمله في الكون وقدرته وامتداد هذه القدرة، و”فشنو” يتضمن شخصيات بشرية يدخل بها بين الناس ليحميهم من الشر، ومن هذه الشخصيات “راما”، “كرشا”، وقد صبغت حولها الملاحم الشعرية وفي المعابد الهندوسية يدخل الفقراء يقرعون الأجراس عند الدخول والخروج ويبتهلون ويصلون ويمسحون جباههم في الأرض، وهي معابد “لراما” و “كرشا”. وتماثيل الآلهة مصنوعة من الجبس الملون، وحولها الشموع والبخور، ويكثر حولها القرود المألوفة تأكل الأطعمة التي يقدمها الزوار.
ويوجد بداخل المعابد أيضا البقر، يتعبدونه ويتبركون به ويقدمون للزوار كؤوسًا مليئة بالحليب المختلط ببول البقر ليشربوه، أما معابد الأغنياء فهي فخمة نظيفة وتماثيلها من العاج مزخرفة بالذهب، والبقر في الشوارع يسرح ويمرح يأكل من خضراوات هذا وفواكه ذاك من البائعين والجوالين دون أن يعتدي عليها أحد، وقد تسبب عرقلة في حركة السيارات، ولكن لا بد من انتظار السيارة حتى تمر البقرة، ويمكن أن تصدم السيارة رجلاً فقيرًا، ولكن لا يجوز أن تصدم بقرة، ويوجد نحو “200” مليون بقرة تسرح في الشوارع الهندية، وهي من الإناث ولا يجوز الانتفاع منها بشيء؛ لأنها مقدسة، وكذلك الفئران، وإن سببت مآسي للفقراء في المحاصيل، وإن نهشت الأطفال الصغار فماتوا.
السيخ: من الديانات الأخرى البارزة في الهند، و”السيخ” يتميزون بالثراء، فمعابدهم نظيفة وغنية بديكوراتها، وكل فرد من السيخ ينتهي اسمه بـ “سنغ”، ويجمعون الذهب فوق قباب المعابد، وأغلبها طليت بما يزيد عن 60 كجم، والسيخ لا يحلقون أي شعر في أجسامهم ورءوسهم. ولكنهم يختلفون عن الهندوس في أنهم متعاونون، ولهم جمعيات تساعدهم على العمل والكسب ويعلمون التجارة والشركات ويستعملون الهندوس في خدمتهم.
الناحية الاجتماعية
ينقسم المجتمع في الهند إلى طبقات وهو تقسيم حاد فيوجد من يرتفع مستواه المادي كأغنى دول العالم، ومن لا يجد قوت يومه، ويعتقد الهندوسي أن آلهته قسمت المجتمع إلى طبقات، فالأولى العليا هي “البراهمان” خلقها الإله “براهما” من رأسه، وهي تضم المعلمين والكهان، والحكام، أما الطبقة الثانية “الكشاشري” خلقها من صدره وهي تضم المحاربين، ورجال الأعمال الكبار، والثالثة “فيثيا” خلقها من بطنه تضم المزارعين ،وأصحاب المهن الحرة ،و الطبقة الأخيرة “الدنيا شودر” وخلقها الإله من باطن قدمه وهي طبقة منبوذة خارجة عن رحمة الإله يعذبها الإله لارتكابها المعاصي في جيل سابق، ولا أمل لها في الارتفاع إلى طبقة أخرى إلا من خلال رحلة التقمص الممتدة عبر الأجيال.
وهم يسكنون محطات القطارات التي لا تصل في مواعيدها، فمنهم المتسولون المنبوذون العراة الذين يطاردون الناس المارة يستعطفون بوجوههم المتعبة الذابلة التي حفر الفقر بها أخاويد وتجاعيد وتشوهات، وكذلك المجذمون، ولا يوجد من يهتم بتوعيتهم لواقعهم لإزالة الفكرة الراسخة عندهم بأن الآلهة لا تقبل أن تتغير حياتهم.
أما السيخ فهم يتميزون بالمستوى المادي المرتفع والعمل بالأعمال التي تجلب الأموال ومساعدة من لا يجد فرصة عمل.
لباس المرأة:
في الألبسة المميزة في العالم هو لباس المرأة الهندية، ويسمى. “الساري”، وهو عبارة عن قطعة قماش طولها 16 مترا يلف على الجسم بطريقة معينة، وهو يكشف جزءا كبيرا من الجسم، بالإضافة إلى الساري ترتدي المرأة بلوزة قصيرة وتنورة مشدودة بمطاط. وفي الشتاء تصنع المرأة فوق الساري بطانية من الصوف تلف حول الرقبة لتغطي جزءا كبيرا من البدن.
تناول الطعام:
لا يتم تناول الطعام بدون أن تباركه الآلهة، حيث يحمل الطعام للمحراب الموجود في المنزل وفيه تمثال يمثل إله الأسرة حول شموع مشتعلة وبخور مشتعل لتطيب الجو، ودور هذه الآلهة هو حماية البيت طوال اليوم، وقد يحتاج للراحة فينقلونه لمكان آخر ينام فيه، وبعد أن يقدم الطعام للإله يخرج الفرد ويعود بعد عشر دقائق ويحمل الطعام لغرفة المائدة، فالآلهة قد باركته وأكلت منه لقيمات.
