“أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” لـ ناثانيال تارن.. الأنا هو الآخرون

يمكن القول إنّ كتاب “أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” (2022)، لمؤلِّفه الشاعر والأنثروبولوجي ناثانيال تارن، ينطلق من مقولة مفادها أنَّ الأنا آخر، متجاوزٌ للحدود القومية واللغوية والدينية، أو بالأحرى الأنا آخرون، ذلك أنّ الآخر الذي صار يسكن الذات ويعاود صناعة هُويتها هو أمكنةٌ وأزمنةٌ ولغات وأشخاص وغداءات وأَعشية وعلاقات وطفولة وشباب وكهولة وحِرف يدوية وضروبُ إبداعٍ شتّى ورصد لجمال الطبيعة وجمال مخلوقاتها. فالذات، في النهاية، هي ابنة الحياة، والحياة إذا ما عيشت بحرية وانفتاح على الجهات كافّة وعلى المجهول في العالَم، الذي يعاود تشكيلنا وينجبنا من جديد، فإنّها تصبح أكثر غنىً وتحضُّراً.

إقرأ المزيد“أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” لـ ناثانيال تارن.. الأنا هو الآخرون

خطوات المنهج الإثنوغرافي

اثنوغرافيا
التسجيل الإثنوغرافي

ما هي الاثنوغرافيا؟…. وما خطواتها؟….. وهل الإثنوغرافيا علم أم ليست كذلك؟…. وماذا نقصد بالمنهج الإثنوغرافي؟…. وبماذا تختلف الإثنوغرافيا عن مصطلح الإثنولوجيا؟….. ما هو موقعها من البحث الانثروبولوجي؟……

تعني الإثنوعرافيا الدراسة “الوصفية” لأسلوب الحياة ومجموعة التقاليد، والعادات والقيم والأدوات والفنون، والمأثورات الشعبية لدى جماعة معينة، أو مجتمع معين، خلال فترة زمنية محددة….. إذن يتحدد مفهوم الإثنوغرافيا –اكاديمياً- بأنه: الوصف الدقيق والمترابط لثقافات الجماعات الإنسانية….

إقرأ المزيدخطوات المنهج الإثنوغرافي

نظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو

محمد بقوح

عناصر أولية تمهيدية
ثمة علاقة جدلية بين الفكر الغربي الحديث ، كفعل تنظيري بجميع ألوانه و تياراته ، و كيفية ممارسته لمفهوم السلطة ، كمفهوم ثقافي و عملي ، هذه الممارسة التي تجاوز بها هذا الفكر الطرح التقليدي و البسيط ، الذي كان سائدا و مهيمنا في الفترة السابقة عليه ، و المرتبط خصوصا بكل ما هو اقتصادي و إداري و سياسي ، في وقت ارتقى فيه هذا الطرح ، إلى مستوى أكثر فعالية و عقلانية و حداثية ، و ذلك بتحيين المنحى المنهجي  و المعرفي العميق لمفهوم السلطة ، و محاولة ربطه ربطا محكما ، بكل تجليات و تمظهرات جسد المجتمع ، كبنية متماسكة تعتبر وجوهها الرمزية و المخفية ، أهم و أخطر بكثير من واجهاتها المادية و الظاهرة .
و تجدر الإشارة ، إلى أن هذا التحول النوعي ، الذي شهده التعامل و البحث في مفهوم السلطة ، جاء نتيجة طبيعية لتضافر العديد من العوامل السوسيو اقتصادية و السياسية و الثقافية و الحضارية ، التي كان لها الدور الأساسي و الأكبر في تطور الواقع الغربي المادي المعيشي و الحضاري في جميع ميادين المجتمع الغربي ، سواء تعلق الأمر بالواقع

إقرأ المزيدنظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو

ستروس : إنني أعيش في عالم لم اعد أنتمي إليه

ترجمة: مدني قصري


لم يكن كلود ليفي شتراوس يرغب في حديثٍ مطول يلخص فكره وحياته المهنية، لكنه شاء بمناسبة “سنة البرازيل في فرنسا” أن يعود بنا إلى علاقته مع “في بلاد غابات الجمر”.

