الطقوس كما يعرفها علماء الانثروبولوجيا الاجتماعية هي مجموعة حركات سلوكية متكررة يتفق عليها أبناء المجتمع وتكون على أنواع وأشكال مختلفة تتناسب والغاية التي دفعت الفاعل الاجتماعي أو الجماعة للقيام بها.
لكن لاصطلاح (طقوس) ثلاثة استعمالات مختلفة، الاستعمالان الأولان يؤكدان على الطبيعة الرمزية للطقوس، أما الاستعمال الأخير فيعرف الطقوس بالنسبة للعلاقة بين الواسطة والغاية التي تكمن في السلوك الاجتماعي.
وتبعاً للمعايير الطقوسية فإننا نشاهد استعمال الطقوس في التصرفات السحرية والدينية وفي بقية أنواع التصرفات التي تقرها العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع. يقول البروفسور أم. دوكلاس بأن الطقوس تحل محل الدين في معظم النظريات والكتابات الانثروبولوجية طالما أن المقصود بها هو التصرفات الرمزية المتعلقة بالأشياء والكائنات المقدسة للشعوب البدائية. لكن رادكلف براون في كتاباته الانثروبولوجية يمتنع عن استعمال مصطلحي سحر ودين كما استعملها فريزر ويمتنع أيضاً عن استعمال مصطلحي مقدس وشرير كما استعملها اميل دوركهايم، ويستعمل بدلاً عن هذه المصطلحات اصطلاح القيم الطقوسية الذي استعمله لأول مرة في علم الانثروبولوجي.
وفرضيته حول الطقوس تنص بأن القاعدة الأساسية للطقوس هي تطبيق القيم الطقوسية على الأشياء والحوادث والمناسبات التي يمكن اعتبارها بمثابة الأهداف ذات المصالح المشتركة التي تربط اعضاء المجتمع الواحد أو تمثل تمثيلاً رمزياً جميع الأشياء التي تستند على تأثير السلوك الرمزي بأنواعه المتعددة. إذن يمكن اعتبار فرضيته حول الطقوس بأنها فرضية عامة للرموز لها تأثيراتها الاجتماعية المهمة. والطقوس حسب آراء رادكلف براون هي حدث رمزي يعبر عن قيم اجتماعية مهمة.
أما العالم الانثروبولوجي الاسكتلندي وليم روبرتسن سمث فأنه يعتقد بأن الطقوس الدينية هي أشياء تعبر عن آراء يمكن تمريرها من شخص لآخر ومن عصر لآخر دون إحداث أي تغيير فيها. كما يمكن التعبير عن جميع الآراء التي لا تدخل في إطار الخرافة أو العقيدة المتحيزة بالتصرفات الطقوسية، ويعتقد العالم ليج Leach بأن الطقوس هي نوع من أنواع السلوك الاجتماعي له صفة رمزية تنعكس في الشعائر والممارسات الدينية وأحياناً يعبر عنها في سياق العادات والتقاليد، كما توضح الطقوس حسب آراء العالم ليج معالم التركيب الاجتماعي إذ تحدد أنماط العلاقات الاجتماعية المتناسقة بين الأفراد والجماعات. الطقوس إذن ليست نوعاً من أنواع الحدث وإنما هي وسيلة إعلامية تعبر عن أنواع الأحداث والتصرفات الاجتماعية وذلك لخاصيتها الإعلامية البارزة.
ويقوم العالم كودي Coody بتحليل الطقوس عن طريق دراسة العلاقة بين واسطة وغاية الفعل الاجتماعي، فيقول بأن الطقوس هي نوع من أنواع السلوك ذي المقاييس المتوازنة والتي لا تكون العلاقة بين واسطته وغايته جوهرية أي أن العلاقة بين واسطة وغاية السلوك الطقسي هي علاقة غير منطقية ولا عقلية. والسلوك الطقسي يتمثل بالحدث السحري أو العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي يعبر عنها بالرموز السلوكية.
………………………………………….. ……………………….
متعلقات
الطقوس المصرية القديمة في التعامل مع الموت(1)
كان قدماء المصريين يعتقدون في الحياة الآخرة. ويرجع ذلك إلى طبيعة البيئة المصرية القديمة والفترات الطويلة من التأمل في الظواهر الطبيعية؛ خاصة في شروق الشمس وكأنها تولد، وفي غروبها وكأنها تموت: ثم بزوغها من جديد في اليوم التالي. وهكذا رأوا أن الموت امتداد للحياة وأن الحياة امتداد للموت. وكانت التعاويذ والقرابين وسائل تعين المتوفى في المرور بسلام إلى الدار الآخرة. وكانت متون الأهرام والنقوش على التوابيت وكتاب الموتى مجموعات من تلك التعاويذ والنصوص الدينية. وكانت التعاويذ أيضا وسائل لتحقيق الأمان والبركة للمتوفى؛ يحملها معه إلى القبر. واتخذت التمائم أشكالا مختلفة للأرباب وللمقدسات؛ مثل زهرة اللوتس والجعران (الجعل). و كان تحضير المقبرة يبدأ قبل وقوع الوفاة بوقت كبير. وكانت عملية الدفن بالغة التعقيد والطول؛ إذ كان تحضير المقبرة يبدأ قبل وقوع الوفاة بوقت كثير. وكانت الجدران تطلى وتنقش بمشاهد يومية