الزواج والمهور
عملية الزواج عند السيخ تقوم على تفاهم عائلتي الشاب والفتاة، وقلما يخرج شاب عن هذه القاعدة وإلا تعرض لغضب الآلهة، وكبار السن يتمسكون أكثر بهذه التقاليد، ولكن ليس هناك أهمية للفوارق الطبقية.
أما الزواج في الهندوس: فهناك قوانين لا يمكن الخروج عنها تمنع تداخل الطبقات التي حددتها الآلهة، فقد يتزوج رجل من طبقة عليا فتاة من طبقة أقل، ولكن لا يحدث العكس فالقانون يسمح للطبقات العليا أن تفعل ما تشاء، ولكن الطبقات الدنيا مقيدة، وينتشر عادة خطبة الولد للبنت منذ الطفولة أو الميلاد.
حفلة العرس:
العرس عند الهندوس يكون ضخمًا حيث يقام سرادق تبث فيه أغاني هندية مسجلة للمطربين، والمدعوات من الأقارب والمعارف يضعن الأساور والعقود ويطبقن أيديهم بالحناء المخصصة لذلك، ويرتدين الساري الحريري. والعروس تكون بالداخل تجهزها أمها وأخواتها قبل وصول العريس، فبعد الاستحمام تطلى اليدان والقدمان بالحناء، وتبدأ والدتها بوضع الماكياج وإلباسها الساري، ثم تضع الأقراط في الأنف والأذن والخلاخيل في الرجلين.
في حين يقدم العريس على حصان مزين يرتدي عمامة خاصة في مقدمتها ريش طاووس وزمردة وعقد حول رقبته وأمامه طفل صغير كرمز لاستمرار النسل، وفي مقدمة الموكب فرقة موسيقية، وأمام حصان العريس حلقة رقص تضم بعض أقربائه وأصحابه حتى يقترب العريس ببطء من السرادق، فينزل على منضدة مخصصة له، فتضع أم العروس الحناء على جبهته، ثم يأتي باقي النساء كذلك ويقدم له أهل العروس “جوزة هند” كدليل على عذرية العروس، وكذلك رزمة مال وهدايا أخرى صغيرة، وتقترب العروس حانية الرأس دليل على الطاعة، ثم تقدم له إكليلا من الزهور، وهو يقدم لها إكليلا آخر، ويتم ربط طرف الساري بعمامة العريس ويدور وهي خلفه حول نار في وسط المصطبة، ويوجد كاهن يتمتم ويقرأ ويرش الماء المقدس عليهما، وبعد تناول الأطعمة المعدة للضيوف يتم شرب القهوة مع مشاهدة عرض كوميدي بين رجلين يتنافسان في الرقص الطريف، ثم يرحل العريس بعروسته في اليوم التالي، ومعه أحد إخوة العروس؛ حيث يقيم عندهم يومين ثم يليه أخوه الآخر كتقريب للعائلتين.
تقام السرادقات الضخمة على حساب والد العروس الذي يدفع كل مصاريف العرس ويفرش البيت دون أن يجبر العريس على دفع شيء، وكذلك والد العروس هو الذي يقدم المهر والعريس فقط يتسلم العروس ومعها كل لوازم البيت مما يكون ثقلا على كاهل من عنده أكثر من بنت.
“الدوشار”: من الاحتفالات التي يقيمها الهنود، حيث يجتمعون حول تمثال ضخم له قاعدة من الورق المقوى تحوي داخلها مفرقعات، وهو عبارة عن رجل ضخم “روان” يقال إنه كان ملكًا ظالمًا انتصر عليه الإله “راما” في مثل هذا اليوم من آلاف السنين، و”الدوشار” هو اسم ذلك اليوم، وتحكي الأسطورة أن “روان” خطف “ستيا”، وأراد أن يرغمها على الزواج به، ولكن “راما” انتصر عليه بمساعدة آلاف القردة.
وفي ذلك اليوم يحرق الهندوس ثلاثة تماثيل: واحد للملك “روان” وتمثالين لأخويه اللذين ساعداه، وبعد الحرق يبدأ إطلاق الأسهم النارية الملونة، ويستمر الاحتفال مع أنغام الموسيقى والأبواق والطبول، ثم يتجمع الناس ويمشون في الموكب الموسيقي، وتمثال الإله “راما” يرتفع فوق الرؤوس.
الحيات: من الظواهر الغريبة المرعبة في الهند هي انتشار الحيات بكثرة؛ حيث يوجد في الهند 3120 نوعا، أخبث هذه الأنواع توجد في أرض “تاكا”، فإذا هبت الريح من جهة “تاكا” قتلت الحيات من تمر به؛ لذلك يهجرها أهلها أيامًا معلومة إذا هبت الريح، ثم يعودون بعد ذلك.
الانتحار بالغرق: من الظواهر المنتشرة في الهند الانتحار؛ فيقدم الهندي ليغرق نفسه في خور فإذا تخوف استأجر من يغرقه، فإذا بدأ في تغريقه فخاف مرة أخرى لا يعفيه بل يظل يغرقه حتى الموت.
حرق الجثة: عند وفاة شخص يتم وضعه وسط الأخشاب وإشعال النار فيها، فتحترق الجثة وهذا يعتبر تكريم الميت عندهم، ولإثبات ولاء الزوجة (الأرملة) يتم حرقها معه.
الخاتمة
كانت هذه جولة في بلاد الهند تتعرف فيها على أهم سمات هذا المجتمع، وما فيه من غرائب.
المراجع .
http://www.islamonline.net/discussio…68590&tstart=0
http://forum.te3p.com/21950.html