ففي العام 1935 وصل وهو ما يزال استاذا شابا في التاسعة والعشرين من العمر، إلى ساو باولو، ثم توغل في اعماق ماتو غروسو في قلب الاقاليم الهندية التي خطا فيها خطواته الأولى على طريق الأمركة americanism.

هذه الفترة من الدراسة الميدانية التي تابعها حتى العام 1939، هي التي شكلت القاعدة الأساسية للبناء النظري الذي قامت عليه انثروبولوجيته البنيوية.

بعد إقامة طويلة في الولايات المتحدة، اصدر العام 1955 “مدارات حزينة” التي بدأها بجملة ما لبثت ان صارت مشهورة: البرازيل بلد يمثل أهم تجربة في حياتي على الاطلاق بحكم بعده عنا، وبحكم التناقضات ما بين هنا وهناك، وبحكم كونه هو الذي رسم مصير تجربتي المهنية الاساسية.

إقرأ المزيدستروس : إنني أعيش في عالم لم اعد أنتمي إليه

سيميائية الفضاء وتعقل المشكلات المدينية

د.شهاب اليحياوي– تونس


دعنا نتّفق أوّلا ، قبل استدعاء مختلف مقاربات الفضاء ، على شبه أو تغييب عديد حقول البحث العلمي لمفهوم الفضاء ، لا فحسب ضمن علم الإجتماع بل أيضا لدى غالبية علماء الإقتصاد مثلما علماء النفس . يبدو الاهتمام بالفضاء غائبا أو إن سجّل حضوره فلا يتعدّى العرضي والهامشي . ذلك أنّنا لم نجد تخصيصا لمجال تعريفيّ بمفهوم الفضاء والفضاء الإجتماعي ضمن عدد هائل من البحوث الإجتماعية والحضرية بالخصوص نظرا للعلاقة الترابطيّة بين إثارة المديني وإستدعاء مفهوم الفضاء وحتّى إن وردت في البعض منها فإشارة لا تعميقا (1) . وهي ذات الملاحظة التي وقف عليها كلّ من : بيارمرلان و فرنسواز كواي في معجمهما (2)
تشكّل المقاربة السيميائية للفضاء أهمّ المنطلقات النظرية التي يستوجبها البحث الإمبريقي الذي ينشد إستقراء الفضاء المديني وكيفيات شغله من قبل الفاعلين الإجتماعيين وإنعـكاساته على متعدّد أصعدة تمظهر المدينة . وينكشف الفضاء في مدلوله السيميائيّ كمنظومة علامات يقتضي لدى أوستكوفتسكي إستدعاء مقولة الإستعمال أو الإستخدام الذي يقيمه الفاعل للفضاء الذي يحتلّه ويشغله . فمعنى الفضاء وهذا هو المهمّ يستدلّ عـليه لدى فايري أيضا عبر ومن زاوية الممارسة الإجتماعية للفضاء . يدعو فايري الى مقاربة الفضاء ضمن سيميائيّة متمفصلة في منظومة دلالة . فالفضاء  ” لا يعني البحث إذا لم يكن دالاّ من زاوية ممارسة إجتماعية وإن لم يكن دالاّ لشخص ما ” (3) ولعلّ وجهة النظر المعيّنة التي يجب أن يتّجه التحليل السيميائي للفضاء إليها التي يتحدّث عنها تابوري هي ذاتها التي يؤكّد عليها إتّجاه فايري أي الممارسات التي تحدث داخل هذه الفضاءات التي يقاربها تابوري كأمكنة مجرّدة أين يمكن للسيميائيّ أن يصف الأشياء الحقيقيّة لكن في علاقتها ببعضها . هذه العلاقات وبالمثل دلالة الفضاء السيميائي هما معطيان للتحليل من زاوية الممارسات داخل الفضاءات أو الأمكنة . فلفضاء ما ” هنالك ممارسة إجتماعيّة ” (4) .

إقرأ المزيدسيميائية الفضاء وتعقل المشكلات المدينية