ودينية، وتجهز بالأثاث، وتسجل الدعوات على الجدران. وكانت توضع الأطعمة والأدوات المختلفة داخل المقبرة. ولأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون بأن التحنيط أساسي في العبور الآمن من عالم الأحياء إلى الحياة الآخرة، فإن الموتى كانوا يدفنون على ذلك النحو. وكانت عملية التحنيط الفعلي تستغرق نحو سبعين يوما. وكان جسد المتوفى ينظف ويطهر طقسيا، لكي يبدأ الرحلة إلى العالم الآخر. وكانت الأعضاء الداخلية تزال وتوضع في أوعية تسمي بالأواني الكانوبية؛ باستثناء القلب. وكان جسد المتوفى يحمل في موكب جنائزي؛ يحضره أقاربه وأصدقاؤه، وكذلك نادبات محترفات تبكينه حتى يصل إلى المقبرة.وكان قدماء المصريين يعتقدون بأن روح المتوفى تسكن مومياءه. وكانت الروح “الكا” هي جوهر الإنسان مثل القرين، وكانت تبقى بالمقبرة وتتقبل القرابين بها. وكانت الروح “البا” حرة الحركة؛ داخل وخارج المقبرة. وكان قدماء المصريين يعتقدون بأن الطقوس التي تؤدى، كانت تطلق “البا” و”الكا”؛ لكي تتجولا في العالم الآخر بل وتخرج الى عالم الأحياء. وبعد الفراغ من الطقس، كان جسد المتوفى ينزل إلى المقبرة؛ مع الأثاث الجنائزي. وكانت توضع بعض الأدوات حول التابوت: مثل العصى والأسلحة والتمائم وأدوات العمل فى الحرف المختلفة. وكانت المقبرة تغلق في النهاية، ثم يغادر الجمع المودع للمتوفى. ولكنهم كانوا يعودون لزيارة المقبرة في العطلات والمناسبات الخاصة؛ لتقديم القرابين للمتوفى وقراءة الأدعية والصلوات والتعاويذ. أحب قدماء المصريين للحياة؛ لدرجة أنهم حرصوا على الاستمرار في التمتع بها، حتى بعد الوفاة. ومثل تلك الطقوس المعقدة في عملية الدفن، كانت جزءا من تقبل الموت. وكان كبير كهنة المعبد يغتسل أولا، ثم يدخل إلى قدس الأقداس وبعد تطهير وحرق البخور وينثر ملح النطرون ، ويقوم بوضع الحلي والجواهر على التمثال؛ ثم يقدم القرابين إليه. ثم يعاد تمثال المعبود إلى التابوت الخشبي، ويغلق التابوت: إلى وقت خدمة تقديم الطقوس التالية. وكانت تجري الاحتفالات بالمعابد في مناسبات عديدة بطول السنة. وفي عصر البطالمة ، فكر بطليموس الأول في تأسيس ديانة جديدة تضم الأرباب المصرية والإغريقية؛ فيتعبد إليها الإغريق في شكلها الإغريقي ويتعبد إليها المصريون في شكلها المصري. وكان أحد الأرباب الجدد “سيرابيس” الذي بني له معبد بالإسكندرية. وفي العصر الروماني، بدأت مصر في الدخول في طور جديد من الديانة والعبادات؛ عندما بدأت المسيحية في الانتشار عبر أقطار عديدة في النصف الثاني من القرن الأول للميلاد. ودخلت المسيحية في كفاح طويل مع الوثنية، وكانت لها مدارسها غير الرسمية لتعليم الديانة الجديدة؛ إلى أن اعترف بها رسميا في القرن الرابع. وانتشرت الرهبانية، فرديا في البداية، ولكن القديس أنطون كان رائدا في تأسيس أول حركة رهبانية جامعة. وبدأ المسيحيون في تنظيم أنفسهم؛ لإعلان الديانة الجديدة التي اعتنقها المصريون. وفي عهود حكم ولاة المسلمين، ظهر تقدير المصريين لعقيدة الإسلام أفضل ما ظهر؛ في روح التسامح والتفتح. ففي بعض الأقطار الأخرى، تغلب مذهب واحد فقط؛ ولكن انتشرت بمصر المذاهب الأربعة الكبرى بين المسلمين جنبا إلى جنب، في سلام و انسجام.
سادو(2)
سادو (باليابانية = طريق الشاي) أو طقوس الشاي هي مجموعة من الطقوس والشعائر التي يتم القيام بها أثناء تقديم الشاي. تأثرت هذه الشعائر بمذهب زن البوذي الياباني.
يعتبر القيام بهذه الطقوس اليوم من الهوايات المحببة في اليابان وعبر العالم. يقوم بعض من اليابانيين المهتمين بثقافتهم بتلقي دروس خصوصية في الـ”سادو”. يتم القيام بالطقوس الخاصة بتقديم الشاي في غرفة خاصة ذات طابع تقليدي ياباني، وتتواجد هذه الغرف في بعض المعاهد الثقافية كما يقوم بعض الأشخاص بتخصيص غرفة خاصة في بيوتهم لهذا الغرض.
تتألف الطقوس من عدة شعائر يتوجب على الذي يؤديها حفظها عن ظهر قلب. يتم فيها وصف كل الحركات التي يجب القيام بها، ويشمل ذلك الحركات الدقيقة لليد. يقوم المضيف بتحضير الشاي، ويقدمه لاحقا للضيف. ويستعمل الشاي الأخضر المسمى ماتشا (抹茶)، ويتخذ هذا النوع على شكل مسحوق أخضر يستخرج من أوراق الشاي المجففة.
اكتشاف أقدم موقع لممارسة الطقوس الدينية(3)
اكتشف علماء آثار نرويجيون ما يمكن وصفه بأنه أقدم موقع لممارسة الطقوس الدينية التي عرفها الانسان القديم، وهو ما قد يغير الاسس التي ارتكزت إليها معارفنا حول التاريخ الانساني. وكان معظم العلماء يعتقدون حتي فترة قريبة بأن تاريخ ممارسة الانسان لطقوسه أو شعائره الدينية في أوربا لا تعود لأكثر من 40 ألف سنة، ولكن الاكتشاف الأخير لهذا الموقع في أفريقيا يعني بأن هؤلاء ربما كانوا مخطئين. وقالت مساعدة البروفوسور في جامعة أوسلو كولسون وزملاؤها في فريق البحث إن اكتشاف موقع العبادة في شمال غرب بوستوانا يشير إلي أن الانسان العاقل ربما بدأ بممارسة الطقوس الدينية في أفريقيا قبل نحو 70 ألف سنة. وتوصل علماء الآثار إلي هذا الاكتشاف خلال بحثهم عن مستحثات يرجع تاريخها إلي العصر الحجري الوسيط في تلال بصحراء كالهاري المعروفة باسم ” تلال تسوديلو” والتي اكتسبت شهرة واسعة بسبب احتوائها علي أكبر لوحات صخرية في العالم.
حركات وطقوس(4)
يلجأ الانسان تلقائيا او بصورة موروثة الى استخدام بعض الحركات او العلامات بواسطة اليدين ووضعية جسمه او تعابير وجهه او ملابسه في بعض الطقوس لكي يعبر عن مشاركته الفعلية في اجراء الطقوس ، جماعية ام فردية . فهي عبارة عن وسيلة وعامل مساعد للتعبير عن علاقة الانسان بالحي العظيم ( مسبح اسمه ) وكلما كانت هذه الحركات والعلامات والرموز والوسائل متناسقة ومنتظمة جاءت معبرة عن معنى لاهوتي . فنحن نشاهد المندائيين ورجال الدين عند قيامهم بالبراخة أو الطقوس الدينية الاخرى يقومون بالغطس بالماء ويمدون أذرعهم ( كما في المصبتا عند أداء القسم ) وأحيانا اخرى يقومون بالانحاء ، حيث يبتغون من ذلك التقرب من الخالق ، روحا وجسدا ، ويرددون كلمات تعبر عن حضورهم أمام الخالق العظيم ( مسبح اسمه ) هذه الرموز والحركات ليست وليدة الأمس ، وليست بدعة جماعة معينة في زمن محدد بل نراها مغروسة عبر الحقب الزمنية المختلفة ، لأنها مرتبطة بالطقوس ، مرتبطة كجزء لا يتجزأ من الفرد المندائي أثناء أدائه الطقس . لذلك لا يمكن لأي شخص كان ان يغير أو يجتهد أو يضيف في هذه الحركات إلا رجال الدين . هذه الملابس التي ترتدى في الطقوس والحركات والرموز التي يؤديها المتعبد بانتظام ووقار ليست كافية لتعطي الطقس بعده ومعناه الحقيقي وليست كافية لتؤدي الاتصال مع الخالق ، دون ان يكون للروح فيها دور بارز ومهم وحاصل على حيز كبير جدا من الطقس ، فان الحضور الفكري والصدق فيه والتركيز على فحوى الكلمات المستخدمة يولي الطقس معناه العميق ويرتقي بالمؤمن الى اقرب ما يمكن من الخالق . ان الهدوء الروحي والسكينة الداخلية ، تساعد الانسان على ان يتسامى في عالم روحاني عذب ، عالم الحي العظيم ، فبقدر ما يتلخص الجسم من تشنجاته الجسمية وتوجهاته المادية ، بقدر ما يندمج في عالمه الروحاني ليخلق نوعا من الاتصال ما بينه والخالق العظيم .
الطقوس والشعائر
يتجه الصابئة المندائيون في صلاتهم وفي ممارسة الشعائر الدينية الأخرى نحو جهة الشمال وذلك لكون عالم الأنوار (الجنة) في هذا المكان المقدس منن الكون الذي تعرج إليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود الى جوار ربها, ونستدل على اتجاه الشمال بالنجم القطبي جغرافيا وتوصي الديانة الصابئية المندائية بالصدقة (المادية والمعنوية) كما إنها توصي بالصوم الأكبر وهو الامتناع عن نحر الحيوانات والامتناع عن تناول اللحوم في أيام معدودة من السنة وعددها ست و ثلاثون يوما وتؤكد على الزواج (بما في ذلك رجال الدين) الذي يتم خلال سلسلة من الطقوس الدينية يقوم بها رجال الدين وبحضور شهود وجمع من الناس في احتفالية يسودها الفرح والطقوس التي تجرى تؤكد قدسية الزواج وثباته وصيانة العهد بين العروسين والدعاء لهما بحياة مثمرة ومستمرة وتتلخص الطقوس بما يلي
الصبــاغة (التعميد) والغرض منه هو تطهير العروسين جسدا ونفسا وهما بالملابس الدينية البيضاء (الرستة)
أداء قسم الإخلاص أمام الرب (م – أ) وملائكته وكل الحاضرين
شعائر تكميلية ترمز إلى المشاركة في بيت جديد وتشير إلى الخصب والنماء و الإنجاب
اساطير ومعارك
طرائف وملامح طقوس الحرب(5)
لقد تعامل الانسان مع فكرة الصراع والحرب وصنع تاريخه، فكانت له طقوسه قبل وأثناء وبعد تلك الحروب. على مر التاريخ حاول الانسان التعبير عن تلك الحروب والتعامل معها حتى قبل أن يعرف الكلمة المكتوبة. وهو ما تجلى فى فنون الكلمة من أساطير وملاحم التشكيل وفنون الحركة من رقص وايماء وكذلك بفنون الموسيقى والايقاع.
مازالت جدران الكهف الشهير “التاميرا” باستراليا يحفظ لنا أول ما سجله الانسان بريشته: ذلك الثور المقوس الظهر والبطن.. أقوى ثور رسمه الانسان حتى الآن. كما كانت منحوتات الآشوريين لأسود قوية بمرحلة أكثر تقدما. وان حلت مصارعة الثيران محل مصارعة الاسود فى مرحلة متقدمة والى الان، الا أن قبائل “ماساي” الافريقية تجعل من قتل الاسد احتفالية لها طقوسها المتميزة، مثلما أصبح “المتادور” فى أسبانيا الان رمزا لكل البشر يذكرهم بأجدادهم أيام مصارعة الاسود وحروبه الصغيرة.
في التراث الشعبي لأمم الحضارات القديمة، تجنح المثولوجيا الهندية (البراهما) الى مزاج حربى حاد.. حيث يمجد الحرب ويزكى الصراع من أجل انتصار الانسان والحياة في نهاية الامر.
أما الميثولوجيا الصينية فتجنح فى معظمها الى ازكاء السلم، ربما بتأثير التعاليم البوذية المضادة لمفهوم الحرب. كان “كونفوشيوس” يقول:
“الجنرال العظيم حقا هو الذى يكره الغزو وليس حقودا انفعاليا”.
لقد جرت العادة فى كل الحضارات المعروفة على توافر بعض الطقوس المشتركة، كأن يتم تقديم القرابين الكثيرة قبل وبعد المعارك وبعد الانتصار. المدهش أن بعض القبائل والأمم القديمة تقدم القرابين من الأسرى وجزء من الأسلاب التي يحصلون عليها.. وغالبا ما يتم ذلك وسط فرحة وتهليل أفراد الشعب وتحت أغطية أبخرة البخور وشذى العطور داخل المعابد أو خارجها وفى حضور رجال الدين والقادة.
الطريف أن بعض الأمم المتقدمة مازالت طقوسها القديمة وبقدر مدهش من التفاصيل. فقد عرف عن اليابان أن يطلب القادة أثناء الحرب العالمية الثانية من الطيارين الشبان الذين يتقدمون تطوعا للمشاركة فى الغارات الانتحارية المعروفة باسم – غارات الكاميكازي – بالحضور عشية الرحيل فى محفل جنائزي.
كانوا يلبسون اللون الأبيض الذى هو لون الحداد ويتنازلون رمزيا عن كل ما يملكون على الأرض. وفى اليوم التالي وعلى أرض المطار يتسلمون صندوقا أبيض اللون يمثل المرمدة التى تعد احفظ الرماد – رماد الموتى بعد حرقهم على حسب تقاليدهم فى حرق الموتى – بعدها يصعدون الطائرة لتنفيذ تلك المهمة الانتحارية!
في دراسة انثربولوجية لقبيلة “شاكو” الهندية بقلب امريكا الجنوبية، رصد العلماء ما يمكن أن نعتبره جملة من الطقوس التى يتبعها طرف ما قبل وأثناء وبعد المعارك فى العديد من المناطق بالعالم القديمك. ان قوام حياة القبيلة يعتمد على الحروب سواء بالاغارة على الجيران أو ردا على غارات القبائل المتجاورة.
قبل الهجوم، ترسل القبائل بعض الشباب لجمع المعلومات ودراسة نقاط الضعف والقوة عند القبيلة الآخرى.. وهو ما يمكن أن نطلق عليه الان بفنون الاستطلاع الحربى. ثم يتم اتخاذ قرار الحرب وتحدد الخطة.. حيث يقسم الشباب الى مجموعات صغيرة بقيادة أحدهم. وتبدأ عملية الاخفاء والتمويه.
وفى ليلة اليوم الاول لبداية الحرب يمضونها فى الرقص والغناء والموسيقى الحماسية على الاتهم الايقاعية. أهم ما يهتمون به هو دهان أجسادهم ووجوههم باللون الاحمر (لون الدم). وفى تلك الليلة ايضا لا تبخل السيدات بجهدها فى طهى أشهى الاطعمة، وتقديم الشراب وكأنها ليلة عرس!
أثناء المعارك يتقدم قادة المجموعات ولا تنتهى المعركة الا بالموت أو الانتصار.كما لحظ العلماء أن الرايات تلعب دورا هاما فى المعارك وأن اللون الأبيض هو لون الانتصار. الطريف أن تلك القبائل لا تعرف فكرة الاحتلآل ويكتفون بالغنائم وجمع الاسرى حيث يكلفون بانجاز الاعمال الشاقة فيما بعد.
لعل توزيع الغنائم من أكثر الطقوس شيوعا فى الحروب القديمة. بينما عرفت بعض القبائل والحضارات القديمة أن معيار تقسيم الغنائم على المحاربين هو عدد الأسرى أو عدد الأيدى المقطوعة من الأعداء!، عملت بعض الأمم الآخرى أكثر رقيا على الاستفادة من من هؤلاء الأسرى كقوة اقتصادية.
بمضى الوقت تعدلت فكرة توزيع الغنائم على المحاربين. ففي الحروب العربية بعد الاسلام.. أمر الخليفة عمر بن الخطاب كبح جماح الجنود لأن واجب الجهاد كان يناديهم فى كل مكان.رفض تقسيم الاراضى بينهم، ومنعهم من احتراف الزراعة حتى لا يميلون الى الرخاء والتقاعد عن الحرب.
انتهت فكرة توزيع الغنائم الان، وأصبحت الانواط والنياشين المرشوقة على الصدور بدلا عنها!
يبقى النظر الى الجانب الأخر وما هي طقوس المنهزم؟
ان الاحساس بالخزي والقهر والاحباط يجعل الجيوش والشعوب المنهزمة على حالين..الاستكانة أو الانتفاضة. وما بين الحالتين تنجلى معادن الأمم وتعمل القرائح. فما كانت خدعة حصان طروادة الا شاهدا عمليا على مر التاريخ.
وتسجل صفحات التاريخ كيف كانت نهاية القادة الاقوياء بعد الهزيمة. قديما كانت بعض القبائل تحفر المقابر الجماعية لدفن أنفسهم بعد الاحساس بقلة الحيلة. ويروى “هانز لينج” الذى عمل فى خدمة “هتلر” عن اللحظات الاخيرة قائلا:
“كان سيدي قد قتل صباح اليوم كلبه «بلوندي»، قبلها استدعاني الفوهرر وقال:
“لينج.. عندي امر خاص لك. لقد قررت أنا وفراو براون أن نموت معا..”
وهكذا كانت البداية والنهاية والطقوس في زمن الحروب!
عبادة الشيطان :العقيدة و الطقوس (6)
الطقوس :
وهي علي ثلاث مجموعات نوعية :
المجموعة الأولي :
الطقوس الجنسية .
المجموعة الثانية: طقوس الرحمة ( لمساعدة الآخرين علي التحرر من القيود التي تسبب الألم و تتمثل هذ1ه القيود في النوازع الأخلاقية )
المجموعة الثالثة : طقوس الغضب ( بتقديم الأضحية وهو في الغالب إنسان أظهر العداء لكنيستهم أو أحرق دور العبادة المنافسة ، أو حتي جزء من ممتلكات أسرته !
من أهم طقوس عباد الشيطان نبش قبور الموتى ، فالعبث بالجثث و إخراجها من قبورها له دلالات طقسية لديهم ؛ و قد تم التحقق من إقامة هذا الطقس في مصر من قبل مجموعة من شباب منحرف يحاكي عبدة الشيطان الغربيين؛عندما انتهكوا إحدى مقابر الكومنولث ؛ و حدث أيضا في دولة الكيان الضهيوني عندما اكتشف آثر عبث تم لقبر أحد الجنود ؛ أثبت التحقيق أن من ارتكب هذا هم أتباع الشيطان من اليهود ؛ و كما تعدد رصد مثل هذه الجرائم في أمريكا و بلدان أوربا ؛ وكان أوثقها ما حدث في فرنسا بتاريخ 9 يوليو عام 1997 ؛ عندما تقدمت عجوز ببلاغ للشرطة مضمونه أنها أثناء قيامها بزيارة قبر زوجها في مقابر طولون ؛ اكتشفت أمرا بشعا ؛ كانت أحدي المقابر مفتوحة و الجثة ملقاة خارجها وقد غرس فيها صليب مقلوب ، و نتيجة للتحريات استطاعت الشرطة الفرنسية القبض علي فتاتين مراهقتين و شابين في العشرين ارتكبوا هذا الجرم ؛ و قد اعترفوا أن الدافع لارتكاب هذا الأمر هو الرغبة في الالتحاق بجماعة لعبادة الشيطان تشترط للموافقة علي قبول أعضاء جدد أن يمارسوا هذا الطقس
و يتم طقس انتهاك حرمة الموتى باحتفال خاص ، و لا يقل ممارسة لكل شيطاني عن ثلاث مرات كل عام ؛ و للمخلص منهم ممارسة زيادة عن هذا العدد لكن علي أن تكون الزيادة قابلة للقسمة علي رقم 6 .
و لصلواتهم مناسك خاصة ؛ فتقام في الليل ، لاعتقادهم أن الشيطان لا يقبل الترانيم مع ظهور أول ضوء ؛ و لا يمارسون عبادة نهارية غير قتل القطط و تلطيخ أجسادهم بدمائها ؛ وهي نوع من الاستعداد للصلوات الليلية .
تبدأ الطقوس الليلية : الصلاة الصغيرة : بإشعال النيران وسط حلقة مستديرة في وسطها نجمة خماسية ــ في مصر كانوا يرسمونها نجمة سداسية ؛ ربما لترسيخ احترام احترام الشعار الصهيوني في وجدان أتباع الشيطان ــ ثم يتم إشعال عدد من الشموع السوداء من مضاعفات رقم 6 و هنا يخلع المصلون ( من الجنسين ) الجزء الأعلى من ملابسهم ، ثم يبدأ الكاهن في ترتيل ما يسمي بالمفاتيح السبعة و هي عبارات يتم بها استحضار الشيطان أو أحد معاونيه و يتم ذلك كله مع تعاطي المخدرات .
وعندما يبدأ ظهور تأثير المخدرات علي الموجودين ؛ يأمرهم الكاهن بان يشبكوا أيديهم بعضهم ببعض ؛ وتبدأ ما يعرف عندهم بالرقصة الحمراء المقدسة ، و لا تنتهي هذه الرقصة إلا بتساقطهم الواحد تلو الآخر ، ويبقى الكاهن مستيقظا للنهاية مستمرا في قراءة تعاويذه وطلاسمه الشيطانية .
و هم يعتقدون أن الشيطان يتصل بالنائمين المخدرين ؛ ويسمونها نومة الصلاة !؛ و قبيل بزوغ الفجر يبدأ الكاهن ( يسمونه المركز الحي) في إيقاظهم بالتتابع بادئا بمن سقط أولا ؛ حتي تتكافأ فرص الاتصال بالشيطان ــ علي أن يتم إبدال الكاهن ( المركز الحي ) كل ثلاث أيام ( وهي المدة بين صلاة صغيرة و أخري) ليأخذ الكل فرصته في الاتصال .
القداس الأسود : وهو من أهم طقوسهم ، ويقوم علي نفس فكرة القداس المسيحي ، ولكن بشكل معكوس ، ويعتقد اتباع الشيطان أنهم عندما يشرعون في القيان بهذه الشعائر فوق الأرض يبدأ الشيطان ممارسة نفس الطقوس تحت الأرض ، و يرجعون الهدف من ممارسة هذا القداس وشعائره هو رغبتهم العارمة في إرضاء سيدهم ( الشيطان) ، أما هو فيفعل ذلك لأنها تجلب له السعادة!.
تبدأ طقوس القداس الأسود : الصلاة الصغري أي بترتيل المفاتيح السبعة ؛ ثم رقصة الخلاص ( مع تناول المخدرات و الخمور ) ثم يخلع الجميع ملابسهم و يقف الكاهن في منتصف الدائرة الشيطانية ، وتتقدم إحدى العضوات ــ مختارة سلفا ــ لاستكمال الطقس ( تبدأ ممارسة جماعية للجنس بكل أشكاله الطبيعبة والشاذة ) و تكون الفتاة هي مركز هذه المماسرات حتي يصل الجميع لذروة النشوة ؛ هنا تتعالي صرخات الكاهن و يتبعه الجميع بترانيم للشيطان ؛ حتي يترك لهم الفتاة المركز و لا يأخذها لمضاجعتها تحت الأرض ، وهو أمر لايقرره إلا الكاهن لأنهم يعتقدون أنه الوحيد القادر علي الاتصال المباشر بالشيطان ؛ فإذا قرر أن الشيطان يريد الفتاة ليضاجعها فيعلن ذلك الكاهن ويتم بالتضحية بالفتاة المسكينة و دفنها لتصل إلي فراش الشيطان السفلي !
والغريب أن هذا الطقس يتم في جو من السعادة و الجميع يحسد الضحية ؛ لأنها ستنال شرف مضاجعة معبودهم ؛ و يلقنونهم أن قمة إخلاصهم للشيطان هو أن يتمنوا أن يكونوا في مكانها حتي الذكور منهم ؛ فالشذوذ الجنسي فضيل من فضائل هذه النحلة يسعي جميعهم للمارستها !
الأماكن المفضلة للإقامة الطقوس : وهي المقابر و فوق أشلاء الجثث وفي الأماكن الموحشة ( في مصر كانوا يفضلون وادي الريان بصحراء الفيوم ) و الأبنية المهجورة ( كما كان يحدث في قصر البارون ) ــ وعقاب من يتطفل عليهم الإيذاء الجسدي الذي قد يصل إلي القتل ــ وتذكر السيدة نفيسة عابد الصحفية بمجلة أكتوبر أنها رأت في أمريكا مناطق يمتد نفوذ مثل هذه الجماعات فيها حتى أن الشرطة لا تستطيع اختراقها و لا حماية أي مواطن يدخلها عن طريق الخطأ .
الأزمان المفضلة لعبادتهم الشيطانية : يفضلون الشيطانين أيام معينة مرتبطة بمناسبات تاريخية شريرة من وجهة نظرهم ؛ مثل عيد الأشباح الأمريكي ( الهيلويين ) الذي يحتفل به في آخر يوم من شهر أكتوبر ؛ حتى أن الشرطة الأمريكية تحذر في مثل هذه الأيام الأسر التي تتواجد بالقرب من أماكن تجمع الشيطانيين و تحثهم علي الانتباه لأطفالهم وحيواناتهم ، كما يعتبر الشيطانيون يوم ميلاد الشخص هو عيده المقدس الأعظم لهذا الشخص ، والذي يعتبر يوما مفضل لإقامة الطقوس .
الغليون المقدس أهم الأدوات التي تستخدم في الصلاة(7)
تسمى الخيمة التي تستخدم لممارسة الطقوس الهندية (الصلاة) بلغة شعب لاكوتا [1] ب (إينيبي). وبالانكليزية تسمى بسويت لادج . انظر النماذج الأربعة من رقم واحد لأربعة عن الإينيبي.
وهي خيمة صغيرة الحجم طول قطرها حوالي 3 أمتار وارتفاعها عن الأرض في الوسط حوالي متر ونصف المتر وهي دائرية ولها مدخل واحد عبارة عن باب صغير لا يمكنك دخول الخيمة منه إلا زاحفا ولهذه دلالة تفيد تذلل الإنسان لخالقه أثناء دخوله للخيمة أو الإينيبي وعليه أن يدخلها من دون لباس ما عدا بنطلون قصير، مثل الشورت، أشبه بكلسون طويل كتعبير عن حالة من الخشوع للخالق عندهم . يوجد في مدخل باب الخيمة دائرة ترابية موضوع عليها ما يحتاجونه خلال طقوسهم وهو ما يلي:
القسم العلوي من رأس البافلو –سكالف- (انظر نموذج رقم خمسة)، والبافلو حيوان مقدس لديهم (انظر نموذج رقم 6) ولكنه لا يعبد كما تتوقعون بل يقدسونه، فقد كانوا يعتمدون عليه في حياتهم حيث يأكلون لحمه ويستخدمون جلوده وعظامه وكان اعتمادهم عليه كبيرا جدا. وعلى أعلى رأس البافلو غليون طويل محشو بالميرمية الأمريكية ويوجد رزمة من الحشائش وقرون غزال وأشياء أخرى صغيرة. انظر نماذج من الغلايين المستخدمة والميرمية نماذج من 7 إلى 13. بعيدا عن الخيمة بحوالي عدة أمتار يوجد نار يتم فيها تسخين الأحجار التي تستخدم في الطقوس وبجانبها نار أخرى عليها وعاء يتم تجهيز الأكل فيه، حيث يتم تناول طعام الغذاء بعد ممارسة الطقوس بشكل جماعي وهو واجب وليس اختياريا.
كان أول سؤال تبادر إلى أذهاننا ووجهناه لمضيفينا : هل هذه الطقوس التي تمارسونها اليوم هي نفسها التي يمارسها كل من نسميهم الهنود الحمر في الولايات المتحدة ؟ وكان الجواب لا. فهم يمارسون طقوسا تتشابه من حيث الإيمان بالخالق المطلق الذي يسمى بلغة لاكوتا ب واكان تنكا أي الروح العظيمة.
بعضهم يتشابهون في طقوسهم وآخرون يختلفون بعض الشيء لكن تبقى طقوس الخيمة أو السويت لادج أو الإينيبي هي الإطار الأكثر شهرة وانتشارا بينهم بغض النظر عن الاختلاف في الجزئيات الأخرى .
الدخول للخيمة يكون بشكل عراة ، عراة من ملابسهم ما عدا الشورت القصير، ويجلسون على الأرض أي التراب بدون سجادة أو أي شيء آخر ، يريدون أن يكونوا أمام الخالق عراة كما خلقهم، يجلسون على التراب ـ الأرض ـ التي يعتبرونها أمهم ويجلسون بشكل دائري حسب الخيمة.
كنا 19 شخصا داخل الخيمة أو الإينيبي كما يسمونها نجلس بشكل متلاصق لبعضنا بعضا ولا يوجد فراغ سوى دائرة صغيرة تركناها في الوسط علمنا فيما بعد أنهم سيضعون فيها الحجارة الموضوعة بالنار .
نحن لا نعبد النار أو البافلو أو الغليون ـ قالوا لنا ـ نحن نعبد الخالق ويسمونه بالانكليزية Creator الذي أشرنا له سابقا، واكان تنكا Wakan Tanka بلغة شعب لاكوتا أي الروح العظيمة reat Spirit .
بعد أن دخلنا جميعا وكنا شبه عراة مثلهم، بدأ الشخص الجالس في القسم الشرقي من الخيمة أي بجانب الباب بالتحدث، حيث بدء قوله:
إننا هنا للتعبد وللتكفير عن ذنوبنا ولنشكر الخالق على نعمه التي أنعمها علينا .ثم أكمل كلامه قائلا : بعد قليل سوف نعيش جوا حارا جدا مؤلما، ألمنا يزرع فينا حب الخير للآخرين خارج الخيمة لنشعر معهم. ثم أكمل: الخالق دعانا للتسامح وللمغفرة . عندما يصادف الواحد منكم شخصا آخر ليبتسم في وجهه ويلقي عليه التحية فقد تكون هذه التحية وهذه الابتسامة سببا في تخفيف معاناة ذلك الشخص وألمه. وتكون قد حققت تعاليم الخالق بيننا. إن أساء لك أحدهم فلا تحقد عليه، سامحه فقد غفر لنا الخالق الكثير من ذنوبنا.
بعد ذلك أتى الشخص الملكف بالخارج ببعض الميرمية ومررها علينا بدء من الشخص الجالس في الشرق لنشمها ثم نعيدها.
بعدها أعطاه الغليون الطويل المعبأ بالميرمية فاستلمه الشخص الجالس في الجهة الشمالية الذي بدأ يحدثنا عن الغليون بأنه من الرموز الدينية التي بها يمارسون طقوسهم تقربا من الخالق ـ سنشرح ذلك لاحقا ـ وبالنسبة لشعب لاكوتا يعتبر الغليون أهم رمز ديني أثناء ممارسة الصلاة. قال لنا المتحدث: الغليون ليس مجرد رمز ديني ، إنه إحساس داخلي فنحن نحشوه بالميرمية التي هي أحد النباتات التي أنعم بها الخالق علينا وعندما ندخنها ونرسل الدخان للأعلى فنحن نرسل معه صلواتنا ودعواتنا .
لم يشعل الغليون في المرة الأولى لكنه كان يمرره من شخص لآخر كان كل منا يحمل الغليون من الرأس ويترك القصبة للجهة الأخرى وفي تلك الأثناء يدعو الواحد ما شاء من الدعوات للخالق ليستجيب له.
بعد أن انتهينا من الغليون أعاده الشخص الأخير بجانب باب الخيمة للشخص الواقف في الباب حيث وضعه فوق رأس البافلو الموجود في مدخل الخيمة ثم بدأ بمساعدة شخص آخر بإحضار الأحجار من النار وعددها أربعة حسب الاتجاهات الأربعة، كانت الحجارة أشبه بكرة نار حامية.
الشخص المكلف خارج الخيمة بنقل الأحجار لداخلها يضع الحجر في مدخل الخيمة ثم يقوم أحد الأشخاص المكلف بداخل الخيمة بحمل الحجر بقرني غزال ويضعه في وسط الخيمة قريبا من أرجلنا ولما سألنا لماذا قرون الغزال: أجاب لا لشيئ لكنها غير ناقلة للحرارة. قبل نقل أي حجر كان الشخص المكلف من داخل الخيمة يفرك قاعدة الغليون في الحجر ويمرر حزمة من الميرمية على الحجر لتنطلق رائحتها في الخيمة ثم ينقل الحجر للوسط وهكذا تم نقل الحجارة الأربعة وثم تم إدخال سطل من الماء ثم أغلقت الخيمة تماما، بحيث أصبحت حالكة السواد من الداخل لا نستطيع أن نرى شيئا ولا حتى أصابع اليدين اللهم الا لون الحجارة الحمراء والتي تشبه كرة حمراء أو شمسا ساعة مغيب.
بدأ أحد الأشخاص الرئيسيين في الحلقة بصب الماء على الحجارة وهو يتحدث بكلمات لا أفهمها تتعلق بتعبدهم، فبدأ البخار الحار يتصاعد ليزكم أنوفنا ويزيدنا حرارة، وبعد فترة أصبحت الخيمة نارا حامية لم أستطع أن أتحملها خصوصا من جهة الوجه فوضعت بشكيرا على وجهي كانوا قد أحضروه لنا لعلمهم على ما يبدو أن بعضنا لن يستطع الصمود، ورغم ذلك كنت أشعر أنني سأفارق الحياة نهائيا فبدأت أدعو الله أن يخرجني سالما ولم أستطع أن أركز ما قالوا. تحدث أربعة منهم واحد من كل اتجاه شرق، غرب، شمال وجنوب . تحدثوا عن الإيمان والتطهر وتحمل الألم للشعور مع الناس.
بعد ذلك بدأوا يغنون أغانيهم الدينية ويقرعون الطبل وهي من الطقوس المهمة في عبادتهم وسنتكلم عن الطبل في ديانات الهنود الحمر لاحقا. درجة حرارة الإينيبي تجاوزت الخمسة وستين مئوية أي أكثر من 150 فهرنهايت وهو ما حذرونا منه مسبقا وطلبوا منا التوقيع على تعهد أننا نعرف ذلك حتى لا يذهب أحدنا إن تضرر ويرفع قضية ضدهم .
مدة الصلاة أو الطقوس حوالي الساعتين تتوزع على أربعة مراحل حسب الاتجاهات الأربعة في الدنيا. بقينا في المرحلة الأولى في الخيمة حوالي نصف ساعة كدت خلالها أختنق فعلا ولا أدري كيف استطعت أن أصبر حتى نهايتها وعندما فتح باب الخيمة وبدأ الهواء يتسلل إلى أنوفنا شعرت بأنني ولدت من جديد وبدأت أنتظر لحظة الخروج لكن أحداً لم يخرج فسألت فقيل لي إنها المرحلة الأولى وسوف يتلوها ثلاثة مراحل مشابهة لكنهم قالوا لي وقد عرفوا ما أريد أن بإمكاني الخروج، فخرجت زاحفا لا ألوي على شيء لأنتظر صديقيّ حتى انتهاء الصلاة .
لا تختلف الجولات الأخرى عن الأولى سوى أن حجارة جديدة يتم إضافتها في كل مرة لتضيف للخيمة حرارة جديدة، وفي الجولة الرابعة يتم إدخال الغليون بعد أن يتم إشعال الميرمية فيه حيث يقوم المتحدث ببدء تدخين الغليون (شفطة واحدة لكل شخص) وينفخ الدخان في الهواء وهو يدعو الخالق له ولأولاده وأسرته الخ، فالدخان المتصاعد حسب قناعاتهم ينقل دعواتهم للأعلى للخالق وعندما جاء دور الفلسطيني قال في دعائه: أدعو الخالق أن يحمينا ويساعدنا ويساعد الشعب العراقي والفلسطيني في التغلب على الرجل الأبيض الذي قتل الهنود الحمر. فصفقوا له طويلا .
بعد انتهاء الطقوس الدينية يخرج الجميع زاحفين كما دخلوا ليرشوا عليهم الماء كأنهم تطهروا وعادوا للحياة من جديد. ثم يوزع الأكل على الجميع وبذلك تكون قد انتهت الصلاة.
علماء: طقوس “بوذية” قد تزيد من انتشار أنفلونزا الطيور(8)
تحذيرات من عادة إطلاق الطيور ضمن بعض الطقوس البوذية
أعرب عدد من العلماء عن خشيتهم من أن تؤدي بعض العادات الدينية المحلية في جنوب شرق آسيا، إلى معاودة فيروس أنفلونزا الطيور انتشاره عبر ممارسات غير مقصودة، وذلك بعد اكتشاف طيور نافقة مصابة بالمرض في أحد الأسواق الشعبية المكتظة في هونغ كونغ.
جاء هذا التحذير بعدما ثبت للعلماء أن هذا النوع من الطيور يعيش في المنطق النائية، ويتجنب الاقتراب من البشر، الأمر الذي يرجح أن تكون تلك الطيور قد تم إطلاقها أثناء القيام ببعض الطقوس الدينية البوذية، التي يتم خلالها تحرير المئات من الطيور لتحسين قوة الـ “كارما.”
وقد دفعت تحذيرات العلماء، إلى قيام حملة رسمية واسعة للحض على تعليق النشاطات الدينية، التي قد تولد مخاطر صحية، سيما وأن لهونغ كونغ اعتبارات صحية خاصة، حيث شهدت المدينة أول ظهور لحالات أنفلونزا الطيور عام 1997، وقد خلّف المرض ذلك العام ستة وفيات بشرية، كما أجبر السلطات على إتلاف 1.5 مليون طائر.
وقد أكدت التحقيقات أن الطيور التي تم العثور عليها، قد تم إحضارها من الصين خصيصاً لاستخدامها ضمن طقوس دينية محلية، حيث كشفت التحريات أن أكثر من 48 مجموعة بوذية في المدينة، قامت بعدة طقوس خاصة، يتم خلال كل واحد منها إطلاق ما يزيد على 3000 طائر.
وقدر المتابعون عدد الطيور التي تم إطلاقها خلال تلك الطقوس في العام 2006 وحده، بما بين 400 و 600 ألف طائر، وفقاً للأسوشيتد برس.
………………………………………….. ….
1- موقع مصر الخالدة
2- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
3- جريدة (الزمان) الدولية – العدد 2559 – التاريخ 2/12/2006
4- عدي سلام جاني/ أتحاد الجمعيات المندائية
5- السيد نجم/ ميدل ايست اونلاين
6- محمد عثمان جبريل/ مدونة اكتب
7- عادل سالم / الموقع الشخصي للشاعر عادل سالم
8- موقع